مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
من علوم الزهراء (عليها السلام)
+ = -
من علوم الزهراء (عليها السلام)
ومن الصفات الأُخرى التي تحلت بها سيدة نساء العالمين (عليها السلام)، ويجب على المسلمين رجالاً ونساءاً أن يقتدوا بها اكثر فأكثر هو العلم..إذ كانت الزهراء(عليها السلام) عالمة بما للكلمة من معنى، فإنها كانت تتلقى العلم من مدينة علم الرسالة وهو النبي (صلّى الله عليه وآله) ومن بابها وهو علي (عليه السلام)[7]..فهي العارفة بالله وبحقائق الكون وفلسفة الحياة، كما أن قربها من المسجد النبوي كان يتيح لها أن تتابع أحكام الله وتلاوة آياته المباركة.. هذا إلى جوار ما كان لها من العلم اللدني.فمقاماتها السامية وعلومها الزخارة أهلتّها لأن تقوم بدور التربية والتعليم والتوجيه لنساء العالم في كل عصر ومصر، وخاصة نساء عصرها اللاتي كنّ يجتمعن حولها ويتلقين منها علوم الإسلام ويسألنها عن كل شيء.وقد كانت الزهراء (عليها السلام) المعلمة والمربية حتى للرجال من خلال النساء، فعن الإمام الحسن العسكري قال (عليه السلام): قال رجل لامرأته: اذهبي إلى فاطمة (عليها السلام) بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فسليها عني: أنا من شيعتكم أو لست من شيعتكم؟ فسألتها، فقالت(عليها السلام): «قولي له: إن كنت تعمل بما أمرناك وتنتهي عما زجرناك عنه، فأنت من شيعتنا وإلا فلا».فرجعت فأخبرته، فقال: يا ويلي ومن ينفك من الذنوب والخطايا، فأنا إذن خالد في النار، فإن من ليس من شيعتهم فهو خالد في النار!فرجعت المرأة فقالت لفاطمة (عليها السلام) ما قال زوجها..فقالت فاطمة(عليها السلام) قولي له: «ليس هكذا فان شيعتنا من خيار أهل الجنة، وكل محبينا وموالي أوليائنا ومعادي اعدائنا، والمسلم بقلبه ولسانه لنا ليسوا من شيعتنا إذا خالفوا أوامرنا ونواهينا في سائر الموبقات، وهم مع ذلك في الجنة، ولكن بعد ما يطهرون من ذنوبهم بالبلايا والرزايا أو في عرصات القيامة بأنواع شدائدها، أو في الطبق الأعلى من جهنم بعذابها، إلى أن نستنقذهم بحبنا منها وننقلهم إلى حضرتنا»[8].
[1] معاني الأخبار: ص107.[2] اشارة إلى قوله تعالى في سورة آل عمران: 37.[3] تفسير العياشي: ج1 ص171 و172.[4] سورة الإنسان: 8.[5] راجع فاطمة الزهراء (عليها السلام) في القرآن: ص313 نقلاً عن تفسير روح المعاني: ج92 ص157.[6] علل الشرائع: ص181.[7] اشارة إلى حديث «أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها». عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ص233.[8] تفسير الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): ص308.