موقف فاطمة الزهراء عليها السلام في المحشر
غير خاف انّ غاية الشرف بين مبدء الإنسان ومنتهاه التشابه بين هذين الحدّين لا اُريد بذلك الركود عن الترقّي إلى الكمال ضداً لما يقتضيه ناموس التكامل المودع في الأشياء كلّها ، لكنّي اُريد أن أقول انّ من صيغ من عنصر القداسة و من أرفع درجاتها يتعذر تصوير التفاوت بين مبدئه وختامه وإن كان من الممكن تصوير الترقي فيه بالنسبة إلى احتفاف العوارض به ، وعلى هذا فسيّدتنا الصدّيقة الزهراء حيث اشتقها المولى سبحانه من نور قدسه وجعلها حلقة الوصل بين السفارة العظمى والولاية الكبرى وزانها بالعصمة عن كلّ شية ورجاسة فهي سرمدية تشابه فيها الأزل و الأبد لأنّها حصّة من الحقيقة المحمديّة التي كمل بها النظام الأتم حدوثاً و بقاء فكما انّها منجاة البشر عن حوادث الدهر وطوارق الزمن وسائر البوائق والآفات فانّها في الآخرة مقياس الفوز والفلاح فبشفاعتها تدرء عنهم الأهوال كما انّه على حبّها دارت القرون الأولى و نجى الرسل المكرمون. [ البحار ج ۷ ص ۳٥۰ كمبني ]
وفي حديث ابن عبّاس : انّ رسول اللّه قال لفاطمة عليه السلام : انّ اللّه تعالى يبعث جبرئيل في سبعين ألف ملك فيضرب على قبرك سبع قباب من نور ثمّ يأتيك إسرافيل بثلاث حلل فيقف عند رأسك فيناديك يا فاطمة بنت محمّد صلّى اللّه عليه و آله قومي إلى محشرك آمنة روعتك مستورة عورتك فيلبسك الحلل و يأتيك روفائيل بنجيبة من نور زمامها من اللؤلؤة عليها محفة من ذهب فتركبينها و يقودها رفائيل و سبعون ألف ملك بأيديهم ألوية التسبيح فإذا سرت استقبلك سبعون ألف حوريّة بيد كلّ واحدة مجمرة يسطع منها ريح العود من غير نار و عليهنّ أكاليل الجوهر مرصع بالزبرجد الأخضر ثمّ تستقبلك مريم بنت عمران في مثل من معك من الحور وتسير معك ثمّ تسقبلك اُمّك خديجة معها سبعون ألف ملك بأيديهم ألوية التكبير فإذا قربت من الجمع استقبلتك حواء ومعها آسية بنت مزاحم فتسير معك.
فإذا توسطت الجمع نادى منادي : أيّها الخلائق غضّوا أبصاركم حتّى تجوز فاطمة الصدّيقة ابنة محمّد فلا ينظر إليك يومئذ إلّا إبراهيم الخليل وعلي بن أبي طالب ويطلب آدم حواء فيراها مع اُمّك خديجة اُمامك.
ثمّ ينصب لك منبر له سبع مراقي فإذا صرت في أعلاه أتاك جبرئيل فيقول : يا فاطمة سلي حاجتك ، فتقولين : يا ربّ شيعتي ، فيأتي النداء من العزيز سبحانه : انّي قد غفرت لهم ، فتقولين : شيعة ولدي ، فيأتي النداء : انّي قد غفرت ، فتقولين : يا رب شيعة شيعتي ، فيقول اللّه : يا فاطمة انطلقي فمن اعتصم بك فهو معك في الجنّة. [ تفسير فرات الكوفي ص ۱۷۱ واقتصر الحاكم في المستدرك ج ۳ ص ۱٦۱ والمحبّ الطبري في ذخائر العقبى ص ٤۸ والمتقي في كنز العمال بهامش مسند أحمد ج ٥ ص ٥٦ على النداء لأهل الجمع بأن يغضّوا الأبصار لتجوز فاطمة بنت محمّد و زاد في الذخائر معها سبعون ألف حوراء ]
فإذا صار شيعتها على باب الجنّة يقفون فيأتي النداء من المولى الجليل : ما وقوفكم وقد شفعت فيكم ابنة محمّد صلّى اللّه عليه و آله ؟ ، فيقولون : أحببنا أن يعرف قدرنا في هذا اليوم ، فيقول اللّه : يا أحبائي انظروا من أحبّكم لحبّ فاطمة ومن أطعمكم لحبّ فاطمة ومن كساكم لحبّ فاطمة ومن سقاكم لحبّ فاطمة ومن ردّ عنكم غيبة لحبّ فاطمة فأدخلوه الجنّة.
قال أبو جعفر الصادق عليه السلام : لا يبقى في الناس حينئذ إلّا شاكّ أو كافر أو منافق. [ تفسير فرات ص ۱۱٤ ]
ثمّ انّ فاطمة تأخذ قميص الحسين ملطخاً بالدم و تقول : إلهي احكم بيني وبين من قتل ولدي. [ مناقب ابن شهر آشوب ج ۲ ص ۹۱ ]
ثمّ تسأل ربّها أن يريها الحسين فيقال لها : انظري في قلب القيامة فترى الحسين قائماً مقطوع الرأس. [ معالم الزلفى ص ۲۳۳ باب ۱۰۲ ]
فإذا رأته صرخت وولولت وصاحت واثمرة فؤاداه فتصعق الملائكة لصيحتها وينادي أهل الموقف قتل اللّه قاتل ولدك ، فيقول اللّه افعل به وبأحبّائه وشيعته. [ عقاب الأعمال للصدوق ص ۱۰ ]
لابد أن ترد القيامة فاطم ويل لمن شفعاؤه خصمائه والصور في يوم القيامة ينفخ
وقميصها بدم الحسين ملطخ والصور في يوم القيامة ينفخ والصور في يوم القيامة ينفخ [ مناقب ابن شهر آشوب ج ۲ ص ۹۱ انّها لمسعود بن عبد اللّه القايني ]
المصدر : مؤسسة السبطين عليهما السلام العالميّة