بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين *
في حديث الكساء وهو الحديث القدسيّ المروي عن سيّدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء سلام الله عليها أنّ جبرئيل سأل الله تعالى فقال: ومَن تحت الكساء؟ ولمّا أراد الله تعالى أن يعرّف الخمسة الطيبين الطاهرين قال: هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها[1].
لعلّ هذا النوع من التعريف فريد في أُسلوب الله تعالى، فممّا لا شكّ فيه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله أفضل من فاطمة، وهذا ما نلاحظه حتّى في بيان الواجبات والمستحبّات الشرعية، ففي تشهّد الصلاة الواجبة نبتدئ بالصلاة على النبي صلّى الله عليه وآله ثمّ بآله سلام الله عليهم.
والقاعدة في التعريف أن يبدأ بالأفضل والأعرف لكنّا نرى في هذا الحديث القدسي أنّ الله تعالى غيّر الأسلوب في التعريف فجعل فاطمة المحور والحال أنّه ينبغي التعريف بالرسول أوّلاً ثمّ أهل بيته سلام الله عليهم.
والسؤال هنا: ألم يكن الملائكة يعرفون رسول الله صلّى الله عليه وآله قبل ذلك؟ بالتأكيد إنّهم كانوا يعرفون رسول الله وأمير المؤمنين والحسنين سلام الله عليهم إلاّ أنّ الله تعالى عرّفهم عبر فاطمة سلام الله عليها، فماذا يدلّ ذلك؟
الجواب: يدلّ على مقامها الرفيع سلام الله عليها وقد أشار الباري تعالى إلى جزء بسيط من هذا المقام في هذه الكلمة الموجزة.
نحن الآن على أعتاب الأيّام الفاطمية، وإنّ الصدّيقة الزهراء سلام الله عليها بما تحمّلت باختيارها وقبولها من المصائب الشديدة والعظيمة اختار الله لها مقاماً رفيعاً أشار إلى بعضه في هذه الكلمة حيث عرّف النبي صلّى الله عليه وآله عبر بضعته الصدّيقة الطاهرة سلام الله عليها.
فمتى كان في التاريخ أنّ الأفضل يعرّف بالأدنى؟ ومتى حدث لغير الصدّيقة الزهراء سلام الله عليها؟
لا شكّ أنّ الصدّيقة على خطى أبيها رسول الله صلّى الله عليه وآله إلاّ أنّ الله تعالى أراد بهذا الأسلوب أن يبيّن مقام فاطمة سلام الله عليها؟!
إنّ الأحاديث الواردة في مقام فاطمة سلام الله عليها بالمئات وربما كانت بالألوف رغم إحراق الظالمين للكثير منها، ومن ذلك ما رواه الخاصّة والعامّة في العديد من الكتب المختلفة: جاء عن ابن عباس قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله قد سجد خمس سجدات بلا ركوع، فقلت: يارسول الله، سجود بلا ركوع! فقال: «نعم، أتاني جبرئيل فقال: يامحمّد، إنّ الله عزّ وجلّ يحبّ علياً، فسجدت، ورفعت رأسي فقال لي: إنّ الله عزّ وجلّ يحبّ فاطمة، فسجدت، ورفعت رأسي فقال لي: إنّ الله يحبّ الحسن، فسجدت، ورفعت رأسي فقال لي: إنّ الله يحبّ الحسين، فسجدت، ورفعت رأسي فقال لي: إنّ الله يحبّ من أحبّهم، فسجدت ورفعت رأسي»[2].
والسؤال هنا: ما المقصود بمن أحبّهم؟ الجواب: أنتم وأمثالكم، فالرسول صلّى الله عليه وآله يسجد شكراً على نعمة حبّ الله تعالى لمحبّي أهل البيت سلام الله عليهم حتّى الذين لم تكن درجاتهم رفيعة.
بالمقابل كيف ينبغي أن نشكر الله تعالى؟ فإذا كان الله تعالى يحبّنا لحبّنا أهل البيت سلام الله عليهم فكيف يكون شكرنا له تعالى؟
الجواب: إظهار حبّنا وولائنا لفاطمة محور أهل البيت سلام الله عليهم.
فقد نقل أحد المؤمنين أنّ المرحوم ثقة المحدّثين والمؤلّف الجليل الشيخ عباس القمّي قدّس سرّه صاحب الكتب العديدة وفي طليعتها كتاب مفاتيح الجنان الذي يستفيد منه ملايين المؤمنين كان في صحن أمير المؤمنين سلام الله عليه في إحدى الزيارات المعروفة وكان الشيخ في أواخر عمره مريضاً متعباً قد اتّكأ على جدار الصحن.
فسأله: لماذا أنت واقف هنا؟
أجاب: إنّ الحسرة تغمرني إذ أرى المؤمنين يوفّقون للزيارة من قرب ويلمسون الضريح وأنا محروم من ذلك.
فقلت له: انظر كيف أنّ كلّ من يدخل الحرم الشريف آخذ بيده نسخة من كتاب مفاتيح الجنان؟! فأنت تدخل مع كلّ زائر.
فبعد ألف سنة من تاريخ المعصومين سلام الله عليهم نرى أن الشيخ عباس قد فاز فوزاً عظيماً … وعندما سألوه لماذا تميّز كتاب مفاتيح الجنان عن بقية مؤلّفاتك الكثيرة؟ قال: ببركة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، لأنّي عندما ألّفته قصدت بكتابته السيّدة الزهراء سلام الله عليها، وربما لم يصرف الشيخ عباس القمّي من عمره إلاّ القليل جدّاً فيه، ومع ذلك بلغ هذه العظمة بحيث إنّ كلّ من يقرأ مفاتيح الجنان يؤجر معه الشيخ عباس، كما في الحديث الشريف: «الدالّ على الخير كفاعله»[3].
بالطبع بقيّة الناس إذا قصدوا بأفعالهم القربة إلى الصدّيقة الزهراء سلام الله عليها صاحبة العظمة عند الله وأهل البيت عليهم السلام فإنّهم بلا شكّ يصلون إلى هذا المقام العظيم.
عن بشّار المكاري قال: دخلت على أبي عبدالله عليه السلام بالكوفة وقد قدّم له طبق رطب طبرزد[4] وهو يأكل فقال: يابشّار اُدن فكُل فقلت: هنّاك الله، وجعلني فداك، قد أخذتني الغيرة من شيء رأيته في طريقي! أوجع قلبي، وبلغ منّي فقال لي: بحقّي لمّا دنوت فأكلت قال: فدنوت فأكلت فقال لي: حديثك (وسؤال الإمام هنا هو سؤال العارف). قلت: رأيت جلوازاً[5] يضرب رأس امرأة، ويسوقها إلى الحبس وهي تنادي بأعلى صوتها: المستغاث بالله ورسوله، ولا يغيثها أحد. قال: ولِمَ فعل بها ذلك؟ قال: سمعت الناس يقولون إنّها عثرت فقالت: لعن الله ظالميك يافاطمة، فارتكب منها ما ارتكب.
قال: فقطع (الإمام) الأكل ولم يزل يبكي حتّى ابتلّ منديله، ولحيته، وصدره بالدموع، ثمّ قال: يابشّار قم بنا إلى مسجد السهلة فندعو الله عزّ وجلّ ونسأله خلاص هذه المرأة. قال: ووجّه بعض الشيعة إلى باب السلطان، وتقدّم إليه بأن لا يبرح إلى أن يأتيه رسوله فإن حدث بالمرأة حدث صار إلينا حيث كنّا. قال: فصرنا إلى مسجد السهلة، وصلّى كل واحد منّا ركعتين، ثمّ رفع الصادق عليه السلام يده إلى السماء وقال: أنت الله – إلى آخر الدعاء – قال: فخرّ ساجداً لا أسمع منه إلاّ النفس ثمّ رفع رأسه: فقال: قم فقد أطلقت المرأة.
قال: فخرجنا جميعاً، فبينما نحن في بعض الطريق إذ لحق بنا الرجل الذي وجّهناه إلى باب السلطان فقال له عليه السلام: ما الخبر؟ قال: قد أطلق عنها. قال: كيف كان إخراجها؟ قال: لا أدري ولكنّني كنت واقفاً على باب السلطان، إذ خرج حاجب فدعاها وقال لها: ما الذي تكلّمت؟ قالت: عثرت فقلت: لعن الله ظالميك يافاطمة، ففعل بي ما فُعل.
قال: فأخرج مائتي درهم وقال: خُذي هذه واجعلي الأمير في حلّ.
فأبت أن تأخذها، فلمّا رأى ذلك منها دخل، وأعلم صاحبه بذلك ثمّ خرج فقال: انصرفي إلى بيتك فذهبت إلى منزلها.
فقال أبو عبدالله عليه السلام: أبت أن تأخذ المائتي درهم؟ قال: نعم وهي والله محتاجة إليها.
قال: فأخرج من جيبه صرّة فيها سبعة دنانير وقال: اذهب أنت بهذه إلى منزلها فأقرئها منّي السلام وادفع إليها هذه الدنانير.
قال: فذهبنا جميعاً فأقرأناها منه السلام فقالت: بالله أقرأني جعفر بن محمّد السلام؟!
فقلت لها: رحمك الله، والله إنّ جعفر بن محمّد أقرأك السلام.
فشقّت جيبها ووقعت مغشيّة عليها.
قال: فصبرنا حتّى أفاقت، وقالت: أعدها عليّ، فأعدناها عليها حتّى فعلت ذلك ثلاثاً ثمّ قلنا لها: خذي! هذا ما أرسل به إليك، وأبشري بذلك، فأخذته منّا، وقالت: سلوه أن يستوهب أمته من الله فما أعرف أحداً تُوسّل به إلى الله أكثر منه ومن آبائه وأجداده عليهم السلام[6].
أقول: إذا كان الإمام الصادق سلام الله عليه يبكي وتنحدر دموعه على صدره الشريف من أجل امرأة سجنت من أجل فاطمة سلام الله عليها، ويقصد مسجد السهلة ويدعو لخروجها من السجن، فهل من المعقول أنّ الإمام الحجّة سلام الله عليه صاحب مصيبة أجداده الطاهرين وعلى رأسهم الصدّيقة الزهراء سلام الله عليها لا يدعو لكم ولا يعتني بكم إذا قدّمتم شيئاً لجدّته الزهراء سلام الله عليها؟!
إذن كلّما قدّم الإنسان شيئاً لأهل البيت سلام الله عليهم خاصّة الصدّيقة الزهراء سلام الله عليها التي جعلت محوراً – في حديث الكساء الشريف وتعريف الله الملائكة بأهل البيت سلام الله عليهم – لهم فإنّ ذلك من توفيقه بل كلّ من يبتلى من أجل فاطمة سلام الله عليها فإنّه ذو حظّ عظيم، والعكس صحيح أيضاً، فمن يتمكّن من تقديم شيء لأهل البيت ويقصّر فهو مسلوب التوفيق.
هنا لا بأس أن أذكّر الإخوان بأمرين ونحن في أيّام الفاطمية:
الأوّل: تعظيم الشعائر الفاطمية: كل واحد منكم – بما يقدر وبما وهبه الله تعالى من طاقات بدنية أو مالية وبمقدار ما منحهُ الله من الفهم – عليه أن لا يقصّر في تعظيم شعائر فاطمة سلام الله عليها فإنّ تعظيم شعائرها من تعظيم شعائر الله تعالى ورسوله والأئمّة الأطهار سلام الله عليهم.
وقد لا يملك الإنسان مالاً ينفقه في تعظيم شعائر فاطمة سلام الله عليها ولكنّه يمتلك لساناً يخبر به الآخرين، وكذا الحال بالنسبة للخطيب وللعالِم وغيرهما، إذ ينبغي أن تكون مجالس الصدّيقة حافلة يشترك فيها الجميع، فلا تتركوا مجالس الصدّيقة سلام الله عليها تصبح قليلة الحضور، وإنّما عليكم أن تخبروا الآخرين من أصدقاء وأقرباء وتتّصلوا بهم أينما كانوا سواء في بلاد الإسلام أم غيرها وشجّعوهم على إقامة المجالس والخروج بمسيرات وساعدوهم على ذلك.
وإذا كان أحدكم يتمكّن من الإطعام في مجالس الصدّيقة فليطعم، ومن لا يملك المال فعليه أن يسعى في تهيئة الأموال للإطعام وإقامة المجالس وتنظيم المسيرات من أجل الصدّيقة فاطمة سلام الله عليها.
لنستفد بقدر ما أعطانا الله من الطاقات في خدمة فاطمة سلام الله عليها فإنّ هذه الاستفادة ليست للصدّيقة بل هي لنا وإن كان في ذلك رفع لمقامها بلا شكّ.
فعندما نوى الشيخ عباس القمّي بتأليف كتابه (مفاتيح الجنان) الصدّيقة الزهراء سلام الله عليها أصبح كتابه هكذا على ما ترونه، وإلاّ فقد أُلّف في الأدعية الكثير وربما بلغت بالأُلوف، علماً أنّ مؤلّفيها كانوا أصحاب أقلام جيّدة وأذواق جميلة إلاّ أنّها نُسيت هي ومؤلّفوها، قال تعالى: (أمّا الزبد فيذهب جفاءً وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)[7].
فأي شيء أكثر نفعاً من الخدمة والتضحية من أجل الصدّيقة الزهراء سلام الله عليها، والسعيد هو من يوفّق لمثل هذه الخدمة، وكلّما كان الإنسان موفقاً ازداد خدمة وتضحية من أجل فاطمة سلام الله عليها.
الثاني: نشر الثقافة الفاطمية: هل تعلمون لماذا خرجت فاطمة سلام الله عليها للعالم وخطبت تلك الخطبة؟ ولماذا أنّت أنّة فأجهش لها القوم بالبكاء؟ ولماذا ضربت؟ ولماذا قُتلت؟
الجواب: لكي يبقى الإسلام ويبقى المسلمون يردّدون أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمّداً رسول الله. هذا هو هدف فاطمة وأبيها وزوجها وذرّيتها صلوات الله عليهم أجمعين.
لذا علينا أن ننمّي ونحيي هذا الهدف، فمع الأسف الشديد إنّ عالم اليوم لا يعرف فاطمة ولا أهدافها ولا نهجها، فمن الذي يعرّفهم بذلك؟
الجواب هو: أنتم وأمثالكم، الذين أحبّكم الله تعالى لحبّكم فاطمة، وسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله شكراً عندما أخبره جبرئيل بذلك.
ولا بأس أن تشجّعوا أبناءكم على حفظ خطبة الصدّيقة الزهراء سلام الله عليها، ففي خطبتها خلاصة الإسلام، علماً أنّها قد شُرحت وعُلّق عليها كثيراً.
وممّن شرح خطبة السيّدة الزهراء سلام الله عليها المرحوم السيّد الأخ الأكبر أعلى الله درجاته فقد كتب كتاباً يسمّى «من فقه الزهراء» وبدأ بالخطبة واستخلص منها الأحكام الشرعية كلمة بعد الأخرى.
ولا يخفى أنّني لا أقصد بأبنائكم الذين ينحدرون من أصلابكم فقط، وإنّما أبناء المؤمنين كافّة، لتكون خلاصة أهداف فاطمة سلام الله عليها محفوظة لديهم.
بالطبع إنّ أهداف الصدّيقة الزهراء سلام الله عليها تتلخّص في:
1. أُصول الدين.
2 . أحكام الإسلام.
3 . أخلاق وآداب الإسلام.
فاسعوا جهد امكانكم أن تساهموا في نشر هذه الأُمور الثلاثة في العالم عبر وسائل الإعلام المختلفة كالكتاب والصحف والاذاعات، والفضائيات والانترنت و… كلّ بقدر إمكانه وبما يقدر عليه من التشجيع.
فقد لا يملك الإنسان شيئاً من المال إلاّ أنّه بتشجيعه يهيّئ المليارات في طريق الزهراء عليها السلام وهذه سيرة الأنبياء والمراجع الكبار والعلماء الأعلام، فلنشوّق إلى نشر أهداف فاطمة ليتحقّق أهمّ أهداف الله عزّ وجلّ المذكورة في القرآن الكريم حيث قال تعالى: (ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيى من حيّ عن بيّنة)[8] وبذلك تتمّ البيّنة ويبلغ الأمر أن يعرف المصلّي لماذا يصلّي، وكذا الأمر بالنسبة لتارك الصلاة.
فممّا لا شكّ فيه أنّ الصلاة مهمّة وهي «قربان كلّ تقيّ»[9] إلاّ أنّ الأهمّ من الصلاة هو معرفة الغرض منها والتي ذكرتها الصدّيقة في خطبتها، وكذا بالنسبة للصوم الذي هو «جنّة من النار»[10]، فالأهمّ منه هو المعرفة وإقامة البيّنة.
ولا بأس أن تبحثوا إلى كم لغة ترجمت خطبة الصدّيقة الزهراء سلام الله عليها؟ وكم طبع منها؟ وكم وصل منها إلى العالم؟
ففي روايات أهل البيت سلام الله عليهم ورد مكرّراً «من زار الحسين عارفاً بحقّه»[11] و «من زار علياً عارفاً بحقّه»[12]، فما يعني عارفاً بحقّه؟
جوابه هو: ما يتمثّل في قوله تعالى: (ويحيى من حيّ عن بيّنة) [13].
فلنسعَ جميعاً في الاستفادة من الطاقات لأجل نشر ثقافة فاطمة سلام الله عليها بدءاً بخطبتها ومروراً بآثار أبيها وبعلها وبنيها سلام الله عليهم.
وكلّ ما نقدّمه في سبيل هذين الأمرين فهو من فضل الله تعالى وتوفيقه، ولكن هذا الفضل يحتاج إلى السعي، وإليه يشير قوله تعالى: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى)[14].
وأخيراً لابدّ من القول: إنّ قبر رسول الله صلّى الله عليه وآله عَلَم (أي جبل) يزار وكذا الحال بالنسبة لأهل البيت سلام الله عليهم وذرّيتهم فإنّ قبورهم ملاذ وموئل للمؤمنين، أمّا الصدّيقة الزهراء سلام الله عليها فليس لها قبر يزار، فلماذا أُخفي قبرها؟
إنّ العالم لا يعرف كلّ هذه الأمور، ولو أنّه عرف لتسابق إلى علم وثقافة فاطمة سلام الله عليها، وهي الثقافة نفسها التي أنزلها الله عزّ وجلّ على رسوله الأعظم صلّى الله عليه وآله بلا زيادة ولا نقصان.
إذن مسؤولية كلّ واحد منّا أن يسعى إلى ذلك وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في قوله تعالى: (أقيموا الدين)[15]، فهل الدين قائم في العالم؟ بالطبع لا، والدين المراد من إقامته هو ما ذكرته فاطمة سلام الله عليها في خطبتها الشريفة.
نسأل الله أن يوفّقنا لنشر دينه، وصلّى الله على محمّد وآله الطيبين الطاهرين.
* النصّ الكامل لمحاضرة سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله التي ألقاها على جمع من الإخوة المؤمنين في 9 جمادي الاولى 1425 هجرية بمناسبة الأيام الفاطمية.
[1] راجع مفاتيح الجنان للقمّي: 1 – 4 حديث الكساء (ملحق في نهاية الكتاب)، منتخب الطريحي: 259 المجلس 9 من الجزء الثاني.
[2] مستدرك الوسائل ج5 ص150 ح2.
[3] وسائل الشيعة ج16 ص173 ح3.
[4] الطبرزد: نوع من التمر سمّي به لشدّة حلاوته تشبيهاً بالسكّر الطبرزد.
[5] الجلواز: الشرطي الذي يحفّ في الذهاب والمجيء بين يدي الأمير وجمعه جلاوزة.
[6] المزار لابن المشهدي: 136 – 139.
[7] الرعد: 17.
[8] الأنفال: 42.
[9] الكافي للكليني: 3 / 265 ح6.
[10] من لا يحضره الفقيه ج2 ص74 ح1771.
[11] فضل من زار الحسين سلام الله عليه للشجري: 65 رقم 47.
[12] مصباح المتهجّد للطوسي: 820، الدروس للشهيد الأوّل: 2/8.
[13] الأنفال: 42.
[14] النجم: 39.
[15] الشورى: 13.