مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
شذرات عن فاطمة الزهراء عليها السلام / العتبة الحسينية
+ = -

لقد خلد القران الكريم ذكر كل من الانبياء والمرسلين واولياء الله الصالحين بآيات تتلى اناء الليل واطراف النهار تعظيما لمواقفهم وما بذلوه من تضحيات في احياء الدعوة الالهية وممن خصهم الله عز وجل بالذكر هم الصفوة الطاهرة اهل البيت صلوات الله عليهم اجمعين وذكروا المفسرون الآيات التي نزلت بحقهم وعظمتهم وحرمتهم والدعوة للاقتداء بهم والسير على حذوهم .

نبذه مختصرة من سيرة فاطمة الزهراء عليها السلام:

هي فاطمة بنت النبي محمّد صلى الله عليه وآله وأمها السيدة العظيمة: خديجة بنت خويلد عليها السلام أم المؤمنين وزوجها سيد الاوصياء علي بن ابي طالب أمير المؤمنين عليه السلام وأولادها الائمة الطاهرين عليهم السلام، ولدت من اشرف الابوين اللذين غيرا مسار التاريخ في سنوات معدودات ولدت عليها السلام في يوم العشرين من جمادي الاخرة سنة خمس وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه وآله و توفيت شهيدة مظلومة في الثلاثاء ثالث جمادى الاخرة سنة إحدى عشرة من الهجرة وعمرها ثماني عشرة سنة في عمر الورود والازهار قام بتجهيزها أمير المؤمنين عليه السلام و واراها في المدينة وأخفى قبرها حسب وصيتها احتجاجاً على من ظلمها وغصب حقها و كانت عليها السلام  كأبيها في العبادة والزهد والفضيلة والتقوى وقد أنزل اللّه تعالى في شأنها آيات من القرآن الحكيم و كان رسول اللّه صلى الله عليه وآله  قد لقّبها: «سيدة نساء العالمين» وكنّاها: أم أبيها وكان يحبها حباً جماً ويجلّها اجلالاً كبيراً، حتّى أنّها كانت اذا دخلت عليه رحّب بها وقام لها اجلالاً وأجلسها في محله وربما قبّل يديها وكان صلى الله عليه وآله يقول: «ان اللّه يرضى لرضى فاطمة ويغضب لغضبها» وقد أنجبت لامير المؤمنين عليه السلام الامام الحسن عليه السلام والامام الحسين عليه السلام والمحسن عليه السلام لكنه سقط على اثر ما أصاب امه من الاذى والسيدة زينب عليها السلام والسيدة أم كلثوم عليها السلام.

فاطمة الزهراء عليها السلام في آية التطهير:

لقد نزلت اية التطهير على رسول  صلى الله عليه واله  وهو في بيت ام سلمة رضي الله عنها وقد أورد الترمذي وابن جرير وأحمد والجزري والعسقلاني والمحب الطبري والحسكاني (1) وغيرهم عن شهر بن حوشب وغيره عن ام سلمة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء ثم قال: ” اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي (وفي لفظ: وحامتي) اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ” (2) فقالت ام سلمة رضي الله عنها: فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي وقال: (إنك على خير) فنزلت الآية ” إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً ” وتواترت الصحاح بذكر رواية السيدة الشريفة ام سلمة رضي الله عنها بطرق سديدة ومصادر عديدة (3) ويبين النبي صلى الله عليه واله حصر الآية الكريمة بأهل الكساء علوا لمكانتهم وتفضيلا لهم على غيرهم ممن وجد وعلى مرأى ومسمع من ام سلمه رضي الله عنها وبرغم منزلتها وقربها من النبي صلى الله عليه وآله اجابها قائلا: – بعد جذبه الكساء – (انك على خير) وحاشا ان يكون قوله عبثا ولغوا وهو المسدد بعناية المولى عز وجل: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) (4) فكان قوله وعمله امتثالا لامر الله سبحانه وتعالى وحيث تجد في حديث الكساء ورد أنّ جبرئيل سأل الله تعالى فقال: ومَن تحت الكساء؟ ولمّا أراد الله تعالى أن يعرّف الخمسة الطيبين الطاهرين قال: هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها(5) ففي هذا الحديث القدسي نجد ان الله قد بدأ بفاطمة الزهراء وهذا يدلّ على مقامها الرفيع سلام الله عليها فيتبين من هذا ان فاطمة الزهراء سلام الله عليها هي محور أهل البيت سلام الله عليهم.

فاطمة الزهراء عليها السلام هي نور الله فلماذا ظلمت:

ان السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام‏ هي المثل الاسمى للنور الإلهي، ‏قال تبارك وتعالى: ” اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالأرض مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ” فعن صالح بن سهل الهمداني قال سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول في قوله تعالى “الله نور السموات والارض مثل نوره كَمِشْكاةٍ ” المشكاة فاطمة عليها السلام، لقد كانت نورا يخافه الطغاة ان يفضحهم ومن المتعارف عليه ان اللصوص لا يسرقوا والنور موجودا، لكي لا يفتضحوا، فأرادوا ان يطفؤوا ذلك النور الإلهي لكي يسرقوا الخلافة من امير المؤمنين عليه السلام، لكنهم فشلوا في ذلك كما جاء في قوله تعالى ‏” يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ ‏مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ” فجاء بعض الشرذمة ليحرقوا دار الزهراء عليها السلام فقالت: ” يبن الخطاب! اتراك محرقا علي بابي؟! قال : نعم، قالت : ويحك يا عمر ما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله ؟ تريد أن تقطع نسله من الدنيا وتفنيه وتطفئ نور الله ؟ والله متم نوره، فنهرها وقال: كفي يا فاطمة فليس محمد حاضرا ولا الملائكة آتية بالأمر والنهي والزجر من عند الله، وما علي إلا كأحد المسلمين فاختاري إن شئت خروجه لبيعة أبي بكر أو إحراقكم جميعا، وهذا النص تجده في كتب كلا الفريقين فاي نوع من البشر واي اسلام يدعون به هؤلاء؟، أهكذا اوصى رسول الله بعترته؟! حين قال: أني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما، ااوصى بحرق الدار ومن فيها !!، أي ظلم حل بالسيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها جعلها تبكي وتقول: اللهم إليك نشكو فقد نبيك ورسولك وصفيك، وارتداد أمته علينا، ومنعهم إيانا حقنا الذي جعلته لنا في كتابك المنزل على نبيك المرسل” ، أي ظلم جعلها تجهر بالبكاء وتقول يا ابتاه يا رسول الله ابنتك فاطمة تكذّب وتضرب ويقتل جنين في بطنها، أهذا ما اوصى به رسول الله صلى الله عليه واله حين قال: فاطمة بضعة منى، فمن اغضبها اغضبني، وفى رواية: يريبنى ما ارابها، ويوذيني ما آذاها (6) لقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله من آذاها في حياتي كمن اذاها بعد موتي ومن آذاها بعد موتي كمن آذاها في حياتي ومن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله (7) وهو قول الله عز وجل ” إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً (8) .

إعداد: احمد عبد زيد الكربلائي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)    الترمذي ج 2 ص 319 – الطبري ج 22 ص 6 – أحمد في مسنده ج 6 ص 306 – أسد الغابة ج 4 ص 29 – تهذيب التهذيب ج 2 ص 297 – ذخائر العقبى ص 21 – شواهد التنزيل

(2)    الدر المنثور في تفسير الآية.

(3)    التاريخ الكبير للبخاري ج 1 ص 29 الحديث 1719 – سنن البيهقي ج 2 ص 150 – تفسير الزمخشري ج 1 ص 369 – تفسير القرطبي ج 4 ص 183 – تفسير ابن كثير ج 3 ص 484 – الدر المنثور تفسير الآية – الاستيعاب ج 2 ص 460 – كفاية الطالب باب المئة – مستدرك الحاكم ج 3 ص 146 – الرياض النضرة ج 2 ص 248 – فتح القدير ج 4 ص 279 – فتح البيان ج 7 ص 364 – الفصول المهمة ص 25 – اسباب النزول ص 239 – مطالب السؤول ج 1 ص 19 – تفسير البيضاوي ج 2 ص 245 – شرح ابن أبي الحديد ج 4 ص 11 ومصادر اخرى فلتراجع.

(4)    سورة النجم الآية 3 – 4.

(5)    مفاتيح الجنان للقمّي: 1 – 4 حديث الكساء (ملحق في نهاية الكتاب)، منتخب الطريحي: 259 المجلس 9 من الجزء الثاني.

(6)    مجموعة الرسائل الشيخ لطف الله الصافي ج 2

(7)    التفسير الصافي الفيض الكاشاني ج 4

(8)    سورة التوبة اية (57)