مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
حياة الزهراء عليها السّلام مع أمير المؤمنين عليه السّلام‏ / مواقع فاطمية
+ = -

حياة الزهراء عليها السّلام مع أمير المؤمنين عليه السّلام‏

كانت الزهراء عليها السّلام منذ أن كانت أمها على قيد الحياة تساعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كما كان أمير المؤمنين عليه السّلام منذ أول بعثة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و هو في عمر عشرة سنوات يساعد و يعين الرسول صلّى اللّه عليه و آله و يدفع عنه أذى مشركي قريش و يدافع عنه. فالزهراء عليها السّلام أيضا كانت تساعد أبيها في سبيل إعلاء كلمة الحق.

ثم حين هجرتها من مكة إلى المدينة كانت الزهراء عليها السّلام مع الفواطم في ظلال رعاية الإمام علي عليه السّلام. فكان يحامي عنهم بسيفه خلال الطريق لئلا يصيبهم أذى من شر قريش.

ثم إنه أوصلهن إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هو في قبا قرب المدينة.

ثم طرحت مسألة زواج علي عليه السّلام من الزهراء عليها السّلام فتزوّجها و عاشا معا مدة تسع سنوات حتى استشهدت الزهراء عليها السّلام.

و يمكننا أن نقول بقاطعية: إنه لا يوجد زوج و زوجة كعلي و فاطمة عليها السّلام عاشا من بدء حياتهما في أجواء ملؤها الصدق و الطهارة بحيث نجد الزهراء عليها السّلام حينما أرادت أن تفارق الحياة اعتذرت منه و طلبت منه أن يبرء لها الذمة و قالت له في وصيتها: «يابن عم، ما عهدتني كاذبة و لا خائنة، و لا خالفتك منذ عاشرتني».

فصدّقها أمير المؤمنين عليها السّلام و قال: «معاذ اللّه! أنت أعلم باللّه و أبر و أتقى و أكرم و أشد خوفا من أن أوبخك بمخالفتي».

فالزهراء عليها السّلام لم تغضب عليا عليه السّلام قط طيلة حياتهما المشتركة كما أن عليا عليه السّلام أيضا لم يزعجها أبدا.

و كانت الزهراء عليها السّلام- عملا منها بوصية أبيها- لا تطلب من علي عليه السّلام شيئا. و في يوم من الأيام مرضت الزهراء عليها السّلام فأصرّ أمير المؤمنين عليه السّلام و ألحّ عليها أن تطلب شيئا تشتهيه من طعام أو فواكه أو غير ذلك من حلاوات الدنيا.

فقالت له الزهراء عليها السّلام من أجل أن تدخل السرور على قلب زوجها: يا علي، أشتهي رمانا. فذهب على عليه السّلام إلى السوق و اشترى لها رمانة ثم رجع إليها، فرأى شخصا مكفوف البصر و مريضا مطروحا على قارعة الطريق، فوقف علي عليه السّلام فقال له: ما يريد قلبك يا شيخ؟ فأجابه: أريد رمانا. فأطعمه على عليه السّلام تلك الرمانة و عاد إلى البيت مستحيا. فما أن دخل الحجرة التي فيها فاطمة عليها السّلام إذ وجد طبقا مملوءا من الرمان أمام الزهراء عليها السّلام قد أرسله اللّه عز و جل إليها.

و أما حياة الزهراء عليها السّلام في البيت مع أمير المؤمنين عليه السّلام، فكان الرسول صلّى اللّه عليه و آله قد قسّم بينهما الأعمال، فوضع الأعمال التي تتمّ خارج البيت على عاتق علي عليه السّلام و الأعمال المنزلية على عاتق فاطمة عليها السّلام. فكانت الزهراء عليها السّلام تتكفل وحدها بأعمال البيت من قبيل طحن الحبوب و طبخ الطعام و تنظيف البيت و القيام بشؤون الأطفال.

و لما رزقها اللّه خادمتها «فضة»، قسمت الزهراء عليها السّلام الأعمال بينها و بين فضة، فقدّرت أن تكون الأعمال يوما لها و يوما لخادمتها فضة.

و على أي حال استمرت هذه الفترة الذهبية حتى سقي الرسول صلّى اللّه عليه و آله السم ففارقت روحه الحياة شهيدا و انتقل إلى بارئه.

فمن هذا الحين توجّه الجور و الظلم الذي كان يصيبه المنافقين على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلى ابنته الزهراء عليها السّلام، فلم يسمحوا لها أن تعيش لحظة واحدة في هناء و راحة بعد فقدها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، بل عاملوها معاملة صارت من خلالها الزهراء عليها السّلام تبكي ليلها و نهارها.