مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
اسئلة واجوبه …..الحلقات الاولى والثانية
+ = -

 الحلقه الاولى  ….. اسئلة واجوبه

س1: متى ولدت السيدة فاطمة الزهراء (ع)؟

ج: اختلفت أرباب السير والتاريخ في زمن ولادة الصديقة سيدة نساء العالمين (ع) وهذه بعض الاقوال :

1ـ ولدت الصديقة الطاهرة (ع) بعد البعثة النبوية بخمس سنين ، وبعد الاسراء بثلاث سنين في لعشرين من جمادى الآخرة ، وكانت ولادتها في يوم الجمعه ، وهو اليوم المبارك أي سنة الهجرة إلى الحبشة .

2ـ ولدت بعد البعثة النبوية بسنة .

3ـ ولدت قبل البعثة النبوية بخمس سنين ، وهذا القول شاذ ومتروك.

4ـجاء في معرفة الصحابة لأبي نعيم: إن فاطمة (ع) كانت أصغر بنات رسول الله (ص) سناً ، ولدت وقريش تبني الكعبة .

5ـ جاء في مقاتل الطالبين لأبي الفرج : كان مولد فاطمة (ع) قبل النبوة وقريش حينئذ تبني الكعبة .

6ـ ونصّت بعض المصادر أنها ولدت قبل البعثة النبوية إلا أنها أهملت السنة والشهر واليوم الذي ولدت فيه .

وهناك أقوال اخرى ، ويترتب عليها الاختلاف في عمرها الشريف ، والصحيح الذي ذهب إليه الأعلام هو القول الأول وانها بلغت من العمر ثماني عشر سنة.

س2: ما هو سبب الاختلاف في تاريخ ولادة فاطمة الزهراء (ع)؟

ج: سوف ترد علينا أحاديث عديدة من كتب الخاصة والعامة حول انعقاد نطفة فاطمة (ع) من طعام الجنة وهذه الأحاديث متواترة .

ولو أطلعت في السؤال اللاحق ولو بصورة موجزة، يتضح لنا أن ولادتها (ع) كانت بعد المبعث ، إذا لم يكن قبل المبعث معراج ولا هبوط جبرائيل ولا ميكائيل على النبي بالوحي.

وبهذا ينكشف لنا الوضع في الأحاديث  والأقوال المزيفة المزورة المصرحة بولادتها قبل المبعث بخمس سنين ،  وأن القائلين بذلك لهم غاية تدفعهم ، وأهداف تدعوهم إلى اختلاق هذه الأقوال ، منها :

أ ـ نسف الاحاديث الواردة حول نزول الطعام من السماء وأنعقاد نطفة  السيدة فاطمة (ع) من أطعمة الجنة واثمار.

ب ـ أنهم يحاولون أن يثبتوا أن فاطمة الزهراء (ع) كانت مزهوداً فيها ، ولايرغب فيها احد ، ولهذا بلغت من العمر ثماني عشر سنة (على زعمهم ) ولم يخطبها أحد في خلال تلك الفترة .

س3: وردت روايات عديدة عن طريق علماء الشيعة : إن فاطمة (ع) كانت تكلم أمها خديجة وهي في بطنها .

فهل أنفرد في ذلك علماء الشيعة أم شاركهم علماء العامة ومحدثيهم؟

ج: تعتبر هذه الميزة من مزايا السيدة فاطمة الزهراء (ع) ولم ينفرد علماء الشيعة بذكر هذه الفضيلة ، بل شاركهم عدد كثير من علماء العامة ومحدثيهم ، فقد روى عبدالرحمن الشافعي في (نزهة المجالس) ج2 ،ص227 قالت أمها خديجة (رض) : لما حملتُ بفاطمة كانت حملاً خفيفاً ، تكلمني من باطني.

وروى الدهلوي في (تجهيز الجيش)عن كتاب (مدح الخلفاء الراشدين) ((أنه لما جملت خديجة بفاطمة كانت تكلمها ما في بطنها ، وكانت تكتمها عن النبي (ص) فدخل عليها يوماً وجدها تتكلم وليس معها غيرها ، فسألها عمن كانت تخاطبه فقالت: ما في بطني ن فانه يتكلم معي . فقال النبي (ص) أبشري ياخديجة ، هذه بنت جعلها الله أم احد عشر من خلفائي يخرجون من بعدي وبعد ابيهم )).

وذكر شعيب بن سعد المصري في (الروض الفائق) ص214: فلما سأله الكفار أن يريهم أنشقاق القمر ، وقد بان لخديجة حملها بفاطمة وظهر .قالت خديجة : واخيبة من كذب محمداً وهو خير رسول ربي. فنادت فاطمة (ع) ــمن بطنها ــ : يا اماه لا تحزني ولا ترهبي ، فإن الله مع ابي ، فلما تمّ حملها وانقضى ، وضعت فاطمة فأشرق بنور وجهها الفضاء.

س4: قال الإمام الصادق(ع) : (( لفاطمة تسعة اسماء عند الله عزوجل ..)) هل يمكن معرفة تلك الاسماء ؟

ج: نعم هي فاطمة ، والصديقة ، والمباركة ، والطاهرة ، والزكية ، والراضية ، والمرضية ، والمحدثةّ ، والزهراء .

 

س5: هل أسم فاطمة كان أرتجالياً ؟

ج: لم تكن هذه التسمية أرتجالية ، إنما سميت بفاطمة لاسباب ومناسبات ولا وليدة إعجاب واستحسان فقط، بل روعي فيها مناسبة الاسم مع المسمى.

س6:لما سُميت فاطمة (ع) بفاطمة ؟

ج: هناك روايات عديدة عن طريق الخاصة والعامة في سبب هذه التسمية نذكر منها الروايات التالية:

1ـ قال ابو جعفر الباقر (ع) : لما ولدت فاطمة (ع) أوحى الله عزوجل إلى ملك : فأنطق به لسان محمد (ص) فسماها فاطمة ثم قال: إني فطمتك بالعلم وفطمتك عن الطمث ثم قال ابو جعفر (ع) والله لقد فطمها الله تبارك وتعالى بالعلم وعن الطمث بالميثاق.

2ـ عن الإمامين الرضا والجواد (ع) قالا سمعنا المامون يحدث عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن ابيه عن جده قال ابن عباس ـــ لمعاوية ــ أتدري لم سميت فاطمة فاطمة ؟

قال : لا قال: لأنها فطمت شيعتها من النار سمعت رسول الله (ص) يقوله .

3ـ قال الإمام الصادق (ع) : أتدرون أيُّ شيء تفسير فاطمة ؟

قلت اخبرني يا سيدي : قال: فُطمت من الشر . ثم قال: لولا ان امير المؤمنين تزوجها لما كان لها كفو إلى يوم القيامة على وجه الارض ، آدم فمن دونه.

4ـ وقال أمير المؤمنين (ع) سمعت رسول الله (ص) يقول: سميت فاطمة لان الله فطمها وذريتها من النار ، من لقي الله منهم بالتوحيد والايمان بما جئت به .

وقد روى هذه الاحاديث عدد كبير من علماء العامة ، منهم :   الخوارزمي في (مقتل الحسين :ص51)  ، الطبري في (ذخائر العقبى)

القندوزي في (ينابيع المودة) ، الصفوري في (نزهة المجالس).

س7: الصديقة هو أسم من اسماء فاطمة (ع) وقيل : هو من القابها فما معنى (( الصديقة)) ؟ ولماذا سميت أو لقبت به السيدة فاطمة (ع) ؟

ج: 1ـ معنى الصديقه : لقد ذكرنا سابقاً أن من جملة أسمائها (ع) الصديقة بكسر الصاد والدال المشددة (صيغة مبالغة ) في التصديق أي الكثير من الصدق . والصّديق أبلغ من الصدوق ، وقيل: الصديق من كثر منه الصدق ، وقيل : بل من لم يكذب قط وقيل الكامل في الصدق ، الذي يصدق قوله بالعمل ن البار ، الدائم التصديق ، وقيل: من لم يتأت من الكذب لتعوده الصدق . وقيل: صدق بقوله واعتقاده ، وحقق صدقه بفعله .

وقيل : المداوم على التصديق بما يوجبه الحق ، وقيل: الذي عادته الصدق. وقيل: إنه المصدق بكل امر ما امر الله به وبانبيائه ، لا يدخله في ذلك شك ، ويؤيده قوله تعالى (( والذين أمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون)) .

والروايات والآيات تبين أن مرتبة الصديقين في عداد مراتب الانبياء والشهداء لهم حساب خاص بهم ودرجة مخصوصة بهم.

وفي تفسير قوله تعلى (( وامة صديقة)) قيل: سميت صديقة لانها تصدق بآيات ربها ، ومنزلة ولدها عيسى  وتصدقه فيما أخبرها به ، بدلالة قوله تعالى : (( وصدقت بكلمات ربها )) وقيل: لكثرة صدقها ، وعظم منزلتها فيما تصدق به من امرها .

وأعلم ان التصديق بالله وبالانبياء والكتب السماوية والاحكام الشرعية تارة يكون باللسان دون العمل ، أي عمله لا يطابق هذا التصديق ، أي لم يبلغ به التصديق إلى درجة المطابقة بين القول والفعل أو بين الاعتقاد والعمل .

ولكن الصديقين هم الذين يعتقدون الحق ويؤمنون به  ، ويعملون على ضوء تلك المعتقدات ، وهؤلاء عددهم قليل ونادر في كل زمان ومكان.

2ـ سبب التسمية : لو لاحظت التعاريف لوجدتها جميعها تنطبق على سيدة نساء العالمين (ع) فهي المعصومة التي لم تكذب قط ، وهي التي يطابق قولها عملها . وهي اصدق امرأة في دنيا الإسلام وغيره ، وقد صدقت وآمنت بنبوة أبيها وما اخبر به من شؤون الاخرة وغيرها .

س8: المباركة أسم من أسماء فاطمة (ع) وقيل: هو من ألقابها : فما هو معناه ؟ ولماذا سميت أو لقبت به ؟!

ج: 1ـ المعنى : البركة : النماء والسعادة والزيادة كما في (تاج العروس) وقال الراغب في مفرداته : ولما كان الخير الالهي يصدر من حيث لا يحبس ، وعلى وجه لا يحصى ولا يحصر قيل  ـــ لكل ما يشاهد منه زيادة محسوسة ـــ هو مبارك فيه ، وفيه بركة.

2ـ سبب التسمية : بوركت هي وذريتها حماة الإسلام ودعاة الله تعالى في الارض ، لقد بارك الله في السيدة فاطمة أنواعا من البركات وجعل ذرية رسول الله (ص) من نسلها ، وجعل الخير الكثير من ذريتها … فالحسن والحسين (عليهما السلام) هما أبناء رسول الله (ص) ومنهم بدأت ذرية رسول الله (ص) تنتشر .. وقد جاء في تفسير قوله تعالى : (( إنا أعطيناك الكوثر )) في تفسير الكوثر : أن يكون المقصود من الكوثر هي الصديقة فاطمة الزهراء (ع) فقد ذكر الطبرسي في (مجمع البان ) في الكوثر هو الخير الكثير ، وقيل : هو كثرة النسل والذرية ، وقد ظهرت الكثرة في نسله (ص) من ولد فاطمة حتى لا يحصى عددهم ، واتصل إلى يوم القيامة مددهم .

س9: قد ذكرتم ان ذرية رسول الله (ص) جاءت عن طريق فاطمة (ع) أي عن طريق الحسن والحسين (ع) وهما ابناء رسول الله (ص) ونحن نعرف ان الذرية تاتي عن طريق الرجال ليس عن طريق النساء ، فكيف تفسرون ذلك مع ذكر بعض الأدلة والحجج ؟

واذا ثبت عكس ماذكرناه فكيف تفسرون قوله تعالى : (( ماكان محمد أبا أحد من رجالكم )) ؟!

ج: 1ـ الحجج والادلة : هنالك آيات عدية استدل  بها أئمة اهل البيت (ع) حول أنتسابهم  إلى رسول الله (ص) عن طريق السيدة فاطمة الزهراء (ع) ومنها :

أ ــ روى شيخنا المجلسي في البحار عن الاحتجاج وتفسير علي بن ابراهيم عن ابي الجارود عن ابي جعفر الباقر (ع) قال: قال لي ابو جعفر : يا ابا الجارود ما يقولون في الحسن والحسين (ع) قلت: ينكرون علينا أنهما أبناء رسول الله (ص)قال (ع): فبأي شيء احتججتم عليهم ؟

قلت: بقول الله عز وجل في عيسى بن مريم (( ومن ذريته داود وسليمان)) إلى قوله (( وكذلك نجزي المحسنين )) وجعل عيسى من ذرية ابراهيم .

قال : فأي شيء قالوا لكم ؟

قلت : قالوا : قد يكون ولد الابنة من الولد ولا يكون من الصلب . قال(ع) : فبأي شيء احتججتم عليهم ؟

قال: قلت : احتججنا عليهم بقوله تعالى L( فقل تعالوا ندع ابنائنا وابنائكم ونساءنا ونساءكم )) قال : فأي شيء قالوا لكم  قلت : قالوا : قد يكون في كلام العرب أبني رجل واحد فيقول : ابنائنا . وإنما هما ابن واحد .

قال : فقال ابو جعفر (ع) : والله يا ابا داود لأعطيكنها من كتاب الله آية تسمى لصلب رسول الله (ص) لا يردها إلا كافر .

قال: قلت :جعلت فداك واين ؟

قال (ع) : حيث قال الله : (( حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم )) إلى أن تنتهي إلى قوله : (( وحلائل أبنائكم الذين من اصلابكم )) فسلهم يا ابا الجارود هل حل لرسول الله (ص) نكاح حليليتهما (أي زوجتي الحسن والحسين) .

فإن قالوا : نعم فكذبوا والله وفجروا ، وإن قالوا : لا فهما والله ابناه لصلبه ، وما حرما عليه إلا للصلب.

س10: لماذا سميت فاطمة أو لقبت فاطمة (ع) بالطاهرة ؟

ج: لانها اطهر بنات حواء واعفهن وقد قلدها الله تعالى هذا الوسام بآية التطهير قال تعالى : (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا)) وبإجماع المفسرين أنها من اهل البيت الذين منحهم الله هذا الوسام.

لقد طهرها الله من العادة الشهرية ، وعن كل دنس ورجس ، وعن كل رذيلة ، والرجس كل ما تستقذره الطباع ، ويامر به الشيطان ، ويحق لاجله العذاب ، ويشين السمعة وتقترف به الاثام ، وتمجه الفطرة ، وتسقط به المروة .

وقال ابن العربي : (( أن الرجس فيها عن كل ما يشين الانسان )) وهذا هو معنى العصمة التي تعتقد به الشيعة في الانبياء والائمة والسيدة فاطمة الزهراء (ع) ، وهي مرتبة عظيمة ، ومنزلة سامية خصّ الله بها بعض عباده .