مقتطف من کتاب الزهراء(س) زينة العرش الإلهي
بقلم السید عادل العلوي
العجب كلّ العجب إنّ هذه الأنوار الالهية القدسية ثلاثة عشر منها في التمثال الذكوري والرجولي ، بين نبي ـ خاتم الأنبياء محمد 6 ـ وأوصياء ـ الأئمة الاثنى عشر : ـ أي بين النبوة والإمامة ، وواحدة منها بتمثال أُنوثي ونسوي . وهي فاطمة الزهراء وكانت مشكاة الأنوار، وإنّها جمعت الأنوار كلّها في وجودها المقدّس ، فكانت بنت النبي وحليلة الوصي وأُمّ الأئمة النجباء :.
بنت من ؟ حليلة من ؟ أمّ من ؟ ويل لمن سنّ ظلمها وآذاها.
وفي خلق فاطمة الزهراء النوري روايات معتبرة كثيرة ، أتبرک بهذا الخبر الشريف ، وفيه ما فيه من أسرار الله ومعارفه :
روى عن حارثة بن قدامة قال : حدثني سلمان قال : حدّثني عمّار وقال : أُخبرک عجباً؟ قلت : يا عمّار حدّثني : قال : نعم ، شهدت علي بن أبي طالب 7 وقد ولج على فاطمة 3 فلمّا أبصرته به نادت : أدن لاحدثک بما كان وبما هو كائن وبما لم يكن إلى يوم القيامة حتى تقوم الساعة ، قال عمّار: فرأيت أميرالمؤمنين 7 يرجع القهقرى ، فرجعت برجوعه إذ دخل على النبي 6 فقال له : أُدنُ يا أبا الحسن ، فدنا فلمّا إطمئن به المجلس قال له : تحدّثني أم أحدّثک ؟ قال : الحديث منک أحسن يا رسول الله، فقال : كأني بک وقد دخلت على فاطمة وقالت لک : (كيت وكيت ) فرجعت ، فقال علي 7: (نور فاطمة من نورنا)؟ فقال له : أولا تعلم فسجد عليّ شكراً لله تعالى ، فقال عمّار: فخرج أميرالمؤمنين 7 وخرجت بخروجه فولج على فاطمة 3 وولجت معه فقالت : كانّک رجعت إلى أبي فأخبرته بما قلته لک ؟ قال : كان كذلک يا فاطمة ، فقالت : إعلم يا أبا الحسن إنّ ألله تعالى خلق نوري وكان يسبّح الله جل جلاله ، ثم أودعه شجرة من شجر الجنة ، أوحى الله تعالى إليه ـ الى النبي 6 عند ما عرج الى السماء ودخل الجنة ـ إلهاماً أن أقتطف الثمرة من تلک الجنة ـ وكانت تفاحة الفردوس أو الرطب ـ وأدرها في لهواتک ، ففعل ، فاودعني الله سبحانه صُلب أبي 6 ثم أودعني خديجة بنت خويلد، فوضعتني وأنا من ذلک النور. أعلم ما كان وما يكون وما لم يكن ، يا أبا الحسن ، المؤمن ينظر بنور الله تعالى.
ومن الواضح من هذا المشهد النبوي والحوار العلوي والفاطمي إيصال هذه المعلومة المعرفتية في عظمة الزهراء 3 عن طريق عمّار وسلمان المحمدي رضوان الله عليهما، حتى يعلم العالم ما هي ومن هي فاطمة الزكية 3 فسؤال أميرالمؤمنين عن نور الزهراء لا يعني إنّه يجهلها وهي كفوها الوحيد، وهو باب مدينة العلم والحكمة ، علّمه رسول الله ألف باب من العلم ، ينفتح من كل باب ألف باب ، فلا تغفل ما لمثل هذه الأحاديث الشريفة من أسباب ودواعي وأسرار، فنور الزهراء في عالم التجرد النوري لا يحجبه شيء، لكونه مجرداً، ولازمه أن تعلم بما هو كان ، وبما هو كائن ، وبما لم يكن ، ويكون الى يوم القيامة . وذلک في دائرة الممكنات،وإنّ علمها من علم الله سبحانه فهو الّذي يطلعهابإذنه على الغيب.