المرجع اليعقوبي: الصديقة الطاهرة الزهراء (ع) تدعو الى إقامة دين الله تعالى واتّباع الأمناء عليه
بسمه تعالى
الثلاثاء 3-جمادى الاخرة-1444هـ
الموافق 27-12-2022م
أكد سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) على دعواته السابقة بضرورة الاستجابة إلى الدعوة القرآنية بإقامة دين الله وهداية الناس إلى ما فيه خير الدنيا والآخرة واصلاح أحوالهم، وأن تبدأ هذه الحركة المباركة من داخل الأسرة أولا ثم تنطلق إلى المجتمع و إستثمار كل الوسائل المتاحة لأجل تحقيق هذا الهدف، خصوصا وسائل التواصل الاجتماعي لانها واسعة الانتشار ولمؤثريتها وقدرتها على تجاوز الحدود الجغرافية، وحينئذٍ سيكون سبباً بأن تحضى الأسرة والمجتمع بانفتاح البركات والخير العميم والحياة الهانئة السعيدة.
وأشار سماحتُهُ (دام ظله) في خطابه الفاطمي السنوي الذي يلقيه على الآلاف من زوار الأمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في 3 من جمادى الاخرة بساحة ثورة العشرين في النجف الاشرف()[1]الى حتمية مجيء اليوم الذي تسعدً فيه البشرية بإقامة دين الله تعالى وهيمنته على كافة الأنظمة والأيديولوجيات البشرية وحينئذٍ تنفتح البركات على نحو غير متصور كما اسهبت الروايات في ذكرها ووصف الحياة الطيبة والرغيدة والمرفهة التي يعيشها في ظل الدولة المباركة.
لافتاً الى ان إقامة الدين ليس أفعالاً عبادية يؤديها الإنسان بينه وبين الله تعالى بمعزل عن الواقع بل انه قانون لتنظيم حياة الإنسان مع الكون كله.
وفي ذات السياق اوضح سماحته أن هذه النعم المحفوفة بالبركات وهي الخيرات الخالصة الطيبة التي تعطي حياة أفضل للناس مع ما فيها من الاستمرارية والنماء وهي ليست كغيرها من النعم التي يفيضها الله تعالى على جميع خلقه حتى العاصين فهي استدراج لهم ولتكون وبالاً عليهم وسبباً في تماديهم وزيادة في آثامه.
مستشهداً بما تمر به الأمم الغربية فإنهم بعد أن خاضوا حربين عالميتين أهلكت عشرات الملايين منهم ودمّرت مدنهم، نشأ جيل في عافية ورغد من العيش وانهمرت عليه النعم، فأصبح همّه الانغماس في الشهوات والملذّات بلا حدود حتى أصبح يشرعن الشذوذ الجنسي ويبيح قتل أجنّة الحوامل، ويبيدون الشعوب المستضعفة لاستعبادهم، ويظهرون عراة أمام الملأ ويعبثون بما أنعم الله تعالى عليهم من الثمرات، وهم يظنون أنهم قد عُفوا مما ابتُلي به آباؤهم، وحينئذٍ بدأت تظهر عليهم النتائج السيئة لأعمالهم القبيحة من انهيار أخلاقي، وتفكك اجتماعي، وانقراض النسل، وأمراض فتاكة وجفاف وأزمات في الاقتصاد والغذاء والطاقة وخوف وقلق من المستقبل المجهول المحفوف بالمخاطر.
وفي نهاية خطابه أكد سماحتُهُ (دام ظله) بان السيدة الزهراء (عليها السلام) أنما احتجّت على أصحاب أبيها رحمةً بهم وشفقة عليهم لأنها تعلم بأن ما يحصل في ذلك اليوم إيجاباً أو سلباً سيزلزل الأرض جميعاً ويرسم خارطة مستقبل البشرية جمعاء إلى قيام الساعة، فطالبتهم بالوفاء ببيعتهم لأمير المؤمنين (عليه السلام) التي أخذها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) منهم يوم غدير خم، وهي (عليها السلام) لم تدعُهم إلى علي (عليه السلام) الشخص فقط وإنما دعتهم إلى التمسّك بعلي (عليه السلام) المشروع الذي أسسه النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وهو الإسلام النقي كما أنزل من الله تبارك وتعالى وتعاقب على تمثيله أبناؤه المعصومون البررة (عليهم السلام)، ومن بعدهم مراجع الدين العظام.
[1] – في ضوء الآية الكريمة {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف: 96]