مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
 البناء الدرامي في الخطبة الفدكية للسيدة فاطمة الزهراء (ع) / ا م د عبدالحسين العمري /كلية التربية /جامعة ذي قار    
+ = -

                   

البناء الدرامي في الخطبة الفدكية للسيدة فاطمة الزهراء (ع)

      ا م د عبدالحسين العمري /كلية التربية /جامعة ذي قار          

                                  

توطئة

يلعب المسرح في حياة الشعوب دوراً مميزاً في إعادة صياغة الثقافة العامة لتلك الشعوب ، وهو يقوم بمهمة استنهاض الوعي الجماهيري بطريقة تحفيزية من خلال عرض الأفكار بطريقة تؤدي إلى التفاعل الفردي بله الجمعي ، وبالنتيجة تؤدي إلى تبني الأفكار المعروضة ، وكلما كانت العواطف المشحونة درامياً هي اللاعب الأساس في الخطاب ، كلما زاد تأثيرها على المجموع ، والخطاب في المسرح يستعمل فضاءاته المفتوحة ، وتفاعله المباشر مع المجموع بتحريك وعيهم ، وصولاً إلى مبتغاه ، ولو عدنا إلى نشأة المسرح الأولى لوجدناه امتزج عند اليونانيين ، منذ أوليات وجوده بالطقوس والشعائر الدينية المقدسة من خلال عرض تلك الطقوس والشعائر والأناشيد التي كان ينشدها المنشدون أثناء قيامهم بتمجيد الآلهة ورجالات الدولة وتكريمهم ، مما يعني أن الخطاب حينما يستعمل فضاءات المسرح بشكل ذكي في بنائه الدرامي ، يكون قد أمسك بخناق المتلقي طواعية منه ، وسيكون منقاداً إلى مكنونات ذلك الخطاب درامياً ، ومضافاً إلى ذلك ، فإن فهم دراما الخطاب يكمن أصلاً في عملية بنائه الدرامي بناءً متقناً من حيث توافر كل عناصره التي هي متعارف عليها ، وهو ما سيتعرض له البحث من خلال مدارسة الخطبة الفدكية للسيدة الزهراء (ع) ، التي قالتها أمام الخليفة الأول وبحضور جمع كبير من المسلمين آنذاك .

فرضية البحث   

 استعمال اجرائيات البناء الدرامي في الخطاب الفاطمي .

 أهداف البحث

يهدف البحث إلى قراءة الخطاب الفاطمي بشكل جديد للإفصاح عن مكنونات هذا الخطاب بوصفه خطاباً يمتلك أبعاداً غير مألوفة.

 عينة البحث

الخطبة الأولى للسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) التي طالبت فيها الخليفة أبا بكر إعادة فدك إليها بعد وفاة أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومصادرتها من قبل الخليفة نفسه.

البناء الدرامي ماهو؟  

نعني بالبناء الدرامي هنا ، عملية استعمال عناصر المسرح في الخطاب درامياً ؛ لأن مفهوم الدراما يبقى مرحلياً ومتغيراً بوصفها تجربة معرفية أساسية في حياة الإنسان ؛ لأنها تقوم على الجدل بين لحظة ماضية ولحظة آنية ، أو بين عالم الواقع وعالم الاحتمال ، ولعل المفهوم الأولي للعمل المسرحي يأخذنا بعيداً إلى بداياته الأولى التي نشأ فيها عند اليونانيين حينما ارتبط بالشعائر الدينية المقدسة التي كانت تقام احتفاءً بالآلهة ورجال الدولة ، وكان المكان الذي تقام فيه تلك الاحتفالات يسمى مسرحاً([1]) ، ولعل الدراما في أبسط مفهوماتها هي (نوع من أنواع الفن الأدبي ارتبطت من حيث اللغة بالرواية والقصة)([2]) ، وفي الخطاب الفاطمي نشهد بناءً درامياً قائماً على تماسك الحدث ووجودية الصراع ؛ لأنه استطاع مسرحة الملفوظ الحواري عبر تقنيات لم تكن قد عرفت إلا في العصر الحديث بالرغم من وجود تلك التقنيات في المسرح اليوناني التي اكتملت فيه منذ نهايات القرن الثالث قبل الميلاد([3]) ، وهذه التقنيات التي اجتمعت في الخطاب الفاطمي جعلته يبني نفسه بناءً درامياً ، بالإضافة إلى كونه ملفوظاً يمتلك متكلماً ومستمعاً ، فقد استعمل الصوت والإشارة والهيأة ، فالخطاب في بنيته الدرامية يستعمل اللغة غير الملفوظة في بعدها البصري المنظور غير الشفوي ونقصد بذلك الحركات والإيماءات والأزياء وصولاً إلى عرض الفكرة وبيانها في بعدها الشفوي([4]).

 فالدراما هي الفعل أو هي استمرار للكلام عن الفضائح وهي فن مسرحي([5]) ، ولعل الرأي القائل إن نشأة الدراما بسبب نزعتين مهمتين في النشاط المعرفي فطرياً للإنسان ، الأولى منهما (هي الحاجة إلى السيطرة على تجربة حياتية حيوية عن طريق اكتشاف معناها أو استنباط قوانينها وتحويلها إلى نمط من التوقعات يتم انتظامه في تيار الوعي وتوصيله إلى آخرين بصورة مقنعة ، بحيث يتصل الوعي المعرفي الفردي بالوعي المعرفي الجماعي)([6]) ، أي أن هناك نوعاً من الصراع بين طرفين أو قوتين من البشر ، أو بين الإنسان والطبيعة من أجل التملك ، بما يجعل الفرد في هذا الصراع مشاركاً ومشتركاً ، وما في الخطاب الفاطمي ينتمي إلى جهة الصراع بين قوتين من البشر تمثلان جانبين متناقضين في الفكرة التي يقوم عليها الصراع بينهما .

وأما النزعة الثانية فهي (نزعة الإنسان والجماعة إلى تفسير الظواهر والقوى الطبيعية الغامضة التي تناصبهم العداء أحياناً تفسيراً إنسانياً في ضوء التجربة الانسانية ومنطقها بحيث يسهل فهمها والتغلب على الاحساس بالرهبة من المجهول)([7]) ، ما يعني أن الدراما هي نشاط معرفي واعٍ يمارسه الفرد في الحياة من خلال الاستحضار الواعي للتجارب الماضية التي كانت لصالحه ، ومقارنتها بواقع منحرف يجسد رؤية افتراضية تستبطن في طياتها المأساة التي تكون أحد أسباب الصراع في مراحل احتدامه وتأزمه.  

ومن هنا فإن البناء الدرامي في الخطاب ، يعدّ (تفاعلاً واعياً بين الفكر والشعور الإنسانيين في تصوير حدث ما)([8]) ؛ إذ الخطاب المسرحي خطاب جدلي ، وهو مرتبط بالتغييرات في الموقف الدرامي ؛ لأنه خطاب محادثاتي([9]) مشبع بروح المأساة ، والدراما فيه تقدم عالماً يعتمد في بنائه على الجدل وليس المحاكاة ، بما يؤدي إلى تشكل مجموعة من عناصر التجربة الانسانية التي تخلق علاقة بين عالمين ، عالم الواقع وعالم الافتراض ؛ لأن في أداء الخطاب الدرامي يتحرر القارئ من القيود الجسدية بما يضمن استجابته انفعالياً ليتحول إلى محض عملية عقلية.  

والخطاب الفاطمي لم يخرج عن هذا المفهوم ،  فإننا نلمح استعمال اجرائيات البناء الدرامي في خطبة السيدة فاطمة الزهراء (ع) التي قالتها أمام الخليفة أبي بكر حينما ذهبت إلى مقر السلطة الجديدة وطالبت بحقها في فدك ، وقصتها معروفة تاريخياً ، ونحن سنتطرق إلى مجريات القصة التاريخية بما له علاقة بالبحث ، من دون أن يتحول البحث إلى بحث تاريخي صرف ، بل بتوظيف القضية التاريخية في اجرائيات البحث من منظور تحليل الخطاب.

إجراءات البحث

يعد البناء الدرامي في الخطابات الشفوية عنصراً هاماً ؛ إذ إن المغزى من وراء استعمال العنصر الدرامي في الخطاب يكمن في إيصال المعنى المراد  بأقصى طاقة ممكنة من الشحنات الانفعالية ؛ لأن (المعنى هو الحقيقة القاطعة التي تصاغ في رموز داخل المسرحية من خلال)([10]) الخطيب أو المتكلم بوصفه منتجاً يسعى إلى تحقيق غايات ، أو يسعى إلى إقناع المتلقي بصدقية مطالبه وحقانيتها عن طريق توظيف ذلك العنصر المسرحي .

ومن خلال القراءة المتأنية الواعية للخطاب الفاطمي ، وخصوصاً خطبتها الأولى ، أو التي تسمى بالخطبة الفدكية ، نجد أن العنصر الدرامي كان حاضراً في الخطبة بوصفه عنصراً فاعلاً ومؤثراً من خلال توظيفه في الخطبة المذكورة ؛ إذ إن البناء الدرامي يقوم على مكون انفعالي وآخر مادي ، وكل منهما يقوم على مجموعة من المكونات التي يتألف منها ، مؤدية بذلك العمل الدرامي بالكامل ، وهذه المكونات هي :-

أولاًالمكون الانفعالي : وهي مجموعة الحركات والهيئات والأصوات التي تصدر عن شخصيات العمل الدرامي التي لا تنطق من خلالها أية لفظة ، فقط أصوات ذات دلالات محفزة أحياناً أو مثبطة أحياناً أخرى ، كل ذلك للتأثير على الجمهور المتلقي ، وشحن الفضاء الدرامي بطريقة تؤمن استجابة الجمهور للعمل الدرامي والقناعة به ، وهذه الانفعالات (هي لغة غير منطوقة تستخدم بشكل لاشعوري )([11]) ، وهي تعبر عن الجانب الخفي من تأثيرات الحدث على الشخصية الفاعلة في البناء الدرامي ، وقد يجري تقديم العمل الدرامي بهذه الانفعالات الغاية من ذلك تهيئة المتلقي للحدث الدرامي وتأمين عملية تواصلية من خلال هذا التخاطب غير الملفوظ ، كما حصل في خطبة السيدة الزهراء (ع) ؛ إذ إن الشيخ الطبرسي ينقل في كتابه الاحتجاج ما نصه:

(لما أجمع أبو بكر وعمر على منع فاطمة (ع) فدكاً ، وبلغها ذلك ، لاثت خمارها على رأسها ، واشتملت على جلبابها ، وأقبلت في لمّة من حفدتها ، ونساءُ قومها تطأ ذيولها ، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم ، فنيطت من دونها ملاءة ، فجلست ثم أنّت أنة أجهش القوم لها بالبكاء ، فارتجّ المجلس ، ثم أمهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم ، افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسوله ، فعاد القوم في بكائهم ، فلما أمسكوا عادت في كلامها……)([12]) .

في هذا النص مجموعة مكونات انفعالية (الهيأة ، مجموعة النسوة ، مجموعة الأصوات) أسهمت في تأطير البناء الدرامي في الخطبة الفاطمية ، وجعلته أكثر قوة تأثيرية مما لو لم تكن تلك المكونات الانفعالية ، فالسيدة الزهراء (ع) جاءت من حيث الهيأة (لاثت خمارها على رأسها ، واشتملت على جلبابها ….. ما تخرم مشيتها مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله)) لتمارس الهيمنة الحضورية على الجمهور بالرغم من كونها امرأة لكنها كانت تتكئ على مفهوم حاضر في أذهان الجمهور ، وهو أنها تنتمي إلى الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) ؛ لأنها ابنته ، وهذا الانتماء يمنحها صفة تجعلها تتقدم على الأخريات ، وهو ما يمكن ملاحظته من حيث جماعة الشخوص المرافقة في تكوين الحدث التي نص عليها قول الرواية (وأقبلت في لمّة من حفدتها ، ونساءُ قومها تطأ ذيولها) ، ولكي يكتمل المشهد المرئي (دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم ، فنيطت من دونها ملاءة ، فجلست…) وهو ما يعني (استخدام المكان الشخصي والمنطقة المكانية الشخصية الخاصة لنقل أو توصيل الإحساس بالسيطرة)([13]) على الجمهور ، لاسيما وأن هناك حشداً من المهاجرين والأنصار كان محيطاً بالخليفة الأول ، وبذلك يمارس الانفعال الخطابي هيمنته على الفضاء الدرامي باستنفار الحالة النفسية للجمهور ، من خلال إعلان الانتماء بشكل علاماتي وهو ما يمكن فهمه من جملة (…ما تخرم مشيتها مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله)…) .

ومن ثم يأتي دور استعمال الصوت ليشكل جزءاً من الانفعال الخطابي لتهيئة الجمهور نفسياً للاستجابة لما سيقال ، ولم يتأخر الجمهور في استجابته وكأنه أسلم القياد لذلك الانفعال في صورة مأساوية دون تردد ، تقول الرواية (…ثم أنّت أنة أجهش القوم لها بالبكاء ، فارتجّ المجلس …) وبذلك تكون السيدة الزهراء (ع) قد أمسكت بزمام الجمهور نفسياً وانفعالياً ؛ لأن طبيعة الخطاب المسرحي هي خلق علامات استفهام وتساؤل لدى المتلقي في الوقت الذي يفهم فيه أن المقصود منه الإجابة على ذلك الاستفهام والتساؤل بوصفه شريكاً في خلق الواقع الإيجابي وليس الانكفاء بشكل سلبي ؛ لذلك سكتت بعد أن رأت المجلس قد ارتج بالبكاء ، لتأتي الجملة الأخرى الموضحة أن المسار الأساسي للتأثير الاجتماعي يسير في الاتجاه نفسه ، تقول الرواية (ثم أمهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم ، افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسوله ، فعاد القوم في بكائهم..) ، وهي هنا تستثمر الإمكانات المتاحة درامياً لتعزيز الروح السلبية تجاه الطرف الآخر ، واستنهاض الطاقات الايجابية لصالحها من خلال التحكم الانفعالي بالجمهور ، وتهيئته لما سيؤول إليه الخطاب درامياً .                   

ثانياً.المكون المادي

1-الحدث : وهو الحبكة ، كما يرى أرسطو ، أو هي مجمل الأفعال والأحداث التي تشكل العمل الدرامي([14]) ، من حيث تعمل على الربط السببي بين مكونات العمل الدرامي ، وبذلك تشكل عملية ارتدادات في الفعل القولي من خلال دينامية عميقة تسهم في بلورة الفعل الدرامي ، ومن جهة أخرى فإن الحدث بوصفه أحد العناصر الأساسية في البناء الدرامي ، يعدّ ركناً من أركان تراجيديا الدراما التي تعني محاكاة لأحداث وليس محاكاة لأشخاص([15]) ؛ لأنه في الخطاب الفاطمي يسعى إلى صناعة القيم وبيان حقيقة انتهاكها ، وليس كما متعارف في البناء الدرامي التمثيلي ؛ إذ إنه يسعى إلى تحقيق نشاط انساني من جهة السعادة أو الشقاء ، وفي الوقت نفسه ، فإن التقنية الدرامية قد تستلزم سرد أحداث سبقت الحدث الذي يعدّ هنا أحد عناصر البناء الدرامي ، وقد أشارت إلى ذلك في أول الخطبة حينما أرادت توثيق الحدث الأكبر ، بقولها (…وأشهد أن أبي محمداً عبده ورسوله ، اختاره قبل أن أرسله ، وسمّاه قبل أن اجتباه ، واصطفاه قبل أن ابتعثه ، إذ الخلائق بالغيب مكنونة ، وبستر الأهاويل مصونة …فأنار الله بأبي محمد (صلى الله عليه وآله) ظُلمَها ، وكشف عن القلوب بهمها ، وجلى عن الأبصار غممها ، وقام في الناس بالهداية ، فأنقذهم من الغواية ، وبصّرهم من العماية ، وهداهم إلى الدين القويم ، ودعاهم إلى الطريق المستقيم…. ثم قبضه الله إليه قبض رأفة واختيار ، ورغبة وإيثار…)([16]) ، وهو ما يجعل المقدمات من الأحداث السابقة تأخذ منحيين درامياً ، المنحى الأول هو عملية تذكير للجمهور المتلقي بشخصية الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله) كونه أباها وليس أباً لغيرها من نساء المسلمين ، والمنحى الآخر هو أن كلامها يحمل إدانة كبرى لهم في أنهم سرعان ما تخلوا عن ابنته ، إذ إنها قالت لهم (أنتم عباد الله نصب أمره ونهيه ، وحملة دينه ووحيه ،…. وزعمتم حق له فيكم ، وعهد قدمه إليكم ، وبقية استخلفها عليكم ، كتاب الله الناطق ….. أيها الناس اعلموا أني فاطمة وأبي محمد (صلى الله عليه وآله) أقول عوداً وبدواً ، ولا أقول ما أقول غلطاً ، ولا أفعل ما أفعل شططاً ﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾([17]) ، فإن تعزوه وتعرفوه تجدوه أبي دون نساءكم ، وأخا ابن عمي دون رجالكم …)([18])، وهي تنتقل في الخطاب درامياً ، من خلال ايضاح الجزئيات السابقة للحدث الآني ، أو المقدمات التي سبقت ذلك في الحصول ، فهي تقول (…أذلة خاسئين ، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم ، فأنقذكم الله بمحمد (صلى الله عليه وآله) بعد اللتيا والتي ، ….. كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ، أو نجم قرن الشيطان ، أو فغرت فاغرة المشركين قذف أخاه في لهواتها ،…فلما اختار الله لنبيه دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ظهر فيكم حسكة النفاق …ونطق كاظم الغاوين….. وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفاً فيكم فألفاكم لدعوته مستجيبين ، وللعزة فيه ملاحظين ….. ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها ويسلس قيادها ، ثم أخذتم تورون وقدتها وتهيجون جمرتها ،…. تشربون حسواً في ارتغاء ، وتمشون لأهله (أي النبي) وولده في الخمرة والضراء ….)([19]) ، وفي خطبة السيدة الزهراء (ع) يكمن الحدث الأكبر في البناء الدرامي حدثياً حينما قالت (… وأنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا ، أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون ، أفلا تعلمون؟ بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية : أني ابنته…)([20]) ، وهذا يعني  أنها طالبت بحقها من الميراث في فدك بوصفها الوريثة الوحيدة للنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، وأنها وجهت الإدانة لجماعة المسلمين بدليل خطابها لهم (…أنتم الآن تزعمون…) ، كما أوضحت ذلك في الخطبة ، من جهة ، ومن جهة أخرى ، مصادرة فدك من قبل الخليفة الأول أبي بكر بن أبي قحافة من خلال احتجاجه على عدم أحقيتها في الإرث مستدلاً على ذلك بحديث يقول عنه إنه سمعه من الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأمام جمع من المسلمين([21]) ، وقد أوردت السيدة الزهراء (ع) في خطبتها ذلك الحدث حينما قالت له (…أيها المسلمون أأغلب على إرثي ، يابن أبي قحافة أفي كتاب الله ترث أباك ولا أرث أبي ؟ لقد جئت شيئاً فرياً ! ، أفعلى عمدٍ تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم…)([22]) ، وهذا تصعيد للحدث درامياً بعد أن أبانت كل تلك الأحداث التي سبقت الحدث الآني الذي انفجر الصراع بسببه ، وأصبح البناء الدرامي المعقد هو الصيغة البنائية والتعبيرية البارزة التي يتفرع إليها الخطاب الفاطمي في إطار عملية تشبه الهجوم المباغت في المعركة ؛ لأن توجيه أنظار المتلقين إلى أحداث تعدّ مسلمات لديهم ، ثم تفاجئهم بعلمية مباغتة في أنهم قد انحرفوا عن الإسلام ، وهي لحظة من لحظات الصراع الدرامي المتأجج ، فتقول في انتفاضة درامية بعد الاستشهاد بآيات قرآنية تنحو إلى تعزيز فكرة المطالبة بالإرث (…وزعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث لي من أبي ، ولا رحم بيننا ، أفخصّكم الله بآية أخرج أبي منها؟ ، أم هل تقولون أهل ملّتين لا يتوراثان؟ ، أو لست أنا وأبي من ملة واحدة ؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي؟ فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك (تقصد الخليفة أبابكر))([23]) ، ومن خلال بناء الخطاب درامياً باشراك مجموعة عناصر قد تبدو لا علاقة لها بالبناء الدرامي للخطاب للوهلة الأولى ، لكنها تقع في صلب الحدث الدرامي ، ومن هذه العناصر ، ذكرها للإمام علي (ع) وبيان أهميته في بناء الحدث ؛ إذ إن ذلك يشير إلى أبعاد الحدث الكبرى ، ألا وأن المسألة ليست مسألة فدك ، بل إن فدك هي رأس الخيط في بناء دراما الحدث في الخطبة ، بما يحيل الفهم إلى أن هناك خطأ مأساوياً سيحصل في التركيبة العامة للمجتمع الإسلامي ، أشارت إلى ذلك السيدة الزهراء (ع) في خطابها حينما أنبأت المجموعة الإسلامية بما سيحصل بقولها (فدونكموها فاحتقبوها دبرة الظهر ، نقبة الخف ، موسومة بغضب الجبار ، وشنار الأبد ، موصولة بنار الله الموقدة ، التي تطّلع على الأفئدة ، فبعين الله ما تفعلون ، …. وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فاعملوا إنا عاملون ، وانتظروا إنا منتظرون)([24]) ، بهذه الجمل النارية يتصاعد الحدث درامياً ؛ لتجعل من الفعل الكلامي مهمازاً مهماً في بناء الخطاب درامياً من خلال انفتاحه زمانياً ومكانياً ، أي باستفاضته في الفضاء الدرامي دلالياً .  

2-الشخصية : يرى كثير من الباحثين صعوبة الكتابة عن الشخصية في البناء الدرامي للخطاب([25]) ؛ وبالرغم من هذا الجدل ن يرى بعض الباحثين أن الشخصية درامياً تقوم على مفهومين ، الأول وجودي باعتبار الفعل هو البداية التي يقوم على أساسها فعل الشخصية من جهة البناء الدرامي للخطاب ، والثاني جوهري باعتبار القيمومة على فلسفة داعية للحكم على الإنسان في جوهره لا في فعله([26]) ، بحسب التماسك الأخلاقي والنفسي الذي تتخطى فيه الشخصية المحسوسات إلى المنظور الوجودي الأسمى ؛ إذ إن ذلك يرتبط بدينامية الفعل الدرامي المأساوي من خلال الفعل الشفوي / الخطابي ؛ لأن المضامين في بناء الخطاب درامياً ستكون في صيغ متعددة من خلال الدلالات المفترضة أو الحاصلة ، التي تجعل الفعل المرئي فعلاً يبحث في خيالات المتلقي عن صورة لابد من تصورها في الذهن ؛ لأن في الخطاب دلالات تحيل إلى المصير الكلي الذي يسعى إليه البشر من دون رغبتهم جميعاً ، ولعل السيدة الزهراء (ع) حينما أبانت عن شخصيتها في الخطاب من خلال حضورها إلى مجلس المسلمين أظهرت أنها هي شخصية الحدث الكبرى ، التي تصنع جزئيات الحدث الصغرى من خلال خطبتها التي طالبت فيها بحقها من الإرث النبوي ، وصولاً إلى درامية الحدث التي لا تنتهي بنهاية الخطبة ، بل تمتد وجودياً لتجوب فضاءات غير معهودة ، من خلال تنويع الفعل الدرامي الذي يتأرجح بين التذكير والتصعيد والتوبيخ واللوم ، وبالرغم من وجود الشخصيات الأخرى ، كالخليفة أبي بكر ، وجمهور المسلمين المتلقين ، إلا أن السيدة الزهراء (ع) حافظت على حضورها الفاعل درامياً وحدثياً ، بوجودها هي شخصياً بوصفها شخصية متعددة الأبعاد ، وكما بينّا ذلك في فقرة الحدث ، هي وجمهور النساء اللواتي رافقنها في الحضور إلى ما يمكن تسميته مجازاً (بمسرح الهواء الطلق) ، واستحضار شخصيتي الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (ع) بتوظيفها إيجابياً في بناء الخطاب الدرامي ، ما يعطي البناء الدرامي قوة فاعلة تتسلل من خلف الرؤية المسرحية لتهيمن على الفضاء المحيط بالمتلقين، وهنا تسهم في بناء الخطاب درامياً في انفتاح وجودي غير منظور ، كما في قولها موجهة الكلام نحو الأنصار (يا معشر النقيبة وأعضاد الملة وحضنة الإسلام ، ما هذه الغميزة في حقي ، والسِنَة عن ظلامتي ؟ أما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبي يقول “المرء يحفظ في ولده” سرعان ما أحدثتم ، وعجلان ذا إهالة ، ولكم طاقة بما أحاول ، وقوة على ما أطلب وأزاول ، أتقولون مات محد”صلى الله عليه وآله” فخطب جليل ، استوسع وهنه واستنهر فتقه ، وانفتق رتقه …… إيهاً بني قيلة ، أأهضم تراث أبي وأنتم بمرأى مني ومسمع ومنتدى ومجمع ؟ تلبسكم الدعوة ، وتشملكم الخبرة ، وأنتم ذوو العدد والعدّة ، والأداة والقوة….ألا وقد قلت ما قلتُ على معرفة مني بالجذلة التي خامرتكم والغدرة التي استشعرتها قلوبكم ، ولكنها فيضة النفس ، وخور القناة ، وبثة الصدر ، وتقدمة الحجة..)([27]) ، يجري الخطاب الفاطمي تنويعات في بنيته الدرامية من خلال تدرجه من التساؤل والتحريض إلى اللوم والتقريع إلى الوعيد والتهديد ، وصولاً إلى تحقيق غاياته باستعمال مقدمات منطقية وتوظيفها بشكل يعزز دراما الخطاب ؛ لأن مساحة الأشكال التعبيرية في خريطة الخطاب تعطي البناء الدرامي قوة خفية لممارسة تأثيره في خلق الصورة الدرامية بكافة صيغها البسيطة والمعقدة .

3-الصراع : هو شكل خاص للتعبير عن المتناقضات في حياة البشر ، ويتم الصدام الحاد فيه بين الآراء والأفعال والعواطف المتصارعة ، والمضمون النوعي للصراع الدرامي هو بين القبيح والجميل ، فلسفياً على الأقل ، وبين الحق والباطل اجتماعياً أو وجودياً أو ايديولوجياً ، ودرامية الصراع تتصف بعمقه وأهمية مضمونه([28]) ، وهو في الدراما يعني النزاع أو الخلاف أو القتال ، وصورة من صور المعارك الإنسانية بين البشر على المستوى الإنساني ، وهو أشبه شيء بتلاطم الأمواج ؛ لأنه يمثل العمود الفقري في البناء الدرامي ، وهو أيضاً بذرته الأولى ، وهو تعارض مرئي بين قوتين متعارضتين ينمو بمقتضى تصادمهما الفعل الدرامي([29]) ، وقد مثلت حركة السيدة الزهراء (ع) ضد الخليفة أبي بكر نوعاً من أنواع الصراع المعلن ، الذي كانت ، هي ومَن وراؤها أحد طرفيه ، بينما كان الخليفة ومَن وراؤه الطرف المقابل في عملية الصراع تلك .

وينقسم الصراع إلى نوعين ، هما ذاتي وخارجي ، أما الذاتي فهو ما يحصل بين العقل والقلب ، بين العاطفة والمثل العليا ، وأما الخارجي فهو ما يحصل مع الآخر ، سواء أكان فرداً أم طبيعة أم محيطاً أم مجتمعاً وما حصل من صراع في الخطاب الفاطمي هو من النوع الخارجي ، وهو ما يقوم على أساس الفعل ورد الفعل ، وكانت حركة السيدة الزهراء هي رد فعل على فعل صدر من الخليفة الأول ، مما يعني أنه كان المبادر لفتح جبهة الصراع ، الأمر الذي دعا السيدة الزهراء (ع) إلى التوجه إلى مجلس الخليفة ومعها جمع من النساء لأجل المطالبة بحقها في الإرث ، وكان أن عرضت كل جزئيات الأحداث التي سبقت الحدث الآني ، مما يعني أن ما حصل كان المتسبب فيه الخليفة لا السيدة الزهراء (ع) ، وهو ما دعاها إلى تقديم أدلتها القرآنية التي تفند كل ادعاء للخليفة ، ولم يكن أمام الخليفة إلا يحاول الانسحاب من حلبة الصراع محاولاً اضفاء طابع الشرعية على الفعل من خلال روايته لحديث مسموع دون تدقيق أو تمحيص ، وبالمقابل اعترافه بصدقيتها ، حينما رد عليها بقوله (يابنت رسول الله لقد كان أبوك بالمؤمنين عطوفاَ كريما ، رؤوفاً رحيما …..أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ذهباً ولا فضة…..)([30]) ، فقالت له رداً على قوله السابق (سبحان الله ، ماكان أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن كتاب الله صادفاً ، ولا لأحكامه مخالفاً ! بل كان يتبع أثره ، ويقفو سوره ، أفتجمعون إلى الغدر اعتلالاً بالزور والبهتان…)([31]) ، فقال أبو بكر (صدق الله ورسوله ، وصدقت ابنته ، أنت معدن الحكمة ، وموطن الهدى والرحمة ، وركن الدين ، وعين الحجة ، لا أبعد صوابك ، ولا أنكر خطابك، هؤلاء المسلمون بيني وبينك ، قلدوني ما تقلدتُ….)([32]) ، فالتفتت السيدة الزهراء (ع) إلى المسلمين قائلة لهم (معاشر المسلمين المسرعة إلى قيل الباطل ، المغضية على الفعل القبيح الخاسر ، أفلا تتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها؟…)([33]) ، وهي هنا تشعر بالخيبة من هؤلاء بعد أن أغلقت منافذ النجاح  بوجهها ما جعلها تذهب إلى قبر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) شاكية باكية وعادت بعد ذلك إلى منزلها .    

                            الخاتمة

أبان البحث عن ما اتصف به الخطاب الفاطمي في توظيفه لإجراءات البناء الدرامي في عملية بناء الخطاب ، وتبين أن البناء الدرامي قام على نوعين من المكونات ، هما المكون الانفعالي ، والمكون المادي .

وبين البحث أن المكون الانفعالي أفاد من الهيئات والأشكال والأصوات في بسط هيمنته على الفضاء الدرامي ابتداءً ، ثم إن المكون المادي بني على عناصر هي الحدث أو الحبكة ، والشخصية ، والصراع ، مستفيداً من فضاءات الدلالة التي ينتجها الخطاب أثناء استعماله السياق في بنيته الدرامية ، ما يجعل الأمور تجري لصالحه .

وقد أوضح البحث ماهية الحدث هنا ، وطبيعة الشخصية المهيمنة حضورياً ، بالإضافة إلى أن البحث قد بيّن أن الصراع نوعان ، هما داخلي ذاتي ، وخارجي غيري ، وأن ما موجود في الخطاب الفاطمي  هو صراع خارجي بني على أساس الفعل ورد الفعل وقد أوضح البحث ذلك ، أثناء تناوله لنصوص الخطاب .

الهوامش


[1] ) ينظر : الاحتفالية- دراسة في المسرح الاحتفالي- 4-5 ، محمد أديب السيلاوي ، منشورات دائرة الشؤون الثقافية والنشر ، بغداد-العراق ، 1982م.

[2] ) الدراما والدرامية 7 ، س.و. داوسن ، ترجمة جعفر صادق الخليلي ، راجعه وقدم له  د.عناد غزوان اسماعيل ، منشورات عويدات ، بيروت – باريس ، ط2-1989م .

[3] ) ينظر : البناء الدرامي  25 ، د.عبدالعزيز حمودة ، الهيأة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة- مصر ، 1998م.

[4] ) ينظر : معجم المسرح 180 ، باتريس بافي ، ترجمة ميشال ف. خطار ، مراجعة نبيل أبو مراد ، المنظمة العربية للترجمة ، توزيع مركز دراسات الوحدة العربية ، مكتبة الفجر الجديد  ، ط1-2015 م.

[5] ) ينظر : الدراما والدرامية 7 .

[6] ) المسرح بين الفن والفكر 18 ،  تأليف د. نهاد صليحة  ، الهيأة المصرية العامة للكتاب ، 1986م .

[7] ) المصدر نفسه : 18 .

[8] ) الدراما والدرامية 5 .

[9] ) ينظر : معجم المسرح 183 .

[10] ) لغة الدراما – النظرية النقدية والتطبيق 17 ، ديفيد برتش ، ترجمة ربيع مفتاح ، مراجعة وتصدير جمال عبدالناصر ، المجلس الأعلى للثقافة 2005 ، المشروع القومي للترجمة ، ط1-2005م.

[11] ) سيكولوجية فنون الأداء 167 ، تأليف جلين ويلسون ، ترجمة د.شاكر عبدالحميد ، مراجعة د.محمد عناني ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، عالم المعرفة ، ع 258 ، 1421هـ-2000م.

[12] ) الاحتجاج 1/126-127 ، لبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي ، منشورات الشريف الرضي ، مطبعة شريعت ، ط1- 1380هـ ش  .

[13] ) سيكولوجية فنون الأداء 199.

[14] ) ينظر : البناء الدرامي 33.

[15] ) ينظر : المصدر نفسه  34.

[16] )  الاحتجاج 1/127-128 .

[17] ) سورة التوبة الآية 128 .

[18] ) الاحتجاج 1/128-129.

[19] ) الاحتجاج 1/130-131.

[20] ) الاحتجاج 1/ 131

[21] ) ينظر : المصدر نفسه 1/134.

[22] ) المصدر نفسه 1/131 .

[23] ) الاحتجاج 1/132 .

[24] ) الاحتجاج 1/134.

[25] ) ينظر : موسوعة المصطلح النقدي 3/369 ، ترجمة د.عبدالواحد لؤلؤة ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت-لبنان ، ط1-1983 م. == الدراما والدرامية 68 وما بعدها .

[26] ) ينظر : معجم المسرح 66.

[27] )  الاحتجاج 1/133-134.

[28] ) ينظر : الموسوعة الفلسفية  99 ، روزنتال بايودين ، ترجمة سمير كرم ،بيروت –لبنان ، دار الطليعة ط1-1988م.

[29] ) ينظر : علم المسرحية وفن كتابتها 104 ، د.فؤاد الصالحي  ، ثالة للطباعة والنشر ، طرابلس –ليبيا، ط1-2001 م.

[30] ) الاحتجاج 1/134.

[31] ) الاحتجاج 1/ 135 .

[32] ) الاحتجاج 1/ 136.

[33] ) الاحتجاج 1/ 136.

                            المصادر والمراجع

  • الاحتفالية- دراسة في المسرح الاحتفالي- 4-5 ، محمد أديب السيلاوي ، منشورات دائرة الشؤون الثقافية والنشر ، بغداد-العراق ، 1982م.
  • الاحتجاج ، لابي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي ، منشورات الشريف الرضي ، مطبعة شريعت ، ط1- 1380هـ ش  .
  • البناء الدرامي  ، د.عبدالعزيز حمودة ، الهيأة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة- مصر ، 1998م.
  • الدراما والدرامية ، س.و. داوسن ، ترجمة جعفر صادق الخليلي ، راجعه وقدم له  د.عناد غزوان اسماعيل ، منشورات عويدات ، بيروت – باريس ، ط2-1989م .
  • سيكولوجية فنون الأداء  ، تأليف جلين ويلسون ، ترجمة د.شاكر عبدالحميد ، مراجعة د.محمد عناني ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، عالم المعرفة ، ع 258 ، 1421هـ-2000م.
  • معجم المسرح   ، باتريس بافي ، ترجمة ميشال ف. خطار ، مراجعة نبيل أبو مراد ، المنظمة العربية للترجمة ، توزيع مركز دراسات الوحدة العربية ، مكتبة الفجر الجديد  ، ط1-2015 م.
  • المسرح بين الفن والفكر  ،  تأليف د. نهاد صليحة  ، الهيأة المصرية العامة للكتاب ، 1986م .
  • لغة الدراما – النظرية النقدية والتطبيق   ، ديفيد برتش ، ترجمة ربيع مفتاح ، مراجعة وتصدير جمال عبدالناصر ، المجلس الأعلى للثقافة 2005 ، المشروع القومي للترجمة ، ط1-2005م.
  • موسوعة المصطلح النقدي ، ترجمة د.عبدالواحد لؤلؤة ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت-لبنان ، ط1-1983 م.  
  • الموسوعة الفلسفية ، روزنتال بايودين ، ترجمة سمير كرم ،بيروت –لبنان ، دار الطليعة ط1-1988م.
  • علم المسرحية وفن كتابتها 104 ، د.فؤاد الصالحي  ، ثالة للطباعة والنشر ، طرابلس –ليبيا، ط1-2001 م.