بقلم المبلغة :: محاسن النداف
سجادة صلاة تتمرغ بالتراب خضوعا وتذللا لرب العزة والجلال
جلد كبش او جلد شاة
استوت على جبهتها رقمة طين و مسبحة طين، يفوح من جنباتها عطر شهادة السابقين الاولين
لا يفتران عن التسبيح والسجود
سجادة ومحراب وإن خلا من سيدة المحراب، فمسك شذاها الفردوسي يظوع في الارجاء كحبات غيث تحلقت حوله نوارس الملائكة تسبح وتهلل وتقدس جلال رب عظيم!
محراب صار نشيده التسبيح مذ تغشاه جبين عبودية البتول لربها الواحد الاحد!
كل ذرة في الكون تسبح بحمد ربها وتقدس، هو تسبيح وجود
لكن سجادة الزهراء،تسبح تسبيح حياة! تنبض مع دقات قلبها المفطور على الحب والطاعة والصبر! وقد ارتوت من نمير دمعها الرقراق خشوعا وتبتلا للرب المعبود
فصارت شريكة عبادة وشريكة هم ومصاب ومستودع الاسرار
تسبيح سجادة الزهراء وذكر محرابها هو تسبيح لهفة و انتظار كبرعم طوى بين ثنايا تراب الزمان لعل نسائم سعده تنعشه ببزوغ شمس الحبيب لتتفتح ازهار الجنان بألوان لم تألفها عيون البشر لتزين محراب سيدة تتشرف بخدمتها الملائكة!
سجادة متلهفة لركوع ليس كمثله ركوع وسجود لا يشبه اي سجود
هو جناح ملكوتي تحلق به سيدة المحراب الى ساحة القدس والرضوان تفترشها بصور المناجاة المنسابة شلال من التسليم والرضا
ثم تتلو آيٍٍ من القرآن فيتلالئ صوتها درر تحتفظ بها الجدران والمكان والزمان!
صوت فاطمة تتلو القرآن
إنها الفردوس وروح وريحان
لربما توقفت الارض، او لربما دار بهاالزمان
تتزاحم الملائكة لتستمع الى صوت الانسان
“الرحمن علم القران خلق الانسان علمه البيان….”
فليس كل انسان وعى قيمة الانسان، خليفة الرحمن! لكنها عرفت ووعت فشرفت وطهرت وصارت سيدة الاكوان.
تدير مسبحتها بأنامل ما برحت تطحن بالرحى وتكنس الدار وتستقي ماءا لاهلها ثم تسبح…
تكبر وتحمد وتنزه الباري كما علمها ربها ان تقول
بمسبحة طين قاربت دماء الشهداء، فتتمثل منازلهم عند الله وقربهم من حضرته وتذوب شوقا لذلك القرب “مقعد صدق عند مليك مقتدر”
فجاءتها الشهادة تسعى تستقي من نار جهادها قبس خلود.
وكان آخر عهدها تلاوة من الذكر الحكيم ترتلها وتستودعها عند سجادة ومحراب
لم يزل محرابها عامرا بالذكر مادام تسبيحها جاريا بين خرز المسابح يذكّر بجلال رب عظيم ويذكّر بعظيم المصاب! ومادأم سرها المستودع يطوف ارجاء الدنيا ليستقر عند سجادة امه الزهراء مرتلا ايات من القران…!