مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
فاطمة الزهراء (عليها السلام) عطاء يتجدد (واقعة الطف أنموذجًا) / أ.د. فضيلة عبوسي محسن العامري
+ = -

فاطمة الزهراء (عليها السلام) عطاء يتجدد

 (واقعة الطف أنموذجًا)

أ.د. فضيلة عبوسي محسن العامري

كلية الفقه- جامعة الكوفة

              1443ه                                                   2022م

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام  على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الى يوم الدين وبعد000

 قال تعالى في سورة الكوثر : ﴿إِنَّآ أَعْطَيْنَكَ الكَوْثَرَ(1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ(2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَر﴾(3) ؛ فالكوثر في اللغة هو الخير الكثير غير المنقطع ، ومن هنا كان اتفاق أكثر المفسرين على المراد بالكوثر هو فاطمة الزهراء (عليها السلام) لكن كثيراً من علماء الشيعة ذهبوا إلى أنّ «فاطمة الزهراء(عليها السلام)» من أوضح مصاديق الكوثر، لأنّ رواية سبب النزول تقول: إنّ المشركين وصموا النّبي بالأبتر، أي بالشخص المعدوم العقب، والفخر الرازي في استعراضه لتفاسير معنى الكوثر يقول: القول الثّالث «الكوثر» أولاده. قالوا لأنّ هذه السّورة إنّما نزلت ردّاً على من عابه(عليه السلام) بعدم الأولاد فالمعنى أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان، وجاءت الآية لتقول: (إنّا أعطيناك الكوثر)؛ ومن أجل الوقوف عند مصاديق هذا الخير جاء البحث بعنوان فاطمة الزهراء (عليها السلام) عطاء يتجدد (واقعة الطف أنموذجًا) ، فكانت مشكلة البحث  تدور حول هذا العطاء الممتد ، وفرضية البحث  تتساءل عن مصاديق هذا الخير الكثي للزهراء عليها السلام، وأما خطة البحث  فقد تألفت من مبحثين: كان المبحث الأول بعنوان : أضواء على سيرة  الزهراء (عليها السلام) تضمن اسماؤها ،وكنيتها، وزواجها ثم وفاتها، وأما المبحث الثاني فقد تناول عطاء الزهراء (عليها السلام) في واقعة الطف ،ثم جاءت الخاتمة مشفوعة بالنتائج ومتبوعة بالمصادر  ،وكان من أهم المصادر المعتمدة في هذا المجال هي كتب سيرة الزهراء (عليها السلام) ، وكتب التفسير  من الطرفين،وكتب التاريخ  فضلًا على ذلك  كتب الحديث الشريف.

         والحمد لله رب العالمين أولًا وآخرًا .

المبحث الأول :

أضواء على سيرة الزهراء (عليها السلام)

  1. ولادتها:

      ولدت فاطمة بمكة بعد النبوة بخمس سنين، وبعد الاسراء بثلاث سنين، في العشرين من جمادى الآخرة، ويقول الشيرازي عن ولادتها ((إن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) وطأ الجنة ليلة المعراج، فناوله جبرئيل(عليه السلام)فاكهة من شجرة طوبى، فلما عاد إلى الارض اِنعقدت نطفة فاطمة من تلك الفاكهة. ولذلك جاء في الحديث أن النبي (صلى الله عليه وآله قال )): لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل (عليه السلام) فأدخلني الجنة فناولي من رطبها فأكلته فتحول ذلك نطفة في صلبي فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة (عليها السلام،  ففاطمة حوراء إنسية فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة))[1]، وبذلك فإن هذه المولودة المباركة التي تمثل عصارة ثمار الجنة ولحم و دم رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) وتلك الام الحنون السيدة خديجة الكبرى(عليها السلام)تكون قد وضعت حدا لطعنهم و غمزهم في النبي(صلى الله عليه وآله)كونه أبتر لا عقب له. وعلى ضوء سورة «الكوثر» المباركة فان فاطمة(عليه السلام)هي العين الصافية التي تدفقت منها ذرية النبي(صلى الله عليه وآله)والائمة الهداة الميامين عبر القرون حتى يوم القيامة[2]

 وأقامت مع أبيها بمكة ثماني سنين، ثم هاجرت معه إلى المدينة فزوجها من علي بعد مقدمها المدينة بسنتين، أول يوم من ذي الحجة، وروي انه كان يوم السادس، ودخل بها يوم الثلاثاء لست خلون من ذي الحجة بعد بدر
وقبض النبي صلى الله عليه وآله ولها يومئذ ثماني عشر سنة وسبعة أشهر، وعاشت بعده اثنان وسبعون يوما، ويقال: خمسة وسبعون يوما، وقيل: أربعة أشهر، وقال القرباني:قد قيل: أربعين يوما، وهو أصح. وولدت الحسن ولها اثنتا عشر سنة[3].

  • اسماؤها:

للحوراء الانسية تسعة أسماء يرمز كل منها لصفات و مناقب هذه السيدة الطاهرة المباركة، وهي:

فاطمة، والصديقة، والطاهرة، والمباركة، والزكية، والراضية ، والمرضية، والمحدّثة، والزهراء (عليها السلام )، يقول الشيخ ناصر مكارم الشيرازي  عن اسمها بالفاطمة ((وكفى باسمها «فاطمة» الذين يعنى البشارة الكبرى لمواليها ومحبيها، فلفظ «فاطمة» قد أخذ من مادة «فطم» بمعنى الانفصال، ومنه فطام الولد بمعنى فصله عن الرضاعة))[4]. فقد ورد عن أبي هريرة: قال علي (عليه السلام): (  إنما سميت فاطمة لان الله فطم من أحبها عن النار. شيرويه في الفردوس)) [5]، وورد  عن جابر الأنصاري قال النبي (صلى الله عليه وآله): إنما سميت ابنتي فاطمة لان الله فطمها وفطم محبيها عن النار)) [6]، وعن الإمام الصادق (عليه السلام): ((تدري أي شئ تفسير فاطمة قال: فطمت من الشر ويقال إنما سميت فاطمة لأنها فطمت عن الطمث)) [7]،و سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله)) ما البتول؟ قال: التي لم تر حمرة قط ولم تحض فإن الحيض مكروه في بنات الأنبياء وقال (عليه السلام): لعائشة يا حميرا إن فاطمة ليست كنساء الآدميين لا تعتل كما تعتلن(([8]، وعن  أبي عبد الله قال:  ((حرم الله النساء على علي ما دامت فاطمة حية لأنها طاهرة لا تحيض وقال عبيد الهروي في الغريبين سميت مريم بتولا لأنها بتلت عن الرجال وسميت فاطمة بتولا لأنها بتلت عن النظير)) [9]

 وروى الحسن بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): لم سميت فاطمة الزهراء (عليها السلام)؟
قال: ((لان لها في الجنة قبة من ياقوت حمراء ارتفاعها في الهواء مسيرة سنة معلقة بقدرة الجبار لا علاقة لها من فوقها فتمسكها، ولا دعامة لها من تحتها فتلزمها لها مئة ألف باب على كل باب ألف من الملائكة، يراها أهل الجنة كما يرى أحدكم الكوكب الدري الزاهر في أفق السماء، فيقولون: هذه الزهراء لفاطمة (عليها السلام))

و حين سئل الصادق(عليه السلام): لم سميت فاطمة(عليه السلام)بالزهراء؟ قال(عليه السلام): لأن الزهراء (عليها السلام)  كانت زاهرة كالنور، فإذا وقفت في محرابها للصلوة كانت تزهر لأهل السموات كما تزهر النجوم لأهل الارض، ولهذا سميت بالزهراء. كان زواج تلك السيدة ـ التي كانت تحظى بشخصية مرموقة في مجتمعها ـ من النبي الاكرم(صلى الله عليه وآله)سببا لمقاطعتها من قبل نساء مكة، اللاتي قلنّ: إنها تزوجت من فتى فقير ويتيم فحطت من قدرها وشأنها. وقد إستمرت هذه المقاطعة حتى حملت بالزهراء(عليه السلام). فلما قاربت وضع حملها بعثت خلف نساء قريش ليرافقنها في لحظات الطلق والمخاض العصيبة ولا يتركنها لوحدها. فجوبهت برد باهت قاسي: «اِنك لم تسمعي مقالتنا فتزوجت الزهراء (عليها السلام)  من يتيم أبي طالب، فليس لنا أن نساعدك![10] ؛ِغتمت خديجة(عليها السلام) لهذا الرد الباطل; لكن قلبها كان يطفح بنور الأمل الذي يشعرها بأن ربّها لن يتركها وحيدة. وبدأت لحظات الوضع الصعبة; مع غربتها ووحدتها في البيت، ولم تكن هناك خادمتها التي يمكنها الوقوف إلى جوارها أملاً فتفتح عينها لترى أربعاً من النساء فينتابها القلق. فنادتها إحداهن قائلة: لا تبتسئي! فقد بعثنا ربك لنجدتك، نحن أخواتك، فأنا سارة وهذه آسية زوجة فرعون وهي رفيقتك في الجنة; وتلك مريم بنت عمران، أما هذه فهي كلثوم ابنة موسى بن عمران و قد جئنا لنلبي أمرك. فمكثن عندها حتى وضعت فاطمة سيدة النساء.

         ولم يكن ذلك بدعا فقد قال الحق سبحانه:  ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ استَقَمُوا تَتَنزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَئكةُ أَلا تخَافُوا وَ لا تحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالجْنَّةِ الَّتى كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾سورة فصلت/30 إضافة إلى الملائكة فقد حضرتها أرواح نساء العالم لنجدتها ومعونتها. فسرُّ رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)وحمد اللّه وأثنى عليه، وخرست ألسن خصومه ممن نعتوه بالابتر، حيث بشّره سبحانه بهذه المولودة المباركة (اِنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الابتر) [11].

      إنّ «الكوثر» من الأسماء الذي  له معنى واسع يشمل كل خير وهبه اللّه لنبيّه(صلى الله عليه وآله وسلم)، ومصاديقه كثيرة، لكن كثيراً من علماء الشيعة ذهبوا إلى أنّ «فاطمة الزهراء(عليها السلام)» من أوضح مصاديق الكوثر، لأنّ رواية سبب النزول تقول: إنّ المشركين وصموا النّبي بالأبتر، أي بالشخص المعدوم العقب، وجاءت الآية لتقول: (إنّا أعطيناك الكوثر)[12].

ومن هنا نستنتج أن الخير الكثير أو الكوثر هو فاطمة الزهراء(عليها السلام)، لأن نسل الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) انتشر في العالم بواسطة هذه البنت الكريمة… وذرية الرسول من فاطمة لم يكونوا امتداداً جسمياً للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) فحسب، بل كانوا امتداداً رسالياً صانوا الإسلام وضحوا من أجل المحافظة عليه وكان منهم أئمّة الدين الإثني عشر، أو الخلفاء الإثني عشر بعد النّبي كما أخبر عنهم رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) في الأحاديث المتواترة بين السنة والشيعة، وكان منهم أيضاً الآلاف المؤلفة من كبار العلماء والفقهاء والمحدثين والمفسّرين وقادة الاُمّة.

والفخر الرازي في استعراضه لتفاسير معنى الكوثر يقول: القول الثّالث «الكوثر» أولاده. قالوا لأنّ هذه السّورة إنّما نزلت ردّاً على من عابه(عليه السلام) بعدم الأولاد فالمعنى أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان، فانظر كم قتل من أهل البيت

ثمّ العالم ممتليء منهم ولم يبق من بني اُمية في الدنيا أحد يعبأ به، ثمّ أنظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا(عليهم السلام) والنفس الزكية وأمثالهم

  • زواجها:

   كان أمر زواج الزهراء (عليه السلام) في السماء قبل الأرض  فقد ورد في  حديث خباب بن الأرت: ان الله تعالى أوحى إلى جبرئيل: زوج النور من النور، وكان الولي الله، والخطيب جبرئيل، والمنادي ميكائيل، والداعي إسرافيل، والناثر عزرائيل، والشهود ملائكة السماوات والأرضين، ثم أوحى إلى شجرة طوبى أن انثري ما عليك فنثرت الدر الأبيض والياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر واللؤلؤ الرطب، فبادرن الحور العين يلتقطن ويهدين بعضهن إلى بعض، وقد ورد عن الصادق (عليه السلام) في خبر: انه دعاه رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: ابشر يا علي فان الله قد كفاني ما كان من همتي تزويجك، أتاني جبرئيل ومعه من سنبل الجنة وقرنفلها فتناولتهما وأخذتهما فشممتهما فقلت: ما سبب هذا السنبل والقرنقل؟ قال: ان الله أمر سكان الجنة من الملائكة ومن فيها أن يزينوا الجنان كلها بمغارسها وأشجارها وثمارها وقصورها، وأمر ريحها فهبت بأنواع العطر والطيب، وأمر حور عينها بالقراءة فيها طه ويس وطواسين وحم وعسق، ثم نادى مناد من تحت العرش: ألا ان اليوم يوم وليمة علي ألا اني أشهدكم اني زوجت فاطمة من علي رضى مني ببعضهما لبعض، ثم بعث الله سبحانه سحابة بيضاء فقطرت من لؤلؤها وزبرجدها ويواقيتها، وقامت الملائكة فنثرن من سنبلها وقرنفلها، وهذا مما نثرت الملائكة[13].

  • كنيتها:

كناها أم الحسن وأم الحسين وأم المحسن وأم الأئمة وأم أبيها[14]

  • وفاتها:

 توفيت  (عليها السلام) ليلة الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة احدى عشرة من الهجرة ومشهد بالبقيع، وقالوا انها دفنت في بيتها، وقالوا قبرها بين قبر رسول الله وبين منبره [15]

المبحث الثاني:

الزهراء عليه السلام عطاء يتجدد في واقعة الطف

             قال تعالى في سورة الكوثر:  بسم الله الرحمن الرحيم ﴿إنا أعطيناك الكوثر فصلي لربك وانحر ان شانئك هو الابتر ﴾ سورة الكوثر، والكوثر في اللغة : هو  فوعل من الكثرة ، واواو زائدة ،  ومعناه: الخير الكثير،  والكوثر : كثير العطاء والخير، وفي حديث  مقتل الحسين ،عليه السلام: مارأينا مكثورًا أجرًا مقدمًا منه ، والمكثور : المغلوب ،وهو الذي نكاثر  عليه الناس  فقهروه ، مارأينا  مقهورًا  أجرًا  إقدامًا منه ،والكوثر:  الكثير من كل شيء [16]،  والأبتر: هو المنقطع نسله ولهذه السورة قصة فقد استفاضت الروايات في ان السورة انما نزلت رداً على من عابه بالبتر أي عدم الاولاد بعد ما مات ابناء الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( القاسم وعبدالله و ذلك ان العاص بن وائل السهمي كان قد دخل المسجد بينما كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( خارجاً منه فالتقيا عند باب بني سهم فتحدثا ثم دخل العاص الى المسجد فسأله رجال من قريش كانوا في المسجد مع من كنت تتحدث فقال : مع ذلك الابتر! فنزلت سورة الكوثر على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فالمراد من الكوثر هو الخير الكثير وكثرة الذرية مُراده في ضمن الخير الكثير لما في ذلك من تطييب لنفس النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )[17]

          نعم إنها سلام الله عليها هي الكوثر، والكوثر: الخير الكثير[18]. قال الرازي في تفسير قوله تعالى: (إن أعطيناك الكوثر): ((والقول الثالث: الكوثر أولاده قالوا: لأن هذه السورة إنما نزلت رداً على من عابه عليه السلام بعدم الأولاد، فالمعنى أنه يعطيه نسلا يبقون على مر الزمان. فانظر كم قتل من أهل البيت، ثم العالم ممتلئ منهم ولم يبق من بني ـ أمية في الدنيا أحد يعبأ به! ثم انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا عليهم السلام والنفس الزكية وأمثالهم))[19]

وقال الآلوسي في تفسير (إن شانئك هو الأبتر): الأبتر الذي لا عقب له حيث لا يبقى منه نسل ولا حسن ذكر، وأما أنت فتبقى ذريتك وحسن صيتك  وآثار فضلك  الى يوم القيامة ،ولك في الآخرة  مالايندرج تحت البيان))[20]

أقول: يستفاد من كلامهما أن فاطمة الزهراء سلام الله عليها وسيلة لكثرة أولاده وبقاء نسله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن ذريتها ذريته وأولادها أولاده، وهذا من أعظم بركاتها سلام الله عليها[21]..

 نفل الطباطبائي  وجوه اختلاف  تفسير الكوثر  إذ قال(( وقد اختلفت أقوالهم في تفسير الكوثر اختلافا عجيبا فقيل: هو الخير الكثير، وقيل نهر في الجنة، وقيل: حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الجنة أو في المحشر، وقيل: أولاده وقيل: أصحابه وأشياعه صلى الله عليه وآله وسلم إلى يوم القيامة، وقيل: علماء أمته صلى الله عليه وآله وسلم، وقيل القرآن وفضائله كثيرة، وقيل النبوة وقيل: تيسير القرآن وتخفيف الشرائع وقيل: الاسلام وقيل التوحيد، وقيل: العلم والحكمة، وقيل: فضائله صلى الله عليه وآله وسلم، وقيل المقام المحمود، وقيل: هو نور قلبه صلى الله عليه وآله وسلم إلى غير ذلك مما قيل، وقد نقل عن بعضهم أنه أنهى الأقوال إلى ستة وعشرين))[22]، ثم رجح القول  بكثرة الذرية قائلًا: )) إن كثرة ذريته صلى الله عليه وآله وسلم هي المرادة وحدها بالكوثر الذي أعطيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو المراد بها الخير الكثير، وكثرة الذرية مرادة في ضمن الخير الكثير، ولولا ذلك لكان تحقيق الكلام بقوله (إن شانئك هو الأبتر) خاليا من الفائدة. وقد استفاضت الروايات أن السورة إنما نزلت فيمن عابه صلى الله عليه وآله وسلم بالأبتر بعد ما مات ابنه القاسم وعبد الله، وبذلك يندفع ما قيل: إن مراد الثاني بقوله (أبتر) المنقطع عن قومه أو المنقطع عن الخير، فرد الله عليه بأنه هو المنقطع من كل خير. ولما في قوله(إن أعطيناك) من الامتنان عليه صلى الله عليه وآله وسلم جيء بلفظ المتكلم مع الغير الدال على العظمة، ولما فيه من تطييب نفسه الشريفة أكدت الجملة بإن، وعبر بلفظ الإعطاء الظاهر في التمليك)) [23]

وبالجملة لا تخلو من دلالة على أن ولد فاطمة عليها السلام ذريته صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا في نفسه من ملاحم القرآن الكريم، فقد كثر الله تعالى نسله بعده كثرة لا يعادلهم فيها أي نسل آخر، مع ما نزل عليهم من النوائب، وأفنن جموعهم من المقاتل الذريعة[24]

 ونقل  الشيخ محمد فاضل المسعودي  قول  العلامة القزويني: (( ووجه المناسبة أن الكافر شمت بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم حين مات أحد أولاده وقال: إن محمداً أبتر، فإن مات مات ذكره. فأنزل الله هذه السورة على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم تسلية له، كأنه تعالى يقول: إن كان ابنك قد مات فإنا أعطيناك فاطمة، وهي وإن كانت واحدة وقليلة ولكن الله سيجعل هذا الواحد كثيرا))[25]

 ويظهر مما تقدّم أن المعنى اللغوي  يلتقي مع تفسير (الكوثر) في الخير الكثير الوفير، وقد تجسد ذلك قولًا ومعنى في ذرية فاطمة الزهراء (عليه السلام) ،والذي يؤيد ذلك هو مناسبة الآية الكريمة في الرد على من عيّر النبي (صلى الله عليه وآله) بالأبتر وهو في اللغة القطع أي قطع النسل لوفاة أولاده؛فجعل الله تعالى  نسله في ذريته من فاطمة الزهراء (عليه السلام) ،والشفاء في تربة ذريتها  ومنهم الحسين (عليه السلام)

ولعل سائل يقول ماعلاقة عطاء الزهراء (عليه السلام) بواقعة الطف؛وهذا سوف يجيب عنه هذا المبحث بعد التعريف بواقعة الطف وأسبابها،وظروفها ،وقادتها  وعلى رأسهم  الامام الحسين (عليه السلام)  على النحو الآتي:

أولًا: واقعة الطف

               شارك فيها من ذرية فاطمة الزهراء (عليه السلام)  الحسين (عليه السلام) وهو القائد فيها،وشاركت السيدة  زينب (عليه السلام) وكان لها الدور الرسالي الكبير  في هذا المجال إذ لولا السيدة زينب (عليه السلام)  ودورها في واقعة الطف لما خلدت الواقعة الى يومنا هذا بل الى قيام  الساعة،والآن نبدأ بدور ذرية فاطمة الزهراء في واقعة الطف   وهو الحسين (عليه السلام) عندما خرج  من مكة متوجهًا الى كربلاء  بعد أن هدده يزيد (لعنه  الله) بالقتل حتى لوكان معلقًا بأستار الكعبة  ؛فخرج الحسين (عليه السلام) بالركب ومعه العيال والأطفال ،والسيدة زينب (عليهم السلام)، والقى كثيرً من الخطب التي تبين علة خروجه من مكة  ، وأوصى أخيه محمد بن الحنفية إذ قال (عليه السلام) : ((بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب إلى أخيه محمد المعروف بابن الحنفية أن الحسين عليه السلام يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، جاء بالحق من عند الحق، وأن الجنة والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي، اريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب عليهما السلام، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين، وهذه وصيتي يا أخي اليك وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه انيب)[26].

فأراد الإمام الحسين (عليه السلام) أن يرفع بدمه ودم أولاده وأخوته وأصحابه علماً للهداية, ومناراً لكل من ينشد الاصلاح ويرفض الفساد والظلم عبرالأجيال. [27].

     وتقل قول الدكتور أسعد علي في محاضرته:( (فالخروج يعني تجاوز القول إلى الفعل، عبر عن هذا التجاوز التنفيذي بفعل وصل فيه فاعله، وبصيغة التقرير الذي يؤكد ما حصل فعلا: (خرجت)) [28]

ودعا في خطبته التي ألقاها في مكّة- بعد بيانه لحسن الشهادة وشوقه للقاء أسلافه من الشهداء – الناس إلى: ))من كان باذلاً فينا مُهجته موطِّناً على لقاء الله نفسه فَلْيرحَل معنا))[29]

 كان جهاد الحسين بن علي عليه السلام لأجل أحياء الدين، ومن يخرج لهذه الغاية لا يبالي سواء قَتَل أم قُتِل.

الجهاد والشهادة من شيم الأحرار الذين يبذلون ويضحّون، فتكون النتيجة توعية الناس وإحقاق الحقّ، وهذا هو منهج التجارة مع الله الذي اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم،مبشّراً إيّاهم بأنَّ لهم الجنّة، سواء قَتَلوا أم قُتِلوا(إشارة إلى الآية:111 من سورة التوبة: ﴿أن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم…﴾سورة التوبة/11).

   من الطبيعي أنّ الخروج والتمرد إذا كان ضد الحكومة الإسلامية الشرعيّة، فالمتمردون في هذه الحالة يعرفون باسم “الفئة الباغية” ودمهم مهدور، ولابدّ من محاربتهم باعتبارهم معتدين داخليين، أمّا إذا كان ضد الجور والطغيان فهو واجب، والقائمون به مجاهدون ولهم منزلتهم الكبيرة، وقد استخدم الإمام الحسين عليه السلام أيضاً كلمة الخروج للتعبير عن رفض البيعة ليزيد ومغادرة المدينة نحو مكة، فقال: “إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً… إنّما خرجت لطلب الإصلاح…” واصفاً الغرض من خروجه بطلب الإصلاح في أمة جدّه[30].

أمّا يزيد فقد تشبّث بهذا العنوان لإضفاء الشرعية على فعلته في قتل الإمام الحسين عليه السلام معتبراً نفسه قامعاً للفتنة ضد خليفة المسلمين، أمًا كلمات الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته من بعده فقد تركزت على بيان هدف الثورة، وهو إحياء الدين ومقارعة الظلم والبدعة، مؤكدين على أنّهم آل رسول الله وأهل بيته لإزالة حجب الغفلة.

كما وردت الى الإمام رسائل وكتب من كبار شيعته ومواليه من أهل البصرة ومن الكوفة خاصّة يدعونه فيها إلى القدوم إليهم ووعدوه ببذل العون والمساعدة له[31].

وفي أعقاب ترادف وصول هذه الرسائل إليه، أرسل الحسين عليه السلام ابن عمه، مسلم بن عقيل الى الكوفة وبعث معه برسائل الى الشيعة،  كان عدد الكتب التي وصلت الى الإمام الحسين من أهالي الكوفة أثناء إقامته في مكّة كبيراً جداً، حتى قيل انها بلغت 12 ألف كتاب أو أكثر. وكان بعضها فرديا وبعضها جماعيا يحمل تواقيع لا حصر لها . أمّا كتب سيّد الشهداء عليه السلام إليهم فقد كانت على الأغلب أما ردا على رسائلهم واما لدعوتهم لمناصرته والخروج معه[32] .

 فخرج الحسين (عليه السلام) مع أهله وعياله من مكة الى كربلاء ،وكان قد القى الخطب في طريقه ومنها خطبته في أرض البيضة  : ((موسوعة عاشوراء – الشيخ جواد محدثي (ص: 213)

مخاطبا أنصاره وجيش الحر: ((أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من رأى سلطانا جائرا مُستحلا لحرم الله ، ناكثا لعهد الله مخالفا لسنّة رسول الله … إلا إن هؤلاء قوم لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمان، وأظهروا الفساد في الأرض، وأبطلوا الحدود، وشربوا الخمور، واستأثروا في أموال الفقراء والمساكين، وأنا أولى من قام بنصرة دين الله وإعزاز شرعه والجهاد في سبيله، لتكون كلمة الله هي العليا))[33].

وقال لأصحابه ليلة العاشر من المحرم: “أُثني على الله أحسن الثناء وأحمده على السرّاء والضرّاء …((أما بعد ، فإنّي لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني خيرا …))[34]

وخاطب جيش العدو في صبيحة العاشر من محرم قائلا:(( الحمد لله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال متصرفة بأهلها حالا بعد حال فالمغرور من غرته والشقي من فتنته فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ومنها : فنعم الرب ربنا وبئس العباد أنتم أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمد صلى الله عليه وآله ثم أنتم رجعتم إلى ذريته وعترته تريدون قتلهم لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم فتبا لكم ولما تريدون إنا لله وانا إليه راجعون…)) [35]

وخاطب جيش الكوفة عندما اقتربوا من خيامه : (( أيها الناس ، اسمعوا قولي ولا تُعجلوني حتى أعظكم بما يحقَّ لكم عليَّ … أما بعد فانسبوني فانظروا من أنا ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها فانظروا هل يحلّ لكم قتلي وانتهاك حرمتي ؟ الست ابن بنت نبيكم صلى الله عليه وآله وابن وصيه وابن عمه ؟ …))[36] ، وخطب بجيش ابن سعد في يوم الطف قائلا: (( تبّاً لكم أيتها الجماعة وترحاً، أ فحين استصرختمونا ولهين مُتحيّرين فأصرخناكم مؤدّين مستعدين ، سللتم علينا سيفا في رقابنا وحششتم علينا نار الفتن … ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين ؛ بين السلّة والذلة وهيات منا الذلة …))[37]

وأما النساء فكان لهنّ الدور الكبير في واقعة الطف  فقد خطبت السيدة زينب(عليه السلام)  بأهالي الكوفة قائلة: (( أما بعد ، يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر ، فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنة ، إنما مثلكم كمثل التي نفضت غزلها من بعد قوة أنكاثا …))[38].

وقالت أم كلثوم بنت أمير المؤمنين مخاطبة أهل الكوفة : (( يا أهل الكوفة سوأة لكم، ما لكم خذلتم حسيناً وقتلتموه ، وانتهبتم أمواله وورثتموه ، وسبيتم نساءه ونكبتموه…))[39].

    وقالت زينب عليها السلام في خطبتها المشهورة في مجلس يزيد: ((أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى ، إن بنا على الله هوانا … أمِنَ العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله صلى الله عليه وآله سبايا …))[40]

وألقى الإمام السجاد خطبة حماسية فضح فيها يزيد في مجلسه إذ قال فيها : (( أيها الناس، أُعطينا ستّاً وفضّلنا بسبع ؛ أعطينا العلم والحلم والسماحة والشجاعة … فمن عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي . أنا ابن مكة ومنى ، أنا ابن زمزم والصفا …))[41].

إنّ مضامين أمثال هذه الخطب التي تبيّن حقيقة الدين وتكشف عن الصورة الحقيقية لخصوم أهل البيت ، وتعكس مظلومية عترة النبي صلى الله عليه آله تعتبر من أهم الوثائق التاريخية في توضيح معالم مسيرة سيد الشهداء في واقعة الطف ، وتشير إلى مدى عمق معرفة أهل بيته ، ودفاعهم الواعي عن الحق .ذلك الحق نبع من فاطمة الزهراء (عليها السلام) التي وصفت بالكوثر وهو الخير الكثير الذي تجسد بثمرة    ابنائها  الحسن  والحسين (عليه السلام) وعترتهم الطاهرة التي حفظت الاسلام في دولة كريمة تعز بها الاسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهلة تلك الدولة ذات العطاء المتجدد المتمثل بدولة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)،تلك الدولة التي اسست لها فاطمة الزهراء (عليها السلام) بواقعة  الطف الفجيعة التي قادها الحسين (عليه السلام) مع أنصاره وأصحابه من تحقيق الاصلاح في أمة جده محمد (صلى الله عليه وآله)، واقرار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،وكانت السيدة زينب (عليه السلام) كان لها الدور الريادي في واقعة الطف اذ لم يقتصر  عملها على حفظ العيال والأطفال فحسب بل كانت بمثابة الاعلام الناطق المتجدد في كل زمان ومكان ؛فقد حاججت الطغاة من يزيد وأمثاله وأقحمتهم بالحجاج القرآني الذي أعجز يزيد بالرد عليها ،وأجبر الحاضرين على الصمت والاستماع لما تلقيه السيدة زينب (عليه السلام) في مجالسهم مرة بالكوفة في مجلس عبيد الله بن زياد ،ومرة بالشام في مجلس يزيد (لعنه الله)،وحتى فالت قولتها المشهورة له  يابن الطلقاء ، ثم قال لها (عليه لعائن الله): كيف رأيت صنع الله بأخيك الحسين (عليه السلام): فقالت: (( مارأيت الا جميلًا))؛ وهي فلبها يعتصر على أخيها الحسين (عليه السلام) ألمًا وحصرة، ولكنها اثبتت شجاعتها وقوة شخصيتها ،وعمق ثقافتها الاسلامية بأنها  بذرة من تلك الثمرة التي وصفت بالزهرة ،وبالكوثر،وكانت عطاء متجددًا خلدته واقعة الطف الخالدة الى قيام الساعة .

الخاتمة ونتائج البحث

  1. إن الزهراء (عليها السلام) عطاء يتجدد في ذريتها الطاهرة  ،ويتجلى ذلك واضحً في سيرتهم الطاهرة التي تحكي مظلوميتهم من جهة ، وتعكس قوة ايمانهم ، وثبات عقيدتهم ، والدفاع عن الشريعة الاسلامية السمحاء، واقرار الحق،وازهاق الباطل  على الرغم من علمهم بأنهم سوف يشردون من قبل الظالمين أو يقتلون حتى أن الامام الرضا (عليه السلام) أقسم قائلًا : ((والله،  مامنا إلا مقتول شهيد))[42]
  2. كانت واقعة الطف الفجيعة  تمثل عطاءً متجددًا على مرّ العصور، وخير شاهد على ذلك زيارة الأربعين للامام الحسين (عليه السلام) التي جمعت القاصي والداني من مشارق الأرض ومن مغاربها ،ومن مختلف الطوائف والأديان حتى وصل الحضور من قبل الأجانب ،وشهدت هذه السنة حضور رحالة فرنسي سمع بالحسين (عليه السلام) وشاهد عبر وسائل التواصل الاجتماعي عملية مشي الزوار على الأقدام ،  وجاء للمشاركة في العملية عن قناعة تامة بمكانة الحسين ،والشعور بمظلوميته، والهدف الذي خرج من أجله من أجل  إقرار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واقرار الاصلاح في أمة جده محمد (صلى الله عليه وآله) ، وكلنا يعرف أن الامام الحسين (عليه السلام) هو ابن الزهراء (عليها السلام) الذي نعته  حين ولادته وبكن عليه حينما اخبرها الرسول (صلى الله عليه وآله) باستشهاده ، ولكنها اطمأنت عندما اخبرها الرسول (صلى الله عليه وآله) بأن الله تعالى جعل له شيعة تنعاه مدى الحياة، وفعلًا قد أكدت الأيام لما منذ القدم والى يومنا الحاضر  أن للحسين (عليه السلام) حرار في قلوب المؤمنين كما أخبر  الرسول (صلى الله عليه وآله) بضعته الزهراء (عليها السلام) إذ قال : ((إن لقتل الحسين  حرارة في قلوب المؤمنين،حرارة لاتبرد أبدًا)،ثم قال (عليه السلام) بأبي قتيل كل عبرة، قيل: وماقتيل كل عبرة يابن رسول الله ؟ قال: لايذكره مؤمن إلا بكى))[43]
  3. 3-  تبقى الكوثر (عليه السلام) عطاءً يتجدد الى قيام مولانا المهدي (عجل الله تعالى فرجه) المطالب  بثأر الحسين (عليه السلام) ، والكاشف عن مظلومية الزهراء (عليها السلام) ، وكلنا يعلم أن لاقبر للزهراء (عليه السلام) ظاهر يزار كما تزار قبور المعصومين (عليه السلام) ، فكانت ناقمة على الظالمين منها حتى في رؤية معالم قبرها ؛ وهذا يحكي شدة مظلومية الزهراء (عليها السلام) من قومها ولاسيما بعد فقد أبيها الرسول (صلى الله عليه وآله)  فقد غصبوا حقها في فدك، وهدموا بيت بكائها الذي يعرف ببيت الأحزان ،والأكثر جرمًا  في التاريخ هو كسر ظلعها ، وسقوط جنينها ،وحرق  دارها فأرادوا من ذلك  دفن عطائها ، ولكنهم يمكرون  ويمكر الله والله خير الماكرين، وبقيت الزهراء (عليها السلام) عطاء يتجدد لاسيما في ذريتها الطاهرة ،وخير مثال على ذلك واقعة الطف الفجيعة؛فالسلام عليها يوم ولدت ،ويوم استشهدت، ويوم تبعث حيا.

المصادر والمراجع

القرآن الكريم

  1. إحياء عاشوراء .. لماذا؟ :الشيخ مصباح اليزدي،ط1،مؤسسة الحق الإسلامية، 1425ه- 2004م.
  2. الأسرار الفاطمية :الشيخ محمد فاضل المسعودي،تحقيق: السيد عادل العلوي،قم،مؤسسة الزائر،ط2، 1420ه- 2000م.
  3. أعلام النساء في عالمي العرب والاسلام: عمر رضا كحالة،مؤسسة الرسالة، 2011م.
  4. أعيان الشيعة:السيد محسن الأمين،تحقيق: حسن الأمين،دار المعارف للمطبوعات،1403ه- 1983م.
  5. الأمالي:أبو جعفر  محمد بن الحسن بن علي الطوسي،تحقيق:يهراد الجعفري، علي أكبر غفاري،ط1، دار الكتب الاسلامية.
  6. 6.    الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: الشيخ ناصر  مكارم الشيرازي،مدرسة الامام علي بن أبي طالب،فم،1426ه.
  7. أنصار الحسين (عليه السلام):محمد مهدي شمس الدين،ط2،الدار الاسلامية،1401ه-1981م.
  8. بحاتر الأنوار: محمد باقر المجلسي،  تحقيق:  محمد باقر البهبودي،ط2، 1403ه-  1983م.
  9. روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني: أبو الفضل  شهاب الدين السيد محمود الآلوسي البغدادي، تحقيق: علي عبد الباري عطية،دار الكتب العلمية،بيروت،لبنان.
  10. الزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين،ناصر مكارم الشيرازي،ط1، دار الهادي للطباعة والنشر.
  11. العوالم، الامام الحسين (عليه السلام):  الشيخ عبدالله البحراني،تحقيق:مدرسة الإمام المهدي(ع)،ط1، 1407ه- 1365ش.
  12. فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى (صلى الله عليه وآله): أحمد رحماني الهمداني، مؤسسة البدر،1410ه-19990م.
  13. فاطمة الزهراء (سلام الله عليها ) الحوراء الإنسية : الشيخ ضياء الجواهري ، الناشر: الشيخ ضياء الجواهري.
  14. الكامل في التاريخ: علي بن محمد بن عبد الكريم المعروف بـ (ابن الأثير)،تحقيق:أبو الفداء عبد الله القاضي،دار الكتب العلمية،1407ه 1987م.
  15. لسان العرب:  أبو الفضل محمد بن مكرم ،جمال الدين  ابن منظور الأنصاري،تحقيق: عبد الله علي الكبير وآخرون،،ط3،دار المعارف، القاهرة، 1414ه.
  16. اللهوف في قتلى الطفوف: السيد ابن طاووس ،ط1، 1417ه.
  17. مستدرك سفينة البحار:الشيخ علي النمازي الشاهرودي،تحقيق: الشيخ حسن بن علي النمازي،1419ه.
  18. مستدرك الوسائل:الميرزا النوري،ط2،تحقيق:مؤسسة آل البيت  عليهم السلام لإحياء التراث،1408ه- 1988م.
  19. مفاتيح الغيب (التفسير الكبير): أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن الملقب بفخر الدين الرازي،ط3، دار احياء التراث العربي،بيروت،1420ه.
  20. مقتل الحسين :أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي  أخطب خوارزم،تحقيق: العلامة الشيخ محمد السماوي،تصحيح:دار نور الهدى،(د.ط،د.ت)
  21. مناقب آل أبي طالب:ابن شهرآشوب محمد بن علي، المطبعة الحيدرية، النجف،1376ه- 1956م.
  22. موسوعة عاشوراء: الشيخ جواد محدثي،ترجمة: خليل زامل العصامي، دار الرسول،دار المحجة البيضاء.
  23. موسوعة كلمات الإمام الحسين (عليه السلام)، لجنة الحديث في معهد باقر العلوم(عليه السلام)،ط3، 1416ه- 1995م.
  24. الميزان في تفسير القرآن السيد محمد حسين الطباطبائي،مؤسسة الأعلمي،بيروت،1417ه.
  25. نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم :الشيخ عباس القمي،دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر، 2014م.

[1]  بحاتر الأنوار، العلامة المجلسي: 4/43

[2] الزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين،ناصر مكارم الشيرازي:2/4

[3]  ينظر: مناقب آل أبي طالب،ابن شهرآشوب: 3/132

[4] الزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين، ناصر مكارم الشيرازي:1/5

[5] بحار الأنوار ،العلامة المجلسي: 43/16

[6] بحار الأنوار ،العلامة المجلسي: 43/16

[7] بحار الأنوار ،العلامة المجلسي: 43/16

[8] بحار الأنوار ،العلامة المجلسي: 43/16

[9] بحار الأنوار ،العلامة المجلسي: 43/16

[10] الزهراء  عليها السلام سيدة نساء العالمين،ناصر مكارم الشيرازي:2/6

[11] الزهراء  عليها السلام سيدة نساء العالمين،ناصر مكارم الشيرازي:2/6

[12] التفسير الأمثل ،مكارم الشيرازي: 20/500

[13]  ينظر: مناقب آل أبي طالب،ابن شهرآشوب: 3/124

[14]  ينظر: مناقب آل أبي طالب،ابن شهرآشوب: 3/132

[15]  ينظر: مناقب آل أبي طالب،ابن شهرآشوب: 3/132

[16]  لسان العرب، ابن منظور:  5/ 133

[17] ينظر: فاطمة الزهراء الحوراء الإنسية -، الشيخ ضياء الجواهري :5

[18] فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى (صلى الله عليه وآله)، أحمد الرحماني الهمداني:1/54

[19]  تفسير الرازي، الرازي: 32/124

[20]  روح المعاني،الآلوسي: 50/ 248

[21] فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى (صلى الله عليه وآله)، أحمد الرحماني الهمداني:1/54

[22]  تفسير الميزان، السيد الطباطبائي: 20/370

[23]  تفسير الميزان، السيد الطباطبائي: 20/370

[24]  تفسير الميزان، السيد الطباطبائي: 20/370

[25]  الأسرار الفاطمية ،الشيخ محمد فاضل المسعودي: 400

[26] العوالم، الامام الحسين (عليه السلام)-، الشيخ عبدالله البحراني (1/ 182)، وينظر: إحياء عاشوراء .. لماذا؟ ،اليزدي: 3/12

[27] ينظر: إحياء عاشوراء .. لماذا؟ ،اليزدي: 3/12

[28]  أنصار الحسين (عليه السلام)/محمد مهدي شمس الدين: 1/28

[29]  اللهوف في قتلى الطفوف،ابن طاووس:38 وينظر: موسوعة عاشوراء، جواد محدثي: 156

[30] ينظر: موسوعة عاشوراء، جواد محدثي: 203

[31] ينظر: موسوعة عاشوراء، جواد محدثي: 264

[32] ينظر: مستدرك سفينة البحار،الشيخ علي النمازي الشاهرودي:5/138

[33] موسوعة كلمات الإمام الحسين (عليه السلام)، لجنة الحديث في معهد باقر العلوم(عليه السلام): 408

[34]  الكامل في التاريخ،ابن الأثير: 4/57

[35]  مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب: 3/249، وينظر: بحار الأنوار،المجلسي: 5/45

[36] بحار الأنوار، المجلسي:45/6، وينظر:أعيان الشيعة، السيد محسن الأمين: 1/602

[37]    نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم ،عباس القمي:131اللهوف في قتلى الطفوف،اسيد ابن طاووس: 59، وينظر:مقتل الحسين (عليه السلام)، الخوارزمي: 2/7

[38]  بحار الأنوار،المجلسي: 19/109 وينظر: موسوعة عاشوراء ، الشيخ جواد محدثي :214

[39] بحار الأنوار،المجلسي: 45/112

[40] أعلام النساءعمر رضا كحالة: 2/504

[41]  مقتل الحسين (عليه السلام)، الخوارزمي: 2/69،وينظر: بحار الأنوار، المجلسي:  45/175

[42] الأمالي، الشيخ الصدوق:120

[43]  مستدرك الوسائل، الميرزا النوري: 10/318