مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
مقدمة في المعجم الفاطميّ في المفاهيم المتأصِّلة  المُلازمة لذِكْر الزّهراء (عليها السّلام)/ د. عبّاس إسماعيل سيلان
+ = -

مقدمة في المعجم الفاطميّ

في المفاهيم المتأصِّلة  المُلازمة لذِكْر الزّهراء (عليها السّلام)

إعداد

د. عبّاس إسماعيل سيلان

1443 هـ                                     2022 م

المقدمة

   الحمدلله رب العالمين وصلّى الله على النّبي وآله الطيبين الطّاهرين .

   حينما نتصفح التاريخ نجده ينفعنا في حاضرنا كثيرًا  شريطة أنْ نستفيد منه بصورة صحيحة ، أو نقرأه كما هو لا كما نريد ، فالأهواء إذا طغتْ تسببت في قطع السّبيل أمام الوصول الى الحقيقة على النحو مما نلقاه عند الاقلام الأمويّة التي اشعلت مدادها في صحائف التّاريخ بعد انمزج مدادها بالحقد الدّفين ؛ كي لا يبرز نور أهل البيت وفضائلهم ومظلومياتهم ، بيد أنّ هذا لا يكون ولن يكون لسببين : الأوّل أن شمس الحقيقة لا تحجب بغربال والثاني لأنّ الاقلام السليمة ما تزال تعمل بالرغم من كل ظروف العداء والتسقيط ، وهذا يشجع على العمل الفكري السّليم لأجل نفع هذه الأمة التي بها حاجة ماسّة لتصحيح المسار ؛ إذ قد تأخّرت كثيرًا بعد أنْ انحرفت عن قادتها الحقيقيين . على أنّ الحديث عن القادة الحقيقيّين لا يعني استذكار قصص او سرد حوادث بقدر ما يعني البحث عن مشكلات تسبّبت في تأخير الأمّة ،  ومن هنا فحريّ أنْ تتنوع الدّراسات في مضمار الكشف عن تلك الكنوز التُّراثية ، ولكن أجد شيئًا ربما لا أجده إلّا مع الصّديقة الزّهراء وهي أنّ اسمها المبارك رافَقَ مصطلحات خاصّة بها ؛ فكانت هناك مفاهيم متلازمة مع مسماها المبارك من مثل : ( تسبيحة الزهراء ، صلاة الزهراء ، حرز الزهراء ، مصحف فاطمة …) إلى غير ذلك من الأمور، وأزعم أنّي لم أجد هذا الأمر بارزًا كل هذا البروز إلا معها (عليها السلام) ، ومن هنا ارتأيت أنْ أضمّ هذه القضايا في هذا البحث ليكون العنوان : ( المعجم الفاطميّ ) رغبة في زيادة عمل جديد لمكتبة أهل البيت المباركة ، ولكن لما لم يكن الامر متيسرًا بسبب ضيق المقام إذ إنَّ ضمّ تلك المفاهيم ممّا يحتاج الى أكثر من
مجلد ؛ لذا جعلته ( مقدمة في المعجم الفاطميّ ) ، آملا أنْ يتم هذا العمل في المستقبل على يد من يمكنه أنْ يعطي الموضوع حقه ، وأسميته أيضًا بمسمى آخر ، وهو (المفاهيم المتأصلة الأكثر ملازمة لذِكْر الزهراء (عليها السلام) ) ، وانما قلتُ (متأصّلة) أي إنها كانت في عصور أولى مزامنة او مقاربة للعصر الفاطميّ ، اما تلك التي جاءت في ازمنة لاحقة لهذه الحقبة من مثل : فرحة الزهراء ، الايام الفاطمية ، … فيمكن ان نطلق عليها بالمفاهيم المستجدة .

   والحقيقة أنّ هناك أصولًا او جذورًا لهكذا دراسات على وفق ما يعرف بالمتلازمات ؛ اذ وجدتُ الإشارة لها في التّراث ، يقول الثّعالبي (ت429هــ) : ((وَبِنَاء هَذَا الْكتاب على ذكر أَشْيَاء مُضَافَة ومنسوبة إِلَى أَشْيَاء مُخْتَلفَة يتَمَثَّل بهَا وَيكثر فِي النثر وَالنّظم وعَلى ألسن الْخَاصَّة والعامّة اسْتِعْمَالهَا كَقَوْلِهِم غراب نوح ونار إِبْرَاهِيم وذئب يُوسُف وعصا مُوسَى وَخَاتم سُلَيْمَان وحمار عُزَيْر وبردة النَّبِي مُحَمَّد “صلى الله عَلَيْهِ [وآله] وَسلم” ))[1] ، ويلحظ انها لا تعدو أن تكون متلازمات منفردة ليس من الكثرة بمكان ، والأمر مثله بـ(( قولهم كنز النّطف وقوس حَاجِب وقرطا مَارِيَة وصحيفة المتلمس وَحَدِيث خرافة ومواعيد عرقوب وَجَزَاء سنمار وَيَوْم عبيد وعطر منشم ونسر لُقْمَان وعير أَبى سيارة ، وكقولهم سيرة أزدشير وَعدل أنوشروان وإيوان كسْرَى ))[2] ، ويلحظ :

1 ــ أنه يمكننا أن نوجد قضايا أخرى مقاربة لما ذكر كأنْ نقول : سفينة نوح ، صبر أيوب ، حزن يعقوب ، عجل إسماعيل هاشميّات الكميت ، ومسمار جحا…. إلّا أنّه لا يمكن أنْ نجد لشخص واحد ــ مهما كان ــ مفاهيم كثيرة كالتي سنجدها للزّهراء (عليها السّلام) …

2ــ إنّ هذه المسألة جاءت مع رموز مشهورة وفي الأغلب مع ذوات عظيمة ، ثم انّ اكثرهم بسط به الزّمان على العكس من الزّهراء التي لم يُسعفها الزمان وقتا كافيًا إلّا أنّها ضربت موعدًا مع عظمة الأحداث فسادت المفاهيم الفاطميّة التي تنمّ عن فضل عظيم ….

    وليس الغرض من هذا البحث استقصاء هذه المفاهيم لأنّ هذا لا يخلو من اجترارٍ لدراسات سابقة ؛ إذ إنّ بعضها أفرغت له دراسات طيبة ، وانّما القصد محاولة تكميل الأمر من حيث انتهوا او اعطاء صورة نافعة للقارئ تجمع بين الإيجاز والطرح النافع ، بل انّ جمع المعلومات بعضها مع بعض هو بحد ذاته فائدة، ولا سيما إذا عرفنا أنّه لم تُوجد هكذا دراسة والأمر به فرادة متخصّصة بالزّهراء (عليها السّلام) . وكون هذا العمل مقدمة فانّه ركز في المفاهيم المألوفة او المفاهيم المتأصّلة ، أي القديمة التي برزت في عهد النبي (صلوات الله عليه) ، وكان للنبي أثر في تقريرها ، مع العلم ان هناك ما يمكن ان نطلق عليه بالمفاهيم المستجدة ، وهي التي كان للزمن أثر في إبرازها ، اذ إن العظماء لا ينتهي دورهم برحيلهم بل يبقى أثرهم ساريا وفاعلًا.

   وختاما نسال الله أنْ يمنَّ علينا برضاه ، وأن يجعلَ هذا العمل مفيدًا نافعًا يخدم العترة
المطهّرة ، ويخدم الأمّة أملًا بغدٍ مُشرق .

مقدمة في المعجم الفاطمي

توطئة

   أسّس النبيّ وآله (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لكثير من الأمور المهمّة التي بقيت منارًا خالدًا حتى هذا الوقت وصارت دساتير معمولًا بها ، فكان كلامهم بمنزلة الرّأي العامّ الّذي يأخذ أثره عند مُتبعيهم ، وقد وظّف ذلك لبيان كثير من القضايا المتعلقة بالزّهراء (عليها السّلام) ، فكان أنْ وُلِدَ جرّاء ذلك التّسبيح الخالد (تسبيح فاطمة) ،  ثم برزت على ألسنتهم (عليهم السلام) قضايا أخرى ، وما نُتِج منهم يمكن أنْ نطلق عليه بالمفاهيم المتأصلة كونها جاءت عنهم ، ويمكن إجمال أبرزها بالآتي :

ــ بقلة الزّهراء

     النبات وسيلة الإنسان للديمومة في هذه الحياة ، ومن ثَمّ غدا مسألة ضروريّة للحياة ، بيد أنّ هذا لا يعني أنْ يجعله الإنسان غاية لأنّ هذا يعني أنّه سيستأثر به على الآخرين ، ومن هنا رأينا بعض المتنفّذين من كان تُصرف في موائده من الأطعمة الطّيبة والكثيرة ما يمكنه أنْ يكون غذاء لجماعة كبيرة من النّاس ، ولكن إذا جئْنا لأهل الكرامة الى الزّهراء (عليها السّلام) وجدنا الزّهد في الطّعام ، وعدم الاستئثار بما لذّ وطاب ، وها نحن نجد أنّها (عليها السّلام) قد آثرت بعض الأطعمة وهي الفرفخ أو البربين ، فهذه النبتة هي النبتة المفضلة دون غيرها حتى عرفت ببقلة الزهراء ، (( وروي أنّ فاطمة (صلوات الله عليها) كانت تحبّ هذه البقلة فنسب إليها ، وقيل: بقلة الزهراء كما قالوا: شقائق النعمان))[3] ، على أن حظّ هذه النبتة في المعجم ليس مناسبًا أو ملائما ، اذ جاء (( الفرفخ والفرفخة : البقلة الحمقاء، وهي الرجلة، واسمها عند العامة فرفخين  ، وهي معرب بربهن أي عريض الجناح، ومنه اسمها في العراق بربين))[4]، وأكثر المعجمات تدور في ركاب هذا المضمون ، ووظيفة المعجم أنْ يذكر ما للفظ من أمور مهمّة ، إلا أنّه هنا لم يؤدّ وظيفته ، ولعل هذا ــ مثل ما سنرى ــ من باب الأثر السياسيّ في صناعة المعجم ، إذ إنّ السياسة تدخلت كثيرًا في الدّرس اللغويّ ، مثلما تدخّلت في تغيير كثير من صفحات التّاريخ … ، وليس نحن بصدد محاكمة الدرس السّالف بقدر ما نود توضيح ما كان عليهم أنْ يوضِّحوه ، لكن لنترك هذا الآن ، ونعود للتساؤل : لماذا هذه النبتة دون غيرها كانت محل استئثار الزهراء (عليها السلام) ؟ يرى الباحث أن وراء هذا  أكثر من أمر :

1 ــ في التأمل لما سبق يبانَ أنّها (عليها السلام) لم تفضل الطعام الحلو والطيب ، وانّما اختارت هذا النّبات البسيط الذي يقع بمتناول الفقير كونه من النّباتات الطبيعيّة ، وهذه البساطة من صفات الحياة السّعيدة التي لا تتعلق بالأمور المعقّدة أو أنها ــ في الأقل ــ من علامات القناعة والرضا ، فهذه البنت المباركة ابنة أعظم نبيّ وأعظم مخلوق ، ومع ذلك فهذا الطّعام كان طعامها المفضل ، وهذا هو التواضع بعينه ومواساة الفقير في مأكله .

2 ــ الفائدة العظيمة لهذا النّبات : روي عن الإمام الصّادق (عليه السلام) أنه قال : (( لا ينبت على وجه الأرض بقلة أنفع ولا أشرف من الفرفخ ، وهي بقلة فاطمة (عليها السّلام) . وعنه
( عليه السّلام ) قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : عليكم بالفرفخ ، فإنّه إنْ كان شيء يزيد في العقل فهي
))[5] ، وإذا كان ممّا عرف عن الزّهراء أنّها كانت دائبة في تطبيق تعاليم أبيها فلا غرابة أنْ تكون ممّن سمعت بهذا الحديث النبويّ ، وامتثلت له ، فنبتة مثل هذه النبتة مباركة  تمام البركة ، تتسبب بزيادة العقل . ألَا يكون هذا مما يشجع الزهراء (عليها السلام) على تقبل تلك النبتة والاهتمام بها .

      كل هذا ولكن يبقى في القلب بقية ، لماذا هذه النبتة هي أشرف نبات ؟ وأنفع نبات ؟ مثلما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) ، ربما لا يزال العلم الحديث به حاجة الى زيادة التنقيب بفوائد هكذا نبات ، فلا شكّ أنّ به فوائد لا تزال محلّ أسرار نعم ذكر العلم الحديث أنّ له فوائد عجيبة ، وهناك دراسات أُجريت عليه بينت أنّه علاج لأمراض كثيرة ومنها السّرطان والسّكريّ[6] ، وربما يوجد من الفوائد ما هو أكبر من ذلك .

     هذه النبتة أصابها الظلم لأنها نسبت لابنة خير البشرية ؛ إذ قيل ((الفرفخ بِالْفَارِسِيَّةِ – وَهِي البقلة الحمقاء سمّيت بذلك لِأَنَّهَا تنْبت على مجْرى السَّيْل فتقطَعُها وَهِي على الطّرق))[7] ،  وكذا جاء ((الفَرْفَخ ” البقلة الحمقاء، وهي ” الرِّجْلَة ” ، ومنه يقول الناس: ” فلانٌ أحمقُ من رِجْلةٍ ” والعوام يقولون: ” من رِجْلِه))[8] ، وسبب رميها بالحمق (( لأنَّها تَنْبُتُ عَلى طُرُقِ الناسِ فتُداسُ وفي المَسايِلِ فيقْتَلِعُها ماءُ السَّيْلِ والْجَمْعُ رِجَلٌ . وفي الْعُبابِ : أَصْلُ الرِّجْلَةِ الْمَسِيلُ فسُمِّيَتْ بها الْبَقْلَةُ. وقالَ الرَّاغِبُ : الرِّجْلَةُ : البَقْلَةُ الْحَمْقاءُ لِكَوْنِها نَابِتَةً في مَوْضِعِ القَدَمِ ))[9].

   وأرى أنّ تسميتها بهذا الاسم لأنّها تنبت في الطّرق لا يتناسب مع الواقع ؛ فمعظم النّباتات الطّبيعية هذا ديدنها ! فلماذا أطلق عليها دون غيرها ، ثم انّ إطلاق الحُمق على نبات ، هو الحُمق بعينه كون النبات ليس له إرادة كي يَنبُت فيما يريد ، وكنا نتمنى أنْ نعرف أصل هذه التسمية من العرب القدماء أنفسهم من الجاهليين او الإسلاميّين الأوائل ، ولكن الحقيقة أنّ هذه القضية مستحدثة اذ لم نجدها في التراث الجاهليّ او حتى في  تراث صدر الإسلام ، ونجد تبيينا للإمام الصّادق (عليه السلام) عن ذلك : (( لعن الله بني امية هم سمَّوها بقلة الحمقاء، بغضًا لنا وعداوة لفاطمة (عليها السّلام) ))[10] .

    وربما أفادوا من أنّها تنبت في أيّ مكان من دعاء النّبيّ (صلّى الله عليه وآله) حين قال :
(( اللهم بارك فيها إنّ فيها شفاءً من تسعٍ وتسعين داءً ؛ انبتي حيث شئت ...))[11] ، ولكنهم لم يفيدوا من كلام النبي حقيقة ، ولو أفادوا من مقدمة كلامه لقالوا : المباركة او المُشفية او نحو ذلك من المسميات الإيجابية إلا أنّهم للأسف عمدوا الى تسميتها بما لا يُتوقع .

  وليس عجيبا عليهم أنْ يسعوا الى هذه النّبتة ويُضيفوا لها ذلك المسمى لمّا رأوها تخصّصت بالزهراء (عليها السّلام) ؛ فعداؤهم معهود ومعروف ، وكونهم أهل سلطة فآراؤهم تكون بمنزلة رأي عام ، يمكنه أن يُشاع . 

   والذي نصبو اليه في ختام هذا الموضوع تغيير ذلك الاسم المشؤوم استنارة بالحديث الامامي وتقويم التراث بالإفادة من التّراث الامامي ، نعم لا بد أنْ تقرأ التاريخ بحذر ؛ فإذا كان نبات مثل هذا لا يفلت من الارتكاب عليه كونه تعلّقَ بحبيبة الرسول ! فماذا سيكون الأمر في القضايا الأخرى ؟

تسبيح الزهراء :

   قبل الخوض في الحديث عن هذا المفهوم يجدر التعريف به لغة ، فالتّسبيح مصدر الفعل
(سبّحَ) ، وهو التنزيه[12] ، وسئل الامام الصادق عن هذا كيفية هذا التسبيح ((فقال : (الله أكبر) حتى أحصاها أربعة و ثلاثين ، ثم قال : (الحمد لله) حتى بلغ سبعة وستين ، ثم قال : (سبحان الله) حتى بلغ مائة ، يحصيها بيده جملة واحدة ))[13] .

    واذا جئنا الى هذا التّسبيح نجدُ أنّه سُمِّي بالتسبيح من باب التغليب ، إذ غلب التسبيح على التحميد والتكبير ، ولعلّ هذا لأنّه يدلّ على التّنزيه ، ومن هنا كان أعمّ من التكبير والتحميد ، واذا جئنا الى القرآن نجد التسبيح أعمّ واكثر استعمالًا وهو غير خاص بالإنسان ، بل يكون مع الحيوان والجماد ، قال تعالى : )وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ( (الرعد : 13 ) ، )وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ( (الانبياء : 79).

    وقد عرفت الزهراء بذلك التّسبيح المعهود بذاك العدد حتى صار مقترنًا باسمها المبارك ، وإذا كُنّا نقول : إنّ المضاف يكتسب الشرفية من المضاف اليه من مثل (بيت الله) ، فيمكن أنْ يكتسب المضاف اليه الشرفية من المضاف من مثل  : ( قرآن زيد) ، لكن في (تسبيح الزهراء) تجمعت الشرفية من المضاف والمضاف اليه معًا .

    وهذا المفهوم قديم منذ عهد الرسول ، فليس هو بمستحدث جاء في (كتاب المحاسن) للبرقي بإسناده إلى أبي عبدالله (عليه السلام) قال : ((عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال أتى إخوان رسول الله فقالا إنا نريدالشام في تجارة فعلمنا ما نقول فقال نعم إذا أويتما إلى المنزل فصليا العشاءالآخرة فإذا وضع أحدكما جنبه على فراشه بعد الصلاة فليسبح تسبيح فاطمة الزهراء عثم ليقرأ آية الكرسي فإنه محفوظ من كل شي ء حتى يصبح)) [14] ، ويلحظ من هذا أنّ التسبيح كان مما شاع في وقته (صلوات الله عليه) وأنّ النّبي كان يحثّ عليه وقد شاع فضله منذ ذلك الوقت ، إذ تتمة الرواية (( إنّ لصوصًا تبعوهما حتى إذا نزلا بعثوا غلاما لهم ينظر كيف حالهما ناما أم مستيقظين فانتهى الغلام إليهما و قد وضع أحدهما جنبه على فراشه و قرأ آية الكرسي و سبح تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام) قال فإذا عليهما حائطان مبنيان فجاء الغلام فطاف بهما فلما دار لم ير إلا الحائطين مبنيين فقالوا له أخزاك الله لقد كذبت بل ضعفت و جبنت فقاموا فنظروا فلم يجدوا إلا حائطين فداروا بالحائطين فلم يسمعوا و لم يروا إنسانا فانصرفوا إلى منازلهم فلما كان من الغد جاؤوا إليهما فقالوا أين كنتم فقالا ما كنا إلا هاهنا و ما برحنا فقالوا والله لقد جئنا و ما رأينا إلا حائطين مبنيين فحدثونا ما قصتكم قالا أتينا رسولا لله (ص) فسألناه أن يعلمنا فعلمنا آية الكرسي و تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام) فقلنا ، فقالوا : انطلقوا ؛ لا و الله ما نتبعكم أبدا ولا يقدر عليكم لص أبدا بعد هذا الكلام ))[15] .

    وقد تنوعت الأحاديث في فضائل هذا التسبيح ، وهناك كرامات وأسرار للمواظبة عليه ، ولكن مجمل الأمر أنّنا كلنا سمعنا بالعلاقة الوطيدة بين الزهراء وابيها ؛ إذ كان يحبها جدًّا ، فكان من فرط حبه لها أنْ يكرِّمَها به ، (( روي عن الباقر (عليه السلام) أنه قال ما عبد الله بشيء أفضل من تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السّلام) ، و لو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة (عليها السلام)  إنّ تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام)  في كل يوم دبر كل صلاة أحبّ إليَّ من صلاة ألف ركعة في كل يوم))[16] . ان الفضيلة العظيمة جعلت هذا التسبيح الذي لا يستغرق دقائق قليلة واداؤه سهل جعلته يكون احب من صلاة بألف ركعة فيها قيام وجلوس وتعب وعناء ويصرف لأجلها وقت طويل ، كل هذا يدلّ على أنّ الفضيلة له ممّا لا تُتصور ولا تُحصى الا بقدرة قادر ، وكونه يعدل كذا عدد من الصلاة بل هو أفضل ، فهذا دليل على أنّه طريق مختصر الى النّعيم ورضوان الله ، فهو من هدايا الله تعالى لعباده بأن يداوموا عليه ، لما فيه من فضل عميم وعظيم .

     ولأجل هذه الفائدة الكبيرة ألفيناهم (عليهم السلام) يحثون اتباعهم لأجل أدائه ، ولعل أكثر من جاد علينا ببيان فضائله الإمام الصّادق ؛ ينقلُ أحدهم عن الإمام الصادق(عليه السلام) ، يقول (( شكوتُ إليه ثقلًا في أذني ، فقال (عليه السلام) : عليك بتسبيح فاطِمة (عليها
السَّلام) ))[17]
.

    أقول : ألا يَعني هذا أن ذلك التسبيح ليس له أثر أخرويّ فحسب بل حتى أثر دنيويّ ، أمّا أنه ما علاقة شفاء الاذن بذلك التّسبيح ؟ فلا يخرج أنْ يكون أنه بسبب الفضل الجسيم له أنْ جُعِل له فضل دنيويّ فضلا عن الفضل الأخرويّ .

      وربما يعود الامر الى أن هذا التسبيح فيه تكرار للذكر ، فالعبد حين يكرر التكبير ( 34 مرة) من باب تقرير النفس على الايمان بالله تعالى على أنّه الكبير المتعال ، فيتوثق هذا في قرارة نفسه ، والأمر مثله مع (الحمدلله) و(سبحان الله) … ومن هنا فان أبرز ظاهرة في التسبيحات بصورة عامة قائمة على ظاهرة التكرار التي تجعل العبد يعيش مع ذلك التسبيح ويوطده في أعماقه ومشاعره . ولا ريبَ أن هكذا عمل بتكرار ألفاظ تتلاءم مع الفطرة السّليمة للإنسان سيعزز من بناء الجانب الصحي للعبد ، ففي الاقل انه سيخلصه من تقييض شيطان
له ، قال تعالى : ] وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ
( الزخرف :36) ، ومن هنا وجدنا كثيرًا من المُعرضين عن ذكر الله يُصابون بالاكتئاب والتصرف السيئ ، فينعكس هذا على المجتمع ، ومن هنا نعلم أنّ تسبيحًا كتسبيح الزّهراء كفيل في إنشاء مواطن سليم صالح قادر على مواكبة المجتمع وتقديم الخدمة له[18] .

        ومن هنا كان الاهتمام الكبير لأجل تعليم النشء على أداء هذا التّسبيح ، روي عنه (عليه السلام) أنّه قال: (( يا أبا هارون إنّا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة (عليها السّلام) كما نأمرهم بالصلاة فألزمه، فإنّه لم يلزمه عبد فشقيَ ))[19]، فهو خلاص من الشّقاق وهذا يعزّز أنّه من أراد الدنيا فعليه به ومن أراد الاخرة فعليه به . وجعله مقترنا بالصلاة ومشاطرته لها  مع انها ركن وهو مستحب ، هذا يدل على ان عظمة فضله قد رفعته لأنْ يكون الى مصافّ الصلاة التي هي عمود الدين واقترانه به يؤكد أهميته كما يؤكّد أهميتها . وإذا كان أهل البيت (عليهم السلام) يأمرون صبيانهم بهذا التسبيح المبارك ، فكم سيكون الامر جميلا لو اقتدينا بهم وضمنا مناهج اطفالنا الاكاديمية بهذا التسبيح لينشأ جيل جديد مُتحلٍّ بالرّوحية وملازم لأعظم تسبيح .

    وحين سئل الإمام الصّادق (عليه السلام) عن تفسير الذكر الكثير الوارد في القرآن ، ومعلوم أنّ الكثرة أمر مُبهم ، ومن هنا تكون محطّ تساؤل ، جاء الرد الإماميّ عن القول : (( ) اذكروا الله كثيرا ( [الاحزاب : 41] ما هذا الذكر الكثير ؟ قال : من سبّح تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام) فقد ذكر الله الذكر الكثير ))[20] .

    وكأنّ تسبيحها تشابه معها (عليها السّلام) ، فإذا كانت الزّهراء هي الكوثر الذي يعني الخير الكثير ، فهذا يعني أنّها كتسبيحها فهي خير كثير ، وهو ذكر كثير .

حرز فاطمة

    الحرز من حرز و((ومكان حريز: حصين… ، واحترز من العدوّ وتحرّز: تحفَّظ . وحرزوا أنفسكم: احفظوها ))[21] ، فالحرز بمعنى الحفظ ، (( وهو من الحِفْظ والتَّحفظ يقال حَرَزْتُه ، واحترزَ هو، أي تحفَّظَ ))[22]، وجعله الزمخشري من المجاز ؛ اذ قال : (( ومن المجاز: عملت له حرزًا من الأحراز وهو العوذة)) [23]، وطبيعة الإنسان وبسبب ظروف الحياة تجعله يتعرض للمخاطر ، وهنا تكون الاستعانة بالله تعالى رغبة في حفظ النفس ، وواحدة من هذه الاستعانة اتخاذ الأحراز كونها مُطرزة بذكره تعالى وطلب حفظه على النحو مما نجده في الحرز المشهور حرز فاطمة الزهراء (عليها السلام) الذي هو ((  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ اسْتَغْنَيْتُ فَأَغِثْنِي وَ لَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ))[24]،    فهذا الحرز مع إيجازه إلا أنّه ضمّ في طياته التّسليم المطلق لله تعالى وأنْ لا حافظ إلا هو. ومن كان مسلمًا لله أمره فحري بالله ان يتولى حفظه ورعايته ، نسأل الله السلامة في الدنيا والاخرة  .

    ويذكر لها (عليها السلام) حرز آخر ، كان قد علّمته لـ(( سلمان الفارسي (رضي الله عنه) هذه الكلمات وقالت من واظَبَ على الدعاء بها لم تمسَّهُ الحُمّى ، وهي بسمِ الله النُّور بسم الله نورُ النُّور ، بسم اللهِ نور على نورٍ بسم الله الّذي هو مُدبِّرُ الأمور ، باسمِ الله خالق النُّورِ من النُّور ، والحمدُ للهِ الذي خلَقَ النُّور ، وأنزل النّور على الطُّور في كتابٍ مسطور بقدرٍ مقدورٍ على نبيٍّ محبورٍ ، الحمدُ للهِ الذي هو بالعِزِّ مذكورٌ وبالفخرِ مشهورٌ وعلى السَّراء والضّراء مشكور ، وصلّى اللهُ على سيِّدنا خير خلقه محمد و آله الطاهرين الميامين المباركين الأطهار وسلّم تسليمًا دائمًا كثيرًا ))[25]  .

     فما كان من سلمان إلّا أن يتلقف هذا الحرز بكل إذعانٍ وإيمانٍ، ليقول : (( لقنتُ أكثرَ من ألفِ نفسٍ من أهلِ المدينةِ ومكةَ ممّن بهم عللُ الحُمّى، وكلُّهم برئوا بإذنِ اللهِ تعالى))[26] .

    إنّ الرَّبط بين الرّجوع إلى الله والاستشفاء من الأمراض أمرٌ قد قَلّ في هذا الوقت على أنّ الشِّفاء كلَّ الشِّفاء هو بيد الله ، ومع أنّ العقل لا يمنع الرجوع إلى الطبيب سوى أنّه في الوقت نفسه لا يستبعد أن يكون من الشفاء ما يكون بالدعاء مثلما أنَّ هناك ما يكون بالدواء .

     في ذلك الوقت لم يكن العلم قد تقدَّمَ ليَكتشفَ الفايروسات ويشخِّصُ علاجاتها ، وانّما كانت هناك بدايات تقلِّل منه ، وتسعى للحيلولة دون تفاقمه ، وربّما هذا يفسِّر ورودَ كثيرٍ من الأدعية عن أهل البيت والاحراز ، تعمل على الخلاص من الأمراض ، وكانتِ الحُمّى في ذلك الوقت سائدة بسبب أنّ البيئة آنذاك تسمح للفايروس بالتّسرّي ، زد على ذلك أنّ الاستطبابات لم تكن متطورة أو مؤاتية لتقديم العلاج المناسب ، بيدَ أنّ الزَّهْراء أزهرت علينا بحرز أو دعاء سهل
يسير ، يمكن الإتيان به في كلِّ وقتٍ لغرض الاستشفاء من الحُمّى .

صلاة الزهراء

    قد يكون من غير المألوف ما سأذكره الان ، فالمعتاد أنْ نبدأ بالتعريف بالشيء ولكن انا ابدأ بأن هذه الصلاة هي  السبب الرئيس في كتابة هذا البحث ، فقد شاع على الملأ ذكر فضائلها وانها سبب في قضاء الحوائج ، وكانت لي حاجة مستعصية جدًّا ، ضاقت بي السُّبل لأجل تحقيقها وما أنْ قمت بأداء هذه الصلاة حتى بدت بوادر الفرج تظهر شيئًا فشيئًا الى أن انكشفت الغمة ، ومن ذلك اليوم وأنا أنصح بأدائها لأصحاب الحاجات المستعصية ، وها أنا انصح بأدائها لمن يقرأ الان في هذه السطور .

     اما كيفيتها فجاء في الدعوات للراوندي بأنها (( ركعتان يقرأ في الركعة الاولى الحمد مرة وإنا أنزلناه مئة مرة ، وفي الركعة الثانية الحمد مرة وقل هو الله أحد مئة مرة ))[27] .

    وهناك إضافات يسيرة على هذه الصلاة من مثل الحاق دعاء بها في آخرها ، وفي جميع الاحوال فالمتأمل في هذه الصلاة يجدها  في الابرز عبارة عن تكرار لسورتي القدر والاخلاص مئة مرة ، وهذا العدد يتوافق مع ما في تسبيحتها، فالمجموع الكلي مئة أيضا . وممارسة التخشع بتلك الافعال العبادية يأخذ بصاحبه الى دوحة من الرحلة الربانية .

   نسأل الله أنْ يمنّ علينا بالتّخشع له وأداء العبادة الخالصة له .

ظلامة الزهراء

    الظلامة التي تعرضت لها ابنة الرسول مما لا يمكن التغاضي عنها ابدأ ، نعم قد أثير هناك كلام ولغط في مسألة تعرضها للظلامة وانها لم تتعرض لتلك الظلامات والكلام هذا هو بحد ذاته من الظلامات والسبب ان ظلامتها مما شاعت وكثرت بها الروايات ، وهذا الأمر لم يكن خاصًّا بكتب الإمامية ، بل حتى في كتب ابناء العامّة ، وانّه لمن الغريب أنْ تجدَ التّشكيك مع أنّ الكتب الصحاح وغيرها ذكرت تلك الظّلامات ، ولا نريد الخوض في تلك الظلامات كونها ممّا وجدت بها المؤلفات على النحو من كتاب : (ظلامات فاطمة الزهراء للميرزا جواد التبريزيّ)
و( ظلامة الزهراء (عليها السلام) في روايات أهل السنة ) ، للباحث يحيى بن عبدالحسن الدوخي  والكتابان رائعان جدا ، ولكن أريد أن اذكر شيئا مما ذكرته تلك المؤلفات مع كثير من الايجاز ، حين وافى النبي الأجل وانشغل أمير المؤمنين واهل بيته بمواراته ، عقدت هناك صفقة ، سلبت فيها الخلافة ، وما أن سلبت حتى طُلب من اهل بيت النبي النزول الى هذا الامر والمبايعة ثم حدثت الانتكاسة أنْ تم الهجوم على الدار وبأيديهم النّار، وقامت الزهراء للرد من وراء الباب ؛ فاذا بالباب يدفع وتعصر الزهراء ويسقط جنينها الذي في بطنها ، وفوق ذلك تسلب أرضها
( فدك) التي كان النبي قد نحلها لها ، ورافقت هذا ظلامات وظلامات … ويؤسفنا انه الى
الان ، هناك من يرى ان هذا الفعل مقبول بآل النبي حتى قال الشاعر حافظ ابراهيم
المصريّ[28] :

وقولة لعلي قالها عمر                 أكرم بسامعها أعظم بملقيها :

حرقت دارك لا أبقي عليك بها    إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها

ما كان غير أبي حفص يفوه بها         أمام فارس عدنان وحاميها

    وأراه أنّه أراد أنْ يمدح فهجا ، وأراد أنْ يُمجِّدَ فذمّ ، فمحاولة حرق بيت النبي لا تكون فضيلة بأية حال من الأحوال . ولو قيل أنّ هناك شعرًا من الجهل المركب لقلت : هو ذا .

   وكوننا رسمنا في بداية البحث أنْ لا يكون البحث تكرارًا لما ورد في المؤلفات قدر المستطاع ، فانّه لا يمكننا أنْ نسرد تلك الظلامات ونحيل القارئ الى الكتابين المذكورين ، ولكن ما لا أجده فيهما أنّهما لم يركزا على الظّلامة التي تعرضت لها في المؤلفات اذ ما تزال مؤلفات قسم من العلماء تدافع عن ظالميها بما اوتيت من قوة ، وهذا ما سيظهر بالآتي :

   ظلامة الزهراء في مؤلفات المعترضين على ظلامتها  ( الآلوسي أنوذجا)

      يعد صحيح البخاري اشهر كتاب عند ابناء العامة ويأتي عندهم بعد القرآن مباشرة ، ومن هنا اعتنوا به ووسعوا في شرحه وتبيينه ، وهذا الكتاب ذكر عرضًا موقف أبي بكر  من الزهراء بعد أنْ منعها من أرضها فدك ، وقد ارتأيت أنْ اوضح صورة الخليفة معتمدا على هذا الكتاب وغرض ذلك أن مسألة فدك مما قد اثارت الفكر الاسلامي ، وصار جراءها كثير من
المناظرات ، وإن كان قسم من المسلمين يفضل السكوت عنها ، على أنّ السكوت لا يغني من الحق شيئا . والحقيقة ان الذي اثار هذا الامر لدي هو بينا كنت أقرأ في تفسير الآلوسي اذ اعترضني النص : ((أخرج البخاري عن مالك بن أوس ابن الحدثان أن عمر بن الخطاب (رضي الله تعالى عنه) قال بمحضر من الصحابة فيهم علي والعباس وعثمان وعبد الرحمن ابن عوف والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص: أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون أن رسول الله (صلى الله تعالى عليه [وآله] وسلم) قال: لا نورث ما تركناه صدقة؟ قالوا: اللهم نعم، ثم أقبل على عليّ والعباس فقال: أنشدكما بالله تعالى هل تعلمان أنّ رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) قد قال ذلك؟ قالا: اللهم نعم فالقول بأن الخبر لم يروه إلا أبو بكر (رضي الله تعالى عنه) لا يلتفت إليه))[29] ، وقد اورد هذا في باب الدفاع عن الخليفة بأخذه فدكًا ، وحين عدت لصحيح البخاري وجدت هذا النص ولكن تفاجأت بأنْ وجدت قبله : ((حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أم  المؤمنين (رضي الله عنها) أخبرته : أن فاطمة (عليها السلام) ابنة رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) أنْ يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) مما أفاء الله عليه فقال أبو بكر إن رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) قال ( لا نورث ما تركنا صدقة ) . فغضبت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) ستة أشهر قالت وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله (صلى الله عليه [وآله] سلم) من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة فأبى أبو بكر عليها ذلك وقال لست تاركًا شيئا كان رسول الله (صلى الله عليه و[آله] وسلم) يعمل به إلا عملت به فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ ))[30] ، فالحديث الاول الذي استشهد به مع انه مصنوع الا ان الالوسي استشهد به ليؤكد أنّ فعل أبي بكر مقبول ، ولا نريد مناقشة ضعف الحديث[31]، لكن لدينا سؤال : لماذا يا آلوسي تركت الحديث هذا وأنت الذي تؤمن بكل ما جاء في الصحاح ، أفتؤمن ببعض وتكفر ببعض ؟! هل يصح أن نأخذ ما ينفعنا ونترك ما يضعف حجتنا ؟ كنا نتمنى أن نسمع رأيك ؟ هل لديه رد على : (( فغضبت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت ))  فهي غاضبة ؟ وهل تعلم ما معنى غاضبة ، انه غضب الزهراء وما أدراك ما غضبها ، انه ليس غضب امراة اعتيادية انه غضب سيدة نساء العالمين بدليل ما جاء في صحيح البخاري نفسه : ((فاطمة سيدة نساء أهل الجنة))[32] ، وبصحيح البخاري ايضا نجد الزهراء هي معدن وصيته ((ارقبوا محمدا (صلى الله عليه [وآله] وسلم) في أهل بيته))[33] ومعنى ارقبوا اي احفظوا[34] ، فكيف استساغ لابي بكر ان يغضبها ؟ هل يعلم ان غضبها هو غضب الرسول تماما[35] ، جاء في الصحيح أيضا : ((عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني ))[36]

  واذا اتممنا الرواية تكون الهلكة لأبي بكر : اذ جاء((وعاشت بعد رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) ستة أشهر قالت وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله (صلى الله عليه [وآله] سلم) من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة فأبى أبو بكر عليها ذلك)) ، والمعلوم ان قالت هنا لعائشة وقولها (وكانت فاطمة تسأل) فهذا التركيب يعني تكرار السؤال بين الحين والاخر ، وفي كل ذلك كان الخليفة الاول يأبى ، بل يتحجج بما ليس له (( لست تاركا شيئا كان رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) يعمل به إلا عملت به فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ)) ، وعجيب قوله هذا فالرسول لم يعهد به ان اغضبها ! فلماذا لم تكن مثله ولم تغضبها يا خليفة ؟!

   حين ارادوا تسويغ فعل ابي بكر قالوا ان توريث الانبياء ليس بالمال وانما بالعلم والحكمة فلما تابع الشيعة الزهراء باحتجاجها ان الانبياء يرثون بدليل الآيتين )وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ( [النمل: 16] وقوله سبحانه حكاية عن زكريا (عليه السلام) : )فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ( [مريم: 6] ، رد الالوسي بـ ((وما زعموه من دلالة الآيتين اللتين ذكروهما على كذب الخبر في غاية الوهن ؛ لأن الوراثة فيهما وراثة العلم والنبوة والكمالات النفسانية لا وراثة العروض والأموال)) [37] ، ونحن نقول اذا كان الامر كذلك فتكون الزهراء مصيبة في طلبها
لفدك ، لان أباها ليس بأقل من الانبياء السابقين فليس ببعيد أن يورِّث آله علمه وحكمته وكمالاته النفسية ، ومن يرث هكذا امور فهو لا يخطئ أبدا فطلبها لفدك لم يكن عن خطأ أبدا  . وكونها غضبت على الخليفة فغضبها كان عن حكمة ومعرفة تامة .

   وسؤالي للآلوسي لنحتكم الى العقل قليلا : لو لم تكن لك الا ابنة واحدة عزيزة عليك وكان لك بستان ، فهل تورثه لها ام لغيرها ؟ ربما ستقول لي سأتركه للفقراء وهلم جرا ؟ اقول فاين الاقربون اولى بالمعروف ؟ هل تلوموننا اذا رأينا الغرب يهزأ بنا على بعض قوانيننا ؟

  اذا كانت الزهراء سيدة نساء الجنة فهذا يعني انها افضلهن والا لما استحقت ان تنال هذا الوسام ، ولم تكن الافضل لو لم تكن تتصرف الا بالحق ، بل يجب ان يكون كل فعلها حقا لا غبار عليه .

   لا بأس لندع هذا أيضا ، ونذهب الى انها سيدة الجنة كما جاء في الصحيح ، أليس كذلك ؟ فأين سيكون موقع الخليفة الاول في الجنان إن كانت سيدتها ماتت وهي غاضبة عليه ؟! ماتت وهي ستة اشهر لم تكلمه ولم ترض عنه ؟

   لا تقل لي ان الجنة يمكنها ان تتسع للغريم وغريمه الألد ، لأنها إن كانت كذلك فهذا تناقض لا يمكن ان نتقبله نحن ؟ لان غضب بضعة الرسول أعاذنا الله منه ليس بالهين ، وما يحدث في يوم القيامة هو صور مكررة لما حدث في الدنيا فغضب سيدة النسوان في الدنيا سيتبعه غضب سيدة الجنان في الاخرة .

   كل هذا ليس الا دليلا من ادلة كثيرة اثبتها العلماء على احقية الزهراء بفدك وخطأ أبي بكر اتجاهها ، وعملنا هذا ليس تكرارا لما قالوا بل هو لتناول القضية مخصصة بما جاء في صحيح البخاري .

   ان التغطيات الاعلامية التي يمارسها الالوسي وأمثاله لا تصح مع باحثين مبدعين عرفوا بقوة التفسير وبراعة التأليف ، فعلمٌ بلا اهل البيت لا يغني شيئًا .

مصحف فاطمة:

     كثيرا ما تكون المفاهيم المشتركة سببا لإيجاد الاشكالات ، فمثلا حين نقول : (عبد) فكلمة عبد : تحتمل الخدمة والعبودية ، فاذا ما اضيفت الى لفظ ( الزهراء) على أنّها من الخدمة لها أعرض الآخر ، وحمل الأمر على أنّه من العبودية وهذا شرك ، وتجدهم في الإعلام الرياضي يصححون بزيادة لفظ (رب) من عندهم فيقولون : (عبد رب الزهراء ) او يحذفون كلمة (عبد) فيقولون في علاء عبد الزهراء : علاء الزهراء ، وهذا الامر في الخلاف بالمصطلحات في الوقت الراهن اخذ يتطور الى درجة انه يمكن ان يكون محل دراسات ، ومن هذا الباب ما جاء في مفهوم ( مصحف فاطمة) فكلمة مصحف عامة تدل على المكان الذي تجتمع به الصحف سواء أكان قرآنا أم كان كتابًا اعتياديًّا ، ولكن المتصيدين في الماء العكر منذ ذلك الوقت ارادوا ان يوهموا أنّ للشيعة قرانًا غير هذا القرآن ، واستطاعوا أنْ يُغرروا بكتاباتهم ضعاف الايمان ليجروهم الى مجزرة الطائفية والعدوانية ، يقول الالباني بأنّ بعض الشيعة يدّعون : أن ((مصحف فاطمة هو المصحف الكامل، أما المصحف المتداول اليوم بين الأئمة فهو جزء من ذاك المصحف، وهذا كفر لقوله تعالى: )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ( (الحجر:9) ))[38] ، وينقل أيضا : ((بعض الفرق الإسلامية تقول: بأن القرآن الموجود الآن بين أيدي المسلمين هذا جزء من مصحف فاطمة (عليها السلام) ، حيث أن مصحف فاطمة زعموا ضاع، وهذا الذي بقي لدينا هو الربع كذبوا، إنما القرآن كما أنزله على قلب محمد (عليه الصلاة والسلام) فهو بين أيدي المسلمين اليوم))[39] . ونحن نقول ان القران هذا ، هو القران الذي انزل على قلب محمد ، اما ان الشيعة قالوا كذا وكذا فليأتنا بتلك المصادر التي تذكر ما ذكره ! أليس من شروط البحث العلمي ان يذكر المصادر ولا يكتفي بالتقول ؟!

      ومن نعم الله التي لا بد أنْ نداوم على شكرها دائما أنْ نجد أهل البيت (عليهم السلام) يجودون علينا بالأحاديث التي تبيِّن ما غاب عنا ، يقول الامام الصادق (عليه السلام) : (( إن عندنا لمصحف فاطمة وما يدريهم ما مصحف فاطمة قال: فيه مثل قرآنكم هذا  ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد إنما هو شيء أملاه الله عليها وأوحى إليها))[40] .

    ويقول الامام الصادق (عليه السلام) : ((واما مصحف فاطمة (عليها السلام) ففيه ما يكون من حادث وأسماء كل من يملك إلى أن تقوم الساعة))[41] ، وهو مما سيظهر مع الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)[42] .

ما قبل الخاتمة

    قلنا ان هذا البحث مقدمة والا فان هناك قضايا اخرى يجب ان تدرج مع البحث ولكن ضيق المقام حال دون ذلك ومن هذه المفاهيم مفاهيم متأصلة من مثل حزن الزهراء ، جاء ((عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: ” مَكَثَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ) ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ، قَالَ: وَمَا رُئِيَتْ فَاطِمَةُ ضَاحِكَةً بَعْدَ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ) إِلَّا أَنَّهُمْ قَدِ امْتَرَوْا فِي طَرْفِ نَابِهَا ” كَذَا فِي رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ: سِتَّةً )) [43] .

   ومن هذا الباب  خطب الزهراء ، سر الزهراء ، شِعْر الزهراء ، شهادة الزهراء ، قبر الزهراء ، مهر الزهراء …. وهناك مفاهيم مستجدة اذ لا شك أنّ العظماء لا يقف فضلهم على زمنهم  بل يمتدّ حتى الى ما بعد ، ومن هذه المفاهيم الأيّام الفاطمية[44] ، ومن هذه المفاهيم أيضا : شيلان الزهرة وفرحة الزّهراء ، وربّما يضاف الى ذلك الدولة الفاطميّة ، وفرحة الزهراء، هذه المفاهيم تحتاج الى تحقيق ومناقشة وتحليل ، فليس كل ما ثبت يمكن التسليم له على النحو من وادي فاطمة [45]  .   

الخاتمة

   بعد تلك الرحلة الروحية في هذه المقدمة اليسيرة ، نسأل الله أن يتقبل منا بحق صاحبة الكرامة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ونود الاشارة الى ابرز النتائج الموجودة في هذا البحث :

1 ــ ان المفاهيم الفاطميّة اشتهرت في عصر النبيّ وفيما بعده وأخذت أثرها ، وما ذلك إلا بسبب عظمة الفضل الفاطميّ .

2 ــ أصاب بعض تلك المفاهيم الفاطمية عداء واضح من الاقلام الامويّة سواء على مستوى المسمى مثل ما نجد في بقلة الزهراء أو على مستوى الوصف مثل ما نجد في مصحف فاطمة .

3 ــ كثير من المفاهيم الفاطميّة من مثل تسبيح الزهراء او حرز الزهراء له اثر ليس على المستوى الأخرويّ بل حتى على المستوى الدنيوي .

4 ــ الظلم الذي تعرضت له الزهراء (عليها السلام) كبير جدا وواحد من انماط هذا الظلم ما نجده على مستوى الأقلام ، إذ وجدنا اعتماد منهج التقمص والانتقاء من اجل تحقيق رغباتهم واهوائهم على النحو مما وجدناه عند الآلوسي أو منهج التفسير الخاطئ أو تقويل النص ما ليس فيه أو منهج الادعاء من دون دليل واضح .

5 ــ كشف البحث عن ضرورة العودة الى ما جاء عن أهل البيت (عليهم السلام) ، ففيه بيان لكثير من القرآنيات من مثل تفسير (الذكر الكثير) .

6 ــ ضرورة توظيف العلم الحديث للكشف عن كثير من خبايا المفاهيم الفاطميّة التي ما زلنا نتوقع ان فيها الكثير وهي بحاجة الى تسليط التقدم العلمي والتكنولوجي لمعرفة اسرارها .

   ويقترح الباحث ضرورة نشر هذه المفاهيم بين ابنائنا وشبابنا ، لما  في ذلك من اثر ينفعهم في الدنيا والاخرة .

   ويقترح ان يتعاون اهل الابداع من اهل الاقلام الناضجة للعمل على  انجاز معجم خاص بالمفاهيم الفاطميّة ، يضم تلك المفاهيم ليقدم للشبان مادة طيبة تعرفهم بالوهج الفاطمي كما يقترح ضرورة ان يترجم تراثها على ارجاء المعمورة .

    ختاما نسأل الله التوفيق وان تكون خدمتنا لأهل البيت (عليهم السلام) ذات مردود ايجابي على مستوانا الفعلي ، وان نكسب الاجر والفضيلة بذلك ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين .

قائمة المصادر والمراجع

  • أدب الكاتب ، أبو محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة (ت276هـ) ، تح :محمد محيى الدين عبدالحميد:  ، المكتبة التجارية  – مصر ، ط4 ، 1963 .
  • الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ، الإمام محمد بن محمد بن النعمان البغدادي الملقب بالمفيد ( 413هـ ) ، مكتبة الصفا ، قم المقدسة ـ إيران ، ط1 ، 1428 هـ
  • أساس البلاغة  ، جار الله محمود بن عُمَرَ الزمخشريّ ( ت 528ه ) ، دارُ الفِكْرِ ، بيروت ـــ لُبْنان ، 1424ه ـــ 2004م .
  • بحار الأنوار ، الشيخ محمد باقر المجلسيى ” قدس الله سره “، مؤسسة الوفاء – بيروت – لبنان .
  • تاج العروس من جواهر القاموس ، محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، أبو الفيض، الملقّب بمرتضى، الزَّبيدي (ت1205هــ) تح : مجموعة من المحققين، دار الهداية .
  • الثاقب في المناقب ، ابن حمزة الطوسي ( ت 560 هــ ) ، مؤسسة أنصاريان للطباعة والنشر – قم المقدسة ، تح : نبيل رضا علوان ، ط2 ،  1412 هــ .
  • ثمار القلوب في المضاف والمنسوب ، عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ) ، دار المعارف – القاهرة   .
  • الجامع الصحيح المختصر المعروف بصحيح البخاريّ ، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي ، تح : د. مصطفى ديب البغا أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة – جامعة دمشق ، دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت ، ط3 ، 1407 – 1987 .
  • حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار، محمد بن عمر بن مبارك الحميري الحضرمي الشافعي  (ت 930هـ)، تح: محمد غسان نصوح عزقول ،  دار المنهاج – جدة ، ط1 ،  1419 هـ .
  • الخصال ، الشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القميّ (ت 381 ه) ، تح : على اكبر الغفارى ، جماعة المدرسين في الحوزة العلمية ، قم المقدسة، 1403هـ .
  • دلائل الامامة ، محمد بن جرير الطبري (ت  : ق 4 هــ ) ، تح : قسم الدراسات الإسلامية – مؤسسة البعثة ، مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة ، قم ، ط1 ،  1413 هــ .
  • ديوان حافظ ابراهيم ، ضبطه وشرحه ورتبه : أحمد أمين وأحمد الزين وابراهيم الايباري ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، ط3 ، 1987 م .
  • روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي (المتوفى: 1270هـ) ، تح: علي عبد الباري عطية ، دار الكتب العلمية – بيروت ، ط1، 1415 هـ
  • سلوة الحزين وتحفة العليل المعروف بالدعوات ، قطب الدين ابوالحسين سعيد الدين بن هبةالله الراونديّ ( ت573هـ ) ، تح: عبدالحليم عوض الحليّ ، مطبعة نكارش ، قم ، 1427هــ .  
  • فاطمة الزهراء (عليها السلام) من المهد الى اللحد ، السيد محمد كاظم القزوينيّ ، المطبعة العلميّة ، قم ، 1414هــ.
  • لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح ، عبد الحق بن سيف الدين بن سعد اللَّه البخاري الدِّهلوي الحنفي (ت 1052 هـ)  تح: الأستاذ الدكتور تقي الدين الندوي ، دار النوادر، دمشق – سوريا ، ط1، 1435 هـ – 2014 م
  • المحاسن  ، ابو جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقيّ ( ت 274 أو 280هــ ) ، تح : مهدي الرجائي ، المجمع العالمي لأهل البيت ، ط3 ، 1432هــ ـــ 2011م.
  • المخصص ، أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي (ت 458هـ) ، خليل إبراهم جفال ، دار إحياء التراث العربي – بيروت ، ط1 ، 1417هـ ــ 1996م .
  • المعالم الأثيرة في السنة والسيرة، محمد بن محمد حسن شُرَّاب ، دار القلم، الدار الشامية – دمشق- بيروت ، ط1،  – 1411 هـ .
  • معاني الاخبار ،ـ ابو جعفر محمد بن علي بن بابويه (ت389 هـ) ، تح : علي أكبر الغفاريّ ، مكتبة الصدوق ــ طهران ، مؤسسة دار العلم ــ قم ، مطبعة الحيدري  ، 1379هــ .
  • معجم متن اللغة (موسوعة لغوية حديثة) ، أحمد رضا (عضو المجمع العلمي العربي بدمشق) ، دار مكتبة الحياة – بيروت .
  • معجم المَقاييس في اللُّغة ، أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريّا ( ت 395هـ ) ، تح : شهاب الدِّيْن أبو عمرو ، دار الفِكْر ، بيروت  ـ لُبْنان ، ( د. ت ) .
  • معرفة الصحابة، أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني (ت 430هـ) ، تح: عادل بن يوسف العزازي، دار الوطن للنشر، الرياض ، ط1، 1419 هـ – 1998 م
  • مكارم الاخلاق ، الشيخ رضي الدين الحسن بن أبي الفضل الطبرسيّ ، مكتبة العلامة بن فهد الحليّ ــ كربلاء ، ط1 ، 1426هــ ــ 2005م .
  • موسوعة العلامة الإمام مجدد العصر محمد ناصر الدين الألباني ، أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني (ت: 1420هـ) ، شادي بن محمد بن سالم آل نعمان ، مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة، صنعاء – اليمن ، ط1، 1431 هـ – 2010 م

الروابط الالكترونية

ــ فوائد عجيبة لنبات “الرجلة”.. تقتل السرطان وتقضي على الكوليسترول وتقلل الوزن ، مقال نشر في بوابة الاهرام على الرابط

https://www.google.com/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=&cad=rja&uact=8&ved=2ahUKEwjO54jijIL1AhXVQ_EDHZn-DIsQFnoECBQQAQ&url=https%3A%2F%2Fgate.ahram.org.eg%2FNews%2F2451373.aspx&usg=AOvVaw3S6ULaEV_vpdowg3k6z8bB


[1] ــ ثمار القلوب في المضاف والمنسوب: 3  .

[2] ــ ثمار القلوب في المضاف والمنسوب: 4 .

[3] ـــ بحار الأنوار: 63 / 235 .

[4] ـــ معجم متن اللغة (موسوعة لغوية حديثة ):  4/398 .

[5] ــ  مكارم الاخلاق  : 167 .

[6] ـــ  الدراسة موجودة في بوابة الاهرام على الرابط https://www.google.com/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=&cad=rja&uact=8&ved=2ahUKEwjO54jijIL1AhXVQ_EDHZn-DIsQFnoECBQQAQ&url=https%3A%2F%2Fgate.ahram.org.eg%2FNews%2F2451373.aspx&usg=AOvVaw3S6ULaEV_vpdowg3k6z8bB

[7] ـ المخصص: 3 / 247 .

[8] ــ أدب الكاتب: 78 .

[9] ــ تاج العروس من جواهر القاموس: 29/48 .

  [10] ــ المحاسن : 2/324 .

[11] ــ الدعوات للبيهقي  : 171 .

[12] ــ ينظر : معجم المقاييس في اللغة : 502 .

[13] ــ المحاسن : 1 / 106 .

[14] ــ المحاسن : 2 / 117  .

[15] ــ المحاسن : 2 / 117  ـــ 118 .

[16] ــ بحار الانوار : 43/ 64 .

[17] ــ الدعوات : 225 .

[18] ــ وتحليلنا هذا لم يستوف السبب لرفع الوقر من الأذن الثقيلة السمع وانما لامسَ أو حاول أنْ يُلامس ، وأرى أننا بحاجة الى تجارب على عينات مصابة تقوم بأداء هذا التسبيح ، واجراء فحوصات قبل وبعد ، لتظهر النتائج ويــُبان الأثر ، لا بدّ من استغلال العلم الحديث للكشف عن أثر اهل البيت (عليهم السلام) على المستوى العلمي والتطبيقي ليضاف هذا الى ما جاءنا من فضلهم على المستوى الدنيوي والاخرويّ .

[19] ــ بحار الانوار : 82 / 328 .

[20]  ــ معاني الاخبار :1  / 193 .

[21] ــ أساس البلاغة : 121 .

[22] ــ معجم المقاييس في اللغة :  253 .

[23] ــ أساس البلاغة : 121 .

[24] ــ مهج الدعوات و منهج العبادات: 5 .

[25] ــ الدعوات  :  238 .

[26] ــ الثاقب في المناقب: 300.

[27] ــ الدعوات: 94 .

[28] ــ ديوان حافظ ابراهيم : 82 .

[29] ــ روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني: 2/427 .

[30] – الجامع الصحيح المختصر المعروف بصحيح البخاريّ  : 3/1126 .

[31] ــ يكفي انه يتعارض مع القران الكريم ، وانه يضعف رأي بضعة النبي (الزهراء) وانه اذا صدقنا به وان ما تركه النبي صدقة فكيف ساغ دفنه النبي في بيته ؟ ايدفن في مكان ليس له … ، وهناك امور كثيرة بينها علماء الشيعة ، يمكن للقارئ ان يطلع عليها ليرى قوة الحجة وصدق الاقناع .

[32] ــ الجامع الصحيح المختصر المعروف بصحيح البخاريّ: 3 / 1360 .

[33] ــ الجامع الصحيح المختصر المعروف بصحيح البخاريّ: 3 / 1370 .

[34] ــ ينظر : معجم المقاييس في اللغة : 417 .

[35] ــ وغضب الرسول يعني الهلاك ، جاء في القرآن الكريم : ) {إنّ الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة (، وروي عن أمير المؤمنين : ((سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو آخذ بشعره يقول: من آذى شعرة مني فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله (عز وجل) لعنه ملء السماوات وملء الأرضين)) [دلائل الامامة : 136]

[36] ــ الجامع الصحيح المختصر المعروف بصحيح البخاريّ: 3 / 1361 .

[37] ــ روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني : 2 / 482 .

[38] ــ موسوعة العلامة الإمام مجدد العصر محمد ناصر الدين الألباني : 8 / 214 .

[39] ــ موسوعة العلامة الإمام مجدد العصر محمد ناصر الدين الألباني: 7 / 886 .

[40] ــ بحار الانوار : 26 / 39 .

[41] ــ الارشاد في معرفه حجج الله على العباد :  400 .

[42] ــ ينظر : معاني الاخبار : 1/ 103 . ونحيل القارئ الى ما كتبه  أكرم بركات العاملي: حقيقة مصحف فاطمة عند الشيعة، دار الصفوى، بيروت، ط 1، 1418 هـ/ 1997 م.

[43] ـ معرفة الصحابة: 6 / 3191 .

[44] ــ يقول العلامة القزويني : (( إن عشرات الآلاف من المجالس والمآتم تقام في البلاد الشيعية بمناسبة وفاة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في المساجد والبيوت والمجامع، ويطعمون الطعام في يوم وفاتها بكل سخاء، وتسمّى تلك الأيام بـ(الفاطمية) فيرقى الخطباء المنابر ويتحدثون عن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وعن حياتها الزاخرة بالفضائل والمناقب والمواقف المشرِّفة، ويختمون كلامهم بذكر بعض مصائبها وآلامها )) فاطمة الزهراء (عليها السلام) من المهد الى اللحد: 538 .

[45] ــ وهذا الوادي معروف باسم (( (مر الظهران) بفتح الميم وتشديد الراء وفتح الظاء المعجمة: واد قريب مكة، ويقول له العامة: وادي فاطمة )) [لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح : 7 / 188 ] ، واحتمل بعضهم ((ولعل لإقامة الأشراف الهاشميين من بني فاطمة (رضي الله عنها) أثرا في تغليب اسم (وادي فاطمة) على اسم (مرّ الظهران) )) [حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختارـ: 65] . ولكن لا يمكن الركون لذلك فهو من باب تشابه الاسماء وجاء فيه : (( وادي فاطمة نسبة إلى فاطمة زوجة بركات بن أبي نميّ، أحد الأشراف الذين حكموا مكة)) [المعالم الأثيرة في السنة والسيرة، : 250 ] .