أجاب مركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني على عدد من التساؤلات بخصوص اخفاء قبر السيدة الزهراء عليها السلام وعلاقة بقاءه مخفيا حتى ظهور الامام المهدي عجل فرجه الشريف.
وجاء في جواب المركز عن سبب بقاء القبر الشريف للسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) إلى حين ظهور الإمام الى عدة احتمالات هي:
1- ليكون دليلاً على صحة ظهور الإمام الحجة (عجل الله فرجه) باعتبار أن موقع القبر لا يعرفه إلا هو (عجل الله فرجه).
2- لأن الرسالة التي أرادتها السيدة الزهراء (عليها السلام) من حكمة الإخفاء للقبر قد انتقت مع الظهور الشريف للإمام المهدي (عجل الله فرجه) .
3- لتكون هذه الآية حجة على من لم يتبع الإمام (عجل الله فرجه) أو المردد في الإتباع وعدمه حتى إذا علم ذلك منه (عجل الله فرجه) قطع أمره في الإتباع أو ثبتت عليه الحجة في عدمه.
4- ليثير بذلك عواطف الأتباع له (عجل الله فرجه) فيرون أنفسهم أصحاب ثأر عليهم أن لا ينسوه فيزدادون حماساً وولاءاً وانطلاقاً.
5- ليؤكد أن الزهراء (عليها السلام) لا ترضى أن يكون ثأرها إلا بهذا المستوى من العمل العالمي والجهد الأممي وهذا يحقق هدفها في رغبتها بهداية العالم وانقاذ الهيئة البشرية من مظاهر الظلم التي ثارت عليها وانتفضت ضدها.
واما بخصوص اخفاء قبرها عليها السلام أشار المركز الى وجود عدد من الاحتمالات هي:
1- إن الزهراء (ع) قد أوصت أميرالمؤمنين (عليه السلام) في أن يخفي قبرها (عليها السلام) ، حيث روي عن الإمام الحسين (عليه السلام) قال: ( لما مرضت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصّت إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن يكتم أمرها ويخفي خبرها, ولا يؤذن أحداً بمرضها, ففعل ذلك وكان يمرضها بنفسه وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس رضي الله عنها على الاستسرار بذلك كما وصّت به.
فلما حضرتها الوفاة, وصّت أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يتولّى أمرها, ويدفنها ليلاً ويعفي قبرها, فتولى ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) ودفنها وعفى موضع قبرها… ) (أمالي المفيد ص 281 ح 7 , أمالي الطوسي ح 1 ص 107).
2- هناك بعض الروايات تعرضت لبعض وجوه الحكمة من دفن الزهراء (عليها السلام) سراً واخفاء قبرها (عليها السلام)، منها:
– عن ابن نباتة قال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن علة دفنه لفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسلم ليلاً؟ فقال (عليه السلام): ( إنها كانت ساخطة على قوم كرهت حضورهم جنازتها وحرام على من يتولاهم أن يصلي على أحد من ولدها ) (أمالي الصدوق ص 523).
3- ان دفن الزهراء (عليها السلام) سراً واخفاء قبرها يكشف عن أكثر من حقيقة:
أ- أن يتساءل المسلمون عن السبب الذي لاجله لم تحظ الزهراء (عليها السلام) بما حظيت به نساء عصرها من أن يكون لها قبر مع أنها المرأة الاولى في الكون فضلاً وتقوى وهدى.
ب- موقفها تجاه الذين ظلموها وغصبوا حقها وباعوا آخرتهم بدنياهم.
جـ – التعبير الحقيقي عن مرارة الأحداث التي تجرعتها ممن ظلمها.
مركز الابحاث العقائدية
متابعة: ولاء الصفار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة