مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
تداولية الإشاريات الشخصية في الخطبة الفدكية/الاستاذ الدكتور عبد الاله عبد الوهاب هادي العرداوي /جامعة الكوفة/ كلية التربية الأساسية و الدكتورة رشا حسين عبد سبتي / جامعة الكوفة/ كلية التربية الأساسية
+ = -

تداولية الإشاريات الشخصية في الخطبة الفدكية

الاستاذ الدكتور عبد الاله عبد الوهاب هادي العرداوي

جامعة الكوفة/ كلية التربية الأساسية

الدكتورة رشا حسين عبد سبتي

جامعة الكوفة/ كلية التربية الأساسية

المقدمة

الحمد لله الذي منَّ علينا بنبيه الصادق الأمين محمد (ص) وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام) والصلاة والسلام على افضل خلقه واشرف بريته، أئمة الهدى وسفن النجاة آل البيت (عليهم السلام) المنتجبين، وبعد:

يعد خطاب السيدة الزهراء عليها السلام مدونة تراثية فكرية، فهو من أعرق النصوص الأدبية وأفصحها، وهذا ديدن  أهل البيت عليهم السلام ومنهم السيدة الزهراء عليها السلام ، ومن ذلك الخطاب الثر خطبتها الفدكية التي تشكل مقاربة إصلاحية في الدين والدولة بنيت على أسس تبليغية على وفق مقدمات خطابية تواصلية تتحاور مع الآخر عند بوابة الإقناع والتأثير ، واعتماد استراتيجيات توجه عقل المخاطب وروحه وضميره بعيداً عن العنف والإكراه والمغالطة.

يعدّ تحديد (شارل موريس Charles Morris) أول محاولة لضبط ماهية التداولية، و قد حصرها ضمن مجال السيمائية و أسند إليها دراسة العلاقة بين العلامات و مستعملي هذه العلامات و ذلك بعدما بين أن تفاعل العلامات فيما بينها يشكل ما نسميه علم التراكيب، و تفاعل العلامة بما تل عليه يفضي إلى علم الدلالة.

فالتداولية إذن هي دراسة للجانب الإستعمالي للغة. و هنا تحدد (أوركيوني Orecchioni) وظيفة التداولية “في استخلاص العمليات التي تمكن الكلام من التجذر في إطاره الذي يشكل الثلاثية الآتية : المرسل – المتلقي – الوضعية التبليغية. إن أي تحليل تداولي يستلزم بالضرورة التحديد الضمني للسياق التي تؤول فيه الجملة.1 و هنا يتجلى العنصر الرابط بين مختلف النظريات والتوجهات التي شكلت ما نسميه التداولية، و هو السياق Contexte. فاختلاف الزاوية التي ينظر من خلالها إلى السياق، هو الذي جعل تلك النظريات تختلف فيما بينها في تحديد ماهية التداولية. فمنهم من يرى أنها هي الأقوال التي تتحول إلى أفعال ذات صبغة و امتداد اجتماعيين، بمجرد التلفظ بها وفق سياقات محددة و منهم من يلخص التداولية في دراسة الآثار التي تظهر في الخطاب، و يدرس هؤلاء أثر الذاتية في الخطاب من خلال الضمائر و الظروف المبهمة (Déictiques). و منهم من يلخصها في مجموعة من قوانين الخطاب Lois du discours أو أحكام المخاطبةMaximes contersationnelles على حد تعبير الفيلسوف جرايس – التي تضفي على الخطاب صيغة ضمنية أو تلميحية و ذلك من خلال دراسة الأقوال الضمنية Les énonces implicités كالافتراضات المسبقة Présupposes و الأقوال المضمرة.

 والإشاريات هي من المفاهيم اللسانية التي تندرج ضمن تداولية الدرجة الأولى , ومن الأدوات اللغوية التي وسِمت بالإبهام وهي بمنأى عن السياق, لذا لا تنفك عنه؛ حتى يمكن للقارئ معرفة ما تؤول إليه من دلالات يروم إليها المتكلم ومقاصد, أي : إنها تسفر عن العملية التواصلية بين طرفي الخطاب؛ المتكلم والمتلقي. أيا كان نوعها التي وردت فيه شخصية أو زمانية أو مكانية أو اجتماعية .

 وفي ضوء ما تقدم يتضح أن دلالات هذه الاشاريات متغيرة وغير ثابتة ؛ لارتباطها بالسياق الذي هو بدوره غير ثابت ومتغير . ولتأكيد ذلك اتخذ البحث كلام الزهراء عليها السلام في خطبتها الفدكية ميدانًا للدراسة, لما تتسم به من ثراء لغوي وجزالة الاسلوب، فضلا عن أنه خطاب يحمل قيما قرآنية اخلاقية واجتماعية ودينية ومعرفية , وسياسية , إلخ من القيم التي سنكشف عنها من خلال تحليل نصوص مختارة من خطبتها للكشف عن وظيفة هذه الادوات اللسانية – الاشاريات- في تثبيت هذه القيم وترسيخها في ذهن السامع.

وعليه قسمت خطة البحث على مقدمة ومبحثين، تحدث المبحث الأول عن مدخل تنظيري للمفاهيم الواردة كالتداولية والاشاريات والخطبة، ولا يخفى الاقتصار على الاشاريات الشخصية في الخطبة الفدكية وذلك لكثرة ورودها فيها مقارنة بالاشاريات الزمانية والمكانية وغيرها من أنواع الاشاريات، والمبحث الثاني اشتغل على المقاربة التطبيقية للإشاريات الشخصية في الخطبة الفدكية وقد تنوعت مصاديق ورودها في الخطبة وارتباطها بسياقاتها المختلفة المنصهرة في بوتقة مجموعة من القيم كالقرآنية والاخلاقية … وغيرها من القيم، وختم البحث بخاتمة تضمنت أهم النتائج التي توصل إليها البحث، وأخيراً ثبت المصادر والمراجع .

المبحث الأول: مدخل تنظيري للمفاهيم الواردة في البحث :

أولا :التداولية:

  تعد التداولية من المفاهيم التي ظهرت في الدرس اللساني العربي عن طريق انتقاله من الدراسات الغربية, تأثرا بنظرية أفعال الكلام, في قبال الستينات من القرن العشرين تقريبا, غير أن العمل بها تطبيقا في الدرس اللساني البلاغي, بشكل سريع كان في الثمانينات([1]). وأول ما بدأ به الباحثون هو البحث عن أصل لغوي لها في المعاجم العربية, فكان من المعاني التي تدل عليها ما ورد في مقاييس اللغة, ((الدال والواو واللام أصلان: أحدُهما يدلُّ على تحوُّل شيءٍ من مكان إلى مكان….., تداوَلَ القومُ الشّيءَ بينَهم: إذا صار من بعضهم إلى بعض))([2]), ويُقال دَوالَيْك لمِنْ تَداوَلوا الأَمر بينهم, يأْخذ هذا جانب وهذا جانب, أَي: تَداوُلاً بعد تداول. وتداولنا الأمر أو العمل بمعنى تعاورناه؛ فهذا عمل مرة, وهذا مرة.([3])

والتداول في العربية تدل على أمر دار وتناقل بين الناس, والاستعمال اللغوي لمفهومي النقل والدوران, يدلان على التواصل والنقلة والتفاعل([4]).

أما مفهوم التداولية في الاصطلاح فتعددت تعريفاتها, فقيل: هي دراسة العلامات بين الأدوات اللغوية ومستعملي هذه الأدوات([5]). وقيل أنها: (( دراسة التعامل اللغوي من حيث هو جزء من التعامل الاجتماعي))([6]). إذ نلحظ في هذا التعريف أن التداولية وُسمت بسمة اجتماعية.

أما مسعود صحراوي فعرّف التداولية بأنها (( مذهب لساني يدرس علاقة النشاط اللغوي بمستعمليه, وطرق وكيفيات استخدام العلامات اللغوية بنجاح, والسياق والطبقات المقامية المختلفة التي ينجز ضمنها الخطاب, والبحث عن العوامل التي تجعل من الخطاب رسالة تواصلية واضحة وناضجة))([7]) .

  ومثلما اُختلف في حدّها فقد أختلف في مصطلحها, لكثير من الأسباب؛ يعود بعضها لتعدد نظرياتها, فضلا عن تداخلها مع بعض العلوم, ليس هذا فحسب, بل حتى مراحل نشوء التداولية كان لها الأثر في هذا الاختلاف. استعملت بمسميات عدة, بحسب ما ترجمت إليه من جهة الباحثين في الدراسات اللسانية؛ نذكر منها على سبيل التمثيل لا الحصر: البرجماتية, النفعية, التواصلية, علم المقاصد, المقاصدية, التداولية, وهذا الأخير هو الأكثر شهرة بينها.([8])

وفي ضوء ما تقدم يتضح أن التداولية تهتم بغاية المتكلم؛ لأن المعنى الذي يروم إليه في خطابه لا يمكن معرفته إلا من خلال بيان مقاصده – أي : المتكلم-  وغاياته.

وقد بينت ارمينكو أن التداولية قامت على درجات معينة – بحسب برنامج هانسن- يمكننا أن نعدها الأدوات الأساسية التي يقوم عليها التحليل التداولي وهي : الاشاريات والاستلزام الحواري والفعل الكلامي التي صنفت إلى درجات لكل درجة وظيفة تتسم بها. غير أن كل واحدة منها تكمّل الأخرى في أداء المهمة المراد ايصالها للمتلقي. إذ عمد من خلال هذه الدرجات الى الربط بين أجزاء التداولية المختلفة وتوحيدها بشكل نسقي. وربما سائل يسأل, لماذا أختار مصطلح ( درجات) تحديدا؟ الجواب: ليفصح عن المرور التدرجي لهذه المفاهيم من مستوى لمستوى آخر بحسب السياق الذي ترد فيه , فهذه الأخير – أي السياق- يختلف ويغتني من درجة إلى درجة أخرى, ففي الدرجة الأولى يعد سياق وجودي ومرجعي, وفي الدرجة الثانية فيرتقي إلى ما يحدس به المتلقي, أما الدرجة الثالثة فتتمثل بنظرية أفعال الكلام[9].  من هذا نخلص إلى أنّ التداولية علم لساني يبحث في كيفية استعمال.المرسل اللغة في تحقيق أعلى درجات نجاح التواصل مع المرسل إليه ، بعدّها نظاماً من الصيغ, ليس هذا فحسب, بل إنّها نشاط تواصلي قائم على تحويل الكفاءة اللغوية إلى كفاءة تواصلية إنجازية.([10])

وسنسفر في هذا البحث عن الدرجة الاولى من هذه الدرجات المتمثلة بمفهوم الاشاريات  ونفصح عن  فائدتها في بيان العلاقة بين المتكلم والسامع ومعرفة اقدارهم وكيفية التواصل معهم على وفق ذلك. كونها تصور لنا مواقف مختلفة سواء اجتماعية أو شخصية, ذلك لأن اللغة ليست وسيلة للتواصل الاجتماعي فحسب بل هي أداة فعالة في تغيير الواقع والتأثير في المتلقي بأي شكل من أشكالها سواء ألفاظ أو عبارات أو غيرها([11]). 

ثانيا: الاشاريات: 

هي من المفاهيم التي اخذت حيزا  من الاختلاف  وتعدد الآراء في كل حيثياتها, من ناحية  ترجمة المصطلح, وتعريفه, وما قيل في معرفة القدماء العرب به قبل ترجمته… الخ. فهو كمصطلح غربي عند المحدثين فقد عرف عند بيرس  (Peirce)([12])، وقد أُخِذ من  الأصل اليوناني ( deiktikos )، ويعني: ( الإشارة والتعيين ) ؛ أما المصطلح الذي أشتهر به وعُرف- وإن كان الأصل يوناني-  فهو(Deixis ).  وقد سار المصطلحان جنبا إلى جنب. واستعمل الباحثون مصطلح (Deixis ), وتُرجم إلى تسميات عدة منها: إشارة ، وتعيين , ومؤشر ، ومشير مقامي . وقد اعتمدتْ هذه الترجمات على أسس أغلبها تركز على  وظيفة هذا المصطلح المرتبطة بالمقام ([13]).

ولو نظرنا لأصلها اللغوي عند العرب فهي من أصل شور ولها معانٍ عدة, منها الإيماء طلبا للإظهار والإيضاح([14]). أما في تعريفها فقد ذهب العلماء إلى أنّ:” الإشارة أن يكون اللفظ القليل مُشاراً به إلى معان كثيرة، بإيماء إليها ولمحة تدل عليها … “([15]) إذ تدل على بعد المرمى, فضلا عن فرط المقدرة لدى المتكلم , فهي في كل نوع من الكلام لها لمحة دالة, وتلويح يعرف مجملاً, ومعناه بعيد من ظاهر لفظه([16]). وعليه يمكن القول: (( أن اللغات الطبيعية وضعت أساسا للتواصل المباشر بين الناس وجها لوجه, وتظهر أهميتها البالغة حين يغيب عنا ما تشير إليه, فيسود الغموض ويستغلق الفهم)).([17]) وهذا يستدعي توظيف أدوات تزيل هذا الغموض في ضوء المقام التي توظف فيه. ومن هنا كانت الاشاريات أحد هذه الأدوات التي تزيل الابهام وعدم الوضوح من خلال استعمالها في سياق ما؛ تجعل المتلقي يفهم غاية المتكلم وما يروم له. كونها –أي الاشاريات- صيغا لغوية يتم التأشير باللغة من خلالها.([18])

فهذه الأدوات اللغوية ترتبط بمرجع متغير, فعملها التداولي ذو حدين, الأول: ظاهر في السياق الذي ترد فيه, والآخر: مستقر في البنية العميقة للخطاب عند التلفظ به. ومن هنا تنوعت الاشاريات إلى شخصية وزمانية ومكانية وغيرها.([19])

وقد ارتبط مفهوم الاشاريات عند العرب (بأسماء الاشارة), وضمائر المتكلم ، وضمائر المخاطب ، والظروف الزمانية والمكانية هي من الإشاريات ؛ بناء على معايير خاصة ، أما العناصر الأخرى فتتجاذب الآراء حول إدخالها في الإشاريات أو إخراجها منها ؛ فالمسألة بين التضييق والتوسع .([20])

ثالثا/ الخطبة:

 لغة:

خطبَ: الخَطْبُ: الشأنُ أو الأمر، صَغُرَ أو عًظُمَ… والخِطابُ والمُخاطَبةُ مُراجَعَةُ الكلام، وقد خاطبه بالكلام مخاطَبةً وخطابًا، وهما يتخاطبان… وخطب الخاطبُ على المِنْبَرِ، واختطَبَ يَخْطُبُ خَطابةً، واسم الكلام الخُطْبَةُ… وذهب أبو إسحاق إلى أن الخُطْبَةَ عندَ العرب: الكلامُ المنثورُ المُسَجَّعُ ونحوُه… والخُطبَةُ مثلُ الرسالةِ لها أولٌ وآخِرٌ… ورجلٌ خطيبٌ: حَسَنُ الخُطْبَةِ، وجمعُ الخطيبِ خُطَباء. وخَطُبَ بالضَمِّ، خَطابةً بالفتح: صار خطيبًا([21]).

اصطلاحًا:

  عرفت الخطابة بأنها: ((فن مخاطبة الجماهير بطريقة إلقائية تشتمل على الإقناع والاستمالة))([22]) فهي فن صعبٌ، كونها أكثر الفنون النثرية التي يبرز فيها الإبداعُ والإجادة، كما أنها تظهر ثقافة المتكلم اللغوية والفكرية والاجتماعية. تتناقلها الألسن, وتحتفظ بها بطون المصادر، وباستثناء الأمثال, وأقوال الأعراب المأثورة, التي تندمج معها, فإن بقية الأنواع النثرية يمكن أن تندرج في أنساقها تحت مسمى الخطبة؛ ذلك لأنها لا تختلف عنها في كونها رسالة موجهة بين طرفين يراد بها التأثير في السامع. من خلال ابتعادها عن الغموض والالتواء.([23]) لذا نلحظ أنها (( اتّصلت اتصالاً مباشرةً بحياة الدول الاجتماعية لدي الأمم والشعوب فنمت بنموها وترقّت برقيها. بحيث كثرت وتطورت من خلال المؤثّرات الاجتماعية المختلفة منها: البيئة الحضرية والبيئة الاجتماعية، وامتزاج العرب بالأمم الأخرى، والعصبيات والمفاخرات، والمحافل والوفادات، والاضطرابات السياسية والاجتماعية لاسيما بعد مقتل عثمان، من قبل الأمويين، والعلويين، والزبيرية، والخوارج، والقبائل المتعصبة، والعراق وثوراتها. فلهذا تأثّر الخطباء في الحجاز والشام، من الحياة المترفة والرخية في تلك المدن وقاموا بقول الخطب الحفلية المزينة بجميع الزخارف الأدبية، وبعضهم في العراق ومدنه كالبصرة والكوفة، فقد تأثّروا بمظاهر الحياة في تلك المجتمعات في خطبهم، لأنّ الحياة الاجتماعية كانت تمضي فيها مع الفتن والاضطرابات آنذاك؛ لذلك فقد اصطبغت الخطابة في هذا القطر بواقع هذه الحياة الاجتماعية فكانت الخطابة الحزبية، والسياسية، والاجتماعية، والاصلاحية شائعةً هناك))([24]) .

وعليه فالخطابة تلعب دورا اقناعيا في مختلف المقامات, سواء المحاكم والمجالس والمحافل وغيرها؛ فهي تداولية بطبيعتها ولا يمكن للمجتمع أن يستغني عنها قديما وحديثا لحاجة الخطاب غلى الاقناع والتأثير في المتلقي وهذا من صميم الخطابة.([25]) ليس هذا فحسب, بل أن (( كل تلفظ يفترض متكلما ومستمعا, وعند الأول هدف التأثير على الثاني بطريقة ما, فالخطاب يستلزم وجود متكلم ومتلقٍ بينهما تواصل))([26]). يتحقق هذا التواصل باستعمال الأدوات اللغوية من جهة المتكلم.

والخطبة الفدكية من أبرز محطات تجليّات علم الزهراء عليها السلام, فهي من أعلى الخطب رتبة في البلاغة, فكانت ذا أسلوب عالٍ من الفصاحة والبلاغة, وتوظيفا للأدوات اللغوية,  والدليل على عظمة خطبتها كونها لا تزال حية غضّة إلى يومنا هذا.([27]) ولبيان أسرار هذا البقاء سنشرع لبيان أحد الأدوات اللغوية المهمة التي تعتمد على السياق اعتمادا كليا, وهي الاشاريات الواردة في هذه الخطبة العظيمة, وهي على النحو الآتي:

المبحث الثاني: مقاربة التطبيقية للإشاريات الشخصية في الخطبة الفدكية :

الإشاريات الشخصية: وهي الإشاريات الدالة على المتكلم أو المخاطب أو الغائب، وتعد الأنا أو الذات المتلفظة محور التلفظ في الخطاب تداولياً، وتدخل الضمائر ضمن الإشاريات الشخصية مثل ضمير الأنا و نحن الدالتان على المتكلم، وضمائر المتكلم المتصلة والمنفصلة أيضاً، وقد أفردت الإشاريات الشخصية بمبحث مستقل لكثرة ورودها في الخطبة وارتباطها بسياقاتها المختلفة المنصهرة في بوتقة مجموعة من القيم كالقرآنية والاخلاقية … وغيرها من القيم .

والإشاريات الشخصية الدالة على المتكلم، تعد من أقوى الإشاريات في الخطاب المعرفي، لأنّ المتكلم يعدّ (( الذات المحورية في إنتاج الخطاب، لأنّه هو الذي يتلفظ به، من أجل التعبير عن مقاصد معينة، وبغرض تحقيق هدف فيه، ويجسّد ذاته من خلال بناء خطابه باعتماد استراتيجية خطابية تمتد من مرحلة تحليل السياق ذهنياً والاستعداد له، بما في ذلك اختيار العلامة اللغوية الملائمة، وبما يضمن تحقيق منفعته الذاتية بتوظيف كفاءة للنجاح في نقل أفكاره بتنوعات مناسبة))([28]) فالعملية التواصلية مرتبطة بالمتكلم بالمرتبة الأولى .

ومن شواهد الإشاريات الشخصية الدالة على المتكلم في الخطبة الفدكية قولها عليها السلام: (( أيها الناس اعلموا أني فاطمة وأبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أقول عوداً وبدواً، ولا أقول ما أقول غلطاً، ولا أفعل ما أفعل شططاً ))([29]) خطاب أيدولوجي تتحرك فيه الذات المتكلمة المتمثلة بالزهراء عليها السلام نحو علائق قيمية تكشف عن كنهها، فقولها: (( أنّي فاطمة وأبي محمد صلّى الله عليه وآله وسلم )) قيمة نسبية صاغتها بالتوكيد بـ (أنّ) مع اسمها (ياء المتكلم) وخبرها، ومازجتها مع (ياء المتكلم) في (وأبي) مدلّة فيها على انتسابها لأشرف شخص في الوجود الإنساني، ألا وهو النبيّ محمد صلّى الله عليه وآله وسلم، وخطابها ليس من باب تعريف غير المعلوم ، وإنّما من باب تذكرة المخاطبين وتقريعهم لما بدر منهم من فعل قبلي في اغتصاب حقّها في فدك وجاء الموجه اليقيني (اعلموا) ملفوظاً حجاجياً ومنبهاً إقناعياً قطع طرق الشك والمجاوزة عن الحقّ .

أمّا ضمير المتكلم (أنا) المستتر في الأفعال (أقول، أفعل) فقد أوصل رسالة إلى المخاطبين مفادها: أن الغلط والشطط مستبعد عن المتكلم (الزهراء عليها السلام) بقرائن ما سبق من قولها: أنّي فاطمة وأبي محمد، فلا يخفى القوة الإنجازية للأفعال وحركيتها الدائمة بفعل تكرارها مما يزيد قوتها وحضورها في نفس المتكلم .

ومن موارد استعمال الاشاريات الشخصية قولها: (( فلمّا اختار الله لنبيّه دار أنبيائه، ومأوى أصفيائه، ظهر فيكم حسكة النفاق، وسمل جلباب الدين، ونطق كاظم الغاوين، ونبغ خامل الأقلّين ))([30]) فعندما تخاطب الزهراء عليها السلام عصبة من الأفراد استعملت ضمير المخاطب(الكاف) لتشي النص بالحجج والبراهين التي تكشف ما وري من عداوتهم بعدما اختار الله سبحانه وتعالى لنبيّه الدار الآخرة، وبخسهم حقّها في فدك، وتجلّت مصاديقه في إظهار العداوة بسبب النفاق، واندراس ثياب الإسلام بعد أن كانت في غاية الحسن والجمال، ونتج عنه أيضاً تكلم من كان لا يتجرأ على الكلام خوفاً، فضلاً عن بروز الأفراد الساقطين غير النابهين، وقد ألبست الزهراء عليها السلام حججها وبراهينها ثوباً حجاجياً يتزينه الصور الكنائية والاستعارية، في قولها: (حسكة النفاق) و(سمل جلباب الدين) و(نطق كاظم الغاوين) و(نبغ خامل الأقلّين)  . 

ويتضح ضمير المخاطب(الكاف) بشكل مكثف مقروناً بضمير المخاطب المنفصل(أنتِ) في إجابة أبي بكر عبد الله بن عثمان للزهراء عليها السلام في قوله: (( فأجابها أبو بكر عبد الله بن عثمان وقال: … وأنتِ يا خيرة النسوان، وابنة خير الأنبياء، صادقة في قولك، سابقة في وفور عقلك، غير مردودة عن حقّك، ولا مصدودة عن صدقك ))([31]) متوالية حجاجية يرسمها (أبو بكر عبد الله بن عثمان) في إجابته التي تنبئ عن شخصية ورثت الإمكانات المعرفية والروحية فهي، خيرة النسوان، وابنة خير الأنبياء، فهذا تصريح حجاجي خلقي ونسبي منه لا يقبل التأويل والشك، ثمّ يرتب الحجج في متواليته مرتكزاً على السجع بوصفه وقفة صوتية ومعرفية عند الضمير( الكاف) تمنح الخطاب اتساقاً وانسجاماً في( قولك، عقلك، حقّك، صدقك ) .

والاشاريات الشخصية للمخاطب الجمعي لها حضورها في الخطبة سواء المنفصلة أو المتصلة، وقد اجتمعت في قولها: (( ثمّ التفتت إلى أهل المجلس وقالتْ: أنتم عباد الله نصب أمره ونهيه، وحملة دينه ووحيه، وأمناء الله على أنفسكم، وبلغاءه إلى الأمم، وزعيم حقّ له فيكم، وعهد قدّمه إليكم، وبقيّة استخلفها عليكم … ))([32]) يتحرك ضمير المخاطب المنفصل الجمعي (أنتم) مع الضمائر المتصلة الجمعية في ( أنفسكم، وزعمتم، فيكم، إليكم، عليكم ) بإشارية مكانية مسبوقة في قولها: (ثم التفتت إلى أهل المجلس ) وهنا إشارية عقلية (التفتت) وليست حسية، لأنّ المراد ليس التنبه الحسي بقدر ما يكون المراد التنبه العقلي وتهيأت الأذهان إلى المسكوت عنه من خلال إشارياتها الشخصية بالضمير الجمعي، كما أنّ للموجه الشكّي (زعمتم) قيمة توجيهية في هذا الملفوظ باتجاه النتيجة وتقويتها, إذ إنّه لا يربط بين متغيرات حجاجية, أي بين حجة ونتيجة أو بين مجموعة حجج كما يحصل مع الروابط الحجاجية, ولكنّه يقوم بحصر الامكانات الحجاجية وتقييدها, أي أنّ العامل الحجاجي يعمل على إظهار (الموضع) في الملفوظ, وبدوره يعمل هذا الموضع علة تحديد الاتجاه التأويلي الصحيح للوصول الى النتيجة النهائية التي يكون لها الدور الرئيس في إحداث التوجيه([33]) .

وفي ملفوظات أخرى تلتفت الزهراء عليها السلام في خطابها إلى (الناس) وفيه من دلالة العموم على خلاف ما سبق من الملفوظات التي حملت دلالة الخصوص في التفاتها، وهي أيضاً(الالتفاتة) إشارة عقلية لا حسيّة، وتغدو ضمائر المخاطب الجمعية بارزة من خلال الضمير(الكاف) فتقول عليها السلام: (( فالتفتتْ فاطمة عليها السلام إلى الناس وقالتْ: معاشر المسلمين المسرعة إلى قيل الباطل، … كلّا بل ران على قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم، فأخذ بسمعكم وأبصاركم، ولبئس ما تأولتم… إذا كشف لكم الغطاء، وبان ما ورائه الضراء، وبدا لكم من ربّكم مالم تكونوا تحتسبون، وخسر هنالك المبطلون ))([34]) .  

ومن شواهد الخطاب من الطرف الآخر(أبو بكر) فيكون المتكلم في الملفوظ الذي يوجه خطابه إلى الزهراء عليها السلام التي ستكون المخاطب وذلك في النص الآتي: (( فقال أبو بكر: صدق الله ورسوله، وصدقت ابنته، أنتِ معدن الحكمة، وموطن الهدى والرحمة، وركن الدين، وعين الحجّة، لا أبعد صوابكِ، ولا أنكر خطابكِ، هؤلاء المسلمون بيني وبينكِ، قلّدوني ما تقلّدتُ، وباتفاق منهم أخذتُ ما أخذتُ غير مكابر ولا مستبد، ولا مستأثر، وهم بذلك شهود ))([35]) تتدافع الحجج عند أبي بكر في محاولة لإثبات ذاته، وحجية خلافته، فالمسلمون قلّدوه الخلافة باتفاق منهم، وهو لم يأخذها (مكابر ولا مستبد ولا مستأثر) وهو بما زعم، وهم عليه شهود .

وفي الخطاب تطفو ضمائر المخاطب العائدة على الزهراء عليها السلام المنفصلة منها(أنتِ) والمتصلة(الكاف) في(بينكِ، صوابكِ، خطابكِ) ويقلّ تحرك ضمائر المتكلم العائدة على أبي بكر نحو ضمير المتكلم المتصل (الياء) في (بيني، قلّدوني) وتاء المتكلم المتصلة في الأفعال(تقلّدتُ، أخذتُ) وقد كان لتكرار الفعل(أخذتُ) والمقصد منه(الخلافة) دلالة حركية تنشط القول وتقويه .

وضمير الغيبة من الإشاريات الشخصية التي أخذت مكانها في الخطبة الفدكية في قولها: (( وأشهد أنّ أبي محمّداً عبده ورسوله، اختاره قبل أن أرسله، وسمّاه قبل أن اجتباه، واصطفاه قبل أن ابتعثه ))([36]) إقرار بالنبوة لأبيها صلّى الله عليه وآله وسلم وفضله الذي لا ينكره أحد، وقد شكّل ضمير الغيبة العائد على الله سبحانه وتعالى تأكيداً لنبوته التي كانت قبلية لا بعدية بدلالة التكرار الحجاجي (قبل أن) مع تعاضد تقنية السجع في الكلمات المنتهية بضمير الغيبة (الهاء) في ( أرسله، اجتباه، ابتعثه) والنص كلّه خطاب مقاصدي يضيّق الفجوة بين المتكلم والمخاطب، وتجنب الجدل بينهما .

والإقرار بالنبوة يسبقه عقلاً إقرار بالوحدانية والإخلاص لله وحده، وتثبيتاً لمقدرته في الثواب والعقاب، ودلّت الزهراء عليها السلام من خلال ضمير الغيبة (الهاء) العائد لله عزّ وجل الذي برز كالقدح المعلى في النص (( وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، كلمة جعل الإخلاص تأويلها، … ولا فائدة له في تصويرها إلّا تثبيتاً لحكمته، وتنبيهاً على طاعته، وإظهاراً لقدرته، تعبّداً لبريّته، وإعزازاً لدعوته، ثمّ جعل الثواب على طاعته، ووضع العقاب على معصيته، زيادة لعباده من نقمته، وحياشة لهم إلى جنته ))([37]) .     

ومن شواهد ضمير الغيبة(الهاء) قولها عليها السلام: (( فرأى الأمم فرقاً في أديانها، عُكّفاً على نيرانها، عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها، فأنار الله بأبي محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم ظُلمها، وكشف عن القلوب بهمها وجلى عن الأبصار غممها ))([38]) بيان لركون الأمم في غياهب الظلمة الفكرية، والفرقة في أديانها، وما يتبعه من ضياع يقيني، تلجأ الزهراء عليها السلام إلى الضمير المتصل الغيبي (الهاء) العائد على (الأمم) لإيضاح ما سلف من حمولات معرفية سطّرتها من قبيل (فرقاً في أديانها، عُكّفاً على نيرانها، عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها) ولا يخفى دلالة فعل الرؤية (فرأى) على الرؤية العقلية لا البصرية والذي استتر فيه الضمير (هو) العائد على النبيّ محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم، وهي بذلك تحصر الرؤية به دون غيره، ومن ثمّ عقّبت فعل (الرؤية) بفعل (الإنارة) المستتر أيضاً بالضمير (هو) العائد على النبيّ محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم، وهي أيضاً إنارة عقلية لا بصرية لتدلّ صياغة الملفوظات كلّها على قيمة إشهارية لواقع معاش، ولديمومة الإشهار استعملت رابط العطف(الواو) بعد فعل الإنارة مقرونة بمتوالية نتائج بهدي الله سبحانه وتعالى للنبيّ محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم .

وياء النداء تعدّ من الإشاريات الشخصية، ولأنّها (( ضميمة أسمية تشير إلى مخاطب لتنبيهه أو توجيهه أو استدعائه، وهي ليست مدمجة فيما يتلوها من كلام، بل تنفصل عنه بتقسيم يميزها، وظاهر أنّ النداء لا يفهم إلّا إذا اتضح المرجع الذي يشير إليه ))([39]) فجاءت للاستدعاء في قولها عليها السلام: (( ثمّ رمتْ بطرفها نحو الأنصار فقالتْ: يا معشر النقيبة وأعضاء الملّة وحضنة الإسلام، ما هذه الغميزة في حقّي، والسنّة في ظلامتي ))([40]) استدعاء حجاجي ارتكز على (ياء) النداء مخاطبة فيها الأنصار، لتبني الملفوظات على سلّمية حجاجية تأخذ من الواو بوصفها عطفاً حجاجياً نسقاً يشتغل على منحى تراتبي من القاعدة باتجاه القمة بحسب قوة الحجة ومكانتها في السلم لتقود إلى نتيجة حتمية هي:التغافل والسكوت عن حقّ فاطمة الزهراء عليها السلام، وظلامتها في فدك، وكانت ياء المتكلم الملكي في (حقّي، ظلامتي) آيقونة تبرّز نتيجة عظمة الرزيّة والظلم، فضلاً عن إعطائها قوة إثباتية إنجازية عند المتكلم، وتعاضد صيغة النتيجة الإستفهامية (ما هذه الغميزة في حقّي) بأسلوب مجازي قائم على التوبيخ والتقريع يمنحها مديات معرفية أكبر .

وفي موضع آخر لياء النداء في قولها عليها السلام: (( أيها المسلمون، ءأغلب على إرثي؟ يا بن أبي قحافة، أفي كتاب الله ترث أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئتَ شيئاً فريا، أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم؟))([41]) فياء النداء هنا توجيهية للمخاطب(يا بن أبي قحافة) لما سيأتي من ملفوظ بعده، فهي منفصلة عنه وغير مدمجة، والكلام الذي بعدها مبني على تراكيب استفهامية ليس المراد منها صدق الخبر أو كذبه، وإنّما الاستفهام هنا لإجبار المخاطب على الإجابة وفق ما يرسمه له البعد الاستفهامي الاقتضائي، وهذا النوع من الاستفهام هو الذي يسميه بلونتين بـ(الاستفهام الحجاجي) أو(السؤال الحجاجي) الذي ليس استخباراً وطلب جواب، بل هو وسيلة حجاج، فخروج الاستفهام الحقيقي الى استفهام بلاغي/حجاجي يهدف الى تحقيق أفعال إنجازية، وهذا الأمر يتطلب الا يقوم المخاطب بقراءة حرفية للملفوظ أو على المصرح به بل ينبني على المضمون القولي، وهو أمر اشار اليه ديكرو حين بين ان الافتراضات الضمنية في بعض الاسئلة هي التي تجعل من الاستفهام أسلوباً حجاجياً ،لأن أيّة إجابة مهما كان نوعها لابد أن تسّلم بتلك الافتراضات، بل تقرّ ضمنياً بصحتها([42]) وهذا الاستفهام الحجاجي نجده في قولها عليها السلام:( ءأغلب على إرثي؟، أفي كتاب الله ترث أباك ولا أرث أبي؟ أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم؟ ) .

ونلحظ في الكلام صراع الضمائر المؤسس للصراع الفكري والحجاجي من خلال ضمير المتكلم المتصل للملكية في (أبي) وضمير المتكلم المستتر(أنا) في الفعل(أرثُ) مع ضمير المخاطب المتصل(تَ) في الفعل(جئتَ) للدلالة على أبي بكر، وضمير المخاطب المستتر في الفعل(ترثُ) وكذلك ضمائر الجماعة الدالة على المسلمين في(تركتم، نبذتموه، ظهوركم) .

وهذا كلّه نقل الملفوظات نحو غايات ومقاصد عقدية مهمة بلحاظ ما سبق، فضلاً عن استعمال التوكيد بـ(قد) التي تفيد التحقيق مع الفعل الماضي مقرونة باللام التي تزيدها قوة وتوكيداً .  

الخاتمة

بعد أن تمّ انجاز البحث بفضل الله سبحانه وتعالى لا بد لنا أن نختمه بذكر أهم النتائج التي توصلنا إليها :

ـــــ يعد خطاب السيدة الزهراء عليها السلام مدونة تراثية فكرية، فهو من أعرق النصوص الأدبية وأفصحها،   ومن ذلك الخطاب الثر خطبتها الفدكية التي تشكل مقاربة إصلاحية في الدين والدولة بنيت على أسس تبليغية على وفق مقدمات خطابية تواصلية تتحاور مع الآخر عند بوابة الإقناع والتأثير .

ـــــــ   اشتغل المبحث الأول على مدخل تنظيري للمفاهيم الواردة كالتداولية والاشاريات والخطبة ولا يخفى الاقتصار على الاشاريات الشخصية في الخطبة الفدكية وذلك لكثرة وردها فيها مقارنة بالاشاريات الزمانية والمكانية وغيرها من أنواع الاشاريات .

ـــــ والمبحث الثاني تحرك على المقاربة التطبيقية للإشاريات الشخصية في الخطبة الفدكية وقد تنوعت مصاديق ورودها في الخطبة وارتباطها بسياقاتها المختلفة المنصهرة في بوتقة مجموعة من القيم كالقرآنية والاخلاقية … وغيرها من القيم .

ثبت المصادر والمراجع

 القرآن الكريم

ـــ الاحتجاج، الشيخ الطبرسي(ت548ه) تعليق وملاحظات: السيد محمد باقر الخرسان، دار النعمان للطباعة والنشر، النجف الأشرف 1386ه ــــ 1966م .

– استراتيجيات الخطاب – مقاربة تداولية- عبد الهادي بن ظافر الشهري, ط1, دار الكتب الجديدة المتحدة, 2004م.

ـــــ آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر ، د. محمود أحمد نحلة ، دار المعرفة الجديدة ، مصر ، 2002م .

ـــــ بنية النص الجاهلي بين الارتجال والصنعة الفنية، أ.م.د. نصرة أحميد جدوع الزبيدي، مجلة جامعة الأنبار للغات والآداب، ع 9، 2013م.

ـــــ التداولية, جورج يول, ترجمة قصي العتابي, الدار العربية للعلوم ناشرون ودار الأمان, ط1, 2010م.

ــــــ التداولية عند العلماء العرب دراسة تداولية لظاهرة الأفعال الكلامية في التراث اللساني العربي :د / مسعود صحراوي ، دار الطليعة للنشر والتوزيع ، بيروت – لبنان، ط1،2005م .

ـــــ التداولية وأفعال الخطاب عند الإمام الصادق : مؤيد بدري منهي السلاني ، بحث منشور في مجلة الأستاذ ، العدد 205 ، المجلد الأول، 2013م – 1434هـ .

ــــ الحجاج في الشعر العربي القديم من الجاهلية إلى القرن الثاني للهجرة، بنيته وأساليبه، سامية الدريدي، ط1، عالم الكتب الحديث، أربد، الأردن، 2001م.

ـــــ حوار الأديان في القرآن الكريم دراسة في ضوء التداولية: رغد عبد أبو جاسم, ماجستير, جامعة الكوفة, كلية التربية للبنات, قسم اللغة العربية, 2016م.

ـــــ الخطابة وإعداد الخطيب، د. عبد الجليل عبده شلبي، ط1، دار الشروق- القاهرة، 1401هـ – 1980م .

ــــ رسائل الامام علي عليه السلام في نهج البلاغة – دراسة حجاجية, رائد مجيد جبار الزبيدي, (اطروحة دكتوراه) كلية الآداب, جامعة البصرة 1434ه-2013م.

ـــــ العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده :أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني الأزدي ( ت 456هـ ) تحقيق  محمد محيي الدين عبد الحميد ، ط 5 ، دار الجيل ، بيروت – لبنان ، 1981 م .

ـــــ فلسفة اللغة قراءة في المنعطفات والحداثيات الكبر, اليامين تومي, ابن النديم للنشر والتوزيع, الجزائر, ط1, 2013م.

ــــ كتاب الصناعتين الكتابة والشعر :أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري ( ت395هـ ) تحقيق: علي محمد البجاوي ، ومحمد أبو الفضل إبراهيم ، ط 1 ، دار إحياء الكتب العربية ، بيروت – لبنان 1952م .

ـــــ لسان العرب: محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري ( ت 711 هـ ) ، ط 1 ، دار صادر، بيروت –  لبنان ، (د.ت) .

ـــــ مسرد التداولية, مجيد الماشطة و أمجد الركابي, الرضوان للنشر والتوزيع, ط1, 2018.

ـــــ المشيرات المقامية في القران :منى الجابري ، ط 1، مؤسسة الانتشار العربي ، بيروت – لبنان ، 2013 م .

ـــــ المقاربة التداولية , فرانسواز ارمينكو, ترجمة سعيد علوس, مركز الانماء القومي, الرباط, ط1, 1986م.

ــــــ مقاييس اللغة: أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا ( 395 هـ ) ، تحقيق : عبد السلام محمد هارون ، دار الفكر ، 1979م .

ـــــ النظرية البراجماتية اللسانية (التداولية) دراسة المفاهيم والنشأة والمبادئ: محمود عكاشة, مكتبة الآداب- القاهرة,ط1, 2013م.


([1]) ينظر: النظرية البرجماتية: 13-14, 18.

([2]) مقاييس اللغة:2/ 314 مادة ( دول ).

([3])  لسان العرب : 11 / 252 مادة ( دول )

([4]) ينظر: فلسفة اللغة قراءة في المنعطفات والحداثيات الكبرى: 24.

([5])  ينظر: التداولية:20.

([6])  المقاربة التداولية:  95.

([7])  التداولية عند العلماء العرب : 5.

([8]) ينظر: النظرية البرجماتية , 15.

([9]) ينظر : المقاربة التداولية : 38

([10]) ينظر: حوار الأديان في القرآن الكريم دراسة في ضوء التداولية: 23.

([11]) التداولية وأفعال الخطاب عند الإمام الصادق : 227.

([12]) ينظر : آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر : 16 .

([13]) ينظر : المشيرات المقامية في القرآن : 37 – 39 .

([14]) ينظر: حوار الأديان في القرآن الكريم دراسة في ضوء التداولية: 31.

([15]) كتاب الصناعتين : 348 .

([16]) العمدة : 1 / 302

([17])  آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر: 17.

([18]) ينظر: مسرد التداولية: 50.

([19]) ينظر: استراتيجيات الخطاب: 81.

([20])ينظر: حوار الأديان في القرآن الكريم دراسة في ضوء التداولية: 38.

([21]) ينظر: لسان العرب: 1/360 مادة ( خطب).

([22]) الخطابة وإعداد الخطيب: 13.

([23]) بنية النص الجاهلي بين الارتجال والصنعة الفنية: 131.

([24]) فن الخطابة في ضوء الحياة الاجتماعية في العصر الأموي (الخطبة البتراء لزياد بن أبيه نموذجًا) : 10 .

([25]) ينظر: اللسانيات التداولية ونظام الخطابة: 65.

([26])  لغة الخطاب السياسي:37

([27]) ينظر : مظاهر التأثير الصوتي والدلالي للسجع في الخطبة الفدكية  للسيدة الزهراء عليها السلام: 4.

[28])) استراتيجيات الخطاب مقاربة لغوية تداولية: 45 .

[29])) الاحتجاج: 1/144 .

[30])) الاحتجاج: 1/146 .

[31])) الاحتجاج: 1/151 .

[32])) الاحتجاج: 1/143ـــــ 144 .

[33])) ينظر: رسائل الإمام علي عليه السلام دراسة حجاجية: 129 ـــ 130 .

[34])) الاحتجاج: 1/154 .

[35])) الاحتجاج: 1/154 .

[36])) الاحتجاج: 1/143 .

[37])) الاحتجاج: 1/143 .

[38])) الاحتجاج: 1/143 .

[39])) آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر: 175 .

[40])) الاحتجاج: 1/142ـــ143 .

[41])) الاحتجاج: 1/148 .

[42])) ينظر: الحجاج في الشعر العربي :142ــ 143.