فاطمة الزهرا ء (ع)مصدر الإبداع الفكري
الاسم: الباحثة ماجدة عناد الكعبي
مرحلة خامسة جامعة الزهراء ع الدينية
مبلغة في مجمع المبلغات الرساليات
الاهداء : إلى الصفية التي دارت على معرفتها القرون الاولى الى سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها)
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين.
اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد.
من النعم الإلهية العظيمة إن الأمة الإسلامية أمة النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم تمتلك من العطاء الفكري ماتعجز عنه البشرية وما وصلت اليه هذا النبع الأصيل والفيض التي اختصت به دون الأمم الأخرى .
قال تعالى:
{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} هذه الاية المباركة التي افتتحت الزهراء( عليها السلام ) خطبتها بذكر ابيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي تدلل على أن الرسول من العرب يشق ويعز عليه وقوعهم في الشدة لأجله حريص على توفير وسائل السعادة لكم بالمؤمنين من هذه الأمة رؤوف رحيم كلمتان مترادفتان معناها العطف واللطف والحنان.
لهذا نقول سبب النعم العظيمة والألطاف الآلهية ماكانت
الا من خلال وجود تلك الذوات القدسية المعصومة الطاهرة المطهرة وأخص بالذكر فاطمة ابنة سيد الرسل بل سيد الكائنات ومما لاشك فيه إنها فاقت ماعلى الارض في مراتب العلم والمعرفة والحكمة بالتأكيد،
ماعدا ابوها الرسول الأعظم وبعلها امير المؤمنين صلوات الله عليها ،
أسمى درجات العلم والثراء الفكري التي لو أستفادت منهُ الأمة ووظفتهُ في الوجه الصحيح لكانت رائدة وقائدة للمجتمعات وللبشرية في كل مواطن ومواقع وسبل الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية ،ولقد تركت إرثاً فكرياً وعقائدياً وتربوياً وقيمياً للأجيال .
كما يقول علماء الإسلام، عالمة رفيعة في محيط العلم. وعن الخطبة التي قالتها فاطمة الزهراء(ع) في مسجد المدينة بعد رحلة النبي(ص) قال العلاّمة المجلسي: إنّ على كبار الفصحاء والبلغاء والعلماء أن يجلسوا ويوضّحوا كلمات وعبارات هذه الخطبة.فقد كانت قيّمة إلى هذه الدرجة. ومن حيث الجمال الفنّي فإنّها كانت مثل أجمل وأرفع كلمات نهج البلاغة وفي مستوى كلام أمير المؤمنين(ع). ذهبت فاطمة الزهراء(ع) ووقفت في مسجد المدينة وتكلّمت ارتجالاً أمام الناس حوالي ساعة كاملة بأفضل وأجمل العبارات وأصفى المعاني. هكذا كانت عبادتها وفصاحتها وبلاغتها وحكمتها وعلمها ومعرفتها وحكمتها وجهادها.
ان مولاتنا صلوات الله عليها اثرت الأمة بالعطاء المادي والمعنوي واخص الجانب المعنوي فكلماتها النورانية العقدية وخطبها وأحاديثها الموجهة والمرشدة والمعرفة
وأدعيتها فكان فكرها بحراً زاخر لمن يريد ان ينهل من معين جودها وعطائها الثري فهو كنز معنوي بكل معنى الكلمة .
المباحث
المبحث الأول:الفكر في مسيرة الانسان
المبحث الثاني:النصر الفكري والقيمي
المبحث الثالث:رواة الحديث عن السيدة الزهراء (عليها السلام
المبحث الرابع : ضرورة إحياء المنهج الفاطمي
الخاتمة
المبحث الأول:
الفكر في مسيرة الانسان
ينقسم الناس في الجانب الفكري العقائدي الى فئتان
القسم الأول وهم اصحاب العقيدة المحكمة الحقة والفكر الحر المستقيم ذات رؤى واهداف ثابتة واضحة تقود صاحبها الى سلوك صحيح ومتزن وحكيم وهو يقربنا بأهل البيت عليهم السلام
والقسم الثاني وهم أصحاب الفكر الظال المتشابه والعقيدة المزيفة المستمدة من التعصب او الأهواء والذي يبعدنا عن أهل البيت عليهم السلام
اصحاب المصالح والمادية يتبعون مايؤمنون به ويعتقدون به فينغلقون على ماهم عليه مع انه مخالف للحق والعقلانية والفطرة السليمة.
وهذا محك الاختبار والامتحان في السنن الالهية
هاتان الفئتان هم السبب والنتيجة الحتمية اما
لإنحدار واطماس الفكر الإنساني الراقي وهم موجودون في كل زمان ومكان على مدى العصور او ارتقاء للفكر ونماء في الطريق الصحيح ولكل واحد خطهُ ومنهجهُ فالظال لايقبل بتطوير الفكر وأعمال النظر والتأمل في عواقب وأثار الامور
(إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون)٢٣ الزخرف
اغلب الناس على هذا النهج بحيث لايجعل المحكم هو المعيار بل يتخذ ماتمليه عليه مصالحه ومعتقداته فانه يشهد عليه الوجدان والواقع الخارجي .
لو استقرأنا
هذا الحال على المجتمعات اليوم مع مايشهد من التطور التكنولوجي لوجدنا الاختلاف ناتج من الاختلاف الفكري او الاعتقادي مايعبر عنه اليوم بالاختلاف الطائفي بل التمزق والجاهلية
لان
الأمة تنتصر بفكرها ومن الجانب الآخر تنذل وتنحط وتتراجع وتنسلخ من هويتها وقيمها
اذا انحط الفكر وتسافل العقل فانه يهوي بصاحبه الى ادنى مراتب الوجود مع الأسف ليفقد انسانيتهُ.
مع أن المسلمين يملكون اليوم الكثير من الأدوات والكثير من الأسباب، لكنهم حائرون في تنسيقها وإدارتها واستثمارها على النحو المطلوب؛ ولهذا فإن المجتمعات الإسلامية اليوم في أمس الحاجة إلى من يمنحها الرؤى، والأهداف، والغايات الكبرى والمرحلية، كما أنها كانت ومازالت في أمس الحاجة إلى من يمنحها الأفكار والمفاهيم التي تستخدمها في فهم العالم، واستيعاب المعطيات الجديدة، والتعامل معها على نحو مثمر ومنتج.
اعظم مهمة هي تعليم وتكميل البشر ،من الذي يكمل الانسان ؟
هم الأنبياء والأولياء وهي أسمى المهمات صناعة الانسان ،تربية الانسان،تكميل الإنسان
إنها عملية صناعة مجتمع على أساس التوحيد والعدل الاجتماعي وتكريم الإنسان، وتحريره، وتحقيق المساواة الحقوقية للمجتمع ورفض الاستغلال والاستبداد والاحتكار، وإفساح المجال للطاقات والكفاءات الإنسانية، وتشجيع التعلّم والتعليم
والفكر والتفكير وجميع سبل المعارف لتحقيق اهم أهداف بعثة الأنبياء .
إنها عملية إقامة مجتمع تنمو فيه كل عوامل سمو الإنسان في جميع الأبعاد الأساسية، وتدفع الكائن البشري فيه باتجاه مسيرته التكاملية على ساحة التاريخ.
هذه هي المهمة التي بعث اللَّه الأنبياء من أجلها، ونستنتج من ذلك أن الإمامة، باعتبارها امتداداً لمهام النبوّة تتحمَّل نفس هذه الأعباء… هدف الإمامة هو نفس هدف النبوة، والطريق هو الطريق، أي إيجاد مجتمع إسلامي عادل، والسعي لصيانة مسيرته الصحيحة”.
قال الإمام المهدي(عج) : ((نحن صنايع ربّنا والخلق بعد صنايعنا)) فهم خصّوا برحمة من الله سبحانه وتعالى، نالوا بها الاصطفاء والاجتباء والعلم والكرامة السابغة التي أهلّتهم لمناصبهم ومقاماتهم التي أرادها الله لهم.. فكانوا بعد هذا سادة الخلق وقادتهم، والهداة الذين يستضاء بنورهم، ويشهد لهذا المعنى أحاديث كثيرة متضافرة تدلّ على أنّ أوّل شيء خلقه الله هو نورهم(1)، وأنّ الملائكة تعلّمت بعد ذلك منهم كيفية العبادة والتقرّب إلى الله عزّ وجلّ(2)، فالخلق من ملائكة وأنس وجنّ كلّهم صنايع آل محمّد (عليهم السلام) بالتعلّم والاقتداء والأسوة.
والدليل على ما نقول هو العلم الذي يحمله أهل بيت النبوة بحيث عجز في تفسيره كل المخالفين ولم يجدوا مخرج لتفسير هذا العلم بدليل علم نبينا الأكرم محمد(ص) وهو مدينة العلم والحكمة ثم إلى الأمام علي(ع) في أنه باب مدينة العلم والحكمة ليستمر ويتوراثها واحداً بعد الآخر
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما ولدت فاطمة (عليها السلام) أوحى الله عز وجل إلى ملك فانطلق به لسان محمد (صلى الله عليه وآله) فسماها فاطمة ثم قال: إني فطمتك بالعلم وفطمتك عن الطمث ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): والله لقد فطمها الله تبارك وتعالى بالعلم وعن الطمث بالميثاق.
وفي مصباح الأنوار: عنه (عليه السلام) مثله.
بيان: فطمتك بالعلم أي أرضعتك بالعلم حتى استغنيت وفطمت، أو قطعتك عن الجهل بسبب العلم أو جعلت فطامك من اللبن مقرونا بالعلم كناية عن كونها في
بدو فطرتها عالمة بالعلوم الربانية. وعلى التقادير كان الفاعل بمعنى المفعول كالدافق بمعنى المدفوق أو يقرء على بناء التفعيل أي جعلتك قاطعة الناس من الجهل أو المعنى: لما فطمها من الجهل فهي تفطم الناس منه، والوجهان الأخيران يشكل إجراؤهما في قوله: فطمتك عن الطمث إلا بتكلف، بأن يجعل الطمث كناية عن الأخلاق والأفعال الذميمة، أو يقال على الثالث: لما فطمتك عن الأدناس الروحانية والجسمانية فأنت تفطم الناس عن الأدناس المعنوية. وهذا الفطم قبل عالم الدنيا الفطم بالعلم يعني القطع عن غير الله في العلم والمعرفة. كناية عن هي مصدر للعلوم حتى الائمة عليهم السلام رووا عنها العلم وفي هذا الفات الى العلماء والى المتعلمين وسائر اهل العلم ان باب فاطمة هو باب للعلم والمعرفة. فمن واسطة فاطمة سلام الله عليها يصل الى ما يريد ومن هنا وصفت بانها
ام العلوم. من اوصافها والقابها ام العلوم. وام الكتاب. هذا الوصف كل علماء الشيعة اتفقوا على انها من مصادر الالهي. وقولها وفعلها وبيانها حجة على العلماء وعلى المتعلمين.
حتى تتضح هذه الحقيقة اقدم
مقدمتين هامتين في هذا الشأن.
المقدمة الاولى :حينما توصف السيدة الطاهرة بانها ام العلوم.
معناه ان لها رتبة الامومة. في العلوم وفي المعارف. الأم لها خصائص.
الخصوصية الاولى أنها أصل الانشاء. أصل وجود الولد الأم يقال لها أم لإنها الاصل.
الخصوصية الثانية انها تربي وتكمل. وهذا هو شأن الام. بعد الولادة التربية والتكميل على الام. الخصوصية الثالثة. أن الأم هي المقصد والمرجع والمآل لاولادها في كل شؤونهم. هذه ابرز خصائص الام. هي من جهة مولدة من جهة مربية ومن جهة هي حلالة للمشاكل التي يبتلى بها الاولاد. فحينما نقول فاطمة ام العلوم اليها ترجع أصول المعارف
العلم الاكتسابي هذا الذي يتعلمه الناس في المدارس وفي الجامعات هذه علوم تحصيلية ممكن في يوم ما يتصف بها الانسان وفي يوم ما ينساها. تغيب عن باله. الكثير من المعادلات التي الطلبة يدرسوها بالمتوسطة وعند الاعدادية ينسوها. والكثير من القواعد والمعادلات يدرسوها بالاعدادية للجامعة ينسوها. والكثير من المعادلات في الجامعة اذا اين ما واصلوا في مشوار العلم والتعليم ينسوه. اذا أن في العلوم الاكتسابية هناك انفكاك. بين العلم وبين العالم. ولكن اذا كان العلم لدُني يكون المفهوم والمصداق متحدان فحينما توصف فاطمة سلام الله عليها بانها ام العلوم لان العلوم لا تنفك عن الائمة وهي أمهم .
المعنى الثاني العلوم الإلهية هي مصدر هذه العلوم. هي منشأ الابداع في العلم عند العلماء الذين يلتجئون اليها ويطرقون أبواب العلم بواسطة نورها.
سأذكر كيف يكون ذلك.
نضج العلوم تبلور العلوم في نفوس العلماء والمتعلمين ايضا منها.
وحل المعضلات العلمية لمن يطرق باب فاطمة منها. اذا وصفها بانها ام العلوم معناه أنها المصدر للعلوم. وبركاتها عامة لكل عالم لكل ومتعلم من يطلب العلم الالهي عند فاطمة. يحصل هذا. المقدمة الاولى.
المقدمة الثانية هناك بحث لا بأس من باب الاشارة السريعة اليه.
هو ان اسماء المعصومين والقابهم وكناهم ليس اعتباطاً بل لها آثار تكوينية ليس فقط بيان واعلام عن مكانتها ومقامها ولا بيان أنها تعلم هذا كلهُ معلوم ومن الواضحات فهي حجة الله الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى أذن كل اسم او صفة للمعصوم هو ناظر لآثار تكوينية وهذا مفتاح للإنسان يعلمه كيف يدعوا بها فهي مصدر الفيض وبركتها تعم كل شيء( ٦،٥)
أما في تفسير الميزان عن العصمة قول السيد الطباطبائي الذي ارجع هذه الملكة إلى العلم ، إذ قال في تفسيره «الميزان» تحت عنوان { كلامٌ في معنى العصمة ) عند تفسيره للآية المباركة : { ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمّت طائفةٌ منهم بأن يُضلوك وما يُضلّون إلاّ أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلّمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً }.(2)
” ظاهر الآية انّ الأمر الذي تتحقق به العصمة نوع من العلم يمنع صاحبه عن التلبّس بالمعصية والخطأ. وبعبارة اُخرى علمٌ مانعٌ عن الضلال.
كما إن سائر الاَخلاق كالشجاعة والعفّة والسخاء كلٌّ منها صورة علمية راسخة ، موجبة لتحقق آثارها، مانعة عن التلبس بأضدادها من آثار الجبن والتهور والخمود والشره، والبخل، والتبذير.ومن هنا يظهر ان هذه القوّة المسماة بقوّة العصمة سببٌ شعوري علمي غير مغلوب البتة ، ولو كانت من قبيل ما نتعارفه من أقسام الشعور والإدراك لتسرّب إليها التخلّف ، وخبطت في أثرها أحياناً. فهذا العلم من غير سنخ سائر العلوم ، والاِدراكات المتعارفة التي تقبل الاكتساب ثم يقول قدس سره ـ : فقد بان من جميع ما قدّمناه انّ هذه الموهبة الالهية التي نسميها قوّة العصمة نوع من العلم والشعور يغاير سائر أنواع العلوم في انه غير مغلوب لشيء من القوى الشعورية البتة ، بل هي الغالبة القاهرة عليها المستخدمة إيّاها ولذلك كانت تصون صاحبها من الضلال والخطيئة مطلقاً “.(3)
ان الله سبحانه وتعالى خلق الأنبياء والأوصياء وهم ايات محكمة كما هي الايات المحكمة
وهناك محكم المحكم جعله الله حلقة بين أولياءه الصديقة الكبرى
فاطمة الزهراء ع هي محكم المحكم
يقول العلماء ان النبي والإمام وحتى الأنبياء السابقين انقسم الناس عليهم بين مخالف لهم ومعارض وبين متبع وموافق لخطهم ،
الا الصديقة فان الكل يذعن بمكانتها وكرامتها عند الله سبحانه وتعالى
وسبب ذالك انها ملكوتية الوجود والمنشأ
وانها مجمع جمال النبوة وجمال الإمامة
تلخصت فيها كمالات النبوة والأئمة
الصديقة الكبرى مظهر الإيمان الثابت للبشرية كلها
بمختلف أديانها اجتمعت على معرفة فاطمة وحبها وتقديسها كل المسلمين يتفقون على هذا
لايختلف اثنان على ذالك
الأصل والجوهر لاجتماع القلوب هي السيدة فاطمة تعتبر
اول رائدة وقائدة للسعي الى إنقاذ الأمة من الانحراف الفكري
فلو تمسك الناس بفكرها ولزوم طاعتها ومعرفتها بالتمسك بها وانطلقوا منها
لتميز اصحاب الفكر الصائب الحق من الخطأ والباطل والضال المظلل
ولتميزت عندهم الجماعات المخلصة من الجماعات المنحرفة
وكلما ابتعدت البشرية عن فاطمة تشّتَت وتنازعت وانقعرت في الخلاقات والمشاحنات والبغض والضغينة وحروب طاحنة وسفك الدماء بين المسلمين أنفسهم .
هذه الآثار المتوقعة والنتيجة الحتمية مع وجود هذا المحكم بينهم والذي يمكن ان يوحد الجميع تحت لوائه لانها مظهر التوحيد،
ان يكون الغالب على المسلمين التمسك بها و
اتباع تام في الفكر وفي الآداب وفي الفقه بحيث هي المرجعية العلمية والعملية تكون للصديقة صلوات الله وسلامه عليها حيث تضج خطبتها
ب التوحيد، والتهليل، والتكبير؛ مفاهيم الوحدانية، والانقطاع إلى الله -عز وجل- كانت تطفحُ من كلماتهم الشريفة.. فهذهِ فاطمة تقفُ في المسجد للدفاع عن إمامة أمير المؤمنين -عليه السلام- ولكن ما هو أولِ كلامها؟.. تقول (ع): (وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. كلمة جعل الإخلاص تأويلها، وضمن القلوب موصولها، وأنار في التفكر معقولها).. تشهد لله -عز وجل- بالوحدانية، ثُمَّ تُقسم التوحيد، إلى التقسيم الثلاثي المعروف.. فالتوحيد، والإمامة، والنبوة، والمعاد؛ هذهِ المفاهيم تحتاجُ إلى ثلاثة حقول تفاعلية:
الحقل الأول: الفكرة.. أي يفكر الإنسان، ويعتقد بالله -عز وجل- إيماناً.
الحقل الثاني: العاطفة.. أي يتفاعل معهُ بقلبه، ويغلف المفهوم بغلاف الحب والود.
الحقل الثالث: العمل.. كما أن الأوكسجين عندما يجتمع مع الهيدروجين؛ ينبثق الماء.. كذلك فإن النتيجة التي تتولد من الفكرة والعاطفة، هي الحركة في الحياة؛ أي العمل.. فالعمل لا ينفك عن الاعتقاد الراسخ، والعاطفة العميقة، عندئذ ينطلق الإنسان في العمل.. دائماً نسمع هذا التقسيم الثلاثي: الأفكار، والعواطف، والجوارح.. الزهراء -عليها السلام- في خطبتها تقول: التوحيد هي كلمة، ولكن لها واقع في الحياة (كلمة جعل الإخلاص تأويلها)؛ أي الإخلاص في العمل، هو تأويل التوحيد.. إن أردتَ أن تطبق التوحيد في الحياة، فكُن مخلصاً في حركتكَ في الحياة.. (وضمن القلوب موصولها)؛ أي هناك ارتباط بين القلبِ وبينَ عالم التوحيد.. وأخيراً (وأنار في التفكر معقولها).. فإذن، إنارةٌ في الفكر، ووصلٌ في القلب، وإخلاصٌ في العمل.. هذهِ المراحل الثلاث التي تُنادي بها فاطمة -عليها السلام-.
ومن هذا بينت صلوات الله عليها ان الاساس الاعتقاد الصحيح والاخلاص في العمل هو تأويل التوحيد وإن الارادة الإلهية إذا تحققت في الواقع فإنها تضمن تحقق الخير والسعادة لبني البشر فالقانون الإلهي لا يضاهيه اي قانون مهما كان المقنن والواضع على درجة من العلم والمعرفة والحكمة والكفاءة لأسباب كثيرة منها لأنه ليس له إحاطة بكل المصالح لبني آدم ومنها ان الواضع هو فاقد للكمال المطلق فكيف يضع قانون متكامل؟
ووضحت ان تشكيل الحكومة يرمي إلى الحفاظ على النظام ووحدة المسلمين كما تذكر الصديقة الزهـراء عليها السلام في خطبتها: “… وطاعتنا نظاماً للمـلة، وإمامتنا أماناً من الفرقة… “
فهي المدافع الاول عن مقام الرسالة السماوية والخلافة الالهية بما تمتلك من قوة الايمان والارادة واليقين بان الله ناصرها لان اهل البيت صلوات الله عليهم النصر متحقق فان الانسان الذي يسعى الى المطالبة بحقه منتصر فأما ان يعود الحق الى اصحابه الاصليين وهذا تمام
المطلوب وأسمى الغايات .
وفي البعد عن خط فاطمة الالهي يكون الانحراف في الفكر وانحراف في القلب لأنهم يتبعون ماتشابه منه ابتغاء تأويله وابتغاء الفتنة {أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} التوبة/49)
وجاءت هذه الآية بعد قولها: (ابتداءاً زعمتم خوف الفتنة) وقد دللت باليقين القرآني أن الفتنة أنتم وعملكم هو الفتنة المفسدة غصبتم الحقوق عن أهلها لأجل الوقاية من الفتنة حسب ادعائكم وأي محنة أعظم من تغيير مجرى الإسلام وتبديل أحكامه وغصب حقوق أهل البيت (عليهم السلام) ومعاملتهم بتلك القسوة والخشونة
واما ما يهم هنا هو بيان حركتها من حيث هي كنموذج لمن اراد تحقيق الاهداف السامية بحيث يكون توازن بين عظمة الهدف وعظمة السعي والجد والاصرار في السير لتحقيقه من جهة ومن جهة اخرى تبيان الجبهة المقابلة وما لها من الطغيان والعصيان والكفر والجبروت والتسلط وحب الرئاسة ولو على حساب الدين والخسران في يوم الدين ,فمن الطبيعي أن تكون الشخصيات الموجودة في هذا الخط الرسالي شخصيات متميزة، لها ما لها من
الحركة الفكرية في تعليم شريعة السماء من خلال اتصالها بالنساء خاصة والسعي لتثبيت الأصول الأخلاقية والقيم الروحية والرد على المسائل الشرعية والعقائدية.
كانت السیدة فاطمة الزهراء عليها السلام معلّمة للناس في عصرها، خاصّة النساء، فقد كنّ يقصدنها ويسألنها عمّا بدا لهنّ من الأحكام الشرعيّة وتفسير القرآن الكريم، وحلّ النزاعات وترسيخ العقائد وغيرها. وكانت الزهراء عليها السلام تجيب عن كل الأسئلة الموجّهة إليها بكل رحابة صدر، وهي بذلك تؤصّل العديد من القيم والأصول الأخلاقيّة والفقهيّة، لتكون بيد كلّ الأجيال. ونذكر على سبيل المثال نماذج من ذلك:
وروي عن الإمام العسكري عليه السلام أنّه قال: “… وحضرت امرأة عند الصدّيقة فاطمة الزهراء عليها السلام فقالت: إنّ لي والدة ضعيفة، وقد لبس عليها في أمر صلاتها شيء، وقد بعثتني إليك أسألك، فأجابتها فاطمة عليها السلام عن ذلك، ثمّ ثنّت، فأجابت، ثمّ ثلّثت [فأجابت] إلى أن عشّرت، فأجابت، ثم خجلت من الكثرة،
فقالت: لا أشقّ عليك يا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
كانت السيّدة فاطمة عليها السلام قاضيةً بين النساء، تحِلُّ النزاعات والخلافات، سواء الأسريّة أو العقائدية وغيرها، ومن جملتها القصّة المعروفة عندما: “اختصم إليها امرأتان، فتنازعتا في شيء من أمْر الدين، إحداهما معاندة، والأخرى مؤمنة، ففتحت على المؤمنة حجّتها، فاستظهرت على المعاندة، ففرحت فرحاً شديداً، فقالت فاطمة عليها السلام: “إنّ فرح الملائكة باستظهارك عليها أشدّ من فرحك، وإنّ حزن الشيطان ومَردته بحزنها أشدُّ من حزنها”.
أي أنّها بيّنـت عليها السلام حجّــة ودليــل المرأة الموالية
ولم تقتصر في تعليمها علىٰ النساء ، بل كانت عليهاالسلام تطرف القاصدين إليها بما عندها من العلم والمعرفة ، فعن ابن مسعود ، قال : جاء رجل إلىٰ فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : يا ابنة رسول الله ، هل ترك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عندك شيئاً تطرفينيه ، فقالت : « يا جارية ، هاتي تلك الحريرة » فطلبتها فلم تجدها ، فقالت : « ويحك اطلبيها ، فانها تعدل عندي حسناً وحسيناً » فطلبتها فإذا هي قد قمّتها في قمامتها ، فإذا فيها : « قال محمد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ليس من المؤمنين من لم يأمن جاره بوائقه. ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره. ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو يسكت. إنّ الله يحبّ الخيّر الحليم المتعفّف ، ويبغض الفاحش الضنين السَّئآل الملحف. إنّ الحياء من الإيمان ، والايمان في الجنة ، وإن الفحش من البذاء ، والبذاء في النار » [٧)
المبحث الثاني:
النصر الفكري والقيمي .
تشخيص القيادة والمعية معها وتعريفها ونصرها والانتصار لها بكل السبل وبثت رسائل إحيائية وهذا تمام النصر للقيادة الحقة.
وأدواتها –
الشجاعة المبدئية من خلال ثباتها على الموقف بوجه الانحراف عن الحق من خلال
وصفها (عليها السلام) نتائج تلك القيادة الرشيدة لو كان يفسح لها المجال، وذكرت الفوائد والمنافع والخيرات والبركات التي كانت تعمّ الأمة الإِسلامية على مرّ القرون والأجيال فقالت:
(ثم لسارَ بِهم سيراً سجحاً) أي سار القائد بالمسيرة سيراً ليناً سهلاً، بكل هدوء وطمأنينة، فإن البعير إذا سار بالراكب سيراً عنيفاً فلا بدَّ وأن الراكب يتأذى من الحركة العنيفة، وتتحطم أعصابه لما في ذلك من الإزعاج والقلق.
ثم البعير نفسه يتألم حينما يجاذبه الراكب الحبل الذي قد دخل في ثقب أنفه وربما يجرح أنفه أيضاً، فيتأذى الراكب والمركوب، ولكن السيدة فاطمة تقول:
(لا يكلم خشاشه، ولا يتعتع راكبه) وفي نسخة: (ولا يكل سائره ولا يمل راكبه) أي الحبل أو الخشب الذي جعل في أنف البعير ويقال له (الخشاش) لا يجرح أنف البعير، ولا ينزعج راكب البعير، والمقصود: سلامة الراكب عن كل مشقة حال السير.
(ولأوردهم منهلاً نميراً فضفاضاً) وفي نسخة: (منهلاً روياً) إن الدليل الذي يتقدم القافلة لا بد وأن ينزل بهم منزلاً حسناً، ومكاناً لائقاً للراحة، على شاطئ نهرٍ أو عين ماء، ليأخذوا حاجتهم من الماء، ويسقوا دوابهم وغير ذلك.
تقول السيدة فاطمة (عليها السلام): كان علي (عليه السلام) يقود المسيرة إلى منهل نمير والمنهل: المورد أي محل ورود الإِبل، والنمير: العذب، النابع من عين لا ينقطع ماؤها. والفضفاض: الواسع.
(تطفح ضفتاه، ولا يترنق جانباه) النهر إذا كان ممتلئ يفيض جانباه وإذا كان عذباً لا يتكدر جانباه بالطين كما هو المشاهد من تكدر الماء بالطين على جوانب النهر، بل وحتى البحر.
فالكثرة والسعة في المجرى والعذوبة والنظافة وعدم التلوث بالطين وغيره من صفات ذلك الماء.
وكلها إشارات وكنايات إلى الحياة السعيدة التي كان الناس يعيشونها لو كان الأمر بيد الإِمام أمير المؤمنين، فالخيرات كانت تشمل أهل الأرض والعدل يسود المجتمع والسلامة كانت تعمّ الجميع، والرفاهية والاستقرار والطمأنينة والأمان والحرية (بمعناها المعقول) والسعادة في الدنيا، والنعيم في الآخرة كان من نصيب الجميع.
(ولأصدرهم بطاناً) وكانت نتيجة ذلك الورود هو الصدور من المنهل، والخروج من ذلك المورد بالبشع والارتواء، فلا جوع ولا حرمان، ولا فقر ولا مسكنة.
(ونصح لهم سراً وإعلاناً) النصح: حُب الخير، وعدم الغش، والمعنى: أن علياً كان يسعى في إسعادهم وجلب الخير لهم بصورة سرية وعلنية، أي ما كان يطلب من وراء تلك القيادة إلاَّ الخير للناس لا لنفسه.
(ولم يكن يحلَّى من الغنى بطائل، ولا يحظى من الدنيا بنائل، غير ريّ الناهل وشبعة الكافل) وهنا تذكر السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) موقف زوجها من تلك القيادة والزعامة العامة.
وقبل كل شيء: ينبغي أن لا ننسى أن في العالم أفراداً يحبون القيادة والرئاسة لأنفسهم، أي يحبون ليحكموا على الناس، ويتصرفوا كما يشاءون وكما يريدون، ويحبون الرئاسة لأنها وسيلة تحقيق أهدافهم وأُمنياتهم الشخصية فهم يتنعمون من وراء تلك الرئاسة بشتى أنواع النعم، ويختارون لأنفسهم أفضل حياة.
وكانت عليها السلام تقول: “ما صنع أبو الحسن إلّا ما كان ينبغي له، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم وطالبهم” . خطبت السيدة فاطمة الزهراء خطبة في غاية البلاغة ، منظمة، منسقّة، بعيدة عن الاضطراب في الكلام، ومنزّهة عن المغالطة والمراوغة، والتهريج والتشنيع .بل وعن كل ما لا يلائم عظمتها وشخصيتها الفذَّة، ومكانتها السامية.
وتُعتبر هذه الخطبة معجزة خالدة للسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وآية باهرة تدل على جانب عظيم من العلم الدني التي كانت تتمتع بها الصدّيقة فاطمة الزهراء.
كانت السيدة فاطمة مسلّحة بسلاح الحجة الواضحة والبرهان القاطع، والدليل القوي المقنع كيف لا وهي حجة الله على الحجج ابنائها المعصومين عليهم السلام وكان المسلمون الحاضرون في المسجد ينتظرون كلامها، ويتلهّفون إلى نتيجة ذلك الحوار والاحتجاج الذي لم يسبق له مثيل إلى ذلك اليوم بين الحق الباهر المتكامل وبين الباطل والظلم والجحود والضلال .
وهناك أفراد (وقليل ما هم) يحبون الرئاسة والقيادة ليخدموا الناس، ويصلحوا المجتمع، ويجلبوا الخير والسعادة للشعوب، ليعيش الناس آمنين مطمئنين، ولتكون لهم حياة مشفوعة بالراحة والخير والنعيم.
إن هذه الطائفة من أولياء الله لا يشعرون بالنقص في أنفسهم كي يكملوا أو يستروا ذلك النقص بالفخفخة والجبروت بل إنهم يشعرون بالكمال في أنفسهم، فهم في غنى عن الناس، والناس بحاجة إليهم، إن هؤلاء لو حكموا لنفعوا الناس وأصلحوهم، وأمنّوا حياتهم من جميع نواحيها.
وفي الوقت نفسه لا يستفيدون ولا ينتفعون من حطام الدنيا، ولا تطيب نفوسهم أن يتنعموا بأموال الفقراء، ويبنوا قصورهم على عظام الضعفاء، إنهم يحملون نفوساً أبيّة وأنوفاً حميّة، وأرواحاً طيبة تستنكف التنازل إلى هذا المستوى السافل.
بعد هذا يتضح لنا كلام السيدة فاطمة (عليها السلام) حول موقف زوجها تجاه القيادة لو كان يفسح له المجال، ولا يغلق عليه الطريق.
تقول: (ولم لم يكن يحلى من الغنى بطائل) أي لو كان علي جالساً على منصة الحكم ما كان يستفيد من أموال الناس لنفسه فائدة كثيرة، وما كان يصيب من بيوت الأموال لنفسه فائدة كثيرة، وما كان يصيب من أموال الناس وكنوز الثروة خيراً.
(ولا يحظى من الدنيا بنائل) ما كان ينال من ثروات الدنيا بالعطاء سوى مقدار إرواء نفسه من العطش، وإشباع عائلته من الجوع.
المبحث الثالث:
رواة الحديث عن السيدة الزهراء (عليها السلام )
إنَّ مذهب الشيعة الإمامية ـ رضوان الله عليهم ـ ليس مذهباً حشوياً همّه هو نقل الروايات والأحاديث فقط ، بل هو مذهب يعتمد على الفهم والعلم والعقل ، بتحليل الآيات والأحاديث تحليلاً عقليا على هدي المحكمات ، وقراءتها باللغة القلبية الذوقية واللغة العقلية واللغة الاجتماعية، وإعمال الأدوات العلمية الصناعية من علوم العربية اشتقاق وصرف ونحو وبلاغة ، والعلوم العقلية كالفلسفة والكلام ، والعلوم الشرعية كالفقه وأصول الفقه ، ، وغير ذلك من الأدوات التي يمكن من خلالها فهم واستنباط المعارف .
هذه الأدوات هي التي تعطي الإنسانَ قدرة التحليل والتجزيء ، وقدرة لاستنباط العلوم والمعارف من النصوص الوحيانية
نتبين من ذالك مصدر العلوم ومصدر الإنتاجات الفكرية هي فاطمة من هنا وصفت بأم ابيها وام الائمة وام الاخيار وأم السادات وومن الكنى أيضاً (أم العلوم) لعلمها(عليها السلام)، وفي حديث (عيون المعجزات) إنها قالت(عليها السلام) لأمير المؤمنين(عليه السلام): (ولو أردت حدثتك عن علوم الأولين والآخرين). وكنيت(عليها السلام) بـ(أم الفضائل) وهي أعم من الكنية السابقة، حيث أن العلم والمعرفة أحد الفضائل النفسانية لفاطمة الطاهرة المرضية… وأيضاً كنيت بـ(أم الكتاب)، وهو تكريم لكل امرأة خلقها الله عز وجل
ان سلسلة العلماء والمربين تبدأ منها وتنتهي اليها فللأنبياء مابلغوا مرتبتهم الا بها سلام الله عليها و (على معرفتها دارت القرون الاولى)
نجوم الارض سادة العلم ينتمون الى فاطمة بالنسب والسبب
روى امير المؤمنين عن فاطمة حديث حب ال محمد
الذي يتفق جميع المسلمين بانه اعلم البشر بعد رسول الله (صلوات الله عليهما وآلهما)ومن الرواية آلامام الصادق الذي يقر المسلمون بعلمه وانه روى عنها حديث أدب الصائم كما في دعائم الإسلام.
وعن زينب الكبرى (عليها السلام) أنّها قالت : رأيتُ أمّي فاطمة (عليها السلام) قامَت في محرابها ليلة جُمُعَتِها ، فلم تزل راكعة ساجدة ، حتى اتّضح عمود الصبح ، وسَمِعتُها تدعو للمؤمنين والمؤمنات ، وتُسمّيهم وتُكثر الدعاء لهم ، ولا تدعو لنفسها شيء…
ورَوَت السيدة زينب (عليها السلام) ـ أيضاً ـ عن أُمّها السيدة فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) أنّها قالت : قال رسول الله ـ لعليّ (عليه السلام) ـ أما إنّك يا علي وشيعَتُك في الجنّة . ومن الرواة عنها الإمام زين العابدين عن عمّته زينب (عليهما السلام) عن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) أنّها قالت : دَخَلَ عليَّ رسول الله (صلى الله عليه واله) عند ولادة إبني الحسين ، فناولتُه إيّاه ، … ثم قال : خُذيه يا فاطمة! فإنّه إمـام إبنُ إمـام .. أبو الأئمّة التِسعـة ، مـِن صُلبه أئمّة أبرار ، والتاسع قائمهم .
الفترة الاولى بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) كانت خانقه فائقة لم يستطع حتى الحسن والحسين ان يظهرا علمهما فنجد الروايات التي تروى عنهما في تلك الفترة قليلة نسبياً قياساً الى فترة الامام الباقر والصادق (عليه السلام).
ولكن بالرغم من كل هذا فهناك روايات عن الزهراء (سلام الله عليها) ولا يسعنا ايرادها هنا ولكن نشيرالى بعضها وللمزيد راجع مسند فاطمة الزهراء للسيد حسين الاسلامي تجد مئات الصفحات التي تتضمن روايات رويت عنها سلام الله عليها ومن تلك الروايات:
1- ما رواه في كفاية الاثر ص194 مسنداً عن ابي ذر عن فاطمة (عليها السلام) عن ابيها في تفسير قوله تعالى: (وعلى الاعراف …) وان الائمة الاثني عشر هم أصحاب الاعراف.
2- وفي العوالم كما في احقاق الحق 555:2 رواية مسندة عن فاطمة تذكر فيها حديث الكساء اليماني.
3- وفي تفسير فرات الكوفي ص42 حديثاً معنعنا عن فاطمة عن ابيها فيه ذكر ولاية أمير المؤمنين عليه السلام.
4- وفي دلائل الامامة كما في البحار 151:88 حديثاً مسنداً عن فاطمة فيه ذكرها لما اصاب المدنية من زلزلة في عهد ابي بكر.
هناك روايات قمة في الجودة منقولة عن فاطمة الزهراء عليها السلام ، ولو لم يكن لدينا إلاّ ثلاث روايات لهي كافية كفاء الدهر كله :
(1) الخطبة الفدكية المتواترة .
(2) حديث الكساء اليماني الشهير الصحيح .
(3) حديث اللوح الشهير .
فلو اقتصرنا النظر على [الخطبة الفدكية] فقط ، وأعملنا جميع العقول البشرية ، وكل الأدوات الصناعية لاستخراج المعارف الإلهية منها ، ستجد أنها ـ في الواقع ـ تسبح على شواطيها ، لأن كلام المعصوم بحر من المعرفة .
وللتمثيل البسيط ، فقد استطاع أحد الأعلام من استخراج مئات وربّما الآلاف من الأحكام الشرعية من [الخطبة الفدكية] في 4 مجلدات !!
فالسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام عندما تخطب ، فهي تفرغ عن لسان أبيها صلى الله عليه وآله ، كأنّها رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فكل مقطع من خطبتها الشريفة هي عبارة عن [هدم نظريات وتشييد نظريات] على صعيد المعرفة الإلهية ومعرفة الحجة ومعرفة المعاد بل في كل المستويات المعرفية ، فخطبتها الشريفة مخزون معرفي ضخم جداً .
فنحن ما نريده هو علومها الجليلة الخطيرة ، وقد بثّتها في خطبتها المباركة الشريفة ، بعبارات وحيانية وقوالب ملكوتية ، جليلة الألفاظ ، عظيمة السبك ، خطيرة المعاني ، رفيعة المطالب .
المبحث الرابع :ضرورة إحياء المنهج الفاطمي
مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها بالخصوص وأهل البيت صلوات الله عليهم عموماً تمكنت من صناعة جيل صاحب فكر حر يتمسك بالعقيدة والقيم الأخلاقية
وهذا المسار المبارك كان ولازال محارب من جهات تعرف في العصر المتقدم بالحرب الناعمة والكلامية والباردة التي استهدفت الشباب بشكل خاص وعقول الناس وفكرهم بشكل عام و سرقة الوعي والعقلانية ومصادرة الفكر الحر. الى سوقهم وفق أيدلوجية خطيرة بل مدمرة تشمل كل مايخالف المرتكزات الفطرية والقيمية والعقائدية للفرد والمجتمع
وتمكنت من تحديث ونشر الأفكار والسموم كالإلحاد والعلمانية والاباحية والوجودية
والفوضى واعتبر الدين لم يحل المشكلات ولذالك علينا إلغاءه وتهميشه في واقع الحياة.
وبالمقابل ترسخ ان المنظومة الفكرية المحدثة تعمل على تحرير الانسان وهذا مجازاً هم يعتبرونها حرية في فكره وغرائزه ومشاعره وحريته المطلقة والمُنفلته باي كيفية ولو على حساب غيره مهما كان قريباً او بعيداً
دون التقيد بالإخلاق والدين والعرف الاجتماعي .
ولايخفى على القارئ الكريم ما هي الآثار وماهي الأثمان المكلفة التي سيدفعها الفرد والمجتمع اذا انسلخ عن ثوابت القيم والدين وعن الاخلاق
الذي ينذر بالخطر الكبير والتراجع
في العلم والمعرفة والتلبس بالجاهلية والعبثية وقد رُصدت آثار هذه الظاهرة في وجهها السلبي بأرقام كبيرة ومُخيفة في واقع المجتمع العراقي من حيث انتشار تلقي مقولة الإلحاد وفق دوافع نفسيّة ارتداديّة غير صحيحة وغير مقبولة عقلاً وشرعاً ودليلاً وعِلما .
وتزايد حالات التسقيط الاعتباري والاجتماعي والمعنوي للشخصيات والجهات والأفكار والاعتقادات وجملة من القيم والاعتبارات الدينية والعرفية .
وكذلك تفشي أسرار مؤسسات الدولة الأمنيّة والإداريّة والاقتصاديّة والعسكريّة وغيرها.
فضلاً عن إسهامها في تغيير طبيعة الشخصيّة الفردية سلوكاً وقراراً وأخلاقا – ممّا أنتج تصاعداً بنسبة كبيرة جدا في حالات الطلاق وتفكك الأسر وتشرّد الأطفال وعقوق الآباء والأمهات – وتأنّث بعض الشباب.
وتضييع الاوقات وهدر الطاقات وبروز التلهي بالألعاب لحد الإدمان ،بحيث انخفض مستوى نسب النجاح والتعليم في العراق وبكافة المراحل الدراسيّة – وأصبحت منظومة الأخلاق والسلوك في انهيار سريع وخطير.
وهذا خلاف
إنّ الحرية المطلوبة هي التي تكون على أساس الحقّ وضمن قانون الشرع المقدس وليست أيّ حرية كانت. فهل من الحَسَن أن يتحد الناس جميعا على الظلم؟ ظلم النفس او المجتمع
وهل هذا هو ما دعى إليه الأنبياء فعلاً؟
وهل هذه هي الحرية التي يقول بها جميع العقلاء يا ترى؟
ألِمجرّد كونها حرية فانّه لا إشكال إذن على الإطلاق؟!
هذا خلاف العقل
الدين هو منهج لضبط سلوك الانسان وتقويم تصرفاته من خلال ابعاده الفكرية والمعرفية والعقائدية وهو مصدر الخير والسعادة ؛
تعلَّمنا الزهراء (عليها السلام) التي هي بحق مدرسة لكل الناس، وسفر خالد تنهل منه الأجيال بمَنّ الله تعالى وبفضله وبرحمته ان نكون أحراراً وان العبودية لله عزاً وفخراً
وأن لا يقف أحد عقبة أمام الاستفادة من هذه النعمة الإلهيّة التي جعلها الباري تعالى لجميع العباد. فهل يا ترى طُبّقت هذه النصيحة الإلهيّة على أرض الواقع؟
كلّنا يعلم أنّ الاختلافات ظهرت من أوّل لحظة، وفي نهاية المطاف حتّى في الدين الخاتم، الذي هو آخر موهبة إلهيّة إلى الناس، والذي لابدّ له أن يكون المرهم الشافي لكلّ الآلام والجروح الاجتماعيّة للبشر إلى يوم القيامة، حتّى في هذا الدين نشب الاختلاف منذ اليوم الأوّل لوفاة النبيّ الأكرم(صلی الله عليه و آله).
.كانت سلام الله عليها تدعوا الى قيام دولة العدل الإلهي الذي هي من المفروض تقود الأمة لأن النبي لم يترك الامة دون تعيين الولي لأنه يعلم ان الأمر ينقلب من بعده ويعلم المنافقين أهل السقيـفة كانت عينهم على السلطة عينهم على مطامع الدنيا بدليل ان اعظم شخصية والذي انقذهم من الظلال وبمعنى نقول الملك والحاكم في خطبتها قالت انقذكم الله بابي وهو يموت وهم مشغولون ليس في مراسيم التشييع والدفن إنما في تقسيم المناصب, انها حوادث لا يستطيع الإنسان المسلم أن يغمض عينيه عنها، إلا أن يكون في إسلامه خلل وفي عقيدة التوحيد هذه المصائب جرت على الامة الويلات والظلامات والفتن نسال الله يقدرنا على المعرفة والتقرب لله ولرسوله واهل بيته عليهم السلام.
فعملها حجة وقولها حجة واقرارها حجة فهي تمثل القدوة ومثال الانسان الاكمل, الذين تنكروا لفاطمة هم اصلا ضد النساء ومنهم من كان يأد البنات عندهم نزعة الجاهلية والجهل والتخلف والكفر والنفاق وقفوا امامها لأنها بنت الرسول .ولأنها امرأة لا يريدون ان تتصدى امرأة كانت هي الميزان وقدوة للناس قالت انقذكم الله بابي قائداً وسيدا من مناقبها انها ابنه أعظم من خلق الله واكرم من خلق من اﻻولين واﻻخرين إن التأسي بها ليس وقفاً على النساء باعتبارها سيدة نساء العالمين، إذ مَنْ ؟مِن الرجال غَير الأنبياء والمرسلين يمكنُ أن نقيسَهُم بالزهراءِ (عليها السلام)؟.. هِيَّ سَيدةٌ من سيدات الوجود، ولها من المعاني ما يمكن التأسي بها رجالاً ونساءً.. نَحنُ في هذهِ الدُنيا جئنا لنُشكِل حياةَ الأبديّة ولابد لنا من الاسوة والقدوة وأن المتدبر في القران الكريم يجد مناهج عديدة وضعت لهداية الناس وارشادهم ، وتوجيههم نحو الطريق المستقيم ، ومنها منهج ( القدوة الصالحة ،والاسوة الحسنة )
قال تعالى :
( ولقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة )
فطرح الكتاب العزيز من اجل تاصيل هذا المبدأ ( الاقتداء والتاسي ) نماذج من الكمل من البشر وهم الاولياء ( الانبياء والاوصياء ) ( ومن انتجبتهم السماء كمريم ع ) .
ودعا وحفز لاستذكار حياتهم ،
واحياء تراثهم ،
واستجلاء الدروس والعبر من اثارهم ،
والتوقف عند محطات حياتهم المشرقة ،
واستنطاق ما فيها من قواعد تستقيم بها الحياة ،
وتبنى بها المجتمعات ، و يشيد بها صرح الإنسان المتحضر .
وهي خير قدوة،.كانت سلام الله عليها تدعوا الى قيام دولة العدل الإلهي الذي هي من المفروض تقود الأمة لأن النبي لم يترك الامة دون تعيين الولي لأنه يعلم ان الأمر ينقلب من بعده ويعلم المنافقين أهل السقيـفة كانت عينهم على السلطة عينهم على مطامع الدنيا بدليل ان اعظم شخصية والذي انقذهم من الظلال وبمعنى نقول الملك والحاكم في خطبتها قالت انقذكم الله بابي وهو يموت وهم مشغولون ليس في مراسيم التشييع والدفن إنما في تقسيم المناصب, انها حوادث لا يستطيع الإنسان المسلم أن يغمض عينيه عنها، إلا أن يكون في إسلامه خلل وفي عقيدة التوحيد هذه المصائب جرت على الامة الويلات والظلامات والفتن والبلآءات
وهكذا كل طاغوت يتسلط يلغي الأن الإرهاب من اين يستلهم أفكاره واعتقاداته ؟!!
من هوﻻء الطغاة الأوائل الفرق في الوسيلة فقط الإرهاب من أهم المصادر العقدية الفاسدة والمنهج المنحرف .
وهذه ليس بحوث تاريخية إنما بحوث الحاضر وبحوث المستقبل مثال معاوية يصلي بالمسلمين حذف البسملة قالوا بعد ان انتهى انسيت او سرقت والجهل هو من قبل بأن يصبح معاوية كاتب الوحي والعجب أحد الكتاب يكتب علي رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه القول ب رضي الله عنه للطرفين
هذا استخفاف للعقول وضياع للحقائق ,نرى القرآن الكريم يحتوي على هجوماً ﻻذعا حاداً على بعض صحابة رسول الله القرآن الكريم في سورة الأحزاب واذا يقولو المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله ألا غرورا نعم بعض الصحابة هذا كلامهم الله هو الذي يقول بمعنى خدعنا الله والعياذ بالله تعالى الله عما يصفون
لا يعرف قدر فاطمة إلا خالقها حين جعلها من أهل البيت الذين أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وإلا أبوها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الصادق الأمين الذي قال فيه الله تبارك وتعالى:[وَمَا يَنطِقُ عَن الهَوَى، إنْ هُوَ إلا وَحيٌ يُوحَى] (النجم:3-4) [وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ، لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ، ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ] (الحاقة: 44-46) الذي قال فيها (فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها) وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) مخاطباً إياها (إن الله يغضب لغضبكِ ويرضى لرضاك)، فهي ميزان الحق وبها يُعرف طريق الهدى ويُنال رضا الله تبارك وتعالى، فلا يصل إلى الهدف المنشود من لم يوالي فاطمة ويسير على نهج فاطمة ويجعل فاطمة معياراً لتمييز الحق من الباطل، وهكذا أرادها الله تعالى ورسوله الكريم أن تكون للأمة حتى لا تضلّ وتشتتها الأهواء.
لكن الأمة الغافلة الطائعة لهواها المستسلمة إلى أمراضها النفسية وعُقَدِها الاجتماعية أعرضت عن هذا كله، ولم تصغِ إلى موعظة الزهراء وتذكيرها وإنذارها لهم بين يدي عذاب شديد (فنعم الحكَم الله والزعيم محمد صلى الله عليه وآله وسلم والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون ولا ينفعكم إذ تندمون، ولكل نبأ مستقرٌ وسوف تعلمون من يأتيه عذابٌ يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم) وقالت (عليها السلام) (ويحكم أفمن يهدي إلى الحق أحقُّ أن يُتّبع أمن لا يهدِّي إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون؟! أمَا لعمري لقد لُقِحتْ، فَنَظِرَةٌ ريثما تُنتج، ثم احتلبوا ملء القُعب دماً عبيطاً وذعافاً مبيداً، هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غبَّ ما أسس الأولون، ثم طيبوا عن دنياكم نفساً، وطامنوا للفتنة جأشاً، وأبشروا بسيفٍ صارم، وسطوة معتدٍ غاشم، وبِهَرَجٍ شامل، واستبداد من الظالمين يدع فيئكم زهيداً، وجمعكم حصيداً فيا حسرتا لكم! وأنّى بكم وقد عميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون.
وكقولها عليها السلام :(ثم استنهضكم فوجدكم خفافا) تعني ان الشيطان لما هتف بهم وطلب منهم النهوض فانه راى فيهم الاستجابه النفسية وسرعة الحركة للباطل ،ولم يكونوا ثقال ليلزموا الحق كما استخف فرعون قومه فاطاعوه.(٨)
وكذلك نجد هذه الكلمه في خطبة السيدة زينب عليها السلام في قولها:(ولايستخفنكم المهل)اي لايكون تاخير الانتقام سببا لخفة نفوسكم وانتعاشها من الفرح والطرب بانتصاركم الباطل..
يحرم على الانسان ان يكون اداة طيعة بيد قوى الشر والطواغيت بحيث يجدونه خفيفا عند الاستثاره غضوبا عند التهييج ،بل عليه ان يكون وقورا عند الهزائز،ملازما للحق لايميل عنه ثقيلا فيه ولايستخفه اتباع الهوى والشيطان كما في قول الشاعر
كريشة في مهب الربح طائشة لاتستقرعلى حال من القلق.
فصدقَ عليهم قول رب العزة والجلال [وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ] (آل عمران: 1
وأخيراً من الحلول التي طرحها سماحة المرجع الشيخ اليعقوبي دام ظله في خطابه الأخير على كل المؤمنين الدعوة إلى الإيمان بالله تعالى وتحبيبه إلى الناس بذكرِ عظيمِ رحمته وكرمه ودحض الإلحاد والشرك بالحجج والبينات، وقد أتاح الله تعالى لنا اليوم أعظم الوسائل للدعوة والتبليغ والنشر من خلال التقنيات المعاصرة فنستطيع أن نوصل صوت الإيمان إلى ملايين البشر من خلال المنصات الإلكترونية الفاعلة والجاذبة والمؤثرة.
ونصرة دين الله تعالى بنشره وتعريف الناس به وتحبيبه إلى الناس وتثبيت قلوب المؤمنين ورد الشبهات ووأد الفتن والعمل على هداية الناس وإرشادهم إلى الحق وتعليمهم الأحكام الشرعية والأخلاق الفاضلة ولتحقيق العدالة الاجتماعية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن أداء هذه الفريضة الإلهية أعظم نصرة لله تعالى.
نسال الله يقدرنا على المعرفة والتقرب لله ولرسوله واهل بيته عليهم السلام.
الخاتمة:
ونختم بمسك كلامها المبارك
قالت في خطبتها
أنتم عباد الله ! نصب أمره ونهيه ، وحملة دينه ووحيه ، وأمناء الله على أنفسكم وبلغاؤه إلى الأمم ، زعيم حقّ له فيكم ، وعهد قدمه إليكم ، وبقيّة استخلفها عليكم : كتاب الله الناطق ، والقرآن الصادق ، والنور الساطع ، والضياء اللامع ، بينة بصائره ،
وقالت
(عليها السلام )
نحن وسيلته في خلقه، ونحن خاصته ومحل قدسه، ونحن حجته في غيبه، ونحن ورثة أنبيائه(٤)
لازالت تشع على قلوب مواليها نورا وضاءاً لايخفيه عتمة الايام المظلمة بخفايا ماضمر الأعداء من خطط بغيظة تلتف حول اعناق محبيها وشيعتها لتغريهم وتسحبهم في مزالق طرق وشباك شياطين الأنس
ياتي في قمة العطاء هو تميز الانسان كنموذج يقتدى به ويسير على نهجه ؛ولو عدنا للتاريخ على مَرّ العصور من بزوغ شمس الاسلام الى يومنا الحاضر لم ولن نجد نموذج يحمل شعلة فكرية عقائدية كفاطمة الزهراء روحي فداها
بأبي أنتم واُمّي ونفسي وأهلي ومالي ، ربّنا آمنّا بما أنزلت واتّبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ، ربّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنک رحمة إنّک أنت الوهّاب ، سبحان ربّنا إنّه كان وعد ربّنا لمفعولا… فإنّي لكم مطيع من أطاعكم فقد أطاع الله ومن عصاكم فقد عصى الله، ومن أحبّكم فقد أحبّ الله، ومن أبغضكم فقد أبغض الله. اللهمّ إنّي لو وجدت شفعاء أقرب إليک من محمّد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي ، فبحقّهم الذي أوجبت لهم عليک أسألک أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقّهم وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم ، إنّک أرحم الراحمين
فالسّلام عليكِ أيّتها التقيّة النقيّة
السلام عليكِ أيّتها المُحدّثة العليمة”.
ورحمة الله وبركاتهُ
المصادر:
1- النيسابوري، أبو عبد الله الحاكم، المستدرك على الصحيحين، إشراف يوسف عبد الرحمن المرعشلي، دار المعرفة للطباعة والنشر، لبنان – بيروت، لا.ت، لا.ط، ج 3، ص 156.
الأسرار الفاطمية – الشيخ محمد فاضل المسعودي
٢- خطابات سماحة الامام الخامنئي في اوصاف السيدة فاطمة الزهراء (س)
[3]-٣-الطبرسي، أعلام الورى بأعلام الهدى، تحقيق مؤسسة آل البيت لاحياء التراث ,(قم: مطبعة ستارة ، 1417هـ)، ج 1، ص290
٤-شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج16 ص211
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد نفس الصفحة
٥-بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٤٣ – الصفحة ١٣
٦-محاضرات سماحة الشيخ فاضل الصفار
الكافي، للكليني 1: 440 كتاب الحجّة، أبواب التاريخ، باب مولد النبيّ7 ووفاته، الحديث (2 – 10).
(بحار الأنوار، للمجلسي 25: 21 الحديث (34) كتاب الإمامة، أبواب خلقهم.
(٧) المعجم الكبير ٢٢ : ٤١٣ / ١٠٢٤. ودلائل الإمامة : ٦٥
٨-من خطاب سماحة الشيخ اليعقوبي بذكرى شهادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) يوم الخميس 3/جمادى الثانية/1427 المصادف 29 / 6 / 2006 .