ـ مسؤوليّة المرأة الثقافيّة:
عرفنا ممّا مرّ معنا من حياة سيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام)، أنها كانت تكتسب العلم عن أبيها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، حتى إنها كانت أول مؤلفة في الإسلام، وعرفنا أنها كانت تلقي دروساً إسلاميّة على نساء المهاجرين والأنصار اللّواتي كنّ يجتمعن عندها لغرض التعلم.
والدرس الذي نستفيده من ذلك، هو أن على المرأة المسلمة والمثقفة إسلامياً، أن تجعل حياتها في خدمة الدّعوة الإسلاميّة والتّبليغ، وهذا يفرض عليها أوّلاً أن تنمّي ثقافتها الإسلاميّة وتغنيها بالمعارف الإلهية المتنوعة، ومن ثَمّ تعمل على القيام بوظيفة الدعوة والتبليغ بما يتناسب مع حجابها والتزامها الشّرعي والتزاماتها الزوجية، كما قامت سيّدتنا فاطمة(عليها السلام) بواجبهـا خيـر قيـام.
ونستوحي من هذه المسألة، أنّ المرأة لا بدّ من أن تتحمل مسؤولية العلم، مسؤولية ما تقرأ وتدرس وتعقل، مسؤولية أن تكتب بحسب إمكاناتها في الكتابة، ومسؤوليّة أن تنقل ما تتعلمه إلى الآخرين ما أمكنها ذلك، كما كانت الزهراء (عليها السلام) تنقل علمها للآخرين. إننا نتساءل: لماذا لا يكون لدينا كاتبات مسلمات؟ مع أنَّ في نسائنا من الطاقات الكامنة والدّفينة ما لو تفجرت لقدَّمت للمكتبة الإسلامية وللأمّة الإسلاميّة الكثير من الكتب النافعة والمفيدة، إننا ندعو النساء المؤمنات إلى محاولة تدريب أنفسهن على الكتابة، فقد تكتشف أكثر من واحدة أنها مشروع كاتبة مستقبلية.
إنّ على المرأة أن لا تحتقر طاقاتها أو تستصغر إمكاناتها، فقد يكتشف الإنسان نفسه بالتّجربة، فإذا لم يجرب فلن يكتشف نفسه.لذا نحن ندعو إلى حركة المرأة الفكرية والثقافية وحركة المرأة الأدبيّة وحركة المرأة السياسية والجهادية وحركة المرأة في خطّ الدعوة إلى الله سبحانه، وأن تستهدي الزّهراء (عليها السلام) في كلّ خطواتها، لأننا عندما ندرس شخصيّة الزّهراء (عليها السلام)، فإننا نجد أنها تمثّل الشرعيّة في كلّ ما عاشته وانطلقت فيه ودخلت فيه من ساحات.