دور العبادة والتحفيز لها …بقلم الاستاذ قيصر عبدالحسين الربيعي
مما لا شك فيه بطبيعة الحال ان افضل ما يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى هي العبادة ، لأنها اي العبادة تعني تمام الانقطاع والخضوع والتذلل والاعتقاد بالله سبحانه وتعالى وربوبيته وخالقيته وتدبيره لشؤون عباده ، وأنها تعتبر الارتباط والاتصال الروحي بين العبد وخالقه وكلما كانت هذه الصلة الروحية قوية وتمتلك صفة الاخلاص والنية الصادقة كلما تسامت وتصاعدت هذه الصلة الروحية حتى تصل الى أعلى درجات العبودية لله تعالى ،ولأهمية العبادة ودورها الفاعل والمؤثر في حياة الانسان ووسلوكه العام نجد الحث والتأكيد الشديد على تعميق هذه العبادة والعمل على بناء كيفية الاعداد النفسي والتشويق والتحفيز الروحي لها ونجد ذلك التحفيز والتشويق واضحا وأكدت عليه الروايات والاحاديث الشريفة والامثلة على ذلك كثيرة ، فمثلا صلاة الجمعة المباركة والاعمال العبادية في ليلة الجمعة ويومها نجد الحث عليها وعلى الاستعداد لها من يوم الخميس وكذلك صوم شهر رمضان وغير ذلك كثير ، وان للسيدة فاطمة الزهراء (ع) دورا مهما في مقام الاعداد والتهيئة والتأهب النفسي للعبادة في تربية اولادها (ع) وتوجد رواية في ذلك مذكورة في كتاب مفاتيح الجنان نقلا عن كتاب دعائم الاسلام ” ان رسول الله (صلى الله عليه واله ) كان يطوي فراشه ويشد مئزره للعبادة في العشر الاواخر من شهر رمضان وكان يوقظ اهله ليلة ثلاث وعشرين وكان يرش وجوه النيام بالماء في تلك الليلة وكانت فاطمة (صلوات الله عليها ) لا تدع أهلها ينامون في تلك الليلة وتعالجهم بقلة الطعام وتتأهب لها من النهار أي كانت تأمرهم بالنوم نهارا لئلا يغلب عليهم النعاس ليلا وتقول محروم من حرم خيرها ” .
هكذا كانت السيدة فاطمة الزهراء (ع) تهيأ وتحفز أهلها وتعدهم لاستقبال العبادة لما لها من دور في بناء شخصية الانسان وتقربه من الله تعالى زلفى وهذا جانب تربوي قامت به الزهراء (ع) لتربية أبناءها (ع) التربية الصالحة وعلى الامة ان تأخذ هذا الدرس المهم والرئيسي في مجال تربية اولادهم واعدادهم نفسيا وروحيا ويحفزوا اولادهم على الطاعات ليصبحوا مجتمعا صالحا ملتزما ولا يتركوا اولادهم مع رغباتهم وحرياتهم فتأخذهم التيارات المنحرفة واصدقاء السوء وتجرفهم البيئة الفاسدة وحينها لاينفع الندم ولات حين مندم وليأخذوا هذا الدرس من الزهراء (ع) بعين الجد والتطبيق لنحصل على نتائج جيدة ومجتمعا صالحا وواعيا .