بحث
(( السيدة فاطمه الزهراء عليها السلام خير قدوة ))
إعداد الطالبة الباحثة : فاطمه حيدر بيدالله الجياشي
الإهداء
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل الله على سيد الكائنات وأشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى ولية علي إبن أبي طالب (عليه السلام) اهدي عملي المتواضع هذا والبسيط إلى مولاي وسيدي شفيع المؤمنين وقاضي حوائج المحتاجين إبن عم الرسول وزوج البتول وابي الحسنين الإمام علي (عليه السلام).
المقدمة
بسمه تعالى
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين
القرآن الكريم شهد خير شاهدا على صفات فاطمة الزهراء وذكر ذلك في العديد من آيات القرآن الكريم، وقال الله تعالى:
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُلْ تَعَالُوا نَدْعُ أَبنَاءَنَا وَأَبنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُم وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُم ثُمَّ نَبْتَهِلُ فَنَجْعَلُ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبِينَ)١
-السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) قمة عالية..مهما حاولنا فنحن نحوم حول حقيقتها .. بل نحن أقل من أن نتكلم عنها وهي الآية العظمى التي رآها الرسول (ص)حينما أسرى به إلى السماء حيث قال تعالى (لقد رأى من آيات ربه الكبرى)٢ لاوالتي قيل في تفسيرها (أنها الزهراء عليها السلام))وأنها (نذيرمن النذر الأولى)٣حيث قال تعالى (أنها لإحدى الكبر نذيرا للبشر )٤ وقداخفى أعداء ها فضائلها بغضا وحسدا ..وقداخفى محبوها فضائلها ..وقد ظهر ماملأ الخافقين.
-السيدة فاطمه الزهراء (عليها السلام) جسدت قيم السماء ومبادئ الشريعة السمحاء رغم صغرها وبامتياز وأعلى المستويات حتى صارة سيدة نساء العالمين فضلاً عن أنها حجة الله على الحجج المعصومين (عليهم السلام) حيث قال الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)(نحن حجج الله وفاطمه الزهراء حجة الله علينا ) بل أنها حجة الله على الخلق اجمعين من الاولين و الاخرين حيث ورد في الحديث (على معرفتها دارت القرون الأولى).
كيف لاتكون كذالك وقد ضرب الله مثلا اللذين آمنوا امرأة فرعون التي تعتبر في الفضل خادمة من خادمات الزهراء (عليها السلام) حيث قال تعالى (وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون إذا قالت رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين)٥.
المبحث الأول
لمحات عن حياتها السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام)
من هي السيدة فاطمة الزهراء
هي فاطمة بنت محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، ابنته من زوجته خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي -رضي الله عنها-، ويُشار إلى أنّ نسل الرسول -صلّى الله عليه وآله وسلّم- لم يستمرّ إلّا عن طريق فاطمة الزهراء -عليها السلام-.
_______________________________
مولد السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
قول الشيخ الطوسي في (المصباح)ويتفق معه أكثر العلماء : أن ولادة فاطمه الزهراء (عليها السلام) كانت في العشرين من شهر جمادي الآخر، وكان يوم جمعة من السنة الثانية من البعثة .
_______________________________
ألقاب السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
الألقاب الزهراء، الصديقة، الطاهرة، المرضية، الراضية، المباركة، البتول، أم الأئمة، الكوثر
الكنية أم أبيها، أم الحسن، أم الحسين
_____________________________________________________
زواج السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
_______________________________
تقدم أشرف العرب للزواج من السيدة فاطمة سيدة النساء (ع) إذ تصور أن كونهم ذوي ثروة ومكانة اجتماعية مرموقة تؤهلهم لذالك ولايرد لهم طلب ، ولكنهم أخطأوا في تصورهم ، فلم يعلمون أن زواج فاطمه (ع) لا يكون إلا كفؤها في التقوى والفضل والإيمان والاخلاص، وليس المال والثروة والجاه .ولما كان الرسول (ص)يرد الخطاب بقوله ((أمربيد الله))فقد ادركو أن زوجها ليس سهلاً وبسيطا . إلا أن الإمام علي (عليه السلام) حينما تقدم إلى النبي (ص) يخطبها وافق على طلبه وقال ((يا علي أنه قد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها ، فرأت الكراهة في وجهها ، ولكن على رسلك حتى أخرج إليك )). فدخل على السيدة فاطمة الزهراء (ع) قائلاً ((أن علي بن ابي طالب من قد عرفت قرابته ،وفضله واسلامه، واني قد سألت ربي أن بزوجك خير خلقه واحبهم إليه ،وقد ذكر من أمرك شيئاً ،فما ترين؟))فسكتت السيدة فاطمة (ع) ولم ير الرسول (ص)في وجهها كراهة، فقال :(الله أكبر سكوتها إقرارها)).
مهر السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان صداق فاطمة برد حبرة، وإهاب شاة على عرار وروي عن الصادق (عليه السلام) قال: كان صداق فاطمة درع حطمية وإهاب كبش أو جدي.
رواه أبو يعلى في المسند، عن مجاهد.
كافي الكليني زوج النبي (صلى الله عليه وآله) فاطمة من علي على جرد برد.
وقيل للنبي (صلى الله عليه وآله): قد علمنا مهر فاطمة في الأرض فما مهرها في السماء؟ قال:
سل عما يعنيك ودع مالا يعنيك، قيل: هذا مما يعنينا يا رسول الله، قال: كان مهرها في السماء خمس الأرض فمن مشى عليها مغضبا لها ولولدها مشى عليها حراما إلى أن تقوم الساعة.
وفي الجلاء والشفاء في خبر طويل عن الباقر (عليه السلام) وجعلت نحلتها من علي خمس الدنيا وثلث الجنة وجعلت لها في الأرض أربعة أنهار: الفرات، ونيل مصر ونهروان، ونهر بلخ، فزوجها أنت يا محمد بخمسمائة درهم تكون سنة لامتك.وفي حديث خباب بن الأرت ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله): زوجت فاطمة ابنتي منك بأمر الله تعالى على صداق خمس الأرض وأربعمائة وثمانين درهما، الاجل خمس الأرض، والعاجل أربعمائة وثمانين درهما.
وقد روي حديث خمس الأرض عن الصادق (عليه السلام) عن يعقوب بن شعيب.
إسحاق بن عمار وأبو بصير قال الصادق (عليه السلام): إن الله تعالى مهر فاطمة ربع الدنيا فربعها لها، ومهرها الجنة والنار فتدخل أولياءها الجنة وأعداءها النار.
أمالي أبي جعفر الطوسي، قال الصادق (عليه السلام) في خبر: وسكب الدراهم في حجره فأعطى منها قبضة كانت ثلاثة وستين أو ستة وستين إلى أم أيمن لمتاع البيت وقبضة إلى أسماء بنت عميس للطيب، وقبضة إلى أم سلمة للطعام، وأنفذ عمارا وأبا بكر وبلالا لابتياع ما يصلحها.
____________________________________________________
أبناء السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
الحسن : سبط الرسول محمد وحفيده وريحان نتة
وسيد شباب أهل الجنة حسب عقيدة المسلمين، كنيته أبو محمد، والإمام الثاني عند الشيعة، ورابع أصحاب الكساء.
الحسين: سبط الرسول محمد نبي الإسلام وحفيده ويلقب بسيد شباب أهل الجنة، كنيته أبو عبد الله، والإمام الثالث عند الشيعة وخامس أصحاب الكساء.
المحسن بن علي :سبط نبي الإسلام محمد وحفيده، يقر بوجوده السنة والشيعة معاً. وحسب الروايات فقد سقط عندما عصرو أمه وراء الباب
وبناتها زينب بنت علي.و أم كلثوم بنت علي
جهادها في الإطار الأسري
أخذت فاطمه الزهراء (عليها السلام) موقعها في بيتها الزوجي، فلم تكن تأنف من العمل فيه، «فقد اشتقت بالقرية حتى أثر ذلك في صدرها وطحنت بالحرى حتى مجلت يداها وكسحت البيت حتى تغيرت ثيابها واوقدت النار تحت القدر حتى دكت ثيابها فأصابها من ذلك ضرر شديد » كل ذلك و فاطمه (ع)لاتشكي ،فقد كانت تحرص على عدم تكليف زوجها بما لا يطيق ، مفضله تعبها و آلامها على تكدير صفوة بالهموم والمتابع .فقد كان علي (عليه السلام) فقيراً يبيت في كثير من الليالي على الطوى، وكانت فاطمه الزهراء (عليها السلام) تشارك في ذلك حتى نزلت فيهم سورة (هل اتي)ومن هنا تظهر عظمة فاطمه الزهراء (عليها السلام) التي اختارت (عليها السلام)من بين سادات المهاجرين والأنصار و فضلت الفقر على الغنى اذا لم تكن تنظر إلى الدنيا كما كان ينظر إليها بنات جنسها ،فلم يكن ليغرها زخرفها و متاعها ، وكيف ذلك وهي ابنة خاتم الانبياء وسيدة نساء العالمين من الاولين والآخرين.
تاريخ شهادة الزهراء عليها السلام حكمة التعدد
يقول أحد العلماء المحققين فكّرت في بحثٍ علمي لتحقيق تاريخ شهادة مولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام ) لكي يتم العمل به وتترك الروايات الأخرى.
وبدأت بالبحث وفي ليلة من الليالي رأيت سيدتي فاطمة الزهراء (عليها السلام ).
فقالت لي: يا شيخ على ما تحقق؟
فقلت لها: أحقق في تاريخ شهادتك.
فقالت: ولماذا؟
فقلت لها: لكي أحدّد تأريخ ذكرى شهادتك فيُعمل به ويترك غيره.
فقالت لي: وما يضرّ أن يذكرني شيعتي في السنة عشر مرات؟
يقول فإنتبهت من النوم وشدّني في الرؤية قولها “عشر مرات”، فلماذا قالت ذلك ولم تقل غيره؟
وبعد البحث وجدت أن عدد الروايات في ذكرى شهادتها عشر روايات!!
الاقوال:
تعددت الروايات في تاريخ إستشهاد السيّدة الزهراء (عليها السلام )، فهناك ثلاث روايات مشهورة.. وأخرى كثيرة غير مشهورة.
فأمّا الروايات المشهورة حسب الأيام التي عاشتها السيّدة الزهراء (عليها السلام ) بعد أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله ) فهي:
المبحث الثاني
السيدة فاطمة عليها السلام القدوة الحقيقيّة
معنى القدوة
“القُدْوَةُ اسم من اقتدى به، إذا فُعِل مثل فعله تأسّيا، وفلان قُدْوَةٌ، أي يُقتدى بة . في معنى الْأُسْوَةُ، فقالوا هي “كالقدوة، وهي الحالة الّتى يكون الإنسان عليها في اتّباع غيره
وعليه، فالاقتداء والتأسّي هو التبعيّة للمُقتدى به والتسنّن بسنّته من قول أو فعل
عمومًا، وهو المعنى الاصطلاحيّ أيضًا. فالاقتداء هو طلب موافقة الآخر في فعله، واتّباع شخصيّة تنتمي إلى القيم نفسها التي يؤمن بها المقتدي، وعادة ما يمثّل شخص المقتدَى به قدراً من المثاليّة والرقيّ والسموّ عند أتباعه ومحبّيه. والقدوة تنطوي في داخلها على نوع من الحبّ والإعجاب اللذين يجعلان المقتدِي يحاول أن يطبّق كلّ ما يستطيع من أقوال المقتدى به وأفعاله.
لماذا أحتاج إلى القدوة؟
يندفع كلّ منّا في مراحل عمره الأولى لبناء شخصيّته بحسب موازين الكمال لديه ومصاديقه. ومثل هذا الاندفاع أمرٌ طبيعيّ بحكم الفطرة التي تعبّر عن الخلقة الأصيلة التي أودعها الله عزّ وجلّ فينا، وهي فطرة حبّ الكمال، حيث لا يخرج إنسان في هذا العالم عن هذه الفطرة ﴿فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللّه}٦ كما يقول الإمام الخمينيّ قدس سره: “وهاتان الفطرتان الإلهيّتان، إحداهما التنفّر عن النقص والناقص، والثانية هي العشق للكمال والكامل. والأوّل أصليّ ذاتيّ، والثاني تبعيّ ظلّي…ففي جميع سلسلة البشر، مع اختلافهم في العقائد والأخلاق والطبائع والأمزجة والأمكنة والعادات، في البدويّ منهم والحضريّ، والبدائيّ والمُتمدّن، والعالم والجاهل، والإلهي والطبيعيّ، هاتان الفطرتان مُخمّرتان، وإن كانوا محجوبينَ عنهما، ويختلفون في تشخيص الكمال والنقص والكامل والناقص.
فمتى وجد الإنسان كمالًا معيّنًا توجّه نحوه وانجذب إليه وطلبه، إلّا أنّ هذه التوجّهات تخضع عند كلّ إنسان لقناعاته ورؤيته الخاصّة للكمال، فمنهم من يرى مثلاً الكمال في المال والشهرة، ومنهم من يراه في السلطة، ومنهم من يراه في العلم والمعنويّات… وهكذا يختلف الناس في تحديد مصداق الكمال الذي يصبون إليه. والإنسان، متى ما وجد ذلك الكمال متجسّدًا في شخص معيّن، مال نحوه مباشرة حتى يصير قدوتها.
السيدة فاطمة عليها السلام القدوة الحقيقيّة
بعد أن اتّضح معنى القدوة وموقعها في حياتنا وخصائصها، علينا البحث عن المصداق الحسن والواقعي لقدوة كلّ مؤمن ومؤمنة في هذه الحياة، يقول الله عزّ وجلّ في محكم كتابه: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِ}٧ حيث تبيّن لنا هذه الآية الكريمة وتعطينا فكرة واضحة عن النموذج الذي ينبغي علينا الاقتداء به، وهم ﴿الَّذِينَ هَدَى اللّهُ﴾، وفي موضع آخر يقول عزّ وجلّ: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} ٨ , وتبيّن أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الأسوة والنموذج الأحسن والأتمّ، ولكن ليس لجميع الناس بطبيعة الحال، بل لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا. وبالتالي، فإنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو القدوة الحقيقية لكلّ مؤمن متديّن ومؤمنة متديّنة. وكذا هو الحال بالنسبة لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن سار على خطاهم، فهم عليهم السلامقدوة كلّ تائق نحو الكمال الحقيقي والجمال الواقعي وملاذه.
المبحث الثالث
فاطمه الزهراء (ع) و رسم طريق الحياة السعيدة
عبودية السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)لله تعالى
قال تعالى «وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون»٩.. الذلك كانت الزهراء (ع)عابدة لله بكل أشكال العبادة..فهي خير من يعلم أن اي عمل يعمله الإنسان إذا كان بنية طاعة الله والتقوي على عبادته وترك معاصيه فهو عبادة لله …حتى النوم والأكل ..ويشمل هذا الأمر..كل النشاطات التي ترضي الله تعالى حيث قال الرسول (ص):(الكاد على عياله كاامجاهد في سبيل الله)(الكلمة الطيبة صدقه) (جهاد المرأة حسن التبعل) ويصف الصائم المخلص لله تعالى في رمضان (انفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة ).
١-السيدة فاطمه الزهراء (ع)ترسل رسالة للأمة من خلال سيرتها العبادية مفادها :أن الذي يترك عبودية الله تعالى واهما بشعارات الحرية والسعي وراء اللذات فأنه في حقيقته ابتلى عبودية النفس الإمارة بالسوء والشيطان ..وان السعادة التي يبحث عنها فأنه لا يجدها الا في عبادة الله تعالى حيث قال الإمام الحسن (عليه السلام) (من أراد عزا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان وغنى بلا مال فليخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعته )
..وقال تعالى في حديث قدسي (يابن آدم حي لا اموت،اطعني فيما امرتك حتى اجعلك حيا لاتموت، يابن آدم أنا أقول للشيء كن فيكون ، اطعني فيها أمرتك اجعلك تقول للشيء كن فيكون)..وقال تعالى يبين أهمية العبودية لله تعالى والرجوع إليه بالتوبة ومااعد الله لهم من النعم الدنيوي والآخرية اذا عادوا إلى الله تعالى: (استغفروا ربكم أنه كان غفارا ()يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا )١٠
٢-أن العبادة لله تعالى ومعرفة تكسب الإنسان انوارا إيمانية وتوفيق ..كما حدث مع السيدة فاطمة الزهراء (عليهما السلام) حينما أخلصت نيتها وعبادتها حيث كانت (اذا قامت في محرابها زهر منها نور إلى عنان السماء )وان ذالك النور وتلك الكرامة تكون أيضاً من نصيب من اخلص لله في عبادته من المؤمنين.
٣- وإن من أهم اشكال العبادة هي إقامة الفرائض بأوقاتها كما كانت تفعل الزهراء (ع)حيث قال تعالى {أن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا} ١١.
٤-وان من العبادة لله تعالى التي تنصرالانسان على مكائد الشيطان الاعتصام به والتوكل عليه وكثره ذكره وانصاف الاخوان مع البعضهم البعض وعدم الجزع عند المصيبه ..والتسليم للرضا بما قسم الله وهذا ما كانت تقوم به الزهراء (عليها السلام )في جميع مواقف حياتها ولا سيما موقف مع غصبي حقها ظالميها…
٥-وان شكل من اشكال عبادتها (عليها السلام )التي رفعها اعلى جهادها ضد الباطن في جميع مراحل حياتها.. فمنذ ان كان الطفله كانت تنصر اباها وتخفف عنه ما يجده من ايذاء المشركين له.
٦-وقد شاركت في كل المعارك التي خاضها الرسول (ص )و كانت حاضره فيه تخبز لهم الخبز وتطبخ لهم الطعام ومسجدها شاهدا في منطقه الاحزاب.
ادآب التعامل مع أبيها
_______________________________
لقد أحبت الزهراء أباها النبي حباً جماً، فقد كان بالنسبة لها النبع المتدفق بالحنان، كان لها طوال حياتها الأب الحنون، ثم كان لها بعد وفاه أمها، الأب الشفوق و الأم الرؤوم ثم كان لها بعد البعثة أباً و نبياً، و الداً و رسولاً، فكانت تحبه حب البنت البارة بأبيها، و حب المسلمة الصادقة لنبيّها، فهو الأب، و هو النبي، وكانت علاقتها بابيها علاقه التلميذ مع الاستاذه وعلاقه الحبيب مع حبيبه و علاقه العبد الخاشع المؤمن المطيع مع نبي الله ورسوله .
١-كانت كلما دخل عليها أبيها (الرسول )قامت إليه وقبلته واجلسته في مجلسها وهو يفعل الفعل نفسه عندما تدخل عليه لعلو شأنها وقربها من الله تعالى وطاعتها الشريعة السمحاء .
وأنها سميت ام أبيها لأنها كانت السبب في استمرار الرسالة والحفاظ عليها والحنو والعطف على صاحب الرسالة .
٢- ولأنها ام أبيها فبابها باب الرسول حيث قال الرسول (ص) ( مراراً وتكراراً وهو يقف على باب فاطمه الزهراء (عليها السلام) مخاطبا الأنصار 🙁 والله يا معشر الأنصار، الافاسمعوا ألا إن باب فاطمه بابي وبيتها بيتي فمن هتك حجاب الله)
٣- ولأنها ام أبيها وأم الرسالة فهي خير من يمتثل الرسول (ص) في أفعالها واتباعها والاقتداء بها فمن صلى عليها يعني صلى على أبيها ومن نصرها واطاعها فقد نصر النبي واطاعه حيث قال فيها رسول الله (ص): (فاطمه بضعة مني فمن اغضبها اغضبني ومن آذاها فقد آ ذاني)
٤-ولانها أم أبيها وأم الرسالة ولكي يشيد بها أمام الأمة الإسلامية ويبين فضلها بهدف اتخاذها
أسوة وقدوة:قال عنها الرسول(ص) (يا بنية إنت المظلومة من بعدي وانت المستضعفة من بعدي فمن آذاك فقد آذاني ومن غاظك فقد غاظني ومن سرك فقد سرني ومن برك فقد برني ومن جفاك فقد جفاني ومن اوصلك فقد اوصلني ومن قطعك فقد قطعتي ومن انصفك فقد أنصفني ومن ظلمك فقد ظلمني لأنك مني وأنا منك وانت يضعة مني وروحي التي بين جنبي … إلى الله اشكو ظالميك من أمتي ) .
٥- فنتعلم منها كيف يبر أحدنا ولديه وكيف يرحم الوالدين أبناءهم …فإن في ذلك القرب من الله تعالى حيث ورد عن النبي محمد (ص) :(من اسخط والديه فقد اسخط الله ومن اغضبهما فقد اغضب الله) وقال (ص):(من أذى والديه فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله فهو ملعون )ومن البر بالوالدين هو طاعة الرسول (ص)وعلي وانا وانت أبوا هذه الأمة.
فينبغي بر الوالدين بكل المعاني المتحققة من بر الوالدين سواء محمد وآله أو الوالدين بالولادة والنسب . (ومن أكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين)..
وروي أن موسى(عليه السلام) (قال: يارب أين صديقي فلان الشهيد ؟قال تعالى: في النار، قال :أليس قد وعدت الشهداء الجنة ؟قال الله عزّ وجل:بلى ولكن كان مصرا على عقوق الوالدين وأنا لا اقبل مع العقوق عملا )..….وان الحكمة والسر في أهمية بر الوالدين وما أعد الله لذلك من الثواب العضيم ..والعقاب لمن عقهما ..هو أن الوالدين هما الواسطة التي جعلها الله تعالى في وجود ذلك الإنسان ..إضافة إلى أنهما بذلت الجهد والعناء وفي تربيته ..لذلك حقهما عظيم فكيف بخالقنا وخالق السماوات والأرضين والذي بيده مقاليد الأمور..وما من صغيره ولا كبيره لاو جود لها الابأذنه ..فكيف يكون حقه.. أن حق الله تعالى لا يمكن تقديره الاباعتراف بالعجز والتقصير..والتوسل به أن يتفضل علينا بقبول القليل الذي يصدر منا …وما قولكم بظلم وجحود وكفر وطغيان من ينكر الله وينكر فضله ويتكبر عن عبادته… لذلك قال لقمان لابنه وهو بعضه {لاتشرك بالله أن الشرك لظلم عضيم }١٢ .والظلم هنا يتحقق لأنه يظلم نفسه اولا فيوردها موارد إلهلكة..فصلاحه في عبوديته الله تعالى..لان فيها النجاة من مكائد الشيطان والنفس الأمارة بالسوء وحب الدنيا..وظلم للمجتمع ثانياً .. لأنه سوف يكون مفسدا ومتكبرا وضالا ومضلا ..وظلم بحق لله تعالى ثالثاً.. لأنه هو الذي أنعم عليه النعم التي لا تعد ولا تحصى حيث قال تعالى {وأن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } ١٣…والذي لوحده ولم يكن شيئاً وأوجد مليارات الأسباب التي ساهمت في ذلك الايجاب ..وظلم ….وظلم إلى مالا نهاية.
حييتاها الزوجية
انتقلت السيدة فاطمة الزهراء (ع)إلى بيت زوجها ، وكانت انتقالها من بيت الرسالة والنبوة إلى دار الإمامة والوصاية والخلاق والولاية ، وحصل تطور في سعادة حياتها ، فبعد أن كانت تعيش تحت شعار النبوة صارت قرينة الإمامة.كانت حيتها في البيت الزوجيه تزداد إشراقاً وجمالاً،اذا كانت تعيش في جو تكتنفه القداسة والنزاهيه ، وتحيط به عظمة الزهد وبساطة
العيش وكانت تعين زوجها على أمر دينه وآخرته ، وتتجاوب معه واما احلى الحياة الزوجيه إذا الانسجام بين الزوجين في الاتجاة والمبدأ ونوع التفكير ، مبنيا على أساس التقدير والاحترام من الجانبين .
كما أنها (عليها السلام)تقاسمت مع الإمام علي (عليه السلام) أعمال الحياة الزوجية فكانت مسؤولية داخل البيت عليها وخارجه عليه (عليه السلام) …
فعن أبي جعفر (عليه السلام) قال:( أن فاطمه (عليها السلام)ضمنت لعلي (عليه السلام)عمل البيت والعجين والخبز وقم البيت،وضمن لها علي (عليه السلام)ما كان خلف الباب :من نقل الحطب وأن يجيء با لطعام.
أجر المرأة العاملة في بيتها
إنّ الأجر المعنويّ للمرأة التي تعمل في منزلها لهو أجر عظيم، ويفوق الكثير من
الواجبات المفروضة، وفي ذلك دلالة على أهمّيته وتشجيع الإسلام عليه، حيث جاء في رواية أنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم دخل على ابنته فاطمة عليها السلام ذات يوم ووجدها تطحن شعيرًا، فجعل يحدّثها وبدأ يقصّ عليها أجر المرأة العاملة في منزلها، فقال: “يا فاطمة! ما من امرأة طحنت بيديها إلّا كتب اللّه لها بكلّ حبّة حسنة، ومحا عنها بكلّ حبّة سيّئة. يا فاطمة! ما من امرأة عرقت عند خبزها، إلّا جعل اللّه بينها وبين جهنّم سبعة خنادق من الرحمة. يا فاطمة! ما من امرأة غسلت قدرها، إلّا غسلها اللّه من الذنوب والخطايا… يا فاطمة! ما من امرأة نسجت ثوبا إلّا كتب اللّه لها بكلّ خيط واحد مئة حسنة، ومحا عنها مئة سيّئة. يا فاطمة! أفضل أعمال النساء المغازل. يا فاطمة! ما من امرأة برمت مغزلها إلّا كان له دويّ تحت العرش، فتستغفر لها الملائكة في السماء. يا فاطمة! ما من امرأة غزلت لتشتري لأولادها أو عيالها، إلّا كتب اللّه لها ثواب مَنْ أَطعمَ ألف جائع، وأكسى ألف عريان. يا فاطمة! ما من امرأة دهّنت رؤوس أولادها، وسرّحت شعورهم، وغسلت ثيابهم وقتلت قمّلهم إلّا كتب اللّه لها بكلّ شعرة حسنة، ومحا عنها بكلّ شعرة حسنة، وزيّنها في أعين الناس أجمعين”.
أجر الرجل العامل في بيته
وعلى غرار أجر المرأة العاملة في منزلها، نرى أنّ الأجر المعنويّ للرجل الذي يساعد زوجته في العمل المنزليّ عظيم جدّاً، حيث ورد عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام أنه قَالَ: “دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَفَاطِمَة عليها السلام جَالِسَةٌ عِنْدَ الْقِدْرِ وَأَنَا أُنَقِّي الْعَدَسَ قَالَ يَا أَبَا الْحَسَنِ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ اسْمَعْ وَمَا أَقُولُ إِلَّا مَا أَمَرَ رَبِّي، مَا مِنْ رَجُلٍ يُعِينُ امْرَأَتَهُ فِي بَيْتِهَا إِلَّا كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى بَدَنِهِ عِبَادَةُ سَنَةٍ صِيَامُ نَهَارِهَا وَقِيَامُ لَيْلِهَا وَأَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الثَّوَابِ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ الصَّابِرِينَ وَدَاوُدَ النَّبِيَّ وَيَعْقُوبَ وَعِيسَى عليه السلام، يَا عَلِيُّ مَنْ كَانَ فِي خِدْمَةِ عِيَالِهِ فِي الْبَيْتِ وَلَمْ يَأْنَفْ كَتَبَ اللَّهُ اسْمَهُ فِي دِيوَانِ الشُّهَدَاءِ وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثَوَابَ أَلْفِ شَهِيدٍ وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ ثَوَابَ حِجَّةٍ وعمرة
وَأَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى بِكُلِّ عِرْقٍ فِي جَسَدِهِ مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ، يَا عَلِيُّ سَاعَةٌ فِي خِدْمَةِ الْبَيْتِ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ أَلْفِ سَنَةٍ وأَلْفِ حَجٍّ وَأَلْفِ عُمْرَةٍ وَخَيْرٌ مِنْ عِتْقِ أَلْفِ رَقَبَةٍ وَأَلْفِ غَزْوَةٍ وَأَلْفِ مَرِيضٍ عَادَهُ وَأَلْفِ جُمُعَةٍ وَأَلْفِ جَنَازَةٍ وأَلْفِ جَائِعٍ يُشْبِعُهُمْ وَأَلْفِ عَارٍ يَكْسُوهُمْ وَأَلْفِ فَرَسٍ يُوَجِّهُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَخَيْرٌ لَهُ مِنْ أَلْفِ دِينَارٍ يَتَصَدَّقُ عَلَى الْمَسَاكِينِ وَخَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَقْرَأَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ وَالْفُرْقَانَ وَمِنْ أَلْفِ أَسِيرٍ اشْتَرَاهَا فَأَعْتَقَهَا وَخَيْرٌ لَهُ مِنْ أَلْفِ بَدَنَةٍ يُعْطِي لِلْمَسَاكِينِ وَلَا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَرَى مَكَانَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، يَا عَلِيُّ مَنْ لَمْ يَأْنَفْ مِنْ خِدْمَةِ الْعِيَالِ دَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، يَا عَلِيُّ خِدْمَةُ الْعِيَالِ كَفَّارَةٌ لِلْكَبَائِرِ وَيُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَمُهُورُ حُورِ الْعِينِ ويَزِيدُ فِي الْحَسَنَاتِ وَالدَّرَجَاتِ يَا عَلِيُّ لَا يَخْدُمُ الْعِيَالَ إِلَّا صَدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ أَوْ رَجُلٌ يُرِيدُ اللَّهُ بِهِ خَيْرَ الدُّنْيَا والآخر.
لمعة من إيثارها
من الصفات التقية الأخرى التي تتحلت بها الزهراء (ع)- التي يجب أن تكون درساً لأي مجتمع وأمة تريد الانطلاق إلى الأمام ،-هي الزهد والكرم والايثار والصبر ونحوها من مضاهر الخلق السامي الرفيع
وقصة الاطعام التي وردت في القرآن الكريم في سورة (الدهر) افضل دليل على ذلك ،حيث أنفقوا (عليهم السلام)طعامهم الوحيد المؤلف من بضعة أرغفة لاغير ،إلى ثلاث محتاجين في ثلاثة أيام متوالية بقوا فيها طاوين جائعين في سبيل الله،وذلك بعد أن نذروا إن يصوموا لله اذا إبرا الحسنان (عليهما السلام)من،مرض ألم بهما فلما جلسواعند الافطار ليتناولوا الطعام ،واذا بالباب يقرع ، وكان ثمة مسكين وراء الباب ،فقامو جميعاً ، بإعطاء أرغفتهم للمسكين وباتو جميعاً جياعا ، وهكذا فعلوا في اليوم الثاني مع اليتيم ،وفي اليوم الثالث تكررت الحادثه مع الأسير ،فانزل الله تعالى سوره كامله بحقهم وهي سورة(الدهر)ومنها هذه الآية {ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيما وأسير }١٥.
المبحث الرابع
السيدة فاطمة عليها السلام ورسالة التربية .
السيدة فاطمة عليها السلام الأم
إنّ حياة السيدة فاطمة عليها السلام برغم أنّ مدّتها كانت قصيرة، لكنّها على مستوىً من العمق والتلالؤ والاتّساع ما يسمح للإنسان باكتشاف أسرار وكنوز جديدة كلّما حفر فيها بعمقٍ أكثر، واستلهام الدروس والعبر في شتّى أبعاد الحياة.
ولأنّ التربية هي أعظم أدوار الأمّ وأهمّها على الإطلاق فإنّنا في هذا السياق نجد أنّ السيدة فاطمة عليها السلام تقدّم لنا أفضل قدوة وأعظم نموذج فيما يخصّ تربية الأبناء، فهي قدّمت للبشريّة أولادًا صنعوا التاريخ وتسلّموا زمام قيادة البشر. وسنحاول في هذا الدرس أن نضيء على أبرز السلوكيّات التي مارستها سيدة الطهر فاطمة عليها السلام مع أولادها والتي تشكّل الخطوط العامّة لتربيتها لهم.
السيدة فاطمة عليها السلام تصبح أمًّا
اكتسب شهر رمضان المبارك، مزيد تشرّف وعظمة بولادة الابن الأكبر للسيدة فاطمة عليها السلام الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، في منتصفه فكان بدر التمام، ومعه اكتملت فرحة بيت النبوّة ومهبط الوحي، بأن أصبحت الزهراء عليها السلام أمًّا. إنّ الأمومة هي من أهمّ محطات حياة الأنثى، وهو دور لا تستطيع القيام به إلّا بالحبّ والسرور، وهو ما نراه عند سيدتنا فاطمة عليها السلام، التي كانت مبتهجةً بأولادها تظلّلهم بحبّها وحنانها، وكان افتتاح ذلك الخير كلّه في ولادة الإمام الحسن عليه السلام، فالبهجة والسرور عمّ الجميع إلى حدّ كان الصحابة كجابر الأنصاريّ يأتون لتهنئة السيدة الزهراء عليها السلام بمولودها
الحسن عليه السلام رزقت السيدة فاطمة عليها السلام والإمام عليّ عليه السلام بالإمام الحسين عليه السلام، ومن بعده ولدت السيدة زينب الكبرى عليها السلام ومن بعدها ام كلثوم، ثمّ المحسن السقط عند عصرها في الباب
وبالطبع فقد كان البيت النبويّ حريصًا على إتمام المراسيم والمستحبّات فيما يخصّ ولادة الأولاد، حيث تنقل الروايات كيف أذّن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأقام للحسن والحسين عند ولادتهما وحنّكهما بالتمر وسمّاهما بأمر من الله عزّ وجلّ، وعقّ عنهما في سابعهما وحلق لهما رأسيهما . وقد كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم شديد الحرص على المواليد الأبرار، حتّى إنّه لمّا ولد الحسن عليه السلام، طلب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من أسماء بنت عميس وهي التي كانت ممّن حضر بين يدي الزهراء عليها السلام حين ولادتها أن تعطيه الحسن عليه السلام، فناولته إيّاه وكان حديث الولادة، وقد كانوا لفّوه بخرقة صفراء فنزعها صلى الله عليه وآله وسلم ورماها عنه، وقال: “أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُنَّ أَلَّا تَلُفُّوا الْمَوْلُودَ فِي خِرْقَةٍ صَفْرَاءَ”، ودعا بخرقة بيضاء فلفّه فيها.
فاطمه الزهراء (ع) والتربية
حتّى تفيض بها على هذا الزوج … وتربّي الأولاد بتلك التربية العالية التي ربّتهم عليها. فإذا قال قائل: إنّ الحسن والحسين إمامان ومجبولان على العصمة، فزينب لم تكن إماماً، لكنّ فاطمة الزهراء ربّتها تربية صالحة خلال تلك السنوات القصيرة .. إذ لم تلبث فاطمة طويلاً من بعد وفاة الرسول (ص)، إذاً ما هي الطريقة والمنهج اللذان اعتمدتهما الزهراء عليها السلام مع أولادها فأنتجا تلك الثمار.
بعد ملاحظة سيرة السيدة فاطمة عليها السلام مع أولادها وسياق تعاملها معَهم، يمكننا وضع ثلاثة أسس عامّة تتسمُ بها التربية الفاطميّة، وهي تشكّل المنهج الذي اعتمدته في تربيتها لأبنائها، حيث كان مضمون التربية الفاطميّة قائمًا على التالي: القيم الحقّة المنبثقة من الدين وزرعها في نفوس الأولاد وجبل كيانهم عليها، وذلك من خلال تجسيدها لتلك القيم بشكلٍ عمليّ، فاعتمدت أسلوب القدوة والأسوة وتقديم النموذج، بحيث يندر أن نعثر على موقف كان للزهراء عليها السلام فيه وعظٌ مباشر لأولادها، إلّا أنّ ذلك كلّه هو تحت رداء الحبّ والحنان، ولعلّ هذا ما يميّز المنهج الخاصّ بالأمهات ولذا كان دور المرأة بكونها أمًّا لا بديل عنه. فعناصر تربيتها عليها السلام كانت: مضموناً قيميّاً، بأسلوب تقديم النموذج العمليّ، برداء الحبّ.
السيدة فاطمة عليها السلام تربّي بالحبّ
إنّ من أشدّ لحظات الأنثى فرحًا في حياتها هي عندما تصبح أمًّا، عندما ترى وليدها لأوّل مرّة، فكيف إذا كانت الأمّ فاطمة عليها السلام العارفة بحقيقة الأمومة وكيف إذا كان الوليد هو الحسن عليه السلام! ومن الجيّد لفت النظر إلى مدى أهمّيّة سيادة الفرح والسرور داخل العائلة، وأن يشعر الأطفال بأنّ أهلهم مسرورون بهم، فرحون بوجودهم، فيتربّوا بفرح ويعيشوا بفرح وطمأنينة، وهو ما نلاحظه في عائلة السيدة فاطمة عليها السلام في فحوى الروايات، بل إنّ بعض الروايات تبيّن كيف كان الإمام الحسن والإمام الحسين عليه يلعبان بين يدي أمّهما وكم كانت فرحةً بهما، كذلك فقد كانت عليها السلام تلاعبهما وتناغيهما وتدلّلهما، فتقول للحسن مثلّا وهي تناغيه وترقّصه: اشبه أباك يا حسن، واخلع عن الحقّ الرسن وتناغي الحسين وتقول: أنت يلعبان بين يدي أمّهما وكم كانت فرحةً بهما، كذلك فقد كانت عليها السلام تلاعبهما وتناغيهما وتدلّلهما، فتقول للحسن مثلّا وهي تناغيه وترقّصه: “أشبه أباك يا حسن، واخلع عن الحقّ الرسن..وتناغي الحسين وتقول: “أنت شبيه بأبي، لست شبيهاً بعليّ.. إضافةً إلى ذلك فإنّ الحبّ والحنان اللذين يبديها لسان الروايات في تعامل الزهراء عليها السلام مع أولادها تكاد تستشعرهما لشدّتهما، ويبدو ذلك واضحًا في خطابها لهما فتناديهما بأمثال: “يا ثمرة فؤادي، قرة عيني..، كما تروي لنا الأخبار كيف كانت تهتمّ بنفسها بأطفالها، فتمضغ لهم الطعام وتطعمهم عندما كانوا صغارًا..،وتتولّى بنفسها عليها السلام تغسيلهم وترتيبهم. وكذا كانت شديدة الحرص على مشاعر صغارها وعواطفهم ففي رواية أنّ الحسن والحسين كانا يكتبان ذات مرّة، فتحاكما إلى أمّهما لتحكم بمن خطّه أحسن، فكرهت أن تؤذي أحدهما فقالت: “سَلَا أَبَاكُمَا”، وكره الإمام عليّ عليه السلام أن يؤذي أحدهما فقال: سلا جدّكما… لكنّ الرسول لم يحكم بينهما ورُدّ الحكم إلى الزهراء عليها السلام، فما كان منهما إلّا أن قطعت عقدها ونثرت حبّاته وقالت: “أَنَا أَنْثُرُ بَيْنَكُمَا جَوَاهِرَ هَذِهِ الْقِلَادَةِ فَمَنْ أَخَذَ مِنْهَا أَكْثَرَ فَخَطُّهُ أَحْسَنُ ، فكان كلّ واحد نصيبه كالآخر، وكلّ ذلك حصل حرصًا على مشاعرهما عليهما السلام، وهما إمامان معصومان! فحريٌّ بالمربّين من آباء وأمهات وغيرهم أن يكونوا مرهفي الحسّ تجاه الأطفال، ولا يعتبروا أنّ هذه مواقف تمرّ في حياة الطفل من دون أثر
الخاتمة
فاطمه الزهراء عليهاالسلام شلال نور و عظمه… و على الناس كل الناس ان يغسلوا قلوبهم، و ارواحهم بذاك الشلال العظيم… و عليهم ان يتخذوا- و خاصه النساء، كل النساء- منها قدوه و اسوه حسنه..
فهى… هى سيده نساء العالمين، و بضعه رسول الله صلى الله عليه و آله، و زوجه اميرالمؤمنين عليه السلام، و ام الحسن والحسين، والتسعه المعصومين من ابنائها من ولد الحسين عليهاالسلام و هى نور الأبصار، و منبع الانوار الرحمانيه، نور على نور. و معرفتنا بها و لها واجبه علينا جميعا، لانها- روحى فداها- قالت فى خطبتها الشهيره فى المسجد الأعظم: (اعلموا انى فاطمه و ابى محمد صلى الله عليه و آله) اى: ان معرفتها اصبحت واجبه علينا جميعا، فالويل لمن جهلها، او جهل حقها عليه و على امته. و نكتفى بهذا القدر القليل عن حياتها المباركه، لكى نترك للقارى المجال للتفكير بكل كلمه قالتها وكل عمل فعلتهو هو رسالة ، فان كلامها عليهاالسلام والتفكير فيه، نور و رحمه، يهدى للنور والجنه
نعم… انها عليهاالسلام رحمه للعالمين كما كان ابوها صلى الله عليه و آله الذى قال: انا رحمه مهداه… وابنته بعضه منه و جزء لا يتجزا ابدا.
اللهم ارحمنا بها، واجعلنا من محبيها لتفطمنا عن النار. و صلى الله على البضعه الزهراء الطاهره عليهاالسلام و على ابيها و بعلها و بنيها، و على المعصومين من ذريتها الطاهره… واللعنه الدائمه على اعدائها و اعداء اهل البيت اجمعين من آدم عليه السلام و الى قيام يوم الدين، اله الحق آمين… و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
المصادر ومراجعة البحث
١-القرآن الكريم .
١-سورة آل عمران الآية ٦١
٢-سورة النجم الآية ١٨
٣- سورة النجم الآية ٥٦
٤- سورة المدثرالآية٣٥,٣٦
٥- سورة التحريم الآية ١١
٦- سورة الروم الآية ٣٠
٧-سورة الانعام الآية ٩٠
٨-سورةالاحزاب الآية ٢٠
٩-سورة الذاريات الآية ٥٦
١٠-سورة نوح الآية ١٢
١١-سورة النساءالآية ١٠٣
١٢-سورة لقمان الآية ١٣
١٥- سورة الإنسان الآية ٨
_____________________________________________________
احاديث نبوية (صل الله عليه وآله وسلم).
احاديث الأئمة (عليهم السلام).
بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٤٣ الجامعة لدرر اخبار الأئمة الاطهار – دار احياء التراث العربي-بيروت لبنان
كتاب منتهى الاامال -ج الأول -الشيخ عباس القمي-تاريخ الطباعة ١٤٢٦ه -٢٠٠٥م
كتاب -قبسات الأسوة الفاطمية -أمل الموسوي .
كتاب السيرة المحمدية -الشيخ جعفر السبحاني -الطباعة الاولى ١٤٣٣ه -٢٠١٢م- دار جواد الأئمة (ع).
كتاب فاطمة الزهراء (ع) إمتداد النبوة – إلامام السيد محمد الحسيني الشيرازي – الطباعة ١٤٢١ه -٢٠٠٠م .
كتاب فاطمه الزهراء (ع)من المهد الى الحد -السيد محمد كاظم القزويني -مطبعة سيد الشهداء (ع) -قم- ١٤١٤ ه ق .
كتاب السيدة فاطمة الزهراء قدوة واسوة – الناشر :دار المعارف الاسلامية -تاريخ الاصدار٧/٢٠١٨-الكاتب مركز المعارف التأليف والتحقيق.
كتاب الحياة السياسية والاجتماعية لفاطمة الزهراء (ع) – محمد إسماعيل -الطباعة الاولى- ١٤٣٨ه - ٢٠١٧م – العراق-العتبه الحسينيه المقدسه – قسم الشؤون الفكرية والثقافية .
تاريخ شهادة الزهراء عليها السلام حكمة التعدد – منتدى الكفيل
الفرهس
الموضوع | رقم الصفحه |
المقدمة ______________________________________________ المبحث الأول: لمحات عن حياتها السيدة فاطمة (ع) من هي السيدة فاطمة الزهراء (ع) ألقاب والكنيةللسيدة فاطمة (ع) زواج السيدة فاطمة الزهراء (ع) مهر السيدة فاطمة الزهراء (ع) أبناء السيدة فاطمة الزهراء (ع) جهادها في الإطار الأسري تاريخ شهادة الزهراء (ع) حكمة التعدد المبحث الثاني : السيدة فاطمة القدوة الحقيقية ما معنى القدوة لماذا احتاج الى قدوة السيدة فاطمة (ع)القدوة الحقيقية ______________________________________________ المبحث الثالث: فاطمه الزهراء (ع)ورسم طريق الحياة السعيدة عبودة السيدة فاطمة الزهراء (ع) ادآب التعامل مع أبيها حيتاها الزوجية اجر المرأة العاملة في بيتها اجر الرجل العامل في بيتة لمعة من إيثارها ______________________________________________ المبحث الرابع : السيدة فاطمة الزهراء (ع)ورسالة التربية فاطمه الزهراء (ع) الأم فاطمه الزهراء (ع)والتربية فاطمه الزهراء (ع)تربي بالحب الخاتمة المصادر والمراجع | ٣ ٤ ٥ ٥ ٥ ٦ ٦ ٧ ٧ ٨ ٩ ٩ ٩ ١٠ ١١ ١٢ ١٤ ١٤ ١٦ ١٦ ١٧ ١٨ ١٩ ٢٠ ٢١ |