مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
عبادة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) / الباحث السيد سعد البحراني
+ = -

                         بحث

     عبادة فاطمة الزهراء ( عليها السلام )

                السيد سعد البحراني

23 / جمادي / الأولى /  1439

الإهداء

إما بعد ……….

إلى سيدي ومولاي وربي وخالقي ومفيض النعم عليه …………………

إلى من أنقذني من حيرة الضلالة سيدي ومولاي رسول الله (صلى الله عليه وآله

إلى من ضحوا بأنفسهم لأجل الدين والمذهب ………………………….

إلى شهداء المذهب الشريف …. اهدي بحثي لكم راجياً من الله تعالى أن

نكون من الذين تنتظرون قدومهم وتبشرون من خلال الملائكة بسلوك

منهجكم كما قال الباري عزّ وجل ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله

أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله

ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولأهم يحزنون )

               بسم الله الرحمن الرحيم

( المقدمة )

الحمد لله حقه كما يستحقه حمداً كثيراً ، والصلاة على خير الأنام وأفضل الخلق وسيد الأنبياء واشرف المرسلين حبيب آله العالمين أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين الغر الميامين ولا سيما بقية الله الحجة بن الحسن ( المهدي ) عجل الله تعالى فرجه الشريف .

هذا البحث الذي بين يديك يستهدف بيان كيفية عبادة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ولا أدّعي أنّي استوعبت كُلّ ما وَرَدَ عن عبادة الزهراء عليها السلام ولكن ( مالا يُدرك كُلّه لا يترك جلّه ) والله من وراء القصد ، وقد اجتهدت في إنّ أجعل ذلك على شكل نقاط وهي كالتالي :

1 : عبادة الزهراء عليها السلام  :

2 : أحياؤها ليلة الجمعة :

3 : خوفها من الله سبحانه وتعالى :

4 : فاطمة الزهراء عليها السلام تنهج في صلاتها :

5 : خوفها من أهوال يوم القيامة :

6 : اهتمامها بالدعاء :

7 : اهتمامها بالقرآن :

8 : عملها بالقرآن     :    

9 : تواضع الزهراء عليها السلام :

10 صبرها :  

11 : الزهراء عليها السلام كانت تحترز عن التبرز بين الرجال 12 : من مظاهر العفة لمولاتنا الزهراء عليها السلام

13 : حالات فاطمة عليها السلام المعنوية وعرفانها ليلة زفافها :

ثم أخذت بسرد الأدلة على ذلك من الآيات و الروايات راجياً من الله عزّ وجل إنّ يأخذ بقلمي القاصر إلى الصواب ويتقبل مني هذا اليسير ويعفو عني الكثير والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآلِ محمد الطيبين الطاهرين .                                                

          السيد سعد البحراني / 23 / جماد الأولى / 1439   

             عبادة الزهراء (عليها السلام )

من جملة الاُمور الواضحة والمسلّمة إنّ الله عزّ وجل لما يخلقنا عبثاً ، قال تعالى : ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ )([1]) نعم خلقنا للعلم والعبادة : ( وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإْنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ )([2]) . والعبودية لله عزّ وجل والطاعة له هي حقّ الله سبحانه في هذه الأرض على الناس . وعبادة الإنسان في دار الدنيا تخدمه في دار الاُخرى : ( عبادي تنعّموا بعبادتي في دار الدنيا فإنكم تتنعمون بها في دار الاُخرى )([3])   

والانقطاع إلى الله عزّ وجل بالعبادة يجعل العبد عزيزاً عند الله تعالى      (أوحى الله إلى بعض أنبيائه ، أما انقطاعك إليّ فيعزّزك بي ……..)([4])    ومن هنا نجد أعزّ الخلق وأكرم الخلق على الله عزّ وجل هم محمّد وآل محمّد ( صلوات الله عليهم أجمعين ) وذلك لأنّهم أعبدُ الناس إليه سبحانه .

كانت فاطمة (عليها السلام ) أعبدُ نساء زمانها ، وقد ضربت المثل الأعلى بعبادتها وإيمانها وطاعتها وانقطاعها إلى الله سبحانه . ولقد أعجب عبادتها صحابة الرسول صلى الله عليه وآله فكانوا يخبرون النبيّ بذلك ويجيبهم ، فقد روى ابن شهر آشوب عن محمد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام  قال : ( بعث رسول الله سلماناً إلى فاطمة قال فوقفت بالباب وقفة حتى سلّمت فسمعت فاطمة تقرأ القرآن من جوّا وتدور الرحى من برّا ما عندها أنيس ، فتبسّم رسول الله صلى الله عليه وآله وقال يا سلمان ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها وجوارحها إيماناً إلى مشاشها ، تفرّغت لطاعة الله فبعث الله ملكاً اسمه زوقائيل وفي خبر آخر جبرئيل فأدار لها الرحى وكفاها الله مؤونة الدنيا

مع مؤونة الآخرة )([5])

وقد شهد القرآن الكريم ـ كما لاحظنا في سورة الدهر ـ على كمال إخلاصها وخشيتها لله سبحانه وعظيم إيمانها به وباليوم الآخر ، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله عن عبادتها ( أنّها متى قامت في محرابها بين يدي

ربّها جلّ جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض ، ويقول الله عزّ وجل لملائكته : يا ملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة سيّدة إمائي ق

ائمة بين يديّ ترتعد فرائصها من خيفتي وقد أقبلت بقلبها على عبادتي ، أُشهدكم أنّي قد أمّنت

 شيعتها من النار )([6])

إذا دقّقنا النظر في الحالات الروحية وإخلاصها في العبادة لله تعالى سوف نصلُ إلى درجةِ اليقين بأنّ سيدةَ نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام لها كرامات عديدة لا يمكننا إحصاؤها ، والسرّ في ذلك هو أنّ العبودية جوهرة كنهها الربوبية وعبادة الزهراء عليها السلام ذكرها الحفّاظ ومنهم الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء ج 2 ص 40 وكذلك ذكر الزمخشري في ربيع الأبرار ، والمناقب في الجزء الثالث 341 ، وعن الطبرسي ، قال : سُمّيت فاطمة بالبتول لا نقطاعها إلى عبادة الله سبحانه وتعالى([7])

نذكر هذه الكرامة لسيدة نساء العالمين عليها السلام في حياة أبيها                                                                                                                                                                       

روي أنّ عليّاً عليه السلام (استقرض من يهودي شعيراً فاسترهنه شيئاً فدفَعَ إليه ملاءة فاطمة عليها السلام رهناً ، وكانت من الصوف فأدخلها اليهودي إلى داره ووضعها في بيت ، فلمّا كانت الليلة ، دخلت زوجته البيت الذي فيه الملاءة بشغل فرأت نوراً ساطعاً في البيت أضاء به كلّه ، فانصرفت إلى زوجها فأخبرته بأنّها رأت في ذلك البيت ضوءً عظيماً ، فتعجّب اليهودي من ذلك وقد نسى أنّ في بيته ملاءة فاطمة عليها السلام ، فنهض مسرعاً ودخل البيت ، فإذا ضياء الملاءة ينشر شعاعها كأنّه يشتعل من بدرٍ منير يلمع من قريب ، فتعجّب من ذلك فأمعن النظر في موضع الملاءة فعلم أنّ ذلك النور من ملاءة فاطمة عليها السلام فخرج اليهودي يعدو إلى أقربائه وزوجته تعدوا إلى أقربائها ، فاجتمع ثمانون من اليهود فرأوا ذلك فأسلموا كلّهم)([8])

أحياؤها ليلة الجمعة

روى الشيخ الصدوق قدِس سره باسناده عن جعفر الصادق إلى الحسن المجتبى عليه السلام قال : ( رأيتُ اُمّي فاطمة عليها السلام قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتّضح عمود الصبح وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء فقلت لها : يا اُمّاه لم تدعين لغيرك ما تدعين لنفسك فقالت : يا بنيّ الجار ثمّ الدار )([9]) ومن دعائها (اللهمّ إنّي أسألك قوةً في عبادتك ، وتبصّراً في كتابك ، وفهماً في حكمك ، اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ، ولا تجعل القرآن بنا ما حلاً ، والصراط زائلاً ومحمّد صلى الله عليه وآله عنا مولّياً )([10])       

                   خوفها من الله سبحانه وتعالى

كلما ازداد العبد معرفة بربّه ازداد خشيه له ، قال تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )([11]) ، ومعرفة الزهراء وعلمها بالله سبحانه لا يمكننا أن نصفه فهم أوليا الله وخاصته من عباده ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وآله ، عن الله تعالى حيث خاطب ملائكته قائلاً : يا ملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي قائمة بين يديّ ترتعد فرائصها من خيفتي وقد أقبلت بقلبها على عبادتي ، اُشهدكم أنّي قد آمنت شيعتها من النار …… ([12])   

          فاطمة الزهراء عليها السلام تنهج في صلاتها

الصفة البارزة لأهل البيت عليهم السلام عندهم حب وشوق لأداء الصلاة وإذا دخلوا في الصلاة يكونوا في عالم آخر وينقطعون عن هذه الدنيا ، راجعوا سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسيرة أمير المؤمنين عليه السلام   .

وهكذا الزهراء عليها السلام  فقد روى الديلمي في إرشاد القلوب ص 105     روى أنّ فاطمة عليها السلام كانت تنهج في صلاتها من خيفة الله تعالى   .                                                                                                                                                                                                                                                                                

خوفها من أهوال يوم القيامة

وكانت فاطمة عليها السلام تخاف من يوم المحشر والعرض على الله ومن أهوالها ومواقفها خوفاً شديداً كما هو شأن سائر الأولياء ، ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكارَى وَمَاهُم بِسُكَارَى وَلكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ )([13])  وقد كانت الزهراء عليها السلام تسأل من أبيها في بعض الأحيان عن الناس وعن كيفية قيامهم إلى المحشر . وقالت يوماً لأبيها : ( أخبرني يا أبت كيف يكون الناس يوم القيامة ؟ قال : يا فاطمة يشغلون : فلا ينظر أحد إلى أحد ولا والد إلى الولد ولا ولد إلى اُمّه ، قالت هل يكون عليهم أكفان إذا خرجوا من القبور ؟ قال : يا فاطمة تبلى الأكفان وتبقى الأبدان تستر عورة المؤمن وتبدي عورة الكافر ، قالت يا أبت ما يستر المؤمنين ؟ قال : نور يتلألأ لا يبصرون أجسامهم من النور ، قالت يا أبت فأين ألقاك يوم القيامة ؟ قال : عند الميزان وأنا اُنادي ، ربّ أرجح من شهد أن لا إلاّ الله …… )([14])  

                         اهتمامها بالدعاء

الدعاء مخّ العبادة ، والدعاء سلاح المؤمن ، والدعاء يربط العبد الفقير بالغني المطلق من هنا اهتمّت الزهراء عليها السلام بالدعاء وباعتباره جزءً هاماً من أركان العبادة ولذا وردت في كتب الأدعية ، أدعية ومناجات خاصة بالزهراء عليها السلام ، خصوصاً بالأوقات المهمّة للدعاء ، كما ورد  للشيخ الصدوق قدس سره بسنده عن زيد بن علي عن آبائه ، عن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله قالت : ( سمعت النبي صلى الله عليه وآله إنّ في الجمعة لساعة لا يراقبها رجل مسلم يسأل الله عزّ وجل فيها خيراً إلاّ أعطاه إيّاه ، قالت فقلت يا رسول الله أي ساعة هي ؟ قال : إذا تدلّى نصف عين الشمس للغروب ، قال وكانت فاطمة عليها السلام تقول لغلامها اصعد على الضراب فإذا رأيت نصف عين الشمس قد تدلّى للغروب فأعلمني حتى أدعو)([15])

وكان من دعائها ( اللهمّ اجعل أول يومي هذا فلاحاً وأوسطه صلاحاً ، وأخره نجاحاً ، اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ، واجعلنا ممن أناب إليك فّقبلته ، وتوكل عليك فكفيته ، وتضرّع إليك فرحمته  )([16])        

ويروي ابن بابويه بسند معتبر عن الإمام الحسن عليه السلام قال :

( رأيت أمّي فاطمة عليها السلام قامت في محرابها ليلة جُمعتها ، فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح ، وسمعها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم وتكثر الدعاء لهم ، ولا تدعو لنفسها بشيء ، فقلت لها ، يا أمّاه ، لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك ؟ فقالت ، يا بنيّ ، الجار ثمّ الدار )([17]) وكان من دعائها( اللهمّ إنّي أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ، والعمل بما تحبّ وترضى ، اللهمّ إنّي أسألك من قوتك لضعفنا ، ومن غناك لفقرنا وفاقتنا ، ومن حلمكّ وعلمكّ لجهلنا ، اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد ، وأعنا على شكرك وذكرك وطاعتك وعبادتك يا أرحم الراحمين )([18]

                 اهتمامها بالقرآن

اهتمت الزهراء عليها السلام بأخذ الوحي عن أبيها وحفظه ودراسته وقراءته (وحتى كانت تتلقى آيات القرآن عن ولدها الحسن المجتبى عليهم السلام وذلك لمّا كان يذهب مع أبيه للمسجد ويسمع النبي صلى الله عليه وآله وهو يبلّغ الآيات فيحفظها ويأتي مسرعاً إلى البيت ويخبر اُمّه الزهراء عليهم السلام )([19])

وقد وردفي بعض الأحاديث أنها قالت : ( حبّب إليّ من دنياكم ثلاث ، تلاوة كتاب الله ، والنظر في وجه رسول الله ، والأنفاق في سبيل الله)([20]

والمتأمل في خطبتها في مسجد النبي صلى الله عليه وآله أمام المهاجرين والأنصار أنّها عليها السلام استشهدت في خلال خطبتها في عدد كثير من الآيات القرآنية منها (إنَّما يَخشَى اللهَ مِن عِبَادِهِ العُلَمَاءُ )([21])

( لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُ مِنْ أَنفُسِكمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفُ رَّحِيمُ )([22]) ، وغيرها مما يدلّ على اُنسها بكتاب الله عزّ وجل ، وأنّها كانت تتلوه حتى في أوقات عملها داخل المنزل كما يدلّ عليه خبر سلمان الذي نقلناه آنفاً .  

                       عملها بالقرآن الكريم

كانت الزهراء عليها السلام خلقها القرآن ، فهي تجسّد التعاليم القرآنية و تطبّقها ، وهي من المسارعين إلى العمل بآيات الكتاب ، فلمّا نزل قوله تعالى :

 ( لاَ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضاً …..)([23])( قالت فاطمة عليها السلام  تهيّبت رسول الله ، فأعرضت أن أقول له يا أبه وإنّما أخاطبه يا رسول الله ، إلى أن قال لي ذات يوم بُنية فاطمة هذه الآية لم تنزل فيك ولا في أهل بيتك وإنّما نزلت في أهل الغلظة والفضاضة ، قولي لي يا أبه فإنّها أحيى للقلب وأرضى للربّ )([24])

(ومن شدّة علاقتها بالقرآن وحبّها له كانت فيما أوصت أمير المؤمنين عليه السلام  أن يقرأ القرآن عند قبرها إذا دفنها)([25])  

تواضع الزهراء عليها السلام 

إنّ أخلاق الزهراء عليها السلام  هي أخلاق الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله  لأن ّ الزهراء عليها السلام هي بضعة من أبيها ، وروحه التي بين جنبيه فكانت تحكي أخلاق الرسول صلى الله عليه وآله من تواضعها أنّها كانت لم تستنكف من العمل والخدمة في بيتها طوال حياتها ، فكانت تستقي بالقربة حتى أثّر في                                         نحرها ، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها ، وكسحت البيت حتى اغبرّت ثيابها وأوقدت النار حتى دكنت ثيابها فأصابها من ذلك ضررُ شديد )([26])

على المرأة المسلمة ينبغي أن تأخذ من حياة الزهراء عليها السلام دروساً للعروج إلى الله عزّ وجل ، فالزهراء عليها السلام تعرف أنّ ( جهاد المرأة حسن التبعل ) وقد سمعت ذلك من أبيها صلى الله عليه وآله حينما أقبلت أم سلمة باكية وهي تقول : يا رسول الله لقد ذهب الرجال بكل خير فقد نزلت آيات الجهاد ، وليس على المرأة جهاد فما نصنع ؟ ! فقال لها : يا أم سلم ( جهاد المرأة حسن التبعل )([27])

لذلك دخل رسول الله صلى الله عليه وآله على الزهراء عليها السلام ذات يوم ورآها تعمل في بيت زوجها وكان عليها كساء من أوبار الإبل وهي تطحن فقال لها ( يا فاطمة اصبري على مرارة الدنيا لنعم الآخرة )([28])

                      صبر الزهراء عليها السلام 

إنّ الصبرَ يحتلُّ موقعاً كبيراً من إيمان الإنسان وقال تعالى ( والله يحب الصابرين )([29]) وقال تعالى ( واصبروا إن الله مع الصابرين )([30])       وروي بسند معتبر عن رسول الله صلى عليه وآله أنه قال ) إذا كان يوم القيامة جمع الله الخلائق في صعيد واحد وينادي مناد من عند الله تعالى يسمع آخرهم كما يسمع أوّلهم ، يقول : أين أهل الصبر ؟ فيقوم عنق من الناس ، فتستقبلهم زمرة من الملائكة فيقولون لهم : ما كان صبركم هذا الذي صبرتم ، فيقولون : صبّرنا أنفسنا على طاعة الله تعالى ، وصبّرناها عن معصية الله تعالى ، قال : فينادي مناد من عند الله تعالى : صدق عبادي خلّوا سبيلهم ليدخلوا الجنّة بغير حساب )([31]) وكما صبر رسول الله صلى الله عليه وآله على طاعة الله وكذلك صبر على المصائب التي نزلت بساحته ، هكذا كانت ابنته الزهراء صابرة ، فقد عانت الزهراء عليها السلام صنوف المشاق والأذى وقلّة ذات اليد وجشوبة العيش ، على الرغم من أنّها كانت على مرأى ومسمع من أبيها صلى الله عليه وآله وكان بإمكانه أن يجعل لها بيتاً مرموقاً وحياة مرفّهة وعيشاً رغيداً لكنّه أبى إلاّ أن يكون القائد الرسالي الذي يفضّل سد حاجات أهل الصفّة وفقراءالمسلمين على أن يعطي ابنته  الوحيدة جارية تخدمها أو شيئاً من الحطام الزائل وذلك لكي تكون مثالاً                                                                                            كاملاً لشخصه العظيم في الزهد في الدنيا وتحمّل المشاق ورفض الملاذ وتكون المرأة النموذجية في الإسلام ويدلُّ على ذلك ما قاله أمير المؤمنين عليه السلام 🙁 إنّ فاطمة كانت حاملاً ، فكانت إذا خبزت أصاب حرف التنور بطنها ، فأتت النبي صلى الله عليه وآله تسأله خادماً فقال صلى الله عليه وآله لا أعطيك وأدع أهل الصفّة تطوى بطونهم من الجوع ، وعلّمها التسبيحات )([32])

ومن الشواهد على صبرها عليها السلام أنّها عندما تكون في موقع الخيار بين الدنيا والآخرة ، فإنّها لا تتوانى في اختيار ما عند الله سبحانه على حطام الدنيا الفانية على الرغم من الخصاصة وشدّة الحاجة .

عن سويد بن غفلة ، قال : أصابت عليّاً عليه السلام خصاصة ، فقال لفاطمة عليها السلام : ( لو أتيت النبيّ صلى الله عليه وآله  فسألتيه ؟ فأتته … فقالت يا رسول الله هذه الملائكة طعامها التهليل والتسبيح والتحميد فما طعامنا ؟ قال        صلى الله عليه وآله : والذي بعثني بالحق ، ما اقتبس في بيت آل محمّد نار منذ ثلاثين يوماً ولقد أتتنا أعنز ، فإن شئت أمرنا لك بخمسة أعنز وإن شئتِ علمتك خمس كلمات علمنيهن جبرئيل فقالت بل علمني الخمس كلمات التي علمكهنّ جبرئيل قال : قولي : يا أوّل الأولين ويا آخر الآخرين ويا ذا القوة المتين ويا راحم المساكين ويا أرحم الراحمين ) فانصرفت فدخلت على علي عليه السلام فقال ما وراءك ؟ فقالت ذهبت من عندك للدنيا وأتيتك بالآخرة ) فقال خيرُ أيّامك ([33])

وصَبَرت الزهراء عليها السلام على الجوع ، جاء في تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي أنّه حينما تصدَّقت على المسكين واليتيم والأسير ، دَخَلَ عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وهي قائمة في محرابها ، ولقد لصق بطنها بظهرها ، وغارت عيناها من شدّة الجوع فقال النبي صلى الله عليه وآله                                                                                                                                                                                                                                ( واغوثاهُ يا الله ، آل محمّد يموتون جوعاً فهبط جبرئيل عليه السلام وهو يقرأ( يوفون بالنذر )([34]) لقد تعرّضت الزهراء عليها السلام إلى مزيد من الصعاب والأزمات في جميع مراحل حياتها ذلك لأنّ الحكمة الإلهية اقتضت أن تكون فاطمة عليها السلام رمزاً لفضيلة المرأة وقدوةً لكمالها الإنساني في مجتمع يسوم المرأة أنواع الظلم والكبت والقهر ، فالقدوة التي خلقها الله سبحانه لابدّ أن تكون محطة للمصائب والمحن والمعاناة ، ولقد أخبرها الرسول صلى الله عليه وآله بأنّها أكثر نساء العالمين معاناة ورزية حيث روي عن عائشة أنّه قال رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة عليها السلام : ( إنّ  جبرئيل أخبرني أنّه ليس امرأة من نساء المسلمين أعظم رزية منك ، فلا تكوني أدنى امرأة منهنّ صبراً )([35])

الزهراء عليها السلام كانت تحترز عن التبّرز بين الرجال

يدلُّ على ذلك مجموعة من الروايات :

1 : روى ابن المغازلي عن علي عليه السلام أنّ فاطمة بنت رسول الله      صلى الله عليه وآله استأذن عليها أعمى فحجبته فقال لها النبيّ : ( لِمَ حجبتيه وهو لا يراك ) ؟ فقالت : يا رسول الله إن لم يكن يراني فإنّي أراه وهو يشمّ الريح فقال النبيّ صلى الله عليه وآله أشهدُ أنّكِ بضعةٌ منّي )([36])

2 : عن المجلسي رحمه الله  عن الدعوات للراوندي ، قال : سأل رسول الله صلى الله عليه وآله  أصاحبه عن المرأة ما هي ؟ قالوا عورة ، قال : ( فمتى تكون أدنىٍ من ربّها ؟ فلم يدروا ، فلمّا سمعت فاطمة ذلك قالت : أدنى ما  تكون من ربّها أن تلزم قعر بيتها،فقال رسول الله:أنَّ فاطمة بضعةٌ منّي)([37])                                                                                                                                                                          

من خلال هاتين الروايتين وغيرهما نفهم أنّ الزهراء عليها السلام كانت تتحرز أشدّ ما يكون من أن يراها إنسان غير محرم ولو كان أعمى .( ولعلّ ما ورَدَ عن أنس الخادم حيث سأل اُمّه عن صفة الزهراء عليها السلام وشمائلها ، فأنس هو الذي خدم النبيّ أيّام حياته في المدينة ، فلو أنّه رأى فاطمة ورأى وجهها وشمائلها فلم يبق مجال للسؤال عن صفتها ، وهذا يكشف عن شدّة عفاف وخدر وحجاب فاطمة )!! ([38])

لقد أعطى الإسلام للمرأة حقوقها ، وشرّع القوانين لحمايتها ورعاية مصالحها ومنحها الحرية ضمن تعاليمه السامية في طلب العلم والحصول على الملكية والعمل ولكن بشرط أن لا تكون على نمط الحرية الإباحية التي تعرض فيها المرأة نفسها بالمجان وتكون سبباً في إفساد بُنية الاُسرة وانحراف المجتمع ، كما هو الحال في المجتمعات الغربية .

والإسلام حينما يدعو المرأة للإلتزام بالحجاب الإسلامي لم يمنعها من أداء دورها الرسالي في الدفاع عن عقائد الإسلام واسترجاع حقّها السليب ، فها هي مولاتنا الزهراء عليها السلام لمّا سُلبت حقّها جاءت إلى مسجد النبي  صلى الله عليه وآله كما نقل ذلك الرواة بقولهم : ( لمّا بلغ فاطمة عليها السلام أجماع أبي بكر على منعها فدك ، لاثت خمارها على رأسها ، واشتملت بجلبابها ، وأقبلت في لمّةٍ من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها ….. فدخلت على أبي بكر وهو في حشدٍ من المهاجرين والأنصار وغيرهم ، فنبطت دونها مُلاءة …….. ([39])

إذاً الإسلام حينما يحثُّ على التمسك بالحجاب الإسلامي يُريد من المرأة أن تكون عفيفة وعزيزة ويريد لها كرامتها وحريتها لكي لا تكون أسيرة للأهواء ولمطامع الرجال الفسّاق ……… الخ  .                              

      من مظاهر العفّة لمولاتنا الزهراء عليها السلام  

ومن مظاهر العفّة والحشمة التي سجلتها الزهراء عليها السلام سنّة تُقتدى إلى اليوم هي أنّها عندما اشتكت شكوتها التي قُبضت فيها ، قالت لأسماء بنت عميس : ( ألا تجعلي لي شيئاً يسترني ، فإنّي أستقبح ما يصنع بالنساء يُطرح على المرأة الثوب فيصفها ) فقالت أسماء : إنّي رأيتُ شيئاً يُصنع بالحبشة فصنعت لها هيئة النعش فقالت عليها السلام ( اصنعي لي مثله ، استريني سترك الله من النار ) فكان نعشها أوّل نعش أحدث في الإسلام ، واتخذ بعد ذلك سُنّة )([40])

عندما احتاج علي عليه السلام  للناصر والمعين ، فاطمة عليها السلام ربة بيت ، خرجت لتدافع عن إمام زمانها عليه السلام ولكن بشرطها وشروطها ! مع الأسف بعض النساء يريدن أن يتشبهن بفاطمة عليها السلام فيتحررن من القيود الدينية .. يقولون : فاطمة كانت ذات عمل سياسي ، ونحن أيضاً نتشبه بها .. ولكن كيف دخلت الزهراء الميدان ؟ .. تقول الرواية 🙁 لاثت خمارها على رأسها واشتملت بجلبابها ، وأقبلت في لمةٍ من حفدتها ، ونساء قومها .. تطأ ذيولها ، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وآله  فنبطت دونها ملاءة ، فجلست ثم أنت أنةً أجهش القوم لها بالبكاء ، فارتج المجلس .. ثم أمهلت هنيئة ، حتى إذا سكن نشيج القوم ، وهدأت فورتهم .. افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه ، والصلاة على رسوله .. فعاد القوم في بكائهم ، فلما أمسكوا عادت في كلامها )([41]) ..  لم تكن تمشي بشكلّ يتصفحها كُل رجل ، بل كانت تمشي في وسط نسائي ، من باب الاستتار والهيبة .. وكان كلامها مؤثراً ، ففاطمة عليها السلام بأنتها أبكت القوم ، فارتجَ المجلس وكأنه وقعَ زلزال .. بسبب ذلك التأثير الرباني الذي جعلهُ الله ـ عز وجل ـ في وجهها ، وفي صوتها ، وما ذلك إلا لأنها أخلصت العمل للهِ عز وجل .                                                                                                                                                               

ما أحرى بالمؤمنة أن تقتدي بالزهراء عليها السلام في عفافها وحياءها وسترها بحيث لا تلبس الملابس الضيّقة التي تُظهر مفاتنها ويمكن أن يصفها من يشاهدها كما نرى في يومنا هذا الكثير ممن تأثّرن بالحضارة الغربية وابتعدن عن تعاليم الإسلام !!    

    حالات فاطمة عليها السلام المعنوية وعرفانها ليلة زفافها :  

تعتبر ليلة الزفاف والعرس واللحظات الاُولى التي يبدأ به الزوجان حياتهما الجديدة ، من ألذّ اللحظات وأجمل الذكريات وأغناها بالخواطر الخالدة . إنّ الكثير من الناس يخلطون هذه اللحظات الحلوة الجميلة بالفساد وبألوان من المعصية والإثم ويتصورون أنّ كل عمل قبيح وفاسد ، مبُاح في هذه الليلة . لكن انظر إلى حالة الزهراء عليها السلام ليلة زفافها ، يقول الراوي : أنّ أمير المؤمنين عليه السلام لمّا دَخَلَ على الزهراء عليها السلام وجدها باكية فسألها عن سبب بكائها فقالت مجيبةً 🙁 تفكّرتُ في حالي وأمري ، عند ذهاب عُمري ، ونزولي في قبري ، فشبهتُ دُخولي في فراشي بمنزلي كدخولي إلى لحدي وقبري فأنشدكَ الله إن قُمتَ إلى الصلاة فنعبُدُ الله تعالى هذه الليلة ….)([42]

(ولهذا سأل رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين في صبيحة ليلة العرس كيف وجدتَ أهلكَ ؟ فقال علي عليه السلام : نعمَ العونَ على طاعة الله عزّ وجل)([43]

ولذلك نلاحظ الزهراء عليها السلام كان لها اُنساً بالصلاة وكان يُسمع منها أزير كأزيز المرجل من خيفةِ الله ( روي أنّ فاطمة عليها السلام كانت تنهج في صلاتها من خيفة الله تعالى )([44]) وهذا أشارة إلى الحالات العرفانية وحالة الجذب الرباني للزهراء عليها السلام في حالة انشغالها بالصلاة .

أولياء الله لمعرفتهم بالله عزّ وجل ولحبِّهم له يتمنون لقاءَ الله عزّ وجل والزهراء المرضيّة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين مجرّد ما أسرّ لها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله قبل رحيله وقال لها : ( أنتِ أوّل أهل بيتي لحوقاً بي )([45]) ابتسامتها كناية عن استبشارها وفرحها بلقاء الله عزّ وجل ولقاء رسوله مع العلم عندها زوجاً مثل علي بن أبي طالب وأولاد مثل الحسن والحسين سلام الله عليهم جميعاً ، ولكن هذا يدلُّ على عرفانها وحبَّها لله عزّ وجل .

أولياء الله عزّ وجلّ قلوبهم طاهرة لا يوجد فيها سوى الله عزّ وجلّ ، وبما أنّ الله يحبُّ المتطهرين ، لذلك روت أسماء زوجة جعفر الطيّار أنّها قالت لا حضتُ سيّدة النساء فاطمة عليها السلام قد اغتسلت ثم بدّلت ثيابها ثمّ عَمَدت إلى حجرتها وأخذت تناجي ربّها وتدعو ، فتقدّمت إليها فرأيتها مستقبلة القبلة ، وقد رفعت يديها إلى السماء تدعو بهذا الدعاء : ( إلهي وسيّدي أسألكَ بالذين اصطفيتهم وببكاء وَلدي في مفارقتي أن تغفرَ لعصاة شيعتي ، وشيعة ذرّيتي )([46]) ، لاحظوا عرفان فاطمة عليها السلام حتى في اللحظات الأخيرة من عمرها كانت لا تفتر عن الدعاء ومناجاة الله عزّ وجل .

                               الخاتمة

 السيدة الزهراء عليها السلام هي المثل الأعلى الذي قدّمته الرسالة الإلهية للمرأة فقد صاغتها يدُ العناية الربانية أية صياغة لتكون قدوةً للحياة الكريمة واُسوةً للفضائل والقيم الإنسانية ، فهي نسخة ناطقةٌ بتعاليم الوحي ، صدّيقة لا تفعل غير الحق . وقد التفّ المحدثون والمؤرخون والباحثون ومنذ القدم إلى أسرار العظمة في حياة الزهراء عليها السلام فأفردوا لها مصنفات خاصّة كابن شاهين والبغوي والحاكم النيسابوري والطبري والمنادي وناهيك عن التراجم التي جاءت في كتب السير والتواريخ والحديث . فالزهراء عليها السلام جماع الفضائل وموئل المكارم ، والشذى الفوّاح والاُسوة الحسنة للنساء ، إنّ حياة سيدة النساء عليها السلام تعدّ صفحة خالدة على طول التأريخ نقرأ فيها الذروة العليا من مبادئ العفاف والطهارة والاستقامة والعظمة مالا يمكن لأيّة اُنثى في صفحات الوجود أن تبلغه ، فهي غرس النبوة وشجرة الإمامة الباسقة التي نمت على أنغام كلمات الوحي من فم الصادق الأمين صلى الله عليه وآله ، ولقد تجلّت تلك العناية النبوية في الخصائص الفريدة التي تحلّت بها الزهراء عليها السلام فكانت سيدة النساء وأفضلهن في العالم والأدب والفصاحة والبيان والخلق الرفيع والعبادة ومكارم الأخلاق . قالت عائشة : ( ما رأيت قطّ أفضل من فاطمة غير أبيها صلى الله عليه وآله )([47])  

إنّ الله عزّ وجل اختارها سيدة نساء العالمين وأكرمها ومن هنا حظيت بمناقب فذّة ومزايا عجيبة فكان زواجها بأمر الله تعالى وهي من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وفرض مودتهم على جميع الخلق واختصها الله بقوله في آية المباهلة ( وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ )([48])    فتفرّدت بنيل ذلك الشرف من دون نساء الاُمّة ، وجعل الله تعالى في نسلها الذرية الطاهرة من آل الرسول صلى الله عليه وآله وفي ذلك شرف لا يضاهى وفضل لا يدانى .

مصادر التحقيق

1 : القرآن الكريم

2 : القمي الشيخ عباس بن محمد رضا المتوفي ( 1359ه )                           منتهى الأمال / ج1 / ص191/ الطبعة الأولى ايران قم      

3 : المجمع العالمي الأهل البيت ع /                                                 أعلام الهداية / ج3 / ص216 ، 135/ الطبعة الأولى بيروت

4 : البصري الشيخ عبد الأمير عبد الزهراء جاسم الخياط أطال الله في عمره / المجالس النوراء في مآتم الزهراء / ج 1 / ص 32 ، 33 ، 34

35 ، 36 ، 105 ، 156، 157 ،164 / الطبعة الثانية ايران قم

5 : المجلسي محمد باقر المتوفى ( 1111 ه ، 1750 م )

بحار الأنوار ج43 ، ص82 ، 92 ، 172 ، بيروت

6 : التستري نور الله بن شريف بن نور الله المتوفى (1019 ه )              إحقاق الحق / ج10 ، ص262 ، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي الطبعة الأولى

7 : الصدوق محمد بن علي بن الحسن بن موسى القمي المتوفى (381ه)

آمالي الصدوق / ج24 ، ص100 / مطبعة الأعلى بيروت 

8 : العسقلاني أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد المتوفى (852 ه)                                                                                 الإصابة / ج4 ، ص378 ، مطبعة دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الأولى

9 : أبن شهر أشوب أبو جعفر محمد بن علي بن أبي نصر بن أبي الجيش المازندراني المتوفى ( 588  ه )

المناقب / ج3 ، ص338 ، 341 ، مطبعة دار الأضواء بيروت 

10: هيئة محمد الأمين                                                            الأخلاق والآداب الإسلامية / ج1 / ص481 / الطبعة الثالثة / دار المحَجّة البيضاء بيروت

فهرست الموضوعات

المقدمة ……………………………………………………………..1

عبادة الزهراء عليها السلام ………………………………………………3

أحياؤها ليلة الجمعة ………………………………………………….5

خوفها من الله سبحانه وتعالى …………………………………………5

فاطمة الزهراء عليها السلام تنهج في صلاتها …………………………….6 

خوفها من أهوال يوم القيامة ………………………………………….6

اهتمامها بالدعاء ……………………………………………………..7 

اهتمامها بالقرآن ……………………………………………………..8

عملها بالقرآن الكريم …………………………………………………8

تواضع الزهراء عليها السلام …………………………………………….9 

صبر الزهراء عليها السلام ……………………………………………..10

الزهراء عليها السلام كانت تحترز عن التبرّز بين الرجال ………………12  

من مظاهر العفة لمولاتنا الزهراء عليها السلام …………………………13

حالات فاطمة عليها السلام المعنوية وعرفانها ليلة زفافها ……………….14

الخاتمة ……………………………………………………………17     

مصادر التحقيق ……………………………………………………19                   

فهرست الموضوعات ………………………………………………21                     


[1] – المؤمنون : 115

[2] – الذاريات : 56

[3] – أبو علي البصري /     المجالس النّوراء في مآتم الزهراء ج1 ،  ص32

[4] – نفس المصدر السابق ج1 ، ص32

[5] – ابن شهر  أشوب/   مناقب آل أبي طالب : 3 / 338                                                       

[6] – أبو جعفر القمي /  أمالي الصدوق ، المجلس : 24/ 100 

[7]  – العلامة الطبرسي / مجمع البيان : 10 / 568  

[8] – المناقب لابن شهر آشوب ، وكذلك الخرائج والجرائح ،نقلاً من كتاب المجالس النوراء في مآتم الزهراء ج1 ، ص174   

[9] – الصدوق / علل الشرائع : 215 /216، نقلاً من كتاب المجالس النوراء في مآتم الزهراء ج1 ، ص33

[10] – المجمع العالمي الأهل البيت ع / أعلام الهداية : ج3 ، ص 216 

[11] – فاطر : 28

[12] – المجلسي /  بحار الأنوار، ج 43 :ص 172

[13] – سورة الحج 1-2 

[14] – الفيض الكاشاني /  نوادر الأخبار : 336 . نقلاً من كتاب المجالس النواء في مآتم الزهراء ج1 ، ص34

[15] – الصدوق / معاني الأخبار : 400 ، نقلاً من كتاب المجالس النوراء في مآتم الزهراء ج1 ص35

[16] – المجمع العالمي الأهل البيت ع / أعلام الهداية :ج 3 /  ص 216

[17] – الشيخ عباس القمي /   منتهى الأمال : ج 1 / ص 191 

[18] – المجمع العالمي الأهل البيت ع / أعلام الهداية :ج3 ، ص 216

[19] – أبو علي البصري /  المجالس النّوراء في مآتم الزهراء :ج1 ،  ص 36

[20] – الطبسي / حياة الصديقة فاطمة ، دراسة وتحليل  : 127 . من نفس المصدر السابق ص36

[21] – فاطر : 28

[22] – التوبة : 128 .

[23] – النور : 63 .

[24] – أبو علي البصري / المجالس النّوراء في مآتم الزهراء : ج1 ، ص 37 .

[25] – نفس المصدر : ج1 ،  ص 37 .

[26] – المجلسي / بحار الأنوار :ج 43 :ص82 .

[27] – أبو علي البصري / المجالس النّوراء في مآتم الزهراء :ج1 ،ص 106 .

[28] – التستري / إحقاق الحق : 10 : 262 .

[29] – سورة آل عمران : 146 .

[30] – سورة الأنفال : 46 .

[31] – هيئة محمد الأمين / الأخلاق والآداب الإسلامية : 481 .

[32] – سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام 128 – 129 نقلاً عن مسند فاطمة للسيوطي :105 نقلاً من كتاب ، المجالس النوراء في مآتم الزهراء إلى أبو علي البصري ج1 ، ص108

[33] نفس المصدر السابق : 130 : نقلاً عن مسند فاطمة للسيوطي : 4 و 24 . ج1 ، ص108

[34] – السبط الجوزي / تذكرة الخواص : 315 . من نفس المصدر السابق ، ج1 ، ص109

[35] – نفس المصدر السابق : 127 – 128 نقلاً فتح الباري لابن حجر – 8 -111 . ج1 ، ص109

[36] – المغازلي / مناقب ابن المغازلي : 381 . من نفس المصدر السابق ج1 ، ص156

[37] – المجلسي / بحار الأنوار :ج 43 – ص92 .

[38] – أبو علي البصري /  المجالس النّوراء في مآتم الزهراء : ج1 ، ص157    

[39] – المجمع العالمي الأهل البيت ع /  أعلام الهداية : ج3 ، ص 135 .

[40] – سيدة النساء فاطمة الزهراء : 125 . نقلاً عن التهذيب للطوسي : 1 – 469 . نقلاً من كتاب المجالس النوراء في مآتم الزهراء أبو علي البصري  ج 1 ، ص158       

[41] – ابن شهر اشوب / المناقب ،  3 – 341 .

[42] – أبو علي البصري / المجالس النّوراء في مآتم الزهراء : ج1 ، ص 164 .

[43] – نفس المصدر السابق : ج1 ، ص164 .

[44] – الديلمي / إرشاد القلوب   : 105 . نقلاً من نفس المصدر السابق ص174

[45] – الكامل في التاريخ:2/323،وطبقات ابن سعد:2/39،ومسند أحمد6/282نقلاً عن أعلام الهداية ج3 ، ص108، المجمع العالمي الأهل البيت ع        

[46] – الطبري الشافعي / ذخائر العقبى  :53 ، نقلاً من كتاب المجالس النوارء في مآتم الزهراء ، ح1 ، ص 166

[47] – ابن حجر العسقلاني / الإصابة 4 : 378  

[48] – آل عمران : 61