مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
اسئلة واجوبة الحلقة الثالثة
+ = -

أسئلة  وأجوبة  …….الحلقة الثالثة

س1: لماذا سُميت أو لقبت فاطمة (عليها السلام) بــ ((المرضية))؟!!

ج:أقول : أعلم إن درجة المرضيين عند الله تعالى درجة عالية،ومنزلة سامية فهناك القليل من عباد الله الذين رضي الله عنهم فكانوا مرضيين عند الله تعالى بسبب اعتدالهم واستقامتهم ،ومن جملة الذين فازوا بتلك المنزلة الرفيعة والدراجة الراقية هي سيدتنا فاطمة الزهراء (ع) فإن الله تعالى  قد رضي عنها ، فكانت مرضية عندالله عز وجل ، مرضية أعمالها التي عملتها مرضية رضي عنها ربها بما عملت من طاعته.

ويجدر بها أيضاً أن يشملها قوله تعالى (( يا ايها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية ))

س2: ما هو سبب تسميةأو سبب تلقيب السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بـ(( المحدثة))؟

ج: / قبل البدء في ذكر بعض الاحاديث التي شكك فيها بعض الاشخاص لا بد ان نعرف عدة امور منها :

1ـ هل حديث الملائكة مختص بالنبي أو غيره كذلك؟

2ـ إن كان هنالك من يحدث الملائكة وهو ليس نبي فهل يمكنه ان يراهم أم لا؟

3ـ وهل يمكنه أن يسمع أصواتهم أو فقط يلهم إلهاماً ؟؟

كل هذه الامور لو عرفت لحلت لنا مشكلة بل مشاكل عديدة ، فللجواب على السؤال الاول يمكن القول :

أن الملائكة تتحدث مع غير النبي كما في قضية مريم العذراء (عليها السلام) فهنالك آيات عديدة تؤكد ذلك نذكر منها:

{ وإذ قالت الملائكة يامريم إن الله أصطفاك وطهرك وأصطفاك على نساء العالمين * يا مريم أقنتي واسجدي مع الراكعين } إذن مريم(ع) ليست نبية وتحدثت مع لملائكة وسمعت ندائهم وفهمت خطابهم وإلا فما فائدة هذا الخطاب ؟ وقيل الذي خاطبها هو جبرائيل وحده .

أما رؤيته فقد رأته مريم أيضاً كما في قوله تعالى : { واذكر في الكتاب مريم اذ انتبذت مكاناً شرقيا * فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا* قالت اني اعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا* قال انا رسول ربك لاهب اليك غلاما زكيا * قالت أنى يكون لي غلامٌ ولم يمسسني بشرٌ ولم أكُ بغيا* قال كذلك قال ربك هو عليّ هينٌ ولنجعلهُ آية للناس ورحمة منا وكان أمراً مقضيا* }

لقد أجمع المفسرون أن المقصود من (روحنا) هو جبرائيل (ع) تمثل لها بصورة أدمي صحيح ، لم ينقص منه شيء فانتصب بين يديها ، وجرى بينهما الكلام والحوار.

وكذلك أمراة ابراهيم (ع) تكلمت مع الملائكة وراتهم وخاطبتهم كما الآيات في سورة هود.

وكذلك ام موسى (ع) كما جاء في كتاب العزيز الجليل :

(( واواحينا إلى ام موسى أن ارضعيه فأذا خفت فألقيه في اليم)) وقد ذكر الفسرون معنى (واوحينا) أي الهمنا ، وقذفنا في قلبها وعلى قوله : انها نوديت بهذا الخطاب.

س3: ماهي كنية السيدة الزهراء (عليها السلام)؟

ج:/ كنيت بضعة رسول الله (ص) ببعض الكنى ، منها :

1ـ ام ابيها 2ـ أم الحسنين 3ـ أم الحسن 4ـ ام الحسين

س4: ما كان نقش خاتم سيدة نساء العالمين (عليها السلام)؟

ج:/ كان نقش خاتمها (ع) : (( أمن المتوكلون)).

وقيل : كان نقشه (( الله ولي عصمتي )).

وذلك ينمّ عن مدى تعلقها بالله تعالى واعتصامها به .

س5: كم كان عمر فاطمة الزهراء (ع)عند هجرتها إلى المدينة (يثرب) ؟ ومتى وصلت ؟

ج:/ كانت (عليها السلام) تبلغ الثامنة من العمر ، وقد وصلت المدينة في يوم الخميس ((15 ربيع الاول)).

س6: هل حضرت السيدة فاطمة (ع) واقعة احد ؟

ج:/ (نعم حضرت سيدة النساء واقعة احد بعد انتهاء القتال) ..

أما سبب وكيفية حضورها :

بعد سنة واحدة وشهر من الهجرة وقعت معركة احد ، وقتل فيها من اصحاب الرسول(ص) سبعون رجلاً كانوا هم الصفوة والزبدة من الصحابة ، وفي مقدمتهم  عمه سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب ن واضيب رسول الله (ص) بعدة جراحات ، فقد جرح وجهه الشريف، وكسرت رباعيته ، وهشمت البيضة التي على رأسه الشريف واُصيب بحجر وانكسرت منه جبهته الشريفه ، وحجر أصاب فمه الطاهر وانكسرت منه ثناياه ، وتخثر الدم على لحيته كانه حناء ا خضاب . وفي تلك الآونة صاح ابليس سمعها المسلمون في أحد ، وسمعها أهل المدينة ، صاح : (قُتل محمد).

أضطربت القلوب في جبهة القتال ، وانهزم المنهزمون ، وثبت المؤمنون حقاً ولولاهم لانطوت معالم الاسلام ولقضت قريش على النبي (ص) واستاصلت شأفة الاسلام ،وهمدمت حصونه وقواعده وكان راس هؤلاء المؤمنون الإمام علي بن ابي طالب (ع) ولم يكن أضطراب العوائل في المدينة باقل من أضطراب المسلمين في ساحة القتال.

وقد خرجت صفية بنت عبدالمطلب (عمة النبي ) وفاطمة الزهراء إلى احد ، فصاحت فاطمة ،ووضعت يدها على راسها وخرجت تصرخ ، وخرجت كل هاشمية وقرشية واضعة يدها على رأسها .

وكان وصول فاطمة الزهراء وصفية إلى احد بعد ان وضعت الحرب اوزارها ، وبعد ان قتل من قتل ، وجرح من جرح ، وكان النبي (ص) يتفقد القتلى ويبحث عن المفقودين من اصحابه .

وهو إذ وصل إلى مصرع حمزة ، فوجده بحالة لا توصف ، فقد مثلوا به أبشع واقبح مثله ، فقد قطعوا أصابع يديه ورجليه ، وجدعوا انفه واذنيه وشقوا بطنه ، واخرجوا كبده ، وقطعوا عورته ، وتركوه بهذه الحالة.

كان هذا المنظر المشوه مؤلماً ومحزناً ومخدشاً لقلب الرسول ، أذ هو نكاية وتنكيل من المشركين لعم رسول الله (ص) وناصره والمدافع عنه.

كان الحزن والغيظ قد أخذ من الرسول كل ماخذ ، فبينما هو كذلك وإذا يرى عمته صفية وابنته فاطمة قد توجهتا نحو تلك المنطقة ، فغطى الرسول جثمان حمزة بردائه ، وستره من القرن ألى القدم كي لا يرى شيء من مواضع المثلة.

واقبلت صفية وفاطمة تعدوان ، وجلسا عند مصرع حمزة وشرعتا بالبكاء والنحيب، ورسول الله يساعدهما بالبكاء ، ويشاركهما في الانين والنحيب، ثم نظرت فاطمة إلى جراحة جبهة الرسول ،وإلى الدماء المتخثرة على وجهه ولحيته الشريفه ، فصاحت وجعلت تمسح الدم وتقول : أشتد غضب الله على من ادمى وجه رسول الله .

( فغسلت الدماء عن وجه ابيها ، وكان عليٌّ يصب الماء بالمجن ، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم الا كثرة عمدت إلى قطعة حصيرة فاحرقتها ، وجعلت رمادها ضماداً على جبهة ابيها ، والزمته الجرح فاستمسك الدم).

ولما رجع علي (عليه السلام) من احد ناول فاطمة سيفه ، وقال: خذي هذا السيف فلقد صدقني اليوم ، وانشأ يقول:

أفاطم هاك السيف غير ذميم                          فلستُ برعديد ولا بلئيم

لعمري لقد اعذرت في نصر احمد                    وطاعة رب بالعباد عليم

أريد ثواب الله لا شيء غيره                          ورضوانه في جنة ونعيم

وكنت امرا يسمو اذا الحرب شمرت              وقامت على ساق بغير مليم

أميطي دماء القوم عنه فإنه                       سقى أل عبد الدار كاس حميم

فقال رسول الله (ص) : خذيه يافاطمة فقد ادى بعلك ما عليه ، قتل صناديد قريش بيديه .

س7:ماكان موقف السيدة فاطمة (ع) من ابيها (ص) في واقعة الأحزاب ؟

ج:/ عندما داهمت جيوش المشركين المدينة ، عاصمة الإسلام بقيادة الجاهلي ابي سفيان لتطوي رسالة الاسلام ، وتعيد الجاهلية الأولى إلى الناس ، وصنع المسلمون خندقاً لحماية المدينة ، براي المفكر الصحابي الجليل سلمان الفارسي ، وظل النبي (ص) يعمل مع المسلمين ، وسارعت إليه بضعته الصديقة سيدة النساء بكسره من خبز فرفعتها إليه ، فقال لها : ((ما هذه يافاطمة؟!)).

فقالت له وبادب ولطف: (( من قرص اخبزته لابني ، جئتك منه بهذه الكسرة ))

وسارع النبي (ص) قائلا: (( انها لاول طعام دخل فم ابيك منذ ثلاث )).

الله اكبر ، أي إيثار ن وأي مبرة ، واي زهد في الدنيا كهذا الزهد ، لقد حكى النبي (ص) وبضعته روحانية الانبياء وزهدهم في الدنيا .

س8: كيف كان النبي (ص) مع السيدة فاطمة الزهراء (ع) إذا سافر ، واين كانت (ع) في فتح مكة؟

ج:/ لقد أخلص النبي (ص) لبضعته الزهراء (ع) وقدمها على بقية اهله ، وكان من عظيم إخلاصه لها أنه إذا سافر كان آخر عهد بها ، وإذا قدم من سفره كان اول ما يقدم عليها ، ثم ياتي إلى بيته .

كما حضرت سلام الله عليها مع ابيها في فتح مكة وشاهدت الفتح المبين لابيها ، وخضوع القريشيين وذلتهم له .

س9: لقد كان للسيدة الزهراء (ع) عدة عناصر وذاتيات مهمة تحلت بها فهل يمكن ذكرها بصورة مجملة ؟!!

ج:/ نعم نذكر منها مايلي:

1ـ من عناصرها (ع) البر بالفقراء ، والعطف على المحرومين ، وكانت مع زوجها وولديها من المعنيين بقوله تعالى :

(( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً واسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءاً ولا شكورا)).

2ـ من عناصرها (ع) الزهد في الدنيا ، والاعراض عن مباهجها ، شانها شأن أبيها الذي زهد في الدنيا ، وشان زوجها الإمام أمير المؤمنين (ع) الذي طلق الدنيا ثلاثاً .

3ـ ومن عناصرها وذاتياتها (ع) العفة والحجاب ، فقد اعطت للمراة المسلمة الدروس في ذلك لتكون في قمة الكمال ..

4ـ ومن ذاتياتها (ع) الايمان العميق بالله تعالى ، وقد تجلى ذلك في عبادتها .

س10: ذكرتم سابقاً إن من ذاتياتها وعناصر سيدة النساء(ع) الايمان العميق بالله تعالى ، وقد تجلى في عبادتها ، فهل يمكنكم توضيخ ذلك بقصة ؟!

ج:/ نعم يمكن ذلك :

قال الإمام الحسن (ع) (( رايت أمي فاطمة (ع) في محرابها ليلة ، فلم تزل راكعة ساجدة حتى أتضح عمود الصبح ، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم ن وتكثر من الدعاء لهم ، ولا تدعولنفسها بشيء ، فقلت لها : يا اماه ، لم لا تدعين لنفسك ؟ فقالت (ع) : يا بني ، الجار ثم الدار …))