بسم الله الرحمن الرحيم
[فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ]
السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) تحثنا على اللجوء إلى الكهف المعنوي([1])
السلام عليكم أيها الاخوة والاخوات المحتشدون في ارض النجف الشريف لمواساة امير المؤمنين (عليه السلام) ونصرة السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وتقديم التعازي الى سيدنا ومولانا صاحب العصر والزمان ورحمة الله وبركاته. قال الله تبارك وتعالى: [وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً]
تقع الآية الشريفة في سياق قصة أصحاب الكهف التي حكاها القرآن الكريم في سورة باسم الكهف، وقد كان الإيواء إلى الكهف واتخاذه مأوى وسكناً بعيداً عن قومهم ليمارسوا شعائر الله تعالى هو القرار الذي ألهمه الله تعالى الفتية أصحاب الكهف الذين ربط الله تعالى على قلوبهم وزادهم هدى، فاتفقوا عليه بعد أن دعوا قومهم إلى الإيمان والتوحيد ونبذ الشركاء والآلهة التي يعبدونها من دون الله تعالى سواء كانت هذه الآلهة حجرية أو بشرية وهم أباطرة الرومان، لكن دعوتهم لم تؤثر في المجتمع الوثني يومئذٍ، وانكشف أمرهم للسلطة فلاحقتهم للقضاء عليهم وعلى دعوتهم، فرأوا أن القرار الذي يجب اتخاذه هو الفرار من قومهم واعتزالهم والابتعاد عنهم ونبذ ما يعبدون من دون الله تعالى واللجوء إلى كهف يقع في جبل خارج المدينة ليحافظوا على أنفسهم وعلى عقيدتهم وأخلاقهم، وكلّفهم هذا الإيواء التنازل عن مواقعهم في السلطة والحياة المترفة التي كانوا عليها ومفارقة الأهل والأحبة والأوطان، وافترشوا التراب في كهف ناءٍ مظلم موحش مخيف، لكنهم كانوا يرون في ذلك الكهف الضَيّق الحياة الرحيبة الهنيئة لأن رحمة الله تظلله ويملأه رضوان الله تعالى، أما الحياة المترفة في ظل السلطة البعيدة عن الله تعالى فإنها نكدة ضيٌّقة وكأنهم يكررون بذلك ما قاله الصديق يوسف (عليه السلام) حين رفض الاستجابة لإغراءات امرأة العزيز مفضلاً حياة السجن الخشنة: [قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ] (يوسف : 33)، وهذا سمو روحي لا يدركه إلا من أحبّ الله تعالى من أعماقه وتعلق به مخلصاً. فهذا الإجراء قبل أن يكون مادياً – ان صح التعبير- لحفظ حياتهم وأنفسهم من القتل، فإنه إجراء معنوي لحفظ عقيدتهم وطهارة قلوبهم ونفوسهم من التلوث ببيئة الكفر والشرك والنفاق وما تحويه من فتن وضلالات وانحراف وفساد، قال تعالى: [وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً] (الأنفال:25)، وقد كان خوفهم وقلقهم على دينهم أكثر من خوفهم على أرواحهم وقد حكى القرآن الكريم تصريحهم بذلك قال تعالى: [إِنَّهُمْ – أي قومهم الوثنيون – إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً] (الكهف:20). ولعل الفتية أصحاب الكهف كان نظرهم إلى الاعتزال المعنوي أكثر من المادي، وهذا واضح من النتيجة التي توخّوها فإنهم لم يقولوا نلجأ إلى الكهف لنأمن على أنفسنا ونحفظ حياتنا من القتل – وان كان هذا حقا مشروعاً لهم – وإنما قالوا: [فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً] فقدموا الهدف المعنوي وهو تحصيل الرحمة الإلهية الخاصة التي كانوا يطلبونها من الله تعالى ويصفونها في دعائهم باللدنية، ويسألونه تعالى أن يمنَّ بها عليهم [إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةًوَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً] (الكهف : 10)، ثم إيجاد حل ينفعهم ويرفق بهم ويجعل لهم فرجاً ومخرجاً من المأزق الشديد الذي هم فيه، ويخلصّهم من الأعداء المتربصين بهم.
والمرفق هو ما يرتفق به أي ينتفع، ولا يخفى ما في لفظ [يَنْشُرْ] من الإشارة إلى أن الرحمة الإلهية بكل درجاتها موجودة (لا بخل في ساحته) إلا أنها مطويّة وتُستحق بشروط، فنشرت عليهم حين أووا إلى الكهف، فلم يعد الكهف ضيّقاً خشناً بل أصبح واسعاً رفيقاً ليّناً برحمة الله تعالى، وهذه قيمة عظيمة للإيمان يُحرَم منها الماديون والملحدون. وقد كان الفتية على ثقة مطلقة بأن الله تعالى سيعتني بأمرهم وسيلطف بهم بحيث ذكروا النتيجة مسلّمة [فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته] ولم يقولوا عسى ولعل، وهذا ما حصل فعلاً وأبقى الله تعالى ذكرهم خالداً بخلود كتاب الله تعالى لهداية الناس، وهذه سُنّة إلهية أمر الله تعالى بها كما في سورة الكافرون وغيرها، حاصلها إنَّ شرط نزول الرحمة والنصر الإلهيين يتحقق بمباينة أهل المعاصي واجتنابهم، وقد أدركها أصحاب الكهف بلطف الله وعنايته.ومن لطائف القرآن الكريم أنه لا يذكر الحوادث ويسرد القصص بشكل يجعل آياته مختصة بالواقعة التي نزلت فيها، وإنما يصوغها بنحو مثمر مبارك ينتفع بها الخلق جميعاً إلى قيام يوم الساعة ولو توقفنا عند خصوصيات كل حادثة يحكيها القران الكريم، فأنها ستكون حكاية عن كيفية خاصة بأهل الكهف.
فالآية الكريمة تعطينا درساً في الرجوع إلى الله تبارك وتعالى دائماً واللجوء الى كهفه الحصين في الأزمات والشدائد وعند اختلاط الأمور وانتشار الفتن ليشملهم برحمته الخاصة ويهيئ لهم من أمرهم رشداً، وتبيّن بأن الوسيلة إلى النجاة من بيئة النفاق والفساد والضلال والظلم والانحطاط هو باعتزالها معنوياً وتجنب التأثر بها، وليس من الضروري الانعزال([2]) عنها والانزواء في البيت أو أي مكان آخر لوجود ضرورة لممارسة الحياة الطبيعية من حيث طلب الرزق وسدّ الاحتياجات المتنوعة والاهم من ذلك التفقه([3]) في الدين وممارسة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم الجاهل وارشاد الضال والدعوة الى الله تتبارك وتعالى ورسوله (صلى الله عليه واله) واهل بيته (صلوات الله عليهم اجمعين) وكلها تقتضي الاختلاط بالناس والتعامل معهم، فالمهم إذن هو الاعتزال المعنوي، وهكذا كان أصحاب الكهف فقد روى الشيخ الكليني (قده) في الكافي بسنده عن الامام الصادق (عليه السلام) قال : (ما بلغت تقية أحد تقية أصحاب الكهف إن كانوا ليشهدون الأعياد ويشدون الزنانير([4]) فأعطاهم الله أجرهم مرتين ([5])(
وقد دلّتنا الأحاديث الشريفة والأدعية المباركة على مصاديق الكهف المعنوي الذي نلجأ إليه والعروة الوثقى التي نتمسك بها عند اشتداد الفتن والأزمات وانتشار الفساد والضلال والانحراف والنفاق.
أولها: الإيمان بالله تعالى وتوحيده بإخلاص، ففي الآية الكريمة: [فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا] (البقرة:256)، وفي الحديث القدسي (لا إله إلا الله حصني فمن دخله أمِن من عذابي)([6])، ومن وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لولده الحسن (وألجئ نفسك في الأمور كلها إلى إلهك فإنك تلجئها إلى كهف حريز ومانع عزيز)([7])، وفي الدعاء الشريف: (يا كهفي حين تعييني المذاهب)([8]) و (يا كهف من لا كهف له)([9]).
وثانيها: كهف الإسلام والانقياد لأوامر الله ونواهيه والعمل الصالح، قال تعالى: [وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ] (لقمان : 22).
وثالثها: القرآن الكريم وولاية أهل البيت (عليهم السلام) كما في حديث الثقلين المشهور: (إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وعترتي أهل بيتي)([10]) وما رواه أبو الصلت عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام): (يقول الله عز وجل ولاية علي بن أبي طالب حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي) عيون أخبار الرضا: 2/146، باب 38، وعن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في صفة أهل البيت (عليهم السلام) قال: (وهم الرحمة الموصولة والكهف الحصين للمؤمنين)([11].
حكى السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) في إحدى رسائله التي جمعتها وطبعتها في كتاب قناديل العارفين قال: ((إنني يوماً فتحت القرآن الكريم لأجد فيه منزلتي أمام الله سبحانه أو قل -بالتعبير الدنيوي- (رأي) الله فيّ فخرجت هذه الآية من سورة الكهف: [وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً]. إن كل هذه الآية مفهومة لي بحسب حالي يومئذٍ إلا قصة (الكهف) الذي يكون من المطلوب أن آوي إليه، أي كهف هذا؟ وذهبت إلى الحرم العلوي على ساكنها السلام عسى أن ينفتح لي هناك عن هذا المعنى، وبدأت بزيارة (أمين الله) حتى وصلت إلى قوله عليه السلام: (اللهم فاجعل نفسي مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك.. إلى قوله: يا كريم) وقد حصل لي في تلك اللحظة (حدس) قوي بأن الكهف الذي يجب أن أدخله هو هذا، أي أن تصبح نفسي على هذه الأوصاف وتجانب ما سواها، وقد عرضت ذلك على (مولاي) – يقصد به استاذه (قدس سره) في السير والسلوك الى الله تعالى – فأقرّه وقال بصحته))([12]).
وهؤلاء هم من وصفهم الامام السجاد (عليه السلام) في مناجاة العارفين بقوله (عليه السلام) فهم الى اوكار الأفكار يأوون) أي انهم الى كهف المعرفة بالله تعالى.([13])
أيها الاحبّة يا أنصار السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام).
هذا اللجوء إلى الكهف المعنوي لتحصيل الرحمة الإلهية الخاصة وحل الأزمات والنجاة من الفتن والضلالات هو ما أرادته الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الأمة ودعتهم إليه حينما قالت لهم في خطبتها: (فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك، وطاعتنا نظاماً للملة، وإمامتنا أماناً من الفرقة)([14]).
وقالت في اللجوء إلى ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام): (وتالله لو مالوا عن المحجّة اللايحة، وزالوا عن قبول الحجة الواضحة، لردّهم إليها، وحملهم عليها ولسار بهم سيراً سُجُحاً لا يكلم حشاشه ولا يكل سائره ولا يمل راكبه، ولأوردهم منهلاً نميراً، صافياً، روياً، تطفح ضفتاه ولا يترنق جانباه ولأصدرهم بطاناً، ونصح لهم سراً وإعلاناً، ولم يكن يتحلى من الدنيا بطائل، ولا يحظى منها بنائل، غير ري الناهل، وشبعة الكافل)([15]).
وكثرت وصايا أهل البيت (عليهم السلام) في وصف أهل البيت (عليهم السلام) بأنهم (الكهف الحصين) الذي يجب على الأمة اللجوء إليه:
ففي الصلوات الشعبانية للإمام السجاد (عليه السلام): (اللهم صلّ على محمد وآل محمد الكهف الحصين وغياث المضطر المسكين وملجأ الهاربين وعصمة المعتصمين)([16]).
وفي زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) (السلام عليك أيها الكهف الحصين)([17]).
وأوصوا (سلام الله عليهم) من بعدهم بالإيواء إلى كهف العلماء العاملين المخلصين، روى في كتاب الاحتجاج عن الإمام الهادي (عليه السلام) قوله: (لولا مَن يبقى بعد غيبة قائمنا عليه السلام من العلماء الداعين إليه، والدالّين عليه والذابّين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شِباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة، كما يمسك صاحب السفينة سكّانها أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل)([18]) وهم موجودون في كل جيل بحسب إخبار الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين)([19]) وعن الإمام الكاظم ع قال في حديث (لأن المؤمنين الفقهاء حصون المسلمين كحصن سور المدينة لها)([20]).
والمجاهدون المدافعون عن مقدسات المسلمين وحرماتهم وأوطانهم هم حصون الإسلام، فقد خاطبت السيدة الزهراء (عليها السلام) الأنصارَ بقولها: (معشر البقية وأعضاد الملة وحصون الإسلام)([21]) وورد في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته للأشتر حين ولاه حكم مصر: (فالجنود بإذن الله حصون الرعية، وزين الولاة، وعز الدين، وسبل الأمن، وليس تقوم الرعية إلا بهم)([22]).
والإخوة في الإيمان يلجأ إليهم المؤمن، ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) قوله: (اعلم يرحمك الله أن حق الإخوان واجب فرض لازم) إلى أن قال: (وهم حصونكم التي تلجأون إليها في الشدائد في الدنيا والآخرة، لا تماطوهم (أي لا تفخروا عليهم ويحتمل أن يكون لا تمايطوهم أي لا تباعدوهم: هامش البحار) ولا تخالفوهم ولا تغتابوهم ولا تدعوا نصرتهم ولا معاونتهم، وابذلوا النفوس والأموال دونهم، والإقبال على الله عز وجل بالدعاء لهم، ومواساتهم ومساواتهم في كل ما يجوز فيه المساواة والمواساة ونصرتهم ظالمين ومظلومين بالدفع عنهم)([23]).
كما بيّن الأئمة (عليهم السلام) مصاديق أخرى للكهف المعنوي لحثّ الأمة على التمسّك بها والإيواء إليها كالورع؛ ففي خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) (ولا معقل أحرز من الورع)([24]) والمعقل هو الحصن، فالورع أمنع الحصون وأحرزها من وساوس الشيطان وأهواء النفس.
وكذلك الأعمال الصالحة والأخلاق الحسنة حصون للإيمان تحفظه من سراق شياطين الإنس والجن، وكل ما تجمعه كلمة (التقوى) من أفعال وتروك.
ومنها الدعاء كما في قول الصادق (عليه السلام): (الدعاء كهف الإجابة كما أن السحاب كهف المطر)([25])، ومنها الموعظة عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (الموعظة كهف لمن وعاها)([26]).
ومنها عقول وقلوب المؤمنين التي تحفظ علوم ومعارف أهل البيت (عليهم السلام) وتكتم أسرارها إلا عن أهلها والتلطف في نشر أمرهم قال الصادق (عليه السلام) في وصيته لشيعته: (اقرَأ موالينا السلام، وأعْلِمْهم أن يجعلوا حديثنا في حصون حصينة وصدور فقيهة وأحلام رزينة، والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ما الشاتم لنا عِرضاً والناصب لنا حرباً أشدّ مؤونة من المُذيع علينا حديثنا عند من لا يحتمله)([27]).
احبّتي:
ما احوجنا اليوم وفي كل يوم خصوصاً ونحن نعيش في أعتى ازمنة الظلم والضلال والاستبداد والقهر والحرمان ان نأوي الى كهف الله تعالى الحصين وولاية النبي وآله الاطهار (صلى الله عليهم اجمعين) والسير خلف العلماء العاملين المخلصين ونبذ الفرقة واتباع الاهواء والانانيات وعدم الانسياق بالسلوك الجمعي وراء الدعوات المنكرة والمجهولة وغير المستندة الى الأسس الرصينة التي وضعها لنا أئمة اهل البيت (عليهم السلام) لكي ينشر الله تعالى علينا من لدنه رحمة ويهيئ لنا من امرنا رشدا ويهدينا الى حل الازمات وفك العقد وإصلاح ما فسد من الأمور انه نعم المولى ونعم النصير.